أعمال ليلة العاشر :: الصلوات :: الأدعية :: الزيارة و دعاء
بتاريخ : 03-01-2009 الساعة : 07:26 PM
فضل إحياء ليلة عاشوراء بالعبادة
قد ورد في بعض الاحاديث التأكيد الشديد في إحياء هذه الليلة بالعبادة ، والمحافظة عليها وعدم إغفالها مهما أمكن ، وأن لها فضلاً عظيماً قال أحد الاعلام ـ عليه الرحمة ـ : في حديثه عن أعمال ليلة عاشوراء ويومها من الصلوات والدعوات ، إنها ـ أي الاعمال ـ ولو كانت واردة أيضاً يمكن أن يُحكم بترجيح الاشتغال بمراسم التعزية ، والصلوات له وللمستشهدين بين يديه ( عليهم السلام ) ، ولعن قاتليهم ـ على الاشتغال بالعبادة ـ وإن تأكيدها أيضاً ثابت بالروايات .
ومن الاحاديث الواردة فيها ما يلي :
1 ـ ما روي في كتاب دستور المذكّرين بإسناده عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : مَن أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبد الله عبادة جميع الملائكة ، وأجر العامل فيها كأجر سبعين سنة .
2 ـ ما روي عن الحارث بن عبدالله عن علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : إن استطعتَ أن تحافظ على ليلة الفطر ، وليلة النحر ، وأول ليلة من المحرّم ، وليلة عاشوراء ، وأوّل ليلة من رجب ، وليلة النصف من شعبان ، فافعل وأكثر فيهنّ من الدعاء والصلاة وتلاوة القرآن .
قال السيد ابن طاووس ـ عليه الرحمة ـ في ذكره فضل إحياء هذه الليلة : اعلم أنّ هذه الليلة أحياها مولانا الحسين ـ صلوات الله عليه ـ وأصحابه بالصلوات والدعوات ، وقد أحاط بهم زنادقة الاسلام ، ليستبيحوا منهم النفوس ، المعظّمات ، وينتهكوا منهم الحرمات ، ويسبوا نساءهم المصونات.
فينبغي لمن أدرك هذه الليلة ، أن يكون مواسياً لبقايا أهل آية المباهلة وآية التطهير ، فيما كانوا عليه في ذلك المقام الكبير ، وعلى قدم الغضب مع الله جلّ جلاله ورسوله صلوات الله عليه ، والموافقة لهما فيما جرت الحال عليه ، ويتقرّب إلى الله جلّ جلاله بالاخلاص من موالاة أوليائه ومعاداة أعدائه .
وأما أعمال هذه الليلة وما ورد فيها من الصلوات والادعية فنذكر هنا ما ذكره ابن طاووس ـ عليه الرحمة ـ من الاعمال الواردة فيها وقد ذكر ـ عليه الرحمة ـ أن اعتماده على مثل هذه الاحاديث هو على ما رواه عن الامام الصادق ( عليه السلام ) أنه : من بلغه شيءٌ من الخير فعمل كان له ذلك ، وإن لم يكن الامر كما بلغه .
وإليك ما ذكره من الاعمال
.
. أ ـ الصلوات الواردة في ليلة عاشوراء
1ـ ما روي عن محمد بن أبي بكر المديني الحافظ من كتاب دستور المذكرين بإسناده المتصل عن وهب بن منبه ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مَنْ صلّى ليلة عاشوراء أربع رَكَعَات من آخر اللّيل ، يقرأ في كلّ ركعة بفاتحة الكتاب وآية الكرسي ـ عشر مرّات ، و( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدُ ) ـ عشر مرّات ، ( وقُلْ أعوذُ بِرَبِّ الفَلقَ ) ـ عشر مراّت ، و( قُلْ أعوذُ بِربِّ النّاس ) ـ عشر مرّات ، فإذا سلّم قرأ ( قُلْ هو الله أحدٌ ) مائة مرّة ، بَنَى الله تعالى له في الجنّة مائة ألف ألف مدينة من نور ، في كلّ مدينة ألف ألف قصر ، في كل قصر ألف ألف بيت في كلّ بيت ألف ألف سرير ، في كل سرير ألف ألف فراش ، في كل فراش زوجة من الحور العين ، في كلّ بيت ألف ألف مائدة ، في كلّ مائدة ألف ألف قصعة ، في كلِّ قصعة مائة ألف ألف لون ، ومن الخدم على كلّ مائدة ألف ألف وصيف ، ومائة ألف ألف وصيفة ، على عاتق كلّ وصيف ووصيفة منديل ، قال وهب بن منبّه : صمّت أذناي إن لم أكن سمعت هذا من ابن عباس.
