السلام عليكِ ياسيدة نساء العالمين , السلام عليكِ ياوالدة الحجــج على الناس أجمعين , السلام عليكِ أيتها المظلومة الممنوعة حقهــا ,السلام عليكِ يا بنت خير البرية , السلام عليكِ يازوجة ولي الله وخير الخلق بعد الرسول الله , السلام عليكِ أيتها الحوراء الإنسية , السلام عليكِ أيتها النقية التقية ,
أشهد أنك مضيت على بينة من ربك وأن من سرك فقد سر رسول الله , ومن جفاك فقد جفا رسول الله , ومن آذاك فقد آذى رسول الله ,لانك بضعة منه وروحه التي بين جنبيه كما قال رسول الله أشهد الله ورسله وملائكته أني راض عمن رضيت عنه ساخط على من سخطت عليه . محب لمن أحببت وكفى با الله شهيداً وحسيباً وجازياً ومثيباً .
السلام على الضلع الذي كسر ,,السلام على الخد الذي لطم ,,السلام على المدفونة سرا,,السلام على المخفية قبرا ’’السلام عليك يا بنت رسول الله ويا سيدة نساء العالمين
قف على قبر فاطم بالبقيع***بعد مزق الحشى وسكب الدموع
والثم الترب من حواليه وانشق***من شذاه نسيم زهر الربيع
انتي قدوة كل امرأة صابره على ماجرى عليكِ , كيف وانتي بنت خير البشر . ولم يعرفوا قدرك وجلالك عند الباري عز وجل .
نحتسبهم عند الجبار .. وعند إبنك حجة الله في ارضه ,فهو سوف يأخذ بثاركِ وثار ابناءك
فمن تمسك بكم نجا .. مولاتي اشفعي لي وللمؤمنين والمؤمنات بحق محمد وآل محمد
اتقدم بأحر التعازي إلى مقام مولاي سلطان الله في ارضه , صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف ) بذكرى الفاجعه والمصيبه بستشهاد سيدة نساء العالمين وإلى مقام المراجع والعلماء الإعلام ولكافة الأمة الإسلامية جمعاء ,
كما نلتمس من الأخوات والأخوان الموالين احياء هذه الذكرى , وذلك عبر المساهمة بإقلامهم الولائية ,في تخليد ذكرى الطهر . بموضوعات تمس جوانب حياتها
الحمد الله الذي علم بالقلم علم الأنسان مالم يعلم , والصلاة والسلام على البشير النذير, والمعلم الخبير خاتم الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد , وعلى آله أقمار الدياجير الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا , سيما بضعة الرسول الزهراء البتول السيدة الشفيقة فاطمة الصديقة , واللعن الدائم على اعدائها من الأولين والأخرين , وغاصبي حقوقها , ومنكري فضائلها وظلامتها إلى يوم الدين .
أما بعد:
قبل البدء في الكلام نعزي سيدنا ومولانا صاحب الأمر والزمان أرواحنا لمقدمه الفداء بمناسبة استشهاد الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء امه التي جعل مصابها في قلبه وقلب ابائه صلوات الله وسلامه عليهم لا نيدمل حتى يأخذ بثأرها (س) ويقضي من ظالمها وطرا ن العذاب في الدنيا قبل عذابهم في الاخرة الذي لا مثيل له في الدنيا مهما كان من عذاب ال1ي هم أهله له.
هذه المناسبة وهي استشهاد ام السبطين فاطمة الزهراء (س) على الرواية الثانية وهي في شهر جمادى الأول الثالث عشر منه وهي الرواية القوية التي يأخذها شيعة أهل البيت ويجامون فيها الماتم لعظمة المصيبة التي مؤت على بضعة المصطفى التي لم تبقيها بعد وفاة ابيها النبي إلا بضع شهور والذي يدل على ذلك (أن النبي ص) لما كان مبحى على فارش المنية روحي له الفداء قال لها بنيه أدني مني فدنت منه فهمس في اذنها بكت ثم همس بعد ذلك مرة اخرى تبسمت تقول الرواية قالت لها النساء الأنصار يا بنت رسول الله ما قول ابوك لك فبكيت وبعد ذلك قال لك مرة اخرى فتبسمت قالت قال لي في مرة الأولى ان الموت نزل بي ولا محال من فراقي لكم فبكيت , ومرة اخرى قال لي إنك أول من يلتحق بي من أهل البيت فأنت , وهذا يدل على إنها أول لحوقا به .
