بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اخوتي الاعضاء السلام عليكم
لكم بحث من عدة ابواب حول الامام الحجة القائم المهدي (عج)
وعن احداث الساعة وما يجري من وقائع وعلامات قبل واثناء وبعد ظهوره الشريف المبارك ،والرويات الموضوعة في البحث مأحوذة من عشرات الكتب القيمة المعتبرة
التي تتحدث عن هذا المجال ، وهناك عبارات باطنية وعرفانية مستنبطة من الروايات
الغير مسبقة في التبيان والتوضيح ، وسنضعها على شكل اطروحات متعددة لأيصال الفهم لجميع العقول ومن خلالها نخاطب جميع العقول وايصالها الى الفهم بحسب الادراك لكل فرد بعون الله تعالى .
نبدأ المقدمة بعونه تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ....)
اراد سبحانه وتعالى ان يعلمنا بان ليس بالامكان فرض عقيدة ولا ارغام او اجبار في اعتناق مبدأ ، فيجب أخذ الامر من باب العلم بالشيء لا الجهل به ،
وحذار من البقاء في حضيرة ومجموعة الغافلين عن معرفة دعوة ستهز العالم بأسره
واعلموا ايها الاخوة الفضلاء والاخوات الفاضلات اني ناقل حقيقة عن ألأئمة المعصومين سفراء رب العالمين لا يضرها ولا يضره من كفر بها ، وهذا لا يعني الموالين الذين يؤمنون بقائم آل محمد ومنقذ البشرية (عج) بل اقصد اؤلائك الذين في قلوبهم مرض فزادهم الله علة على قلوبهم لكي لا يفقهوا هذا الحديث الذي سنذكره ،
واني مؤمن وموقن الى حد اعلى درجات اليقين بما اكتبه لانه كشف وشهودمعمق من عمق درجات اليقين ، فسيكون شعاري هو شعار مؤمن بهذه العقيدة يعرضها ولا يفرضها متأسيا بقوله تعالى:
(يا ايها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم ).
والذين لديهم شكوك في امر ظهور صاحب الامرالحق فليرتووا من هذا المنهل الروي ليستعلموا عن امور استنباؤهم لقوله تعالى :
(ويستنبؤنك احق هو؟ قل اي وربي انه لحق وما انتم بمعجزين ...).
ومستذكر قول رسول الله (ص) حيث قال :
(نصر الله عبدا سمع مقالي فوعاها وحفظها وبلّغها من لم يسمعها ،
فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه ).
ونذكركم بقول امير المؤمنين (عليه السلام)
(من مات ولم يعرف امام زمانه ، مات ميته جاهلية..).
وعن الامام الباقر (ع) قال :
(كل من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا امام له من الله، فسعيه غير مقبول ،
وهو ضال متحير ، والله شانيء لأعماله ، وان مات على هذه الحاله مات ميتة كفر ونفاق ) الكافي ج1 ص83
وقول صاحب الامر (عج):
(.. من انكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح (ع)).
وقوله تعالى عن الانتضار والترقب للظهور على السن الانبياء (ع)المنتظرين:
(وارتقبوا اني معكم رقيب )( فانتظروا اني معكم من المنتظرين ).
ونختم المقدمة بقول الامام الباقر (ع) للبشارة في المنتظرين :
(طوبى لمحبي قائمنا ، المنتظرين لظهوره في غيبته ، والمطيعين له في ظهوره ).
والحمد لله وحده
الباب الاول : روايات اهل البيت عليهم السلام عن الامام المهدي (عج )
قال الرسول (صلى الله عليه وآله) لأصحابه وهو ناظر الى الحسن والحسين
(عليهما السلام):
(والذي بعثني بالحق ، ان منهما مهدي هذه الأمة ، اذا صارت الدنيا هرجا ومرجا وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل ، واغار بعضهم على بعض ، فلا كبير يرحم صغير ولا صغير يوقر كبيرا"، يبعث الله عند ذلك منهما من يفتح حصون الظلالة وقلوبا غلفا يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في اول الزمان ........).