2 ـ ما روي أيضاً عن كتاب دستور المذكرين بإسناده المتصل عن أبي أُمامة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من صلى ليلة عاشوراء مائة ركعة بالحمد مرة و( قُلْ هو اللهُ أحدٌ ) ثلاث مرّات ، ويسلّم بين كلّ ركعتين فإذا فرغ من جميع صلاته قال : سُبحانَ الله والحمْدُ للهِ ولا إله إِلا اللهُ والله أكبرُ ولا حوْلَ ولا قُوّةَ إلا باللهِ العليِّ العظيم ـ سبعين مرّة.
قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من صلّى هذه الصلاة من الرجال والنساء ملأ الله قبره إذا مات مسكاً وعنبراً ، ويدخل إلى قبره في كل يوم نور إلى أن يُنفخ في الصور ، وتوضع له مائدة منها نعيم يتناعم به أهل الدنيا منذ يوم خلق إلى أن يُنفخ في الصور ، وليس من الرجال والنساء إذا وضع في قبره إلا يتساقط شعورهم إلاّ مَنْ صلى هذه الصّلاة ، وليس أحدٌ يخرج من قبره إلا أبيض الشعر إلا من صلى هذه الصلاة.
والّذي بعثني بالحقِّ إنّه من صلّى هذه الصلاة ، فإنّ الله عزّ وجلّ ينظر إليه في قبره بمنزلة العروس في حجلته إلى أن يُنفخ في الصور ، فإذا نُفخ في الصّور يخرج من قبره كهيئته إلى الجنان كما يُزفُّ العروس إلى زوجها ـ إلخ.
3 ـ ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : تصلي ليلة عاشوراء أربع ركعات في كلِّ ركعة الحمد مرَّة ، و( قل هو اللهُ أحدُ ) خمسون مرَّة ، فإذا سلّمت من الرّابعة فأكثر ذكرالله تعالى ، والصلاة على رسوله ، والعن لاعدائهم ما استطعت.
4 ـ ماذكره صاحب المختصر من المنتخب قال : الدعاء في ليلة عاشوراء أن يصلّي عشر ركعات في كلِّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة واحدة ، و( قل هُوَ الله أحَدٌ ) مائة مرّة.
وقد روي أن يصلي مائة ركعة يقرأ في كلِّ ركعة الحمد مرّة و( قل هو الله أحَدٌ ) ثلاث مرّات ، فإذا فرغت منهنّ وسلّمت تقول : سُبْحان اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ ، ولا حوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله العلي العظيم ، مائة مرّة ، وقد روي سبعين مرَّة ، وأستغفرُ الله مائة مرّة ، وقد روي سبعين مرَّة ، وصلى الله على محمد وآلِ مُحمد مائة مرَّة ، وقد روي سبعين مرَّة .
.
.
.
.
يتبع
جـ ـ المبيت عند الحسين ( عليه السلام ) ليلة عاشوراء
ومن جملة الاعمال في هذه الليلة العظيمة هو المبيت في كربلاء عند قبر الحسين ( عليه السلام ) وله فضل عظيم.
قال ابن قولوية ( قدس سره ) : حدثني أبي وأخي وجماعةُ مشايخي عن محمد بن يحيى عن محمد بن علي المدائني ، قال : أخبرني محمد بن سعيد البجلي عن قبيصة عن جابر الجعفي ،قال : دخلت علي جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) في يوم عاشوراء فقال لي : هؤلاء زوار الله وحقٌّ على المزور أن يكرم الزائر من بات عند قبر الحسين ( عليه السلام ) ليلة عاشوراء لقي الله ملطخاً بدمه يوم القيامة كأنما قتل معه في عرصته .
وقال : من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) أي يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه .
وقال الشيخ المفيد ( قدس سره ) : حدثني ابوالقاسم قال : حدثني ابي واخي وجماعة مشايخي رحمهم الله ، عن محمد بن يحيى عن محمد بن علي المدائني ، قال :
اخبرني محمد بن سعيد البلخي عن قبيصة عن جابر الجعفي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من بات عند قبرالحسين ( عليه السلام ) ليلة عاشوراء ، لقي الله يوم القيامة ملطخاً بدمه كأنما قتل معه في عصره .
وقال : من زار قبر الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء وبات عنده ، كان كمن استشهد بين يديه .
وقال السيد بن طاووس ( قدس سره ) : وقال شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية : وروى أن من زاره ( عليه السلام ) وبات عنده في ليلة عاشوراء حتى يصبح ، حشره الله تعالى ملطّخاً بدم الحسين ( عليه السلام ) في جملة الشهداء معه ( عليه السلام ) .
وقال الشيخ الطوسي ( قدس سره ) : وروى جابر الجعفي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : من بات عند قبرالحسين ( عليه السلام ) ليلة عاشوراء لقي الله تعالى يوم القيامة ملطّخاً بدمه كأنما قتل معه في عَرَصَة كربلاء.
وقال : من زار الحسين ( عليه السلام ) يوم عاشوراء وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه.
.
.
.
.
.
يتبع
[font="comic Sans Ms"][size="3"][color="red"][color="white"]د ـ زيارة الامام الحسين ( عليه السلام ) ليلة عاشوراء
ويستفاد استحباب ذلك من الروايات الواردة في فضل المبيت عنده ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ، وقد عقد الحر العاملي ( قدس سره ) في الوسائل : باب تأكّد استحباب زيارة الحسين ( عليه السلام ) ليلة عاشوراء ويوم عاشوراء ، وأورد عدة روايات منها ما يخص ليلة عاشوراء كرواية جابر الجعفي وما بعدها ـ السابقتين ـ عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وكذلك المحدث النوري ( قدس سره ) أيضا في مستدركه .
وذكر الشيخ التستري ـ عليه الرحمة ـ في الخصائص من جملة الاوقات المخصوصة التي يزار فيها الحسين ( عليه السلام ) ليلة عاشوراء ويومها ، وقال : وخصوصية فضل زيارة عاشوراء الدخول في زمرة الشهداء والتلطّخ بدم الحسين ( عليه السلام ) وإذا زاره ليلة عاشوراء وبات عنده وسقى عنده الماء في ذلك الوقت كان كمن سقى عسكر الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء .
وقد ذكر ـ رفع الله مقامه ـ أن فضل زيارات الحسين ( عليه السلام ) المخصوصة بالأوقات هي عَرَفة وعاشوراء ، وقال : والذي يترجح أن خصوصية زيارة عاشوراء التي ورد فيها : أن زائره يحشر ملطّخاً بدم الحسين ( عليه السلام ) في زمرة الشهداء ، أعلى من كل خصوصية حتى من مائة ألف حجة ، وألف حجة مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فإن في زيارة عاشوراء قد ورد أيضاً مع هذه الخصوصية ، خصوصية أخرى وهي : أنه قد زار الله في عرشه .
هذا ويناسب أن يُزار الحسين ( عليه السلام ) في ليلة عاشوراء بزيارة عاشوراء المعروفة ، كما أن هذه الزيارة الشريفة لا تختص بوقت من الاوقات كما في رواية علقمة عن أبي جعفر ( عليه السلام ) : وإن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة من دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك .
فتشمل يوم عاشوراء وغيره ، وسواء كانت من قريب أو بعيد ، وقد دلت أيضاً على استحباب ذلك الروايات الاُخرى الواردة في استحباب التسليم على الحسين( عليه السلام ) والصلاة عليه من قريب وبعيد كل يوم فرأينا من المناسب ذكرها هنا ولما لها من الفضل العظيم.
وكما لا يخضى أن زيارة عاشوراء كما دلت عليها التجارب فريدة في آثارها وفي قضاء الحوائج ونيل المقاصد ودفع الاعادي.
وقد أكد أهل البيت ( عليهم السلام ) على هذه الزيارة عاشوراء وحثوا شيعتهم عليها بما فيها دعاء علقمة والذي يُقرأ بعد الزيارة.
روي عن صفوان أنه قال : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فإني ضامنٌ على الله لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدّعاء من قُرب أو بُعد ، أنّ زيارته مقبولة وسعيه مشكور وسلامه واصل غير محجوب وحاجته مقضية من الله تعالى بالغة ما بلغت ولا يخيّبُه.