لكن كيف تم لحوقها به هل تم يا ترى بموت من الله تعالى أو اعتلت بعد أبيها فماتت كما يقولون بعض كتاب السنه ام هناك سبب الذي جعل لحوقها اول الناس به .
نعم ايها الموالون مباشرة بعد قدوم ابيها على رب كريم عزيز ترى القول جاوؤا الى ذلك البيت الذي قال عنه الله تعالى في محكم كتابه وميز خطابه ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه بالغدو والأوصال ) حتى صاحوا بأعلى صوتهم بمن فيهم من الأول الى الثاني إخرج يا علي وبايع وإلا أضر منا عليك النار وقد تعاهد الأمام امير المؤمنين مع ربه أن لا يخرج قدمه من البيت أو يضع رداءا على بدنه حتى يكمل جمع القران الكريم الذي نزل على نبينا محمد لكن خرجت إليهم الزهراء (س) وهي تقول : يا فلان أتتقي الله عز وجل تدخل على بيتي وتهجم علي داري فأبى أن ينصرف اللعين , حتى وصل الظلم بالقول أن يخرجوها من دارها وهي تعدو خاف امير المؤمنين الذي كان مقيد بوصية أوصاهل له رسول الله حيث مضمونا ما قال اليه ( ان اردت يا علي ان يبقى اسم الله واسمي من على المأذنة فلا تقاتل واصبر ) وغير ذلك ومن الظلمات التي أزاقوها على الصديقة الكبرى (س) من غصب حقها , وكسر ظلعها واسقاطها جنينها وغير ذلك التي يصدع القلب عند ذكرها .
حتى تركوها حزينة نجيلة ضعيفة جلد على العظم , وتركوها تخرج الى قبر والدها تتعثر بإذيالها وهي لاتبصر شيئا من عبرتها ومن تواتر دمعتها حتى ونت من قبر والدها أخذت حفنة من تراب ذلك القبر أدنتها إلى عينها وراحت تشمه وتقول :
ماذا على من شم تربة أحمد ** لا يشم مدى الزمان غواليا
أبه صبت علي مصائب لوأنها ** صبت على الايام صرنا لياليا
وكم قلنا لكم انها لم تبقى بعد والدها إلا أيام معدودات قيل أربعون يوما وقيل ستة أشهر حتى عدت من البكائين الخمسة وهم نبي الله ادم, ويعقوب ويوسف, وفاطمة الزهراء, وعلي بي الحسين كم يهوي ذلك الشيخ الصدوق في الحنصال لكن شاهدنا هو أي بكاء هذا في هذه المدة القصيرة التي لم تبلغ السنة الواحدة لان الباقين من البكائين الخمسة كانت مدتهم كبيرة في فيكونون من البكائين الخمسة لكن الزهراء روحي لها الفدا لم تصل المدة إلى سنة على اكثر المقادير .
فتراها لما دنت منها الوفاة ونزل بها الموت الحتمي الذي لابد منه أوصت وصاياها أهمها يا أبا الحسن ادفني ليلا لا اريد ان يشهد جنازتي من الذين ظلموني , يا أبا الحسن وغيب قبري وهذا هو من ولدها و يطلب ثارها كما يطلب بثأر جده ابي عبد الله الحسين .
فالسلام عليك ياتها المضطرة بين الحائط و الباب .
و السلام عليكم ايتها المضطهدة المظلومة .
و الصلاة و السلام عليها و على اشرف الانبياء ابي القاسم محمد و على آله الطيبين الطاهرين.
