|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 34979
|
الإنتساب : Apr 2009
|
المشاركات : 19
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
المطوع
المنتدى :
المنتدى الفقهي
بتاريخ : 23-05-2009 الساعة : 05:04 PM
اسمه : الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني . قال العلماء فيه : 1 ـ العـلامة الشيخ علـي البلادي البحراني ( المـتوفى : 1340 هـ ق ) : " العالم الرباني و العارف الصمداني كمال الدين الشيخ ميثم ابن علي بن ميثم البحراني ، و هو المشهور في لسان الأصحاب بالعالم الرباني و المشار إليه في تحقيق و تشييد المباني أثنى عليه سلطان المحققين الخواجة نصير الملة والدين ثناء عظيما، و عبر عنه المحقق الشريف في شرح المفتاح في أوائل علم البيان : ببعض مشائخنا ، تنويها بشأنه و تعريضا ، و أثنى عليه صدر المحققين مير صدر الشيرازي في حواشي التجريد في مباحث الجواهر ، و أعجب بما أورده في المعراج السماوي ، و له مصنفات كثيرة مليحة منها : ( شرح نهج البلاغة ) لا سيما الشرح الكبير فإنه حقيق بأن يكتب بالنور على بطون الأحداق لا بالحبر على بطون الأوراق ، رأيته و انتفعت منه و عندي منه المجلد الأول و رأيت شرحه الصغير في خزانة شيخنا الفقيه الشيخ سليمان بن علي بن سليمان ( قدس الله سره ) سنة 1095 من الهجرة ، و منها ( الاستغاثة في بدع الثلاثة ) و هي عندي بنسخة عتيقة جدا و كان بعض مشائخنا المعاصرين قدس الله روحه يتوقف في نسبتها إليه و يقول : انها غير جارية على مذاقه و هي بكلام غيره أشبه ، .... " .
2 ـ الفـقيه المحدث الشيخ يوسف بن أحمد البحـراني " صاحب الحـدائق " ( المتوفى : 1186 هـ ) : " أما الشيخ ميثم المذكور فإنه العلامة الفيلسوف المشهور ، قال شيخنا العلامة سليمان بن عبد الله البحراني ــ عطر الله مرقده ــ في رسالته المسماة ( السلافة البهية في الترجمة الميثمية ) : هو الفيلسوف المحقق و الحكيم المدقق ، قدوة المتكلمين ، و زبدة الفقهاء و المحدثين ، العالم الرباني ، كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني.
غواص بحار المعارف ، و مقتنص شوارد الحقائق و اللطائف ، ضم إلى الإحاطة بالعلوم الشرعية ، و إحراز قصبات السبق في العلوم الحكمية ، و الفنون العقلية ، ذوقا جيدا في العلوم الحقيقية ، و الأسرار العرفانية ، كان ذا كرامات باهرة ، و مآثر زاهرة و يكفيك دليلا على جلالة شأنه ، و سطوع برهانه ، اتفاق كلمة أئمة الأعصار ، و أساطين الفضلاء في جميع الأمصار ، على تسميته بالعالم الرباني ، و شهادتهم له بأنه لم يوجد مثله في تحقيق الحقائق ، و تنقيح المباني .
و الحكيم الفيلسوف سلطان المحققين ، و أستاذ الحكماء و المتكلمين ، نصير الملة و الدين ، محمد الطوسي ، شهد له بالتبحر في الحكمة و الكلام ، و نظم غرر مدائحه في أبلغ نظام .
و أستاذ البشر ، و العقل الحادي عشر ، سيد المحققين الشريف الجرجاني على جلالة قدره ــ في أوائل فن علم البيان في شرح المفتاح ــ قد نقل بعض تحقيقاته الأنيقة ، و تدقيقاته الرشيقة ، و عبر عنه : ببعض مشائخنا ، ناظما لنفسه في سلك تلامذته ، و مفتخرا بالانخراط في سلك المستفيدين من حضرته ، المقتبسين من مشكاة فطرته .
و السيد السند الفيلسوف الأوحد ، مير صدر الدين محمد الشيرازي أكثر من النقـل عنه فـي حاشية شـرح التجريد التي أبدعها ــ عطر الله مـرقـدة ــ في كتـاب : ( المعراج السماوي ) و غيره من مؤلفاته التي لم تسمح بمثلها الأعصار ، ما دام الفلك الدوار ، و في الحقيقة من اطلع على شرح نهج البلاغة الذي صنفه للصاحب خواجه عطاء ملك الجويني ــ و هو عدة مجلدات ــ شهد له بالتبريز في جميع الفنون الإسلامية ، و الأدبية و الحكمية ، و الأسرار العرفانية .. " .
