الاسلام المنيع
من المؤسف القول ان ثقافتنا الفردية والاجتماعية الحالية بحسابي لم تصل الى وضع اليد على نقطة التوازن الاستراتيجي الفكري التي تتوسط بين الضرورة التحديثية وضرورة الانسجام مع الاخر حول مفهوم القيادة الموحدة والفكر الاسلامي بخطوطة الاساسية والمصلحة العلياللاسلام ولعل الهجمة المعادية للضد من جهة وضخامتها واتساعها من جهة اخرى وانتشارالصحوة الاسلامية وامتدادها على طول العالم وعرضة ستكون اسبابا ملحة ولازمة لوضع مفهوم القيادة والفكر المتوازن في مواجة اعداء الاسلام وفي مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجة الشعوب الاسلامية الان واعتقد ان خط المرجعية المبارك هو الخط الحقيقي لمفهوم القيادة الان بما يختزنة من عطاء فكري وتجربة تاريخية وارتباط بمصادر التشريع الاصلية
ولعل هناك بعض الشواهد والأمثلة، من سيرة النبي (صلى الله علية وآله وسلّم) والإِمام الحسين (عليه السّلام)،كنماذج حيّة على حجم ماتعرض له المشروع الاهلي المتوازن الاستراتيجي بكل ابعادة من النبوة الى العصمة بالموضوعات وانتهائا بالمرجعية النائبة ..من تحديات ومخاطر
..وكيف أمكن لهذا اليتيم، صاحب المشروع والمبشر فية واحد ركائز تشريعة .الذي حاربه حتى أقرباؤه، في بداية بعثته، أنْ يبلغ الذروة التي وصل إليها، من حيث التأثير والنفوذ؛ حتى أنّ أبا سفيان، الرجل المتمدّن، أو المطّلع على مدنيات عصره، حين أبصر النبي عن كَثَب، وحوله أصحابه؛ قال: (ما رأيتُ أحداً يُحبه أحدٌ كما يحب هؤلاء الناس صاحبَهم).
وفي حرب تبوك، حيث حدثت في ظروف عصيبة كان يمر بها المسلمون، تلك التي يقول حولها التأريخ: (أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر أصحابه بالتهيؤ لغزو الروم، وذلك في زمان من عسرة الناس وشدة الحرّ وجدبٍ من البلاد، وحين طابت الثمار، والناس يحبّون المقام في ثمارهم وظلالهم).
وفي هذه الظروف القاسية، هدّد الروم كيان الإسلام من الحدود الشمالية، ورأى النبي ص أنْ يُرسل الجيش الإِسلامي إلى الحدود الرومية، وأعلن عن التعبئة
العامة، وحاول المنافقون كثيراً أنْ يقفوا بوجه الزّحف الإِسلامي، ولكنهم باؤوا بالفشل.
وأمكن للنبي ص أنْ يجهّز جيشاً يَتألّف من ثلاثين ألفاً، وقد لُقِّب هذا الجيش (بجيش العسرة)، لأجل المتاعب والظروف المرّة التي يعيشها، ولم تكن للمسلمين خيول كافية، فكل أربعة منهم كانوا يشتركون بواحد منها؛ وكذلك لم يمتلكوا الغذاء الكافي، وربما اقتنع الواحد منهم بتمرةٍ واحدةٍ؛ بل ربما اشترك أكثر من واحدٍ بتمرةٍ واحدةٍ ولكن، رغم كل هذه الظروف الصعبة، اندفعوا للحرب خضوعاً لأوامر القائد ونشر الاسلام فاستطاع الاسلام فكر وحركة ان يستقطب العالم باجمعة حول فكرة الرسالة الالهية ومشروعها الشمولي بالصبر والتحدي والارادة والهدوء والفكرة السهلة التي تناغم الروح والوجدان
ونرى العكس في العالم الغربي
فقد ظهرت العلمانية في أوروبا في القرن السادس عشر كوسيلة للتخلص من حكم رجال الكنيسة وقيادتهم الانتهازية الوصولية وتسلطهم على المجتمع باسم الدين وبرموزة القيادية الهشة المتكاسلة ولعل حادثة الجدل البيزنطي المعروفة من الادلة الواضحة على مستوى الانهيار القيادي والمعرفي عند الكنيسة قبل العولمة وبعدها
حتى كان ابرز شعارهتفت بة الجماهير ابان الثورة الفرنسية
اشنقواخرملك بامعاءاخرقسيس
فقد اتهم رجال الكنيسة وممثلي الدين المسيحي الاساسيين كل من يقترف جريمة العلم والتتبع المعرفي الاكاديمي بالهرطقة،بدون ضابطة بعكس الاسلام الذي اتعبرالعقل جزء من التشريع
واعتبرت الكنيسة كل من يرتكب رذيلة البحث التجريبي العلمي الاكاديمي بالكفر والإلحاد والخروج عن الدين.كما حصل مع اسقف باريس الذي اوجب فصل الاهوت عن الفلسفة ومنع كلية الاداب بباريس من مناقشة المسائل الاهوتية وطلب فصلها عن الطبيعيات والاخلاق والحقيقة ان طلب الفصل نتج من فقر ماتقدمة الكنيسة من تحليل علمي للظواهر والموجودات ....