أعظم الله أُجورنا وأُجوركم بذكرى مصاب بضعة الرسول()
فاطمة الزهراء (عليها السلام)
تمرّ علينا هذه الأيام ذكرى استشهاد سيدة النساء فاطمة الزهراء(عليها السلام) وإنا إذ نقدّم تعازينا لولدها الامام المهدي المنتظر(عجلّ الله فرجه) ولجميع الأخوة المؤمنين والاخوات المؤمنات في بقاع المعمورة نستثمر هذه الفرصة للاشارة إلى جوانب من فضل الصديقة الطاهرة وشخصيتها وسيرتها (عليها السلام)، فإنها سيدة نساء العالمين وقدوة المرأة المسلمة.
1- أول ما يلاحظ الباحث في القرآن والسنّة اختصاص الزهراء فاطمة(عليها السلام) من بين اخواتها بالفضل والرعاية وتميزها عنهن، ففاطمة سيدة نساء أهل الجنة (البخاري)، وهي المشمولة بآية التطهير، وهي التي حسمت السماء أمر زواجها، وهي التي اختصت برعاية رسول الله() حتى (كان رسول الله() إذا سافر، آخر عهده اتيان فاطمة، وأوّل من يدخل عليه إذا قدم ـ فاطمة) (مسند أحمد)، في كل هذه الاحاديث والمواقف وغيرها .. كانت فاطمة(عليها السلام) تتميز عن باقي اخواتها، مما يكشف عن سرٍّ عظيم كامن في شخصيتها ومقامها(عليها السلام).
2- اتسمت حياة الزهراء(عليها السلام) بالبساطة والقناعة، فلم تستثمر مكانتها من ابيها لتحرجه بمستلزمات الترف والنعيم، بل نجدها على العكس من ذلك قد ضربت ـ مع باقي أفراد اسرتها- الأمثلة الرائعة في التضحية والايثار قربة واخلاصاً لله تعالى، وكانت آيات سورة الدهر شاهداً خالداً على ايثارها (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً * إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شُكوراً).
3- عرفت الزهراء(عليها السلام) بعطفها وحنّوها على اخوة الايمان حتى انعكس ذلك على عبادتها ودعائها لربها، ففي الحديث عن الامام الحسن(): (رأيت أُمي فاطمة(عليها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعة فلم تزل راكعة وساجدة حتى انفجر عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أُمّاه لِم لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يابني الجار ثم الدار).(كشف الغمة إلى معرفة الائمة 2 / 94).
4- لم تتوانَ الزهراء(عليها السلام)- رغم صغر سنها وكونها ابنة الرسول وزعيم المسلمين وقائدهم- من مشاركة باقي المسلمات في دعم المسلمين في المحن والمصاعب التي واجهوها، فقد روى الواقدي-في حديثه عن رجوع النبي() والمسلمين من معركة اُحُد-: (وكنّ جئن اربع عشرة امرأة، منهن فاطمة بنت رسول الله() يحملن الطعام والشراب على ظهورهن ويسقين الجرحى ويداوينهم)، (المغازي 1 / 249).
5- لم يكن مقام الزهراء ولا التزاماتها الاسلامية العامة تمنعها من اداء دورها في بيتها كزوجة بارّة واُمّ مثالية فلم تغفل حقّ زوجها ولم تتطاول عليه بل كانت مثال الزوجة الصالحة في الاخلاص لزوجها واُنسه وتخفيف معاناته خارج البيت حتى ورد الحديث عن الامام علي() انه قال: (فوالله ما أغضبتُها ولا اكرهتُها على أمر حتى قبضها الله عزّوجلّ، ولا اغضبتني ولا عصت لي أمراً، ولقد كنتُ أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان)، وفي هذه المواقف الفاطمية درس للمرأة المسلمة في ضرورة العناية ببيتها واسرتها مهما كانت التزاماتها خارج البيت.
