|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.84 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
الولادة الملكية والولادة الملكوتية للزهراء سلام الله عليها
بتاريخ : 27-02-2010 الساعة : 04:27 AM
اللهم صل على محمد وال محمد
سماحة السيد كمال الحيدري : اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه نستعين ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين . اللهم صل على محمد وآل محمد . في المقدمة اقدم هذه التبريكات ولكنه كما يتذكر المشاهد الكريم ، نحن في مواضع متعددة اشرنا انه هذه هي الولادة الملكية للزهراء البتول ، الولادة المرتبطة بنشأة الدنيا ، الولادة المرتبطة بعالم الشهادة ، وإلا فان للزهراء (سلام الله عليها) ولادة اخرى هي المسمات بالولادة الملكوتية ، وهي الولادة التي تسبق كثيراً من موجودات عالم الامكان ، ولذلك البحث محل آخر ، ولكنه لابد ان يلتفت المشاهد الكريم ، نحن عندما نبارك في هذه المناسبة مرادنا الولادة الملكية ، وإلا امتحنك الذي خلقك قبل ان يخلقك . لانه لها نحوان من الوجود : الوجود الملكي الذي كان فيها والظرف المعين بدأ في زمان معين وانتهى في زمان معين . والوجود الملكوتي المرتبط بعالم الغيب ، المرتبط بعالم الباطن ، وله حديث آخر لعلنا ان شاء الله تعالى في مناسبات اخرى نقف على بعض تلك المسائل . اما فيما يتعلق بهذه المناسبة ، اخترت روايات ثلاث في هذا المجال ، اشير اليها اجمالاً حتى ادخل في البحث الاصلي لهذه الليلة . الرواية الاولى والتي واردة في البحار ، المجلد الثامن (طبعاً الروايات جميعها مرتبطة بابحاثنا في ما يتعلق بالجنة) صفحة (151) الرواية لعله سمعها كثير من المشاهدين ولكنه من باب التيمن اشير اليها ، الرواية عن سلمان انه : قال بعض ازواج النبي يارسول الله ما لك تحب فاطمة حباً ما تحب احداً من اهل بيتك . والروايات الواردة من الفريقين تؤكد هذه الحقيقة ، ان العلاقة القائمة بين الزهراء (سلام الله عليها) وابيها ، كانت علاقة خاصة لا تشبهها اي علاقة اخرى . قال ، النبي الاكرم اجاب عن هذا التساؤل قائلاً : انه لما اسري بي الى السماء في ليلة المعراج ، انتهى بي جبرائيل الى شجرة طوبى (وهذا ما سنقف عليه ان شاء الله تعالى بابحاث اشجار الجنة) فعمد الى ثمرة من اثمار طوبى (وهذا بعد ذلك سيتضح ان هذه الشجرة على خلاف الاشجار الاخرى ، ليس لها نحو واحد من الثمر ، وانما هذه الشجرة ، لها انواع من الثمر ، و ان شاء الله تعالى بعد ذلك سنبين انه هذه الشجرة في بيت كل مؤمن لها ثمرها الخاص بذلك البيت وبتلك الدار وما بعد ذلك ستتضح ان الشجرة طوبى بهذا النحو) ثم اطعمني ، ثم مسح يده بين كتفي ، ثم قال يا محمد () : ان الله تعالى يبشرك بفاطمة من خديجة بنت خويلد ، فما ان هبطت الى الارض ، قال الرسول(): فكان الذي كان (بين فاطمة وخديجة) فانا اذا اشتقت الى الجنة ادنيتها فشممت ريح الجنة (هذا المقطع فيه ابحاث كثيرة ، و اولاً لماذا هذا الوجود عندما اصبحت دنيوياً بعده بقيت رائحة الجنة فيه ، هذه خصوصية . الخصوصية الثانية ، ان الزهراء اصبحت هي الجنة . لذا في ذيل الرواية تقول : فهي حوراء انسية . هذه الجملة فيها حقيقة كامنة ، وهذه الحقيقة تريد ان تبين هذه ، لان القرآن الكريم بنحو عام يقول نحن جميعاً جئنا من تلك العوالم {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ} ايضاً انا جئت من تلك العوالم لان القرآن الكريم يقول { وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} هذه النفخة موجودة في الجميع ، ولكن الفارق هذا ، وهو انه نحن عموماً غلب علينا البعد الارضي والبعد الدنيوي ، بعبارة اخرى اخلدنا الى الارض ، ولكن الزهراء البتول البعد المعنوي والبعد الملكوتي والبعد الروحاني هو الغالب على وجودها في هذا العالم ، فلهذا لم يقل رسول الله انها انسية حورية كلا ، وانما غلَّب البعد الحوري : فهي حوراء انسية ، يعني هذا البعد هو الغالب على وجودها وهي في هذه النشأة ، فما بالك وهي في نشأة قبل هذه النشأة ! هذه رواية . الرواية الثاني ، المرتبطة في ما يتعلق بمبدئها وعرسها ، تعلمون هناك روايات كثيرة في هذا المجال من هذه الروايات ، هذه الرواية القيمة الواردة عن الإمام الباقر ، عن ابيه وعن ابائه ، قال بينما رسول الله جالس ذات يوم اذ دخلت ام ايمن في ملحفتها شيء (يوجد تحت عباءتها شيء) فقال لها رسول الله : يا ام ايمن اي شيء في ملحفتك ؟ فقالت يارسول الله : فلانة بنت فلانة املكوها او زوجوها فنثروا عليها ، فاخذت من نثارها شيئا ، ثم ان ام ايمن بكت ، لانه جاءت من نثار فلانه ، فقال لها رسول الله () : ما يبكيك يا ام ايمن ؟ ، فقالت : فاطمة زوجتها فلم تنثر عليها شيئا ، فقال لها رسول الله : لا تبكين فوالذي بعثني بالحق بشيراً ونذيرا ، لقد شهد إملاك فاطمة (او زواج فاطمة) جبرائيل وميكائيل واسرافيل في الوف من الملائكة ، ولقد امر الله طوبى (شجرة طوبى) فنثرت عليهم ؛ من حللها ، وسندسها ، واستبرقها ، ودرها ، وزمردها ، وياقوتها ، وعطرها ، فاخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعون به من الكثرة ، ولقد نحل الله طوبى (شجرة طوبى) في مهر فاطمة ، فهي في دار علي بن ابي طالب . وبعد ذلك سيتضح هل ان الشجرة اصلها في دار عليٍ ، في دار فاطمة ، في دار رسول الله . لذا بودي ان المشاهد الكريم يلتفت ، هناك عدة روايات انه جملة من الحقائق المرتبطة بالنبي واهل البيت في الدنيا مجهولة ولكنها في السماء معلومة ، واهل السماء اعلم بهم من الارض ، كما في حديث يوم الغدير : فان هذا العيد ، عيد الله الاكبر (كما ورد ، ولعله لا يوجد عندنا تعبير في اي عيد من اعياد المسلمين عبر عنه بانه عيد الله وليس عيد المسلمين ، ففي عيد الفطر مثلاً يعبر عنه (جعلته للمسلمين عيدا) ولكن عيد الولاية والإمامة وعيد الغدير في الروايات هو عيد الله الاكبر ، صاحب العيد هو الله سبحانه وتعالى ، وعندنا شواهد كثيرة مثل : يا ثار الله وابن ثاره ، هناك ثار موجود للبعض ولكن هناك ثار ودم وليه الله سبحانه وتعالى . هناك عندنا ورد ان ذلك العيد اشهر منه في السماء منه في الارض ، كذلك زواج فاطمة فانه اشهر في السماء منه في الارض ، هذه الرواية الثانية . والرواية الثالثة من الروايات القيمة واتصور ان المشاهد لعله لم يسمعها او سمعها القليل . الرواية واردة عن بشير الدهان قال : قلت للباقر () ، جعلت فداك ، اي الفصوص اركبه على خاتمي (العقيق الاحمر ، او العقيق الاصفر ، او العقيق الابيض ، او الزمرد) ؟ قال يا بشير : اين انت من العقيق الاحمر والعقيق الاصفر والعقيق الابيض ، فانها ثلاثة جبال في الجنة ، فاما الاحمر فانه مطل على دار رسول الله () ، واما الاصفر فمطل على دار فاطمة (سلام الله عليها) ، واما الابيض فمطل على دار امير المؤمنين ،ولعل انه يقال ان الدر الابيض مرتبط بعلي () ، والدور كلها واحدة . وهذه حقيقة جيدة وهو ان العقيق عموماً ؛ الاصفر او الاحمر او الابيض يتضح بانه الان واحدة مرتبطة برسول الله والثانية بامير المؤمنين والثالثة بالزهراء البتول ، قال والدور كلها واحدة ، هذه نقطة ان شاء الله تعالى بعد ذلك عندما نقف على منازل النبي واهل البيت ستتضح هذه الحقيقة ، من جهة يقول دار رسول الله ، دار علي ، دار فاطمة ، ولكن مع ذلك يقول وكلها واحدة ، والدور كلها واحدة ، يخرج منها ثلاثة انهار ، من تحت كل جبل نهراً ، وهذا بحث آخر سوف نقف عليه ان شاء الله تعالى عند انهار الجنة ، ولكن انا اقرأ الرواية ولعله نقف عليها قال : من تحت كل جبل عين (نهر) اشد برداً من الثلج واحلى من العسل واشد بياضاً من الدر لا يشرب منها إلا محمد وآله وشيعتهم (وهذه نكتة اساسية لابد ان يلتفت اليها في الروايات : ان الانهار جميعاً ليست هي محل شرب جميع اهل الجنة ، هناك انهار ان صح التعبير مختصة وهناك انهار عامة ، كذلك في الاشجار ، هناك اشجار عامة وهناك اشجار خاصة ، يعني شجرة طوبى سيتضح بعد ذلك انها من الاشجار الخاصة) قال : لا يشرب منها إلا محمد وآله وشيعتهم ومصبها كلها واحد ومجراها من الكوثر . المشاهد الكريم المتابع معنا الابحاث في ما سبق ، يتذكر انه عندما وقفنا عند حوض الكوثر وعند نهر الكوثر وقلنا لعله نهر الكوثر يعد اصل جميع الانهار في الجنة وتأتي فيما بعد الاشارة الى ذلك ، قال : ومجراها من الكوثر وان هذه الثلاثة ، جبالٌ تسبح الله وتقدسه وتمجده وتستغفر لمحب آل محمد () . اللهم اجعلنا من الموالين والمحبين لهم (عليهم افضل الصلاة والسلام) وبحق هذه الليلة ان لا يفرق بيننا وبين القرآن والعترة ؛ لا في الدنيا ، ولا في سكرات الموت ، ولا في البرزخ ، ولا في الحشر الاكبر ، ولا في الجنان ، ان شاء الله تعالى . هذه روايات ثلاث كان بودي ان اقف عليها اجمالاً في هذه المناسبة ، واتضح للمشاهد الكريم ان كل رواية من هذه الروايات فيها ابحاث مفصلة ولكنه بمقدار ما يسعه المقام اشرنا الى بعض نكاتها .
من برنامج مطارحات في العقيدة لسماحة السيد كمال الحيدري
|
|
|
|
|