وعن امير المؤمنين (عليه السلام) قال :
(يكون لغيبته حيرة ، يضل فيها اقوام ويهتدى آخرون ، أولئك خيار الأمة مع الابرار العترة )
كما قال تعالى ( اولئك خير البرية)
عن الامام الباقر(عليه السلام) قال:
(يخرج بعد غيبة وحيرة لا يثبت فيها على دينه الا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين اخذ الله ميثاقهم بولايتنا ، وكتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه ).
وعن الامام الصادق (عليه السلام) قال لأحد اصحابه حين رآه يتعجب من طول الغيبة فقال(ع)ان الله تعالى ادار في القائم منا ثلاثة ادارها لثلاثة من الرسل عليهم السلام
قدّر مولده تقدير مولد موسى (ع) *** (اي اخفاء الحمل لأمه).
وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى (ع) *** (اي غيبة عسيى في قومه ).
وقدر ابطاء تقدير ابطاء نوح (ع) *** (وهي 950 سنة يدعو قومه).
وجعل له ذلك عمر العبد الصالح(ع) *** (وهو الخضر (ع) في اطالة عمره).
دليلا على عمره).
كما قال تعالى (لئلا يكون للناس على الله حجة ) النساء 165
وقال (ص) (للقائم سّنة من نوح ) هو طول العمر .
واما في قوله تعالى:
(ولنبلوكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين ).
قال الصادق (ع) (خوف يشمل اهل العراق وبغداد ، وموت ذريع فيه ، ونقص في الاموال والانفس والثمرات لقلة ريع لما يزرع الناس ....).
وعن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال : سمعت الصادق (ع) يقول :
(ان لصاحب هذا الامر غيبة لابد منها ، يرتاب فيها كل مبطل ،
قلت له : ولم جعلت فداك؟
قال (ع): الأمر لا يؤذن لي في كشفه لكم ,
قلت فما وجه الحكمة في غيبته ؟
قال(ع) : وجه الحكمة في غيبته كوجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ، وان وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف الا بعد ظهوره ، كما لم ينكشف وجه الحكمة لما اتاه الخضر من غرق السفينة وقتل الغلام واقامة الجدار لموسى (ع)
الى وقت افتراقهما ،
ثم قال (ع)
فيا عبد الله ، هذا الامر من الله وسر من سر الله وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا انه عز وجل حكيم صّدقنا بان افعاله كلها حكمة وان كان وجهها غير منكشف ...).
ولهذا اشار تعالى بقوله :
( يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم تسأكم ، كما سألها قوم من قبلكم فاصبحوا بها كافرين ..).
قيل للامام الجواد (ع) : لماذا سميّ بالقائم ؟
قال(ع): لأنه يقوم بعد موت ذكره،
فقيل له : ولم سمي بالمنتظر ؟
قال(ع) لأن له غيبة يطول امدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزيء بذكره الجاحدون ويكذب فيه الوقاتون ويهلك فيه المستعجلون وينجو فيه المسلّمون ).
عن الامام الباقر (ع) قوله عن هذه الآية :
(ان الله يحي الارض بعد موتها )
قال (ع) يحيّ الارض بالعدل بعد الجور)، عند قيام الحجة (عج)،
لأنه اينما يحل العدل تحل الحياة ويحيا الانسان حياة طيبة ،
واينما يكون الظلم والجور يكون الموت ، ومن يحل فيه العدل فهو حي ، ومن لم يحصل لديه العدل فهو في حكم الميت ويصبح ميت الاحياء ،
كما قال تعالى ( اموات غير احياء ولكن لايشعرون ).
وقال تعالى (يوم تبدل الارض غير الارض ...) وهنا معنى آخر للآية وهو
ان الارض نفس الارض ولم تتبدل ولكن يتبدل حكم من على الارض من الجور الى العدل بعد قيام حجة الله (عج) .
وانه (عج) بشر به جميع الانبياء (عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام)أممهم من آدم (ع) الى خاتم النبيين (ص) من انه سيظهر في آخر الزمان يحمل الناس على الايمان الحقيقي ، وعندها سيدرك الناس معنى الحياة ،لأننا نعيش الهمجية والوحشية في هذا الوقت ، وفي زمانه ستكون الحياة الواقعية لاظلم ولا فقر ولا تفرقة ولا محاصصة في الحكم ولا اقلية واكثرية والخ.
ومعنى آخر عن للآية قال (ع) :
(يحيّ الله الارض بعد موتها ) بقائمنا (عج) .