6- إن من مفارقات الدهر التي تعبّر عن مأساة المسلمين أن تواجه البضعة الطاهرة بأنواع المآسي والمحن عقيب رحيل الرسول() أمام اعينهم وخذلانهم ونكوصهم، فمِن غصبِ حقها في فدك .. مروراً بمنعها من البكاء على أبيها والتهديد باحراق دارها .. وانتهاءً باحداث الهجوم على الدار وكسر ضلعها واسقاط جنينها وغير ذلك مما حفلت به المصادر التاريخية، فقد روى ابن عبد ربه .. (فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث اليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجهم من بيت فاطمة وقال له: ان أبَوا فقاتلهم، فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال: نعم أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأمة)، (العقد الفريد 4 / 259)، وروى البلاذري: (أنه حصر فاطمة في الباب حتى اسقط محسناً)، (وحكاه الشهرستاني عن النظام)، إلى غير ذلك من المآسي التي اندثرت أكثر أخبارها كما هي الحالة في ممارسات كل الطغاة. ويكفي دلالة على مدى الآلام والمظالم التي واجهتها فاطمة(عليها السلام) مارواه ابن حجر العسقلاني ان الرسول() قال لفاطمة(عليها السلام):(ان جبرئيل أخبرني أنه ليس امرأة من نساء المسلمين أعظم رزية منك فلا تكوني أدنى امرأة منهن صبراً)، (فتح الباري 8 / 111).
7- لم تقتصر مواقف الزهراء المبدئية على حياتها، بل سجلت في وصيّتها الخالدة حجة دامغة ودليلاً يهتف بظلامتها تعيشه الأجيال على مرّ العصور، فقد روى البلاذري عن عروة بن الزبير (أن علياً دفن فاطمة ليلاً وغسّلها علي وأسماء وبذلك أوصت ولم يعلم أبو بكر وعمر بموتها)، (انساب الاشراف 1 / 405)، ومن بين قبور الصحابة وزوجات الرسول بقي موضع قبرها مجهولاً إلى يومنا هذا، ليكون صرخة تهز الضمائر المسلمة الحية، ولتؤكد غضبها وسخطها على القوم، وهي التي قال عنها الرسول(): (انما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها)، (البخاري).
8- كانت الزهراء- في أوج ظلامتها- تنبىء عن مستقبل الامة القاتم بعد أن أهملت وصية نبيها فقالت مخاطبة نساء المهاجرين والانصار:(ويحهم (أفمن يهدي إلى الحق أحقّ أن يتّبع أمّن لا يهدّي إلاّ أن يهدى فمالكم كيف تحكمون)، أما لعمري لقد لقحت فنظرةً ريثما تنتج ثم احتلبوا ملأ القعب دماً عبيطاً وذعافاً- أي سما- مبيداً، هنالك يخسر المبطلون، ويعرف التالون غِبّ- عاقبة-ما أسّس الأوّلون، ثم طيبوا عن دنياكم أنفساً واطمئنّوا للفتنة جأشاً وأبشروا بسيف صارم وسطوة معتد غاشم، وهرج شامل، واستبداد من الظالمين، يدعُ فيئكم زهيداً، وجمعكم حصيداً، فياحسرةً لكم، وأنى بكم، وقد عمّيت عليكم (أَنُلزِمكموها وأَنتم لها كارهون)).
ختاماً إذ نجدد التعازي لكل الاخوة المؤمنين والاخوات المؤمنات بهذه المناسبة الحزينة ندعو الباري سبحانه أن يوفق الجميع لانتهاج خطى أهل البيت والتمسك بحبلهم رغم ركام الفتن والآلام كما قال():
(انما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها غرق وهوى).
* عن الامام الصادق : هي فاطمة الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الأولى.
* الامام الحسين : أمي -فاطمة- خير منّي.
* الامام الحسن العسكري: وهي -فاطمة- حجة علينا.
* عن علي : دخلت يوماً منزلي فاذا رسول الله جالس والحسن عن يمينه، والحسين عن يساره، وفاطمة بين يديه، وهو يقول: يا حسن ويا حسين، انتما كفتا الميزان وفاطمة لسانه، ولا تعدل الكفتان إلاّ باللسان، ولا يقوم اللسان إلاّ على الكفتين... أنتما الامامان ولأمكما الشفاعة.
* روي عن مجاهد، أنه قال: خرج النبي وهو آخذ بيد فاطمة، فقال: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة بنت محمد، وهي بضعة مني، وهي قلبي وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها فقـد
آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله.
* قال رسـول الله وسلم: فاطمة بهجة قلبي، وأبناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والائمة من ولدها أمناء ربي وحبله الممدود بينه وبين خلقه، من اعتصم به نجا، ومن تخلف عنه هوى.
* روي عن سعد بن أبي وقاص، أنه قال: سمعت النبي يقول: فاطمة بضعة مني، من سرها فقد سرني، ومن ساءها فقد ساءني. فاطمة أعز البرية عليّ.
* قال رسول الله وسلم: إن فاطمة ابنتي خير أهل الأرض عنصراً وشرفاً وكرماً .
* قال النبي : يا فاطمة؛ ابشري فإن الله تعالى اصطفاك على نساء العالمين، وعلى نساء الإسلام وهو خير الدين.
* قال رسول الله صلى الله عليه وآلـه: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.
* قال رسول الله وسلم: إنما سميت ابنتي فاطمة، لأن الله فطمها وفطم من أحبها من النار.
* قال النبي وسلم: يا سلمان؛ من أحب فاطمة بنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار.
يا سلمان: حب فاطمة ينفع في مأة من المواطن أيسر ذلك المواطن: الموت والقبر والميزان والمحشر والصراط والمحاسبة، فمن رضيت عنه إبنتي فاطمة رضيتُ عنه ، ومن رضيتُ عنه رضي الله عنه، ومن غضبت عليه غضبتُ عليه، ومن غضبتُ عليه غضب الله عليه.
يا سلمان؛ ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين علياً، وويل لمن يظلم ذريتها وشيعتها.
* قال الإمام علي عن فاطمة عليها السلام: "فو الله ما أغضبتها ولا أكرهتها علـى أمر حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني ولا عَصَت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.
* وروي عن عائشة زوجة النبي إنها قالت: ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً وحديثاً برسول الله صلى الله عليه وسلم في قيامه وقعوده من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت: وكانت إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها.
* وروي عن عائشة أيضاً أنها قالت: ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة من فاطمة إلا أن يكون الذي ولدها صلى الله عليه وسلم.
لقد ذهبت السيدة الصديقة فاطمة الزهراء سلام الله عليها، وهي أول شهيدة بعد رحيل الرسول الأكرم بظلامتها وحسرتها وآلامها وأحزانها الى ربها. ذهبت فاطمة، ولكن ماذا كان فعل المسلمين وأهل المدينة منهم بالخصوص تجاه هذا الخطب الفجيع الذي يحمل في طياته معالم الردّة والانقلاب على الأعقاب ؟
لقد انقسم الناس حياله الى ثلاثة أقسام -كما هي العادة- فقسم منهم بكى على سيدته الجليلة قاطعاً على نفسه عهداً باتباع سيرتها والاستضاءة بنورها، وكان من هذا القسم رجال كسلمان المحمدي -الفارسي- وأبي ذر والمقداد وعمار وابن التيّهان .
وقسم بقي على بغضه لها وحبّه لعدوّها ، وهؤلاء كانوا أعداداً بسيطـة كالمغيرة الذي ضرب السيدة الزهراء بيده الخبيثة في أحد أزقّة المدينـة وبقي على بغضه حتى آخر لحظة من حياته البغيضة المليئة بالأحقاد علـى مبادئ الإسلام. أما القسم الثالث، فكان يمثل الأغلبية من أهل المدينة، فقـد بكوا الصديقة الزهراء وتعاطفوا معها قلباً، ولكنهم في الوقت ذاته خالفوهـا ومبادئها عملاً وصفّقوا لأعدائها ووقفوا مع الذين قتلوها واستباحوا حقوقهـا .