وتم إنشاء محاكم التفتيش في أوائل القرن الثالث عشر، واستمرت إلى القرون التالية، وكان هدف هذه المحاكم محاربة الهرطقة في أنحاء العالم المسيحي، وكان الناس يساقون سوقاً إلى محاكم التفتيش عن طريق الشبهة فقط أو عن طريق وشاية من أحد الجيران او الاقارب وكان الواحد منهم يضرب ويعذب تحت اشراف رجال الدين حتى يعترف بذنبه فإذا لم يعترف نقل إلى مرحلة أعلى من التعذيبالبدني والروحي ، فإذا أصر على رأيه ورفض التراجع عن أفكاره كان يرمى في المحرقة حتى الموت باسم المسيحية وممثليها في الكنيسة
كانت تلك هي الظروف والملابسات التي ظهرت فيها العلمانية ، والتي تم فيها فصل الدين عن جميع مناحي الحياة..
وتجد في الاتجاة الاسلامي ان الية المقاصد او مايسمى فقهين فقه المقاصد منهج لايوجد في المنظومات القانونية غيرالاسلام لان قوانينها منفصلة عن هيمنة الرؤية الكونية للعلوم الطبيعية والاخلاقية ان لم تكن نتاج هجين وملفق من فلسفات متعددة ولعل ابرز فائدة للمقاصد انها ستعزز فهم المجتهد القائد للدليل وتعين بشكل واضح لايقبل المس على فهم الواقع ومتغيراتة والغوص فية بثقة ومعرفة
ونتج عن استقراء فقة المقاصد والغوص فية رؤية متكاملة للمفاهيم السياسية والاجتماعية وتطبيقها على الواقع ونرى في حركة المرجعيات الشيعية تحديدا في مواجهة المسائل السياسية عمق من الدقة والاتزان والوسطية والثقة بالقرارات واتخاطر اخر موقف استراتيجي يحمل في طياتة البعد الروحي والامني والسياسي والاجتماعي الذي تمثل في موقف
السيد اية الله العظمى محمدسعيد الحكيم دام الله ظلة
ونزولة مع الزوار في مسيرة العشاق هذا الموقف الرسالي الموجة للضد بذكاء وعبقرية وثقة يمثل بلا شك رؤية متكاملة لموقف استراتيجي ..قراءة الضد المغرور بثقافة التشنج وفهم مقاصدة والياتة...واعاد حساباتة من جديدوقف احتملات تكتيكية سوف تنتهي باذن الله في مزبلة السذاجة التاريخية...........
والمثير للعجب مانراة بكل وضوح من انهيار الخطاب العلماني بالامجتمع الاسلامي والعربي بشكل خاص بعد ان سحق قديما الكنيسة وحولها لحالة شاذة بالامجتمع الغربي بعد ان كانت متاصلة لقد اخفق الخطاب العولمي بكل اشكلة في محاولتة الكسيحة الغاءالتراث الاسلامي من جذورة المتماسكة والتراكم العلمي فية وترى الاسلاميين يناقشون من رؤية قرانية واسلامية نظريات العولمة من الدارونية الى الماركسية والفرودية وانتهان بالفوضوي نتشية السوبرمان ..؟؟
والسبب بحسابي يعود الامران
الاول,,عدم قدرة العلمانية على اثبات اخفاق ذالك التراث وخطئة بالبرهان العلمي القاطع
والثاني..,,
عدم تقديمة بديلا عمليا وليس نظريا مكافئاله فقد استطاع الاسلام ان يحكم الساحة التي يتحرك بها الا الان ونذكر مثال بسيط بهذا الخصوص ففي الدول الاسلامية التي يحكمها نظام حكم علماني نرى في مسالة العقد الشرعي بين طرفين للتزويج لايتم بحسابهم الا من خلال رجل الدين وليس بالمحاكم الصورية للدولة
والاسلام بتشريعاتة وقوانية التي تمتد مع الانسان بابعادة المختلفة قادر على استيعاب الخطاب العلماني من جهة المضمون ولكنه بطيءي اسلوب العرض والصياغة لتلك المضامين الاسباب معروفة منها الضغط والقمع ومصادرة الحريات العامة حرية الفكر التي يمارسها ممثلون العلمانية الغربية من حكام وسلاطين
يقول المفكر ادونيس
في كتابة النص والقران
لقدعبرالنص القراني عن حقائق خارج حدوديات الزمان والمكان فهو كلي وليس ذاتيا ولاموضوعيا انما هو كوني وموجة للبشرجميعهم فهذاالنص يفتح اذهاننا على خيال خلاق وحركية في التامل والتاويل...