اي يحيّ الله ارض القلب ، يحييها بحياة العلم والايمان والخشوع ، فالقلب الميت هو القلب الغافل عن الله تعالى، اما القلب الحي فهو القلب الذاكر لله تعالى وهو القلب السليم ، وكما قال تعالى :
(اومن كان ميتا"فأحييناه وجعلنا له نورا"يمشي به في الناس ).
فان الله تعالى يحي الله الارض (القلب وهو ارض الله ) بنور العلم والمعرفة
فيجعل له نور يمشي به في الناس (اي بين الناس) فتتجسد الآية فيه
( واشرقت الارض بنور ربها ) والارض هو القلب لأنه ارض الله تعالى .
ولهذه الآية تأويل آخر هو عند ظهور الامام (عج) لأن الامام هو نور الله فعند ظهوره تشرق الارض بنور ربها .
فالعلم والمعرفة هي النور الذي يجعله الله في قلب من يشاء من عباده ، ويأتي هذا من معرفة الله تعالى ومعرفة النبي (ص) ومعرفة الامام (ع) ،
فان هذه المعرفة واجبة كما هي العبادات بل ان معرفة الله اكثر وجوبا واهم من سائر العبادات ، لان في هذه المعرفة تتحقق العبودية ،وتأتي هذه المعرفة من خلالها معرفة النبي والامام .
كما قال تعالى لنبيه الكريم (فاعلم انه لا اله الا الله ) اي باعلم والمعرفة الحقة ،
فيجب علينا ان نصل الى حالة العلم لا حالة الظن ، لأن الظن لا يغني عن الحق شيئا.
والعلم هنا هو ان يحصل للإنسان ما يجعله معتقد من ان رب العالمين هو واجب الحياة بكل وضوح وجلاء , كما جاء في الدعاء :
(اللهم عرفني نفسك ، فانك أن لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك ،
اللهم عرفني نبيك ، فانك أن لم تعرفني نبيك لم اعرف حجتك ,
اللهم عرفني حجتك ، فانك أن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ).
فان الذي لم يعرف إمامه ضال ومضل عن الدين ،
كما قال (ص)
(من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتا جاهليه ان شاء يهوديا او نصرانيا).
عن الامام الباقر(ع) قال :
(يخرج بعد غيبة وحيرة ، لا يثبت فيها على دينه الا المخلصون المباشرون لروح اليقين ، الذين اخذ الله ميثاقهم بولايتنا،وكتب في قلوبهم الايمان وايدهم بروح منه )
فهؤلاء هم من قال تعالى عنهم :
(كنتم خير امة اخرجت للناس ) وهؤلاء خير امة بعد آل محمد (صلوات الله عليهم)
كما قال تعالى : ( اولئك خير البرية).
وهم الذين قال الله تعالى لهم: (ادعوني استجب لكم ).
فهم مستجابوا الدعاء فيما طلبوا .
عن سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين (ع) قال عن غيبة الامام (عج)
(.. له غيبة يرتد فيها اقوام ويثبت آخرين، فيؤذون ،
ويقال لهم : متى هذا الوعد ان كنتم صادقين ..).
في كثير من سور القرآن عندما نقرأ ، متى هذا الوعد ، او متى هذا الفتح ان كنتم صادقين، فان القرآن يتكلم بعد هذه الآيات عن الامام الحجة(عج) وعن اصحابه وعن الاحداث الواقعة بعد ظهوره البارك . فتنبأوا لهذا الامر .
عن الامام السجاد (ع) قال :
(ان اهل زمان غيبته القائلين بأمامته المنتظرين لظهوره افضل من اهل كل زمان
بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله (ص) بالسيف ).
والذين قال عنهم الرسول (ص) هؤلاء اخوتي .
وعن الامام الكاظم (ع) عندما سؤل عن القائم وعن موعد ظهوره (عج)
قال: (لا والله حتى تمحصوا ، ولا والله حتى تغربلوا ، ولا والله حتى يشقى من يشقى ويسعد من يسعد ).
وهذا هو الامتحان والابتلاء الالهي الذي اشار عنه القرآن حين قال تعالى:
( ليهلك من هلك عن بينة ويحيي من حي عن بينة )
وعن الامام الباقر (ع) قال في هذا الامر :
(هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا حتى يذهب الله تعالى الكدر ويبقى الصفوة).