يا صفوان ، وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي ، وأبي عن أبيه عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) مضموناً بهذا الضمان عن الحسين ( عليه السلام ) والحسين ( عليه السلام ) عن أخيه الحسن ( عليه السلام ) مضموناً بهذا الضمان والحسن ( عليه السلام ) عن أبيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مضموناً بهذا الضمان ، وأمير المؤمنين ( عليه السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مضموناً بهذا الضمان ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرئيل ( عليه السلام ) مضموناً بهذا الضمان وجبرئيل عن الله عزّوجلّ مضموناً بهذا الضمان ، وقد آلى الله على نفسه عزّوجلّ أنّ من زار الحسين ( عليه السلام ) بهذه الزيارة من قُرب أو بُعد ودعا بهذا الدعاء قبلتُ منه زيارته وشفّعته في مسألته بالغةً ما بلغت ، وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عنّي خائباً ، وأقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاءِ حاجته والفوز بالجنة والعتق من النار وشفّعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت آلى الله تعالى بذلك على نفسه ، وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته على ذلك ، ثمّ قال جبرئيل : يا رسول الله ـ إن الله ـ أرسلني إليك سُروراً وبشرى لك ، وسروراً وبشرى لعليّ وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ولدك وشيعتكم إلى يوم البعث.
ثم قال صفوان : قال لي أبو عبدالله ( عليه السلام ) : يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذه الزيارة من حيث كنت وادع بهذا الدعاء وسل ربّك حاجتك تأتك من الله ، والله غير مخلف وعده ورسوله ( صلى الله عليه وآله ) بمنّه والحمدُ لله.....
وقال شيخنا ثقة الاسلام النوري ـ رحمه الله ـ : أما زيارة عاشوراء فكفاها فضلاً وشرفاً أنها لا تسانخ سائر الزيارات التي هي من إنشاء المعصوم وإملائه في ظاهر الامر ، وإن كان لا يبرز من قلوبهم الطاهرة إلا ما تبلغها من المبدأ الاعلى ، بل تسانخ الاحاديث القدسية التي أوحى الله ـ جلّت عظمته ـ بها إلى جبرئيل بنصها بما فيها من اللعن والسّلام والدعاء فأبلغها جبرئيل إلى خاتم النبيين ( صلى الله عليه وآله ) .
وإليك زيارة عاشوراء برواية الشيخ الطوسي ـ عليه الرحمة ـ كما في المصباح :
ثم تسجد وتقول :
اللهمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرينَ لَكَ عَلَى مُصابِهِمْ ، الحَمْدُ للهِ عَلَى عَظِيمِ رَزِيّتي.
اللهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الحُسَيْن عَلَيهِ السَّلأم يَوْمَ الوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْق عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأصْحابِ الحُسَيْن الّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْن عَلَيْهِ السَّلأم.
قال علقمة : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) وإن استطعت أن تزوره في كل يوم بهذه الزيارة من دارك فافعل فلك ثواب جميع ذلك.
دعاء علقمة
وروى محمد بن خالد الطيالسي ، عن سيف بن عُميرة ، قال : خرجت مع صفوان بن مهران الجمَّال وعندنا جماعة من أصحابنا إلى الغريّ بعد ما خرج أبو عبدالله ( عليه السلام ) فسرنا من الحيرة إلى المدينة ، فلمَّا فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبدالله الحسين ( عليه السلام ) ، فقال لنا : تزورون الحسين ( عليه السلام ) من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من هَهنا أومأ إليه أبو عبدالله الصادق ( عليه السلام ) وأنا معه.