3 ـ المحقق الشخ عباس القمي ( المتوفى : 1359 هـ ) : " كمال الدين ميثم بن علي البحراني العالم الرباني و الفيلسوف المتبحر ، المحقق و الحكيم المتأله المدقق ، جامع المعقول و المنقول أستاذ الفضلاء الفحول ، صاحب الشروح على نهج البلاغة .
يروي عن المحقق نصير الدين الطوسي و الشيخ كمال الدين علي بن سليمان البحراني ، و يروي عنه آية الله العلامة و السيد عبد الكريم بن طاووس . و قيل أن الخواجة نصير الدين الطوسي تلمذ على كمال الدين ميثم في الفقه ، و تلمذ كمال الدين على الخواجة في الحكمة " .
فائدة : حكي عن بعض العلماء : أن ميثم حيثما وجد فهو بكسر الميم إلا ميثم البحراني فإنه بفتح الميم و الله العالم .
حادثة و عبرة : و هناك حادثة طريفة جسدها موقف حكيم مبارك من قبل شيخنا المترجم له ( قده سره ) ، و لعمري فإن في هذا الموقف درس عظيم و عبرة نجلاء لكل من سمح للمظاهر و الماديات أن تسحر عينه و تأخذ بلبه على حساب الجوهر و المخبر و الأخلاقيات و الفضائل الإنسانية . و إليك الحادثة : كان قد كتب إليه بعضهم كتابا يحتوي على قدحه و ملامته لانزوائه عن الناس و تركه إياهم ، فقال في كتابه : ( و العجب منك مع شدة مهارتك في جميع العلوم و المعارف و حذاقتك في تحقيق الحقائق و إبداع اللطائف قاطن في ظلول الاعتزال و مخيم في زاوية الخمول الموجب لخمود نار الكمال ... ) ، فكتب في جوابهم هذا البيت : طالبت فنون العلم أبغي بها العلا فقصر بي عما سموت به العقل تبين لي أن المحاسن كلها فروع و أن المال فيها هو الأصل
فلما وصل إليهم الكتاب ، كتبوا إليه : ( إنك أخطأت في ذلك خطأ ظاهرا و حكمك بأصالة المال عجب ) ، فكتب في جوابهم هذه الأسطر و هـي لبعض الشعراء : قد قال قوم بغير علم ما المرء إلا بأكبريه فقلت قول إمرء حكيم ما المرء إلا بدرهميه من لم يكن درهم لديه لم تلتفت عرسه إليه
ثم إنه ( ره ) لما رأى أن المراسلات لا تنقع عزم العراق لزيارة الأئمة ( ع ) و في أحد الأيام لبس أخشن ثيابه و أرثها و دخل بعض المدارس المشحونة بالعلماء فسلم عليهم ، فرد عليه بعض و لم يجبه آخرون ، فجلس في صف النعال و لم يلتفت إليه أحد ، فدار بين العلماء البحث في مسألة عويصة و مشكلة كانت من مزال الأقدام ، فأجاب عنها بتسعة أجوبة دقيقة جميلة . فتوجه إليه بعضهم مستهزءا و قال له : ( يا خليلك أخالك طالب علم ... ) .
ثم بعد ذلك أحضروا الطعام و لم يطعموه بل أفردوا له بشيء قليل من الطعام في صحن و اجتمعوا هم على المائدة ، فلما انقضى المجلس قام و عاد في اليوم التالي إليهم و قد لبس ملابس فاخرة بهية لها أكمال واسعة و على رأسه عمامة كبيرة فلما قرب منهم سلم عليهم ، فقاموا تعظيما له و استقبلوه تكريما به و اجتهدوا في توقيره و أجلسوه في صدر المجلس المشحون بالعلماء و الأفاضل و المحققين و لما شرعوا في البحث تكلم معهم بكلمات عليلة لا وجه لها فقابلوا كلماته العليلة بالتحسين و أذعنوا له على وجه التعظيم ، ثم حضرت المائدة فبادروا إليه بأنواع الطعام باحـترام و أدب ، فألقى الشيخ ( قدس الله روحه ) كمه فـي ذلك الطعام و قـال : ( كل يا كمي ، كل يا كمي ) .