وعن الامام الصادق (ع) قال :
( والله لتميزن والله لتمحصن والله لتغربلن كما تغربل الزوان من القمح ) الزوان هو قشر القمح.
ومن خلال هذا الاختبار والتمحيص سوف ينهار اغلب الناس ، وينهارون بسبب الواقع المرير الذي يعيشونه من ظلم وتعسف وغلاء في المعيشة والفقر الذي يطيل اكثر سكان اهل الارض، ومن ناحية اخرى الاغراءات المادية للحياة الدنيا من اموال واوراق نقدية ودولارات امريكية يبيع الفرد الضعيف دينه ، فينهار اكثر الناس بهذه الاغراءات ولا يبقى من ذوي الاخلاص الحقيقي الا القليل .
ولهذا اشار تعالى عن هؤلاء المخلصين ( ثلة من الاولين وقليل من الآخرين )
وكما قال الامام علي (ع) (ولا يبقى الا الدرة الحمراء والجوهرة الثمينة ، واني اقبّل مابين عينيهم ).
وقوله (ص)(يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ).
وقال (ص)( ستكون فتن ،القاعد خير من القائم والقائم خير من الماشي ..).
وقال (ص)(اني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع المطر).
فان البشرية عامة والامة الاسلامية خاصة لا بد ان تمر بظروف صعبة وقاسية من الظلم والجور والانحراف، لكي تتمحص في نهاية المطاف عن عدد قليل من المخلصين الممحصين ،فقد وعدهم الله تعالى (والله لا يخلف الميعاد) وذلك بقوله تعالى وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ...).النور 55
وهو دين الحق ، دين القائم الذي سماه القرآن (دين القيمة ) اي القيمة من الناس
من الذين جاهدوا انفسهم ونالوا علم الله الخاص في المعرفة ........
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
الباب الثاني :: آيات وأحاديث من علامات الظهور ::
م/ الصيحة وخروج القائم (عج) :
عن الإمام زين العابدين وسيد الساجدين (السجاد)(ع) قال في قوله تعالى :
(واستمع يوم يناد ألمناد من مكان قريب ، يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ).
الصيحة من السماء يسمعها جميع خلق الله ، فلا يبقى في ارض احد الا خضع وذلت رقبته لها ، ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت على الحق ، وهو النداء الأول ، ويرتاب الذين في قلوبهم مرض حين النداء الثاني ....
فلو تمعنا في الآية نرى فيها نداء وصيحة حين يصيح جبرائيل (ع) بقول:
( قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا)
وهذه الصيحة غير النداء ،،فأما النداء فيكون تنبيها" لخروج القائم والمناداة باسمه
فالصيحة تكون في شهر رمضان (شهر الله)
والثانية أيضا في شهر رمضان في ليلة الجمعة 23 منه ويكون صوت إبليس آخر النهار ،
وان ورقم 23 من شهر رمضان هو ليلة القدر جعله الله تعالى إكراما" لاستشهاد مولانا أمير المؤمنين وهو اليوم الثالث من الاستشهاد .
م/ من علامات الظهور
عن الإمام الصادق (ع) قال في قوله تعالى :
(ولو ترى إذا فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب )
قال (ع): (يكون خسف في البيداء (في محافظة بابل العراقية (الحلة))
وقال أيضا عن الصيحة (لا يخرج القائم حتى ينادى باسمه في جوف السماء ، فلا يبقى شيء من خلق الله فيه روح إلا سمع الصيحة ).
كما قال تعالى :
(يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج) اي موعد خروج قائم آل محمد (صلوات الله عليهم).
لأنه شمس الهداية ونور الله كما قال تعالى عند ظهوره المبارك
(وأشرقت الأرض بنور ربها )
وأما في قوله تعالى عن الصيحة والذي سماها آية من السماء :
(ان نشأ ننزل عليهم آية من السماء ، فظلت أعناقهم لها خاضعين).