قال : فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمد الحضرمي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في يوم عاشوراء ثم صلَّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وودَّع في دبرهما أمير المؤمنين وأومأ إلى الحسين بالسلام منصرفاً بوجهه نحوه ، وودَّع وكان فيما دعا في دبرهما :
يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، يَا مُجيبَ دَعوَةِ الْمُضْطَّرينَ ، يَا كَاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبِينَ ، يَا غِيَاثَ المُسْتَغِيثِينَ ، يَا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، يَا مَنْ هُوَ أقْرَبُ إلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، يَا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَيَا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الاعْلَى ، وَبِالاُفُق الْمُبِينِ ، وَيَا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، وَيَا مَنْ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الاعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ، ويَا مَنْ لأ يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ ، يَا مَنْ لأ تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الاصْوَاتُ ، وَيَا مَنْ لاتُغَلِّطُهُ الْحَاجَاتُ ، وَيَا مَنْ لأ يُبْرِمُهُ إلْحاحُ الْمُلِحِّينَ ، ويَا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْت ، وَيَا جَامِعَ كُلِّ شَمْل ، وَيَا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْم في شَأْن ، يَا قَاضِيَ الْحَاجَاتِ ، يَا مُنَفِّسَ الْكُرُبَاتِ ، يَا مُعْطِيَ الْسُّؤلاتِ ، يَا وَلِيَّ الرَّغَبَاتِ ، يَا كَافِيَ الْمُهِمَّاتِ ، يَا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيء وَلا يَكْفِي مِنْهُ شَيٌ فِي السَّمواتِ وَالارْضِ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّد خَاتَمِ النَبيين وَعَلِيٍّ أمير المُؤمنين ، وَبِحَقّ فَاطِمَةَ بنتِ نَبيِّكَ ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ.
فَإنِّي بِهِمْ أتَوَجَّهُ إلَيْكَ فِي مَقَامِي هَذَا ، وَبِهِمْ أتَوَسَّلُ ، وَبِهِمْ أتَشَفَّعُ إلَيْكَ ، وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَاُقْسِمُ وَأعْزِمُ عَلَيْكَ ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالْقَدْرِ الّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ، وَبِاسْمِكَ الّذَي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعَالَمِينَ ، وَبِهِ أبَنْتَهُمْ وَأَبَنْتَ فَضْلَهُمْ من فَضْلِ الْعَالَمِينَ حَتَّى فَاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِينَ جَميعاً أسألُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وآلِ مُحَمَّد وَأنْ تَكْشفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وكَرْبِي ، وَتَكْفِيَنِيَ المُهِمَّ مِنْ اُمُورِي ، وَتَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي ، وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفَقْرِ ، وَتجْيرَني مِنْ الفَاقَةِ ، وَتُغْنِيَنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ إلَى الْمَخْلُوقِينَ ، وَتَكْفِيَنِي هَمَّ مَنْ أخَافُ هَمَّهُ ، وَجَورَ مَنْ أَخافُ جَوْرَه ، وَعُسْرَ مَنْ أخَافُ عُسْرَهُ ، وَحُزُونَةَ مَنْ أخَافُ حُزُونَتَهُ ، وَشَرَّ مَن أخَافُ شَرَّهُ ، وَمَكْرَ مَنْ أخَافُ مَكْرَهُ ، وَبَغْيَ مَنْ أخَافُ بَغْيَهُ ، وَسُلْطَانَ مَنْ أخَافُ سُلْطَانَهُ ، وَكَيْدَ مَنْ أخَافُ كَيْدَهُ ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ أخَافُ مَقْدُرَته عَلَيَّ ، وَتَرُدَّ عَنِّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ ، وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ.
اللهُمَّ مَنْ أرادَني فَأرِدْهُ ، وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ ، وَاصْرِفُ عَنِّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأمَانِيَّهُ ، وَامْنَعْهُ عَنِّي كَيْفَ شِئْتَ ، وَأنّّى شِئْتَ.اللهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْر لا تَجْبُرُهُ ، وَبِبَلاء لا تَسْتُرُهُ ، وَبِفَاقَة لا تَسُدَّهَا ، وَبِسُقْم لا تُعَافِيهِ ، وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ ، وَبِمَسْكَنَة لا تَجْبُرُها.
اللهُمَّ اضْرِبْ بِالذُلِّ نَصْبَ عَيْنيهِ ، وَاَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ ، وَالْعِلَّةَ وَالسَّقْمَ فِي بَدَنِهِ ، حَتَّى تَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغْلِ شَاغِل لا فَرَاغَ لَهُ ، وَأنْسِهِ ذِكْرِي كَما أنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ ، وَخُذْ عَنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ ، وَأدْخِلْ عَلَيْهِ في جَميعِ ذَلِكَ السُّقْمَ ، وَلا تَشْفِهِ حَتَّى تَجْعَلَ ذَلِكَ لَهُ شُغْلاً شَاغِلاً بِهِ عَنِّي وَعَنْ ذِكْرِي.
