بسند صحيح: عُمَر يأمر بقتل الإمام علي إذا تولى الإمامة بغير مشورة
بتاريخ : 10-07-2009 الساعة : 10:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الطبقات الكبرى لابن سعد 3 : 344 دار صادر ـ بيروت:
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح ابن كيسان قال قال بن شهاب أخبرني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر قال دخل الرهط على عمر قبيل أن ينزل به عبد الرحمن بن عوف وعثمان وعلي والزبير وسعد فنظر إليهم فقال إني قد نظرت لكم في أمر الناس فلم أجد عند الناس شقاقا إلا أن يكون فيكم فإن كان شقاق فهو فيكم وإنما الامر إلى الستة إلى عبد الرحمن وعثمان وعلي والزبير وطلحة وسعد وكان طلحة غائبا في أمواله بالسراة ثم إن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها الثلاثة لعبد الرحمن وعثمان وعلي فإن كنت على شئ من أمر الناس يا عبد الرحمن فلا تحمل ذوي قرابتك على رقاب الناس وإن كنت يا عثمان على شئ من أمر الناس فلا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس وإن كنت على شئ من أمر الناس يا علي فلا تحملن بني هاشم على رقاب الناس ثم قال قوموا فتشاوروا فأمروا أحدكم قال عبد الله بن عمر فقاموا يتشاورون فدعاني عثمان مرة أو مرتين ليدخلني في الامر ولا والله ما أحب أني كنت فيه عالما أنه سيكون في أمرهم ما قال أبي والله لقل ما رأيته يحرك شفتيه قط إلا كان حقا فلما أكثر عثمان علي قلت له ألا تعقلون أتؤمرون وأمير المؤمنين حي فوالله لكأنما أيقظت عمر من مرقد فقال عمر أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل لكم صهيب ثلاث ليال ثم اجمعوا أمركم فمن تأمر منكم على غير مشورة من المسلمين فاضربوا عنقه قال بن شهاب قال سالم قلت لعبد لله ابدأ بعبد الرحمن قبل علي قال نعم والله
قال ابن حجر في فتح الباري 5 : 55 دار المعرفة ـ بيروت : أخرجه ابن سعد بإسناد صحيح .
أقول: وأخرجه عبد الرزاق بن همام الصنعاني في المصنف 5 : 804 ـ 482 برقم 9776 ، بالسند واللفظ التالي:
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال : دعا عمر - حين طعن - عليا ، وعثمان ، وعبد الرحمن ابن عوف ، والزبير - قال : وأحسبه قال : - وسعد بن أبي وقاص ، فقال : إني نظرت في أمر الناس فلم أر عندهم شقاقا ، فإن يك شقاق فهو فيكم ، ثم إن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها الثلاثة ، فإن كنت على شئ من أمر الناس يا علي ! فاتق الله ، ولا تحمل بني هاشم على رقاب الناس . قال معمر : وقال غير الزهري : لا تحمل بني أبي ركانة على رقاب الناس . قال معمر : وقال الزهري في حديثه عن سالم عن ابن عمر : قال : وإن كنت يا عثمان ! على شئ فاتق الله ، ولا تحمل بني أبي معيط على رقاب الناس ، وإن كنت على شئ من أمور الناس يا عبد الرحمن ! فاتق الله ، ولا تحمل أقاربك على رقاب الناس ، فتشاوروا ، ثم أمروا أحدكم ، قال : فقاموا ليتشاوروا ، قال عبد الله بن عمر : فدعاني عثمان فتشاورني ، ولم يدخلني عمر في الشورى ، فلما أكثر أن يدعوني ، قلت : ألا تتقون الله ؟ أتؤمرون وأمير المؤمنين حي بعد ؟ قال : فكأنما أيقظت عمر ، فدعاهم ، فقال : أمهلوا ، ليصل بالناس صهيب ، ثم تشاوروا ، ثم أجمعوا أمركم في الثلاث ، واجمعوا أمراء الأجناد ، فمن تأمر منكم من غير مشورة من المسلمين فاقتلوه ، قال ابن عمر : والله ما أحب أني كنت معهم ، لأني قل ما رأيت عمر يحرك شفتيه إلا كان بعض الذي يقول . قال الزهري : فلما مات عمر اجتمعوا ، فقال لهم عبد الرحمن ابن عوف : إن شئتم اخترت لكم منكم ، فولوه ذلك ، قال المسوز : فما رأيت مثل عبد الرحمن ، والله ما ترك أحدا من المهاجرين والأنصار ، ولا ذوي غيرهم من ذوي الرأي ، إلا استشارهم تلك الليلة .
ـــــ
ملاحظات:
ـ لاحظ أنَّ عمر قد أمر بقتل أي صحابي يتولى الإمامة من غير مشورة الآخرين، وضمن الذين تم توجيه التهديد إليهم: الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام..!
ـ لاحظ أنَّ تولي الإمامة بغير مشورة من المسلمين شنيع في نظر عمر إلى حد أنه يراه موجباً لقتل فاعله، ولو كان من السابقين الأولين من المهاجرين، مع أن إمامة أبي بكر وكذا عمر قد وقعتا بغير مشورة..!
ـ لاحظ شدة القوم في أمر الخلافة؛ وحرصهم على أن تقع بالصورة التي يرتؤونها، ومن خالف فالقتل هو مصيره المحتوم..!
ـ لاحظ مدى المحبة التي كانت تتفجر من قلوب الصحابة بعضهم على بعض.. ولا تسأل عن محبتهم لأهل البيت..!