لماذا نحن شيعة ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
تعالوا معي لبعض الوقت أروي لكم بصدق وصراحة لماذا نحن شيعة ؟
لقد سمعنا بدعوة وتعاليم محمد (ص) فأمنا بها
لقد علمنا محمد (ص) أن الإسلام هو دين الرحمة والمساواة والرأفة دين التوحيد والعدل والإنصاف دين يقول :
{ .... وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ..... هُمُ الظَّالِمُونَ...... هُمُ الْفَاسِقُونَ }
دين يقول : لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ..... ولأبيض على أسود ..... ولا كسروية بعد اليوم
إلى آخر ما في هذه التعاليم من أمور تستهوي كل عاقل وإنسان سوي
لقد وجدنا هذه التعاليم طُبقت في عهد محمد (ص) فهذا سلمان الفارسي يصبح المحمدي وهذه سين بلال تصبح شين فصيحة فيجعله النبي (ص) مؤذنه الخاص وهذا صهيب الرومي يصبح صهيب العربي
نجد هذه التعاليم تنقلب بعد وفاة النبي (ص) فيتسيد القوم من يقول " أن لي شيطان يعتريني " ومن يقول " أن ربات الحجال أفقه منه " ويُعزل من يقول " سالوني قبل أن تفقدوني "
نجد أن الأنانية وكنز الأموال والحرص والطمع والطبقية والجاهلية تعود للتطل برأسها من جديد فهذا عربي وهذا موالي وهذا قرشي وهذا مضري وهذا عدناني .... الخ ويتم تقسيم الفيء والغنائم على اساسها
نجد أن الكسروية التي حاربها النبي (ص) تعود لتتجذر في الأمة ومال الأمة يُصرف على الراقصات والغواني والقصور
فأين هذا من الإسلام وتعاليم محمد (ص) ؟
نجد في مقلب الحسين (ع) يستشهد وتسبى عياله طلباً للإصلاح في أمة جده وفي المقلب الآخر يزيد الخنى يعاقر الخمر ويداعب القردة وينتهك الأعراض في مدينة النبي (ص) ويقصف بيت الله والمسجد الحرام بالمنجنيق ويقتل إبن بنت النبي (ص)
نجد في مقلب علي زين العابدين (ع) يحمل الجراب على ظهره للفقراء والمساكين ويناجي ربه بأدعية مليئة بالخشوع والخضوع لله (الصحيفة السجادية – زبور آل محمد ) وفي المقلب الآخر نجد هشام وامثاله يترنمون شعراً
عشق القلب الربابا *** بعدما شابت وشابا
ويقضون وقتهم مع الغواني والإستماع إلى سلامة وغير سلامة
نجد في مقلب كاظم آل محمد (ع) ينقلونه من سجن إلى سجن صائماً عابداً جمعاً لتعاليم جده حتى يقضوا عليه في غيبات السجون وفي المقلب الآخر هارون الرشيد يقول للسحابة أين ما تمطرين يأتيني خراجك ليلعب بالخراج ويطرب ويلهو ويشرب هو والسفلة من خلانه ثم يقتل ويفتك بمن يريد حتى لو كان قطعة من كبد رسول الله (ص)
نجد في مقلب علي الهادي (ع) في خان الصعاليك في سامراء وهو خير من يتجلى الإسلام به وفي المقابل نجد المتوكل العباسي يدعوه ليلاً لمعاقرة الخمرة التي ما خالطت لحمه ودمه يوماً ويأبى ذلك ويترنم بقصيدته الشهيرة
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم *** غلب الرجال فلم تنفعهم القلل
فبالله عليكم أين يذهب العاقل وبمن يتمسك ويلوذ ؟ وامامه صورتين واضحتين ومتقابلتين
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }
لقد هدانا الله سبلنا فوجدنا من يمثل تعاليم الإسلام الحقيقية فتمسكنا بها وتبرأنا ممن أعادها كسروية وقال أن الحق فيها لمن غلب وان المظلوم عليه الصمت والسكوت حتى لو ارهقه الحاكم الظالم بالسياط على ظهره
لقد أدركنا من هم ولاة الأمر المفروضة علينا طاعتهم وركوب سفينتهم التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى لقد علمنا علم اليقين من هم الثقلين اللذان خلفهما رسول الله (ص) من بعده وأمرنا بالتمسك بهما ومن هم المطهرون الذين أذهب الله عنهم الرجس ومن هم أبواب مدينة العلم حيث يجب علينا منها الدخول لقد علمنا من هم خلفاءه الأثنى عشر وكلهم من قريش
هل بعد هذا يحق لأحد أن يستغرب ويتعجب ويسأل لماذا نحن شيعة محمد وآل محمد ؟
العجيب والغريب حقاً أن لا يكون المرء شيعياً في هذا العصر والبينات واضحات لا بل الأعجب والأغرب هو هذا التعصب ضد محمد وآل محمد وشيعتهم وهذا التحريض وهذه الشتائم المخزية وهذا التكفير الذي وصل حد إرتكاب المجازار بحقهم
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ....}
هذا النور المحمدي الأصيل الذين حاولوا إطفائه منذ فجر الإسلام وحتى يومنا هذا وهو يزداد توهجاً وتألقاً
ونتمثل مقالة سيدتنا ومولاتنا زينب (ع) : كيدوا كيدكم وإسعوا سعيكم فوالله لن تمحوا ذكرنا ووالله لن تميتوا وحينا وما جمعكم إلا بدد ولا ايامكم إلا عدد "