وَاكْفِنِي يَا كافِي مَا لا يَكْفِي سِوَاكَ فَإنَّكَ الْكَافِي لا كافِيَ سِوَاكَ ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِوَاكَ ، وَمُغِيثٌ لا مُغِيثَ سِوَاكَ ، وَجَارٌ لا جارَ سِوَاكَ ، خَابَ مَنْ كَانَ جَارُهُ سِوَاكَ ، وَمُغِيثُهُ سِوَاكَ ، وَمَفْزَعُهُ إلَى سِوَاكَ ، وَمَهْرَبُهُ إلى سِوَاكَ ، وَمَلْجَأُهُ إلى غَيْرِكَ ، وَمَنْجَاهُ مِنْ مَخْلُوق غَيْرِكَ ، فَأنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَايَ وَمَنْجَايَ ، فَبِكَ أسْتَفْتِحُ ، وَبِكَ أسْتَنْجِحُ ، وَبِمُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد أَتَوَجَّهُ إليْكَ وَأتَوسَّلُ وَأتَشَفَّعُ ، فَأَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَلَكَ الشُّكْرُ ، وَإلَيْكَ المُشْتَكَى وَأنْتَ المُسْتَعَانُ ، فَأسْألُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ ، بِحَقِّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي فِي مَقَامِي هَذَا كَمَا كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، فَاكْشِفْ عَنِّي كَمَا كَشَفْتَ عَنْهُ ، وَفَرِّجْ عَنِّي كَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ ، وَاكْفِنِي كَمَا كَفَيْتَهُ واصْرِفْ عَنّي هَوْلَ مَا أخَافُ هَوْلَهُ وَمَؤُونَةَ مَا أخَافُ مَؤُونَتَهُ ، وَهَمَّ مَا أخَافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُونَة عَلَى نَفْسِي مِنْ ذلِكَ ، وَاصْرِفْنِي بِقَضَاءِ حَوَائِجِي ، وَكِفَايَةِ ما أهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ.
يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيَا أبَا عَبْدِ الله ، عَلَيْكُما مِنِّي سَلامُ اللهِ أبَداً ما بَقِيَ الليْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَتِكُمَا وَلا فَرَّقَ اللهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُما.
اللهُمَّ أحْيِنِي حيَاةَ مُحَمَّد صَلّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ، وَأمِتْنِي مَمَاتَهُمْ ، وَتَوَفَّنِي عَلَى مِلَّتِهِمْ ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِمْ ، وَلا تُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْن أبَداً في الدُّنْيا وَالاخِرَةِ.
يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيَا أبَا عَبْدِاللهِ ، أَتَيْتُكُمَا زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمَا ، وَمُتَوَجِّهاً إلَيْهِ بِكُما ، وَمُسْتَشْفِعاً بِكُمَا إلَى اللهِ تَعَالَى في حَاجَتِي هذِهِ فَاشْفَعَا لِي فَإنَّ لَكُما عِنْدَ اللهِ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ ، وَالْجَاهَ الوَجِيهَ ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالوَسِيلَةَ ، إنِّي أنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الحَاجَةِ وَقَضائِهَا وَنَجاحِهَا مِنَ اللهِ بِشَفاعَتِكُما لِي إلَى اللهِ في ذلِكَ فَلا أخِيبُ ، وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً خَائِباً خَاسِراً بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً رَاجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً بِقَضاءِ جَمِيعِ الحَوَائِجِ وَتَشْفَعا لِي إلَى اللهِ ، انْقَلَبتُ عَلَى مَا شَاءَ اللهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللهِ ، ومُفَوِّضاً أمْري إلَى اللهِ ، مُلْجِئاً ظَهْري إلَى اللهِ ، مُتَوَكِّلاً عَلَى اللهِ ، وَأقُولُ حَسْبِيَ اللهُ وَكَفَى ، سَمِعَ اللهُ لِمَنْ دَعَا ، لَيْسَ لي وَراءَ الله وَوَراءَكُمْ يا سادَتِي مُن
التعديل الأخير تم بواسطة ربيبة الزهـراء ; 03-01-2009 الساعة 07:32 PM.