أما في رسالة الإمام الحجة (عج) للشيخ المفيد (رض) بعد ان سأله عن موعد ظهوره ، منها ( ....ستظهر لكم في السماء آية جلية ، ومن الأرض مثلها بالسوية ،
ويحدث في ارض المشرق ما يحزن ويقلق ، ويغلب من بعد على الزوراء (بغداد) طوائف عن الإسلام مراق ، تضيق بسوء أفعالهم على أهله الأرزاق ، ثم تنفرج الغمة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار ، ثم يسر (أي يفرح) بهلاكه المتقون الأخيار ...
ثم امرنا بغته فجأة حين لا تنفعه توبة ولا تنجيه من عقابه ندم على حوبه....)
الطاغوت في الرسالة هو المقبور (صدام ) ....
وقال (ص) (يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ..).
(ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم ، القائم خير من الماشي ..).
(واني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع المطر..)
واما في قوله تعالى (يوم هم على النار يفتنون) وهذا هو الامتحان والبلاء الالهي
وهو كما قال تعالى (ليقضي الله امرا كان مفعولا ، ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حي عن بينة ).
وعن الإمام علي (ع) وقوله في خطبة عن إحداث الساعة :
(... اذا زهق الزاهق وحقت الحقائق ، وتقلبت الظهور وتقاربت الأمور وحجب المنشور ، فيفضحون الحرائر ويتملكون الجزائر ، ويهدمون الحصون ، ويفتحون العراق ويظهرون الشقاق بدم يراق ، فعند ذلك ترقبوا خروج صاحب الزمان (عج)..).
ومن أقوال الرسول (ص) :
*- لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده اشر منه .*
*- إنكم في زمان من ترك عشر ما أمر به هلك، وسيأتي زمان من عمل بعشر ما أمر به نجا. *
*- يأتي على الناس زمان همهم بطونهم ، وشرفهم متاعهم وقبلتهم نسائهم ودينهم دراهمهم ودنانيرهم أ أولئك شر الخلق لا خلاق لهم عند الله .*
*- سيأتي على الناس زمان يخّير فيه الرجل بين العجز والفجور ، فمن أدرك ذلك فليختر على الفجور.*
*- يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا" ، ويمسي مؤمنا"ويصبح كافرا"يبيع أحدكم دينه بعرض من الدنيا قليل .*
فقال الإمام الباقر عن هذا الأمر (فمن أدرك ذلك الزمان فليتق الله وليكن من احلاس بيته ). اي يلتزم داره ولا يخرج الا لحاجة .
وقال أيضا (اذا كان ذلك فكونوا احلاس بيوتكم حتى يظهر الطاهر بن المطهر ذو الغيبة الشريد الطريد ،فان الفتنه على من أثارها ،إنهم لا يريدونكم بحاجة الا أتاهم الله بشاغل لأمر يعرض عليهم).
وقال (ص):
*- يوضع الدين وترفع الدنيا ،تجتمع الأجساد والقلوب مختلفة ودين احدهم لعقة على لسانه *
*- ان الاسلام بدأ غريبا" وسيعود غريبا" كما بدأ فطوبى للغرباء.*
*- يأتي على أمتي زمان لا يبقى من القرآن الا رسمه ولا من الإسلام الا اسمه ، يسمعّون به وهم ابعد الناس عنه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، وفقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت السماء ، منهم خرجت الفتنة واليهم تعود ..*
*- الغرباء في الدنيا أربعة _ قرآن في جوف ظالم ، ومسجد في نادي قوم لا يصلى فيه ، ومصحف في بيت لا يقرأ فيه ، ورجل صالح مع قوم سؤ.*
*- سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية لا يجوّز تراقيهم ، قلوبهم مفتوحة وقلوب من يعجبه شأنهم....*
الباب الثالث : احداث تنبأ بها امير المؤمنين(ع) تكون قبل قيام القائم (عج) وخاصة في العراق وبغداد .
قال (ع): سيحيط بالزوراء (بغداد) علج من بني قنطور ، بأشرار قد سلبت الرحمة من قلوبهم ، فيذبحون الأبناء ويستحلون النساء , ويل للزوراء من بني قنطور ....
كأني أشاهد دماء الفروج بدماء أصحاب السروج ، وتحرق نارهم الشام ،فواها لحلب من حصارهم ، يهدمون حصون الشامات ولا يبقى إلا دمشق ونواحيها ، وتراق الدماء بمشارقها وأعاليها ، ثم يدخلون بعلبك بالأمان وتحل البلايا في أنحاء لبنان ، فكم من قتيل في القفر وكم من أسير ذليل بجانب النهر،فهناك تسمع الاعوال
وتصحب الأهوال..........
