المعايشه المشتركة الحياتية بين الناس مع بعضهم تفرض عليهم منطقيا ان يدركونها من وجهها العميق فليس الشمس مشتاقة ان تستمع الى صوت الديك الوحيد الذي يردد صوته في الآفاق
وانما خلقها الله لكل الخلائق والتاريخ بعمقه الانساني لم يتوصل الى دماغ واحد كمنتج فكري وانما آلية تفكيرية مترابطة وملونة ومتمايزة ومتشابكة تمثل بمجملها الفكر الانساني العام فلا يستطيع مثلا تفكير شخص واحد ان يفهم كل موجودات الحياة وان يفكر بها سوية في آن واحد، مهما اوتي هذا الشخص من العبقرية والنبوغ. والناس لهم تفكير منوع كل راض عن عقله بدرجة ما ثم ان لهم سجايا وطبائع فطروا عليها ويعد التعدي على تلك الطبائع او استفزازها تعدي على الكرامة اي انه الغاء للاشخاص من خلال تهميش طبائعهم والاستهانة بتفكيرهم وان كانت تلك الطبائع غير مكتملة من الوجهة الاخلاقية فاذا اريد تحسين تلك الطبائع فانما بمسلك عقلاني متوازن وغير استفزازي كما لو ان الامر يحدث مع طفل عزيز يراد منه ان يفعل اشياء جميلة تليق به كبشر وان لله سبحانه وتعالى له غاية في كل مخلوق وهذا يدل على ان افعالنا يجب ان تركز هذه الحقيقة وان نعي انه لايمكن اخلاقيا ان نهمل اي شخص باعتبار انه لايستحق مجهوداتنا كنقطة مهملة او كقشة تطفو على ساحل البحر. وعندما نهتم بالآخرين فاننا بالحقيقة نهتم بانفسنا من خلالهم، فلا يستطيع امرئ ان يتصور نفسه وحيدا في عالم خال من الناس فهذا امر خارج الطبيعة البشرية فالانسان اجتماعي بطبعه كذلك متفاعل في هذه الاجتماعية الى ابعد الحدود كيما يصقل المرآة الكبيرة التي يمثلها الآخرون ليرى ذاته ويخلد ذكراه لدى الناس وهذه غاية اكيدة في تركيبه التكويني اي بمعنى فطرته الطبيعية.
والناس محتاجون الى خدمات بعضهم في غير المجال المعنوي اي المصالح المادية والخدمات بشقيها الخدمات المباشرة من الاصدقاء والاحبة المقربون والمحيط الاجتماعي والشق الثاني المتمثل بالخدمات العامة الخاصة او الحكومية واذن فاننا امام ترابط لاينتهي من العلائق والوشائج المهمة والضرورية لحياتنا ونحن نحتاج الى التطوير والتلاحم والتواصل باقوى من واقع الحال اي الى مزيد من الاتصال والتعاون بل الى فعل ستراتيجي يطور العلاقات لينتج هذا الاتصال والتفاعل الايجابي سبيكة متجانسة من التلون والتمايز الضروري. وان التصلب والاستخفاف بالاخرين ونبذهم بسبب افكارهم عمل غير سوي في واقع الامر حتى مع ثقافة متخلفة فلا تستطيع ان تنزع جلدك او تغيير انفك وسماة وجهك الأخرى فالانسان المتسامح الذي يملك قدرا من المرونة يملك المقدرة الواعية والمنهجية لتغيير الواقع من خلال خلق نموذج القدوة في نفسه ظاهرا في افعاله في مدارات الآخرين والترقي معهم على درجات التصاعدية بدءاً من اسفل المستوى البسيط الذي يقفون فيه. وابعاد كل مشاعر الضغينة والسير بشكل تعاوني لإنتاج فعل حسن لصالح الحياة وهو ايضا منعكس طبيعي باتجاه الفعل الآخروي ذلك لأن الحسن هو حسن بالمحصلة كفعل يرضاه الله وخصوصا ان كانت النية المبيتة له لمرضاة الله سبحانه وتعالى. والفعل الطيب نور يمكن لإي انسان ان يمتلكه شرط ان ينجح في التغلب على الميول السلبية المانعة، الطبيعية منها او المكتسبة. والفعل الرديء مكلف وفيه من العسر الباهض كمية كبيرة فان عليه ان يبرر ويدعي ويكذب ويتظاهر ويحابي ويتماهى ويدلس ويتلون وينمق وينافق ويقسو ويتوحد ويغضب وينفعل ويتذمر وان تعشعش الضغينة في كيانه ويتآكل بها معنويا الى ان ينتهي منبوذا لا تاريخ مشرف له وتطوى صفحة حياته دون ان تترك وراءها شئ حسن او ذكر طيب، هذا عدى خسرانه الاكبر امام الله سبحانه وتعالى، فاي ثمن اكبر من هذا؟.
ان المرونة والشفافية ومحبة ومداراة الناس المشتركون معهم في الحياة هو الاساس الذي ترسو عليه ارادتنا الخيرة وذكرنا الجميل وتقوم عليه مكارم اخلاقنا كمسلمين او كانسانيين ومن هذا الفهم يمكننا ان نفعل اشياء صالحة لنا وللمجتمع ونسجل من خلاله انتصاراتنا على الميول الرديئة وننال محبة الله ومحبة الناس ونسجل ذكرى طيبة قد يتداولها الاخرين عندما تنتهي لمحة الحياة.
والله ولي التوفيق
الف شكرا لك سيدتي الفاضلة نور المستوحشين على متابعتكم ومروركم الكريم
في اعمالنا المتواضعه في قسمكم العام
وانا اقول لك
الضاهر انك قاسيت القلب لم تحرك قلبك الكلمات يا ام زهراء اراك دائما موجوده في قسم الخواطر ولن تمر على اعمالنا
لمذا هذا الجفاء سيدتي الفاضلة
لك اسمى تحيااتي
نسال الله ان يجعلكم وايانا من اهل العطاء وأن نبادر بتقديم كل ما نستطيع لمن نحب
لنعطيه رسائل مباشرة وغير مباشرة بين الحين والآخر
لنعلمه بمدى مكانته عندنا ومدى تقديرنا وحبنا له
شكرا لحضورك وتقديرك استاذنا المعطاء الهادي الكريم
لك خالص دعائي