نجد الوالدين يحيطان ابنهما بكل رعاية ، ويعيش معهما في أمن وطمأنينة حتى ، إذا تعلَّم المشي واللعب لجأ الوالدان إلى زجره ، وتوبيخه ، وضربه ، كلَّما عبث بشيء في المنزل ، فيضطرب نفسياً .
وتبدأ مشاعر الثقة بالنفس التي تمتع بها خلال العامين أو الثلاثة أعوام الأولى من عمره في الزعزعة ، ولعدم ثقة الطفل بنفسه أسباب نوجزها بما يأتي :
أولها :
التربية الاعتمادية والتفقد المستمر للطفل من قبل والديه ، وقد يصاحب ضعف ثقة الطفل بنفسه مخاوف أخرى غير واقعية ، تؤدِّي إلى إصابته بالتأتأة ، والانزواء ، والخجل ، والاكتئاب ، والتشاؤم .
لذلك نجد هذا الطفل وأمثاله يحجمون عن التكلم أمام الآخرين خوفاً من الخطأ أو النقد .
ثانيها :
مقارنة الوالدين طفلهم بغيره من الأطفال لإيجاد دافع عنده للجدِّ والاجتهاد ، لكن ذلك يؤدي إلى تثبيط عزمه ، وزعزعة ثقته بنفسه .
ثالثها :
تنشئة الطفل تنشئة اعتمادية ، بحيث يجد نفسه غير قادر على التصرف بمعنى في مواقف الحياة ، تصل إلى درجة أن بعض الأمَّهات لا يتركن طفلهن يتناول الطعام بنفسه ، أو يرتدي ملابسه بنفسه ، فيشعر بعدم قدرته على أداء هذه الأفعال بنفسه .
رابعها :
تدخُّل الكبار في كثير من شؤون الطفل لا يحقِّق له فُرَص اكتساب الخيرات اللازمة للاستقلالية .
خامسها :
اضطراب المحيط العائلي وتفشي المنازعات بين الوالدين يحرمان الطفل من الاستقرار أو الشعور بالأمن والطمأنينة ، فيفقد الثقة بنفسه .
سادسها :
النقص الجسماني كالعرج والحول ، والطول المفرط أو القصر الشديد ، والتشوُّه الخلقي ، والسمنة المفرطة ، والنحافة الشديدة ، وانخفاض مستوى الذكاء ، والتأخر الدراسي ، كُلُّها عوامل تسبِّب للطفل عدم الثقة بالنفس .