تعجب و استغرب الحاضرون من فعله هذا ثم استفسروه عن معنى ذلك الخطاب ، فقال ( ره ) : ( إنكم أتيتموني بهذه الأطعمة النفيسة لأجل أكمامي الواسعة لا لنفسي القدسية اللامعة و إلا فأنا صاحبكم بالأمس لم أر منكم تكريما و لا تعظيما مع إني جئتكم بهيأة الفقراء و سجية العلماء و اليوم جئتكم بلباس الجبارين و تكلمت بكلام الجاهلين ، فقد رجحتم الجهالة على العلم و الغنى على الفقر ، و أنا صاحب الأبيات التي في أصالة المال و فرعية الكمال التي أرسلتها و عرضتها عليكم فقابلتموها بالتخطئة و زعمتم انعكاس القضية ) .
فاعترفت الجماعة بالخطأ في تخطئتها إليه و اعتذرت بما صدر عنها من التقصير في شأنه . أقول : حقا ــ و يؤسفني أن أقول ــ أن ( كل يا كمي ) أصبحت عند الكثير منا جنسا ، فكم من بان و مؤسس و حاكم على الأشخاص ، لا يكون مبناه و تأسيسه و حكمه إلا على أساس من المظاهر و الوجاهات و الطنطنات الفارغة . و سلام الله على ابن أبي طالب ( ع ) حيث يقول ــ فيما روي عنه ــ : " المرء مخبوء تحت طي لسانه لا تحت طيلسانه " .
شعره : و من شعره شيخنا البحراني ( رحمه الله ) أيضا كما نقل : قد قال قوم بغير علم ما المرء إلا بأصغريه فقلت قول امرئ حكيم ما المرء إلا بدرهميه من لم يكن درهم لديه لم تلتفت عرسه إليه و ضل في بيته وحيدا يبول سنوره عليه مصنفاته : لقد خطت يد الشيخ المباركة جملة من المصنفات القيمة و الرسائل الجليلة ما لم يسمح بمثلها الزمان ، و لم يظفر بمثلها أحد من الأعيان ــ كما عبر عنها بعض العلماء الأعلام ــ و إليك أسماء البعض منها : 1 ـ شرح نهج البلاغة . 2 ـ الاستغاثة في بدع الثلاثة . 3 ـ شرح الإشارات . 4 ـ القواعد في علم الكلام . 5 ـ المعراج السماوي . 6 ـ البحر الخضم . 7 ـ رسالة في الوحي و الإلهام . 8 ـ رسالة في شرح حديث المنزلة .
وفاته و مرقده : مات ــ عطر الله مرقده ــ سنة 679 هـ ، و لم يكن يتجاوز بعد سن الثالثة و الأربعين ، و قبره في هلتا من قرى ماحوز .
و فــي قـبره يقـول صـاحـب الـحـدائـق المحـدث الشيـخ يـوســف البـحــرانـي ( قـده ) : " و قبر الشيخ المذكور الآن في بلادنا البحرين في قرية ( هلتا ) من إحدى القرى الثلاث من ( الماحوز ) .. " .
أما العلامة الشيخ علي البلادي البحراني فيقول : " و أما قبره الشريف فالظاهر ــ بل الأظهر لوفور القرائن الكثيرة كما ذكره شيخنا ــ أنه في ( هلتا ) من الماحوز في حجرة قدام المسجد مع قبور بعض العلماء مبني مشهور ، و قد دفن عند رأسه شيخنا العلامة الرباني و والدنا الروحاني العبد الصالح و الميزان الراجح التقي النقي الأسعد الأرشد الشيخ أحمد ابن المرحوم الشيخ صالح الستري البحراني تغمدهم الله برحمته و أحلنا و إياهم دار كرامته لوصية منه بذلك لرؤيا رآها شيخنا قبل وفاته ضاعف الله حسناته فأحيا بدفنه معه ذكره بين الأنام ، و صار قبرهما الآن مزارا مشهورا بين الخاص و العام .. " . أقول : و لعمر الحق فما زال قبر شيخنا المترجم له ( رحمه الله تعالى رحمة الأبرار ) مزارا مباركا و ضريحا شاخصا في بلادنا البحرين يؤمه المؤمنون و يحتضنه الزائرون و الوافدون من داخل البلاد و خارجها ، و يصلون عند القبر الشريف و يتوسلون بصاحبه إلى الله جل و علا ، فتقضى حوائجهم و يبلغون مرادهم بإذن الله الواحد الأحد خالق الشيخ الجليل و بارئ الأولياء و الأنبياء المرسلين و الخلائق أجمعين ، و جعلنا الله لآثارهم من المقتدين و صلى الله على خير خلقه محمد و آله الطاهرين ، و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . المصادر: 1- الكنى الألقاب ج1 ص433 2- لؤلؤة البحرين ص261 3- أنوار البدرين ص66 ، 67 4- نهجنا في الحياة للشيخ محسن آل عصفور ص493
إعداد: الشيخ عمار تيسير.
|
|
|
|
|