بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهــــــــم
-----------------------------------------------------------
( موسوعة السفياني / حسب فهم الباحث الطائي )
نظرا لاهمية هذه الشخصية العلاماتية ( السفياني ) في علامات الظهور خصوصا ، واهميتها الفكرية والعقائدية عموما من حيث اثرها السلبي الهدام في داخل البيت الاسلامي ، سوف ندخل بحول الله وقوته اذا وفقنا الله نحن الباحث الطائي في بحث تفصيلي موسع يتناول علامة السفياني ومحاولة فهمنا لها حسب ما وصل الينا عنها من روايات
سنحاول التطرق الى كل الروايات التي ورد فيها وكل ما يتعلق به بشكل مباشر او غير مباشر وقدر الامكان والتوفيق وفي كافة الحيثيات المتعلقة به والجغرافيا والزمان .
الى ذلك نسترعي انتباهكم ، ونشجع تفاعلكم للاستفسار حول ما سوف نضعه من بحوث وشرح وتفاصيل .
ملاحظة : كما ذكرنا اعلاه ، فاننا نقدم هذه الموسوعة وفق فهمنا نحن الباحث الطائي ، ولذلك ليس بالضرورة ان تتوافق مع فهم غيرنا في بعض الحيثيات ، وسنعتمد كثيرا على سابق بحوثنا وطروحنا مع تفاصيل اضافية وحسب الحاجة .
وسيكون الموضوع مفتوح للسؤال والنقاش البناء لمن يريد ذلك ،
السفياني وحسب ما ظهر في الوقت المتأخر خصوصا ، ان جدلا تعلق بكونه هل هو رمز فقط لحركة / اتجاه فكري وعقائدي منحرف . او هو شخصية حقيقية ستظهر في عصر الظهور .
بنظري مما ثبت لي بعد الاطلاع والفهم على انه شخصية حقيقية وليست رمزية ، وتحمل فكر منحرف خطير ، تدور حولها ارهاصات الظهور وعلاماته القبلية والمزامنة وما بعدها .
طبعا الاستدلال الروائي عن حقيقة كونه شخص حقيقي معلوم وليس رمز هي كثيرة جدا وقرائنها كثيرة ، ولا نعلم بالدقة لماذا اصلا وضعت دراسات كثيرة ونقاشات طويلة تبحث في شبهة من هذا النوع ، ولعلها هي شبهة من جهة غير اختصاصية كفايتا او غير دقيقة في قرائتها ومن ثم تم تداولها احيانا لتصبح بين الحين والاخر موضوع بحث يحتاج اثبات ، فتامل .
وعدى ذلك بالمقابل نقول : هل هناك دليل / حاجة ضرورية تستوجبنا على كون السفياني فقط رمز عام (وليس شخصية محددة ) تستوجب الضرورة لطرحها كشبهة !
وإلا مثلا ، نحن من الثابت الروائي عندنا قبل قيام القائم خمس علامات ( حتمية ) ومنها السفياني واليماني ، فلماذا السفياني نشتبه بانه هل هو رمز اسم لشخص او رمز فقط ! بينما مُسلّمين تماما في بحوثنا بان اليماني ( والخرساني ) هما شخصيتين حقيقيتين وليس رمز لفكر / اتجاه ! علما ان السفياني بالذات صاحب ( من اكبر ) كم روائي وتفصيلي في الروايات وخاصتا ما يفيد تاكيد شخصيته .
نعـــم - هناك بالاضافة الى حقيقته الشخصية ، حقيقة ملازمة وهي الفكر السفياني المنحرف الذي يحمله ويتميز به وله اتباعه ، والذي سنتحدث عنه بعد هذا .
لذلك - نرى ان الروايات تابعت حركته العلاماتية ومنذ بدايتها وبدقة ، وبينت انه ستكون بدايته الجغرافية والآيدلوجية من الغرب ( ياتي من الغرب متنصرا )
ثم تبين احاطته بالسرية والتكتم عليه اول امره بحيث انه يقضي على اي شيء يحتمل كشف اول حركته ( يقتل ام ولد له مخافة كشف سره )
ثم تبين الروايات حقيقة نفسيته ( انك لو رايت السفياني رايت اخبث الناس اشقر احمر ازرق )
ثم تبين تاريخ خروجه الحتمي في رجب ( من المحتوم خروج السفياني في رجب )
وتبين محل خروجه الجغرافي ( يخرج من الواد اليابس ،،، ويبايعه سبعة نفر بيد احدهم لواء معقود )
ثم تبين اول اعماله الحربية في الشام ( فيقتل الابقع ومن معه ويقتل الاصهب ثم لا يكون همه الا العراق ويمر جيشه بقرقيسيا )*
ثم يبعث جيشين واحد الى الكوفة واخر للمدينة ويحصل ما يحصل معهما وينهزم احدهما والاخر يخسف به ويتراجع ـ ومن ثم يتفاوض مع الامام ع ويسلّم له ثم ينكث العهد ، ومن ثم يُقضى عليه في الحملة التي يفتح بها الامام الحجة ع الشام وما بعدها ( ويقتله عند بحيرة طبريا عند الشجرة المدلاة اغصانها في الماء / الرواية)
وغيرها من تفاصيل اخرى كثيرة لا يمكن لنا فهمها على انها حركة فكرية عامة سائدة بين اتباع الخط السفياني الاموي المنافق والمنحرف تهيم بوجهها كيفما شاء دون ان يكون لها محرك وقيادة ! بل البديهة تخالف ذلك فضلا عن التفاصيل .
وماذا يقول الاخوة في رواية السفياني واليماني والخرساني يخرجون في سنة واحة ويوم واحد وشهر واحد ، يتسابقون للكوفة كافراس رهان / المعنى العام من الرواية )*
فهل هنا هي كلها رموز عامة لاتجاهات بلا قيادات تهيم وحدها ويحركها العقل الجمعي مثلا ام هم اصحاب رايات وقيادات شخصيات عصر الظهور !*
وماذا يقول الاخوة في ( السفياني من المحتوم ولا يخرج الا في رجب ) ، فهنا اذا كان هو فقط رمز لاتجاه فكري منحرف وليس له مصداق حقيقي محدد مشخص له مقصود ،،، كل ما في الامر سوف يثور هذا الفكر المنحرف ويخرج في رجب ويتحرك على الساحة الشامية والى اخره من احداث تحركه وليس لقيادته او قياداته ذكر بل مصاديق عامة تفيد الانطباق العام لا التخصيص المقصود بشخص بعينه !
وكيف سيشخصوه اذا خرج في رجب وهو فكر عام ولقد علم الاخوة انتشار هذا الفكر في محال جغرافية كثيرة على منطقة الظهور وتنوع اتجاهاته السياسية الى درجة التقاتل فيما بينهم !!!*
من يريد اثبات رمزية السفياني فلياتي بالدليل القاطع عليه ولينقض الادلة المقابلة ( وهذا يعني العودة على كل روايات السفياني واعطاء التفسير الرمزي الملائم لها ) ، وإلا هواء في شبك .
بالعموم الادعاء قد يكون سهل ( طبعا اذا كان غير علمي ) ، والاصعب اثباته بالدليل ونقض الدليل المقابل .
واخيرا - عن الامام الصادق انه قال : إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله . قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب عليه السلام*وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام و السفياني يقاتل القائم عليه السلام .
اقول : من فهم سياق الرواية انها تتحدث عن شخص بعينه ، لانها تقول :
قاتل ابي سفيان رسول الله
وقاتل معاوية علي ع
وقاتل يزيد الحسين ع
وسيقاتل السفياني الامام الحجة ع !!!
فهنا ماذا تفهمون من السياق ، هل انه حديث عن رمز فكري عام ام شخص بعينه !!! بالطبع سياق الرواية ظاهرا هو اشارة الى شخصية حقيقية كما حال اجداده الملعونين يزيد ومعاوية وابي سفيان .
ولكن - الصفة الجامعة بين كل السفيانيين السابقين هو عدائهم وقتالهم وبغضهم لآل البيت ع ونفاقهم فهم ال ابي سفيان الملعون الذين توارثوا هذه العقيدة المنحرفة النفاقية .( اي منضومة تخريبية منافقة داخل البيت الاسلامي ، والتاريخ والشواهد تؤيد ذلك )
نـــعم - ان ما ذكر في بعض الروايات عن اسم السفياني وهو "عثمان بن عنبسة" يراى البعض انه ايضا ترميز للاسم كما المعنى المرمز في السفياني . وهذا بحث اخر وهو ايضا يصب في صالح نظرية الشخصية لا العنوان / الرمز .
السفياني وحسب ما ظهر في الوقت المتأخر خصوصا ، ان جدلا تعلق بكونه هل هو رمز فقط لحركة / اتجاه فكري وعقائدي منحرف . او هو شخصية حقيقية ستظهر في عصر الظهور .
بنظري مما ثبت لي بعد الاطلاع والفهم على انه شخصية حقيقية وليست رمزية ، وتحمل فكر منحرف خطير ، تدور حولها ارهاصات الظهور وعلاماته القبلية والمزامنة وما بعدها .
طبعا الاستدلال الروائي عن حقيقة كونه شخص حقيقي معلوم وليس رمز هي كثيرة جدا وقرائنها كثيرة ، ولا نعلم بالدقة لماذا اصلا وضعت دراسات كثيرة ونقاشات طويلة تبحث في شبهة من هذا النوع ، ولعلها هي شبهة من جهة غير اختصاصية كفايتا او غير دقيقة في قرائتها ومن ثم تم تداولها احيانا لتصبح بين الحين والاخر موضوع بحث يحتاج اثبات ، فتامل .
وعدى ذلك بالمقابل نقول : هل هناك دليل / حاجة ضرورية تستوجبنا على كون السفياني فقط رمز عام (وليس شخصية محددة ) تستوجب الضرورة لطرحها كشبهة !
وإلا مثلا ، نحن من الثابت الروائي عندنا قبل قيام القائم خمس علامات ( حتمية ) ومنها السفياني واليماني ، فلماذا السفياني نشتبه بانه هل هو رمز اسم لشخص او رمز فقط ! بينما مُسلّمين تماما في بحوثنا بان اليماني ( والخرساني ) هما شخصيتين حقيقيتين وليس رمز لفكر / اتجاه ! علما ان السفياني بالذات صاحب ( من اكبر ) كم روائي وتفصيلي في الروايات وخاصتا ما يفيد تاكيد شخصيته .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية اتقدم لكم ولكل الاخوة والاخوات هنا باسمى التبريكات بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك,اعاده الله علينا وعليكم باليمن والمغفرة والبركة وان يكلل جهاد المؤمنين في ساحات الوغى بالانتصار والقضاء على الارهاب والتكفير.
اخي الباحث الطائي شكرا على ماتفضلتم به من جهد طيب ووفقتم ,وليس تقليلا من هذا الجهد احببت ان الفتكم الى ان جميع او اغلب الدراسات والبحوث تناولت السفياني كشخص وليس كرمز لان الروايات بشأنه صريحة جدا .
اضافة الى ذلك ’فان جل الروايات المباركة لم تهتم بالسفياني كشخص وانما تناولته كشخص يتولى قيادة حركة معادية لامامنا المهدي عليه السلام وهنا تكمن الخطورة.اي ان الاهتمام من جانب الروايات انصب على حركته المنحرفة وليس عليه كشخص. لانه شخص ككل الاشخاص المنحرفين فكريا وعقائديا وهؤلاء امثالهم كثر في عصرنا الراهن.
الرواية التالية مهمة المضمون وتلخص تاريخ طويل ماضي وقادم .
عن الامام الصادق انه قال : إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله . قلنا صدق الله وقالوا كذب الله . قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب عليه السلام*وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام و السفياني يقاتل القائم عليه السلام .
اقـــــول : نضيف لعله تعمق اكثر في قرائة المضمون ، مع مرور تاريخي سريع على الاحداث .*
انظر قول الامام ع اول الرواية ، فآل أبي سفيان وال البيت الاطهار تعادوا في الله " قلنا صدق الله وقالوا كذب الله "
ومن هذا لعله يمكن استخراج :
1- العداء في الله اشارة الى خلاف عقائدي اصيل فعقيدة ال البيت ع هي كما عقيدة من قبلهم من الانبياء والرسل ع وهي عقيدة التوحيد والتسليم لله ، الايمان بالله الواحد الذي لا شريك له مع مقتضيات شرائطها من الايمان بالملائكة والرسل والحساب .
وعقيدة ابي سفيان كانت عقيدة اهل الجاهلية المنحرفة المشركة بالله والمتبعة للشيطان واهوائها .*
2- حالة ابي سفيان اول الامر انه في عداد الكفار المشركين من اهل الجاهلية الاولى . وهذا يعني إنّ اول العداء كان بين خط السماء / رسول الله مع خط اهل الكفر الصريح ! ،،، وابي سفيان هو احد قادة وزعماء قريش المشركين في حروب الاسلام الاولى . ( اي لم يكن بعد من اهل النفاق لانه لم يعلن دخوله الاسلام )
3- بعد فترة لمّا نصر الله رسوله وفتح له ، انقلب ابي سفيان الى تموضع سياسي جديد وهو الدخول في الاسلام "ظاهرياً " مع بقاء استمرار العداء من الداخل ( حيث لم يؤمن قط ) وهذا هو خط النفاق الاموي / السفياني الاصيل والخطير وابو سفيان احد قادته ومؤسسيه .
مع العلم ان خطة الرسالة المحمدية الرحيمية الحكمية ، الهادية بحكمتها المسددة بالوحي ، كانت ايضا تعمل على استقطاب رؤس الكفر والاشراك للدخول الى الاسلام ، وساعد التشريع ايضا على ذلك لحكمة جوهرية .
وهي باختصار : ان هناك قاعدة اجتماعية طبائعية عند المجتمع الانساني تقول " ان الناس على دين ملوكها " ، بالاضافة الى الوراثة العقائدية والفكرية وانتقالها من الاباء الى الابناء بالعموم عند اغلب الناس .*
ولعل الحكمة الرسالية ارادت في اول نشؤها وتلك الفترة والضرف الصعبين ان تستقطب اكبر عدد من جيل الرسالة الاولى فاذا دخلت الاسلام تحاول العمل عليها لاصلاحها ( وخاصة رموز القوم )
وتستفيد هنا بالتبع من استقطاب اتباع القيادات والرموز للدخول للاسلام وكسر الحاجز النفسي والتعصبي ومن ثَمّ محاولة ورفع الغشاوة الشيطانية والجاهلية بالنور الإلهي . ثم تطبيع المجتمع بصبغة الاسلام وتوريثه الى الجيل القادم ليكون على دين الاسلام الاولي / الاساسي على الاقل ، والجهاد في تربيته وتصحيح عقيدته واخلاقه وهكذا تدرجيا جيل بعد جيل ( وهذا يعمل عليه خط الاوصياء ) فتامل*
ولكـــن ! لم تفلح الخطة الهدائية لخط السماء مع عفاريت الشرك والنفاق ( افانت تهدي