بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ابا القاسم الامين الامجد الاسعد محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا واللعنة الدائمة على اعدائهم من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين.. اما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية لا بد ان نعلم الحق ونسعى لاتباعه والعمل به ولا بد ان نعلم الشر والمنكر ونسعى الى اجتنابه. الحق هو كل عمل يرضى به الله جل وعلا لانه هو الحق ولو كان عكس ذلك لما اتخذ الله تعالى له هذا الصفة العظيمة والحق لابد ان يقال والا انقلبت الموازين . ولكن هنالك حالات لابد للانسان ان يتبعه وهو ان الانسان ربما هذه الحقيقة تكلفه حياته فمن هذا الباب قد شرع لنا الشرع الاسلامي امور ينبغي ان نعمل به لانه هنالك قاعدة فقهية تقول ( الضرورات تبيح المحظورات) اي انه هناك امور ممنوعة علينا ولكن ان وصلت الحد بان يقع فيه الانسان الى التهلكة فلابد ان يعمل به وايضا شرع لنا الاسلام مبدأ التقية. اي اتقاء شر الظالم, قال تعالى ( الا ان تتقوا منهم تقاة) وقد عمل بهذا المبدا الانبياء والاولياء والصحابة. يقول الله عز وجل ( ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة), هذا من جهة. وهناك حالات اخرى يؤجر به الانسان اذا ما عمل به وهو ان الانسان اذا رأى منكر فلابد ان يغيروه وينبذه حتى لو اصبح منبوذا من قبل البعض ولكن فيه ارضاء لله تعالى فهذا هو الايمان بعينه.فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وكلمة حق عند سلطان جائر.وحسبنا الامام الحسين سيد الشهداء عليه وعلى ابائه الصلاة والسلام عندما صرخ صرخته المدوية يوم الطف (الموت اولى من ركوب العار والعار اولى من دخول النار) اي ان الانسان في اغلب الاحيان يرى نفسه بانه منبوذ من قبل المخلوق ولكن فيه ارضاء للخالق, فلنكن طائعين ومخلصين في عملنا لله تعالى ولا يأخذنا في الله لومة لائم. قال تعالى ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة)...
وكل عمل منكر لابد للانسان ان يجتبه لان فيه معصية لله تعالى وكل من عصى الله فقد خسر الخسران المبين . فيا ايها الأحبة كونوا ملازمين للحق ونابذين للباطل حتى ولو اثرتم به على انفسكم الا ان يصل بكم الامر الى الموت ففي ذلك عذر شرعي وقد اسلفنا ذلك واوضحناها سابقا.
يقول الحبيب المصطفى محمد (ص واله)( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ومن لم يستطيع فبلسانه ومن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان). وهذا الحديث خير دليل على كيفية التعامل مع هذه الامور فيا ايها الاحبة ينبغي علينا ان نساند الحق وننبذ الباطل لان الله عز وجل يقول ( بل نقذق بالحق على الباطل فيدمغه فاذا هو زاهق) فدائما اهل الباطل يكونون في خوف حتى من انفسهم لانهم يعلمون يقينا انهم على خطا ولكن جبروتهم وطغيانهم يملي عليهم ذلك , فأين النمرود واين فرعون واين هامان واين طاغوت العراق كلهم الى جهنم وبئس المصير فينبغي علينا ان نقف مع الحق قدرما نستطيع وكل حسب الامكانية المتوفرة عنده ان كان باليد ام باللسان ام بالقلب فالكل مأجور على ذلك , هذا ما كتبناها على وجه العجالة لان ما كتبناه هو قطرة في بحر في كيفية احقاق الحق وازهاق الباطل, والله ولي التوفيق.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلي على محمد وآل محمد