فإذا أتاهم الحين الاوجر وثب عليهم العدو الأقطر وهو رابع العلوج المنفر،فيسوقهم سوق الهجان وينكص شياطينهم في ارض كنعان (فلسطين) ويقتل جيوشهم العصف ويحل بجمعهم التلف ، ثم يظهر الجري الهالك من البصرة بشرذمة عرب من بني عمرة(عميرة) يقدمهم إلى الشام فيبايعه على الخديعة الارعش ...
ثم يأمر الجري ان يروم العراق فيدركه الهلاك بالانبار ويحل بأهله التلف .....).
وقال (ع): (ويل للزوراء من الرايات الصفر ورايات المغرب وراية السفياني ).
وعن الإمام الصادق قال(ع) بعد حديث طويل:
(...... ثم تنخسف البصرة وتخرب ، ويعم العراق خوف شديد لا يكون معه قرار ،
ويقع الموت الذريع بعد ان يدخل جيشه الى بغداد فيبيحها ثلاثة ايام ويقتل من أهلها 60 ألف ويخرب دورها ، ثم يقيم بها ثماني عشرة ليلة فيقسم أموالها ويكون اسلم مكان فيها الكرخ ).
وعن أمير المؤمنين (ع) في خطبة له في الكوفة قال:
(حجوا قبل ان لا تحجوا ، قبل ان يمنع البر جانبه ، حجوا قبل ان يهدم مسجد بالعراق بين نخل وانهار ((جامع براثا) (وهذا كان في عهد صدام فقد منع الحج أثناء حكمه ))
حجوا قبل ان تقطع سدرة بالزوراء (بغداد) على عروق النخلة التي اجتنت منها مريم رطبا جنيا ،
( وهذا الأمر حدث أيضا في حكم الطاغية صدام ، والسدرة كانت على جانب النهر من جانب الكرخ قريبة من موقع مقام الخضر الموجود حاليا تحت جسر مدينة الطب من جانب الكرخ ، فعندما ارادوا تشييد الجسر واحضروا الجرافات لم يستطيعوا قلعها فكلما يتقدم الشفل لقلعها يحدث فيه عطل او كسر ، الى ان اقلعوها بمكائن ضخمة ، وبعدها قاموا بتشييد الجسر ، وبعد أيام من قلعها بدا الحرب العراقية الإيرانية ، ومنها لم يرى العراق راحة ولحد الآن)
فأكمل الإمام حديثه فقال (ع)فعند ذلك تمنعون من الحج وينقص الثمار ويجد البلاء،
وتبتلون بغلاء الأسعار وجور السلطان ويظهر فيكم الظلم والعدوان والوباء والجوع ،
وتظلكم الفتن من جميع الآفاق، فويل لكم يا أهل العراق إذا جاءتكم الرايات من خراسان ، وويل لأهل الري من الترك وويل لأهل العراق من أهل الري ، وويل لهم ثم ويل ثم ويل لهم من (الشط ) الذين آذانهم كأذان الفار
صفر لباسهم الحديد ، كلامهم ككلام الشياطين ، صغار الحدق جرد مرد استعيذ بالله من شرهم ، أولئك يفتح الله على أيديهم الدين ويكون سببا"أمرنا ) .
وقول الإمام الصادق (ع): ( إذا هدم حائط مسجد الكوفة مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود ، فعند ذلك زوال ملك السفياني).
وقال أيضا الإمام الصادق (ع): (لابد من فتنة صماء ، يشتد فيها البلاء ، ويشمل الناس موت وقتل يلجئون فيه إلى حرم الله وحرم رسوله ).
وقوله (ع) بعدما سأل ماذا يفعل المؤمنون في ذلك الزمان فقال (ع):
(الزم بيتك وكن حلسا" من احلاسه ماسكن الليل والنهار ، فإذا بلغك ان اليماني قد خرج فأرحل إلينا ولو حبوا على رجلك ..)
.
التعديل الأخير تم بواسطة نسايم ; 25-01-2009 الساعة 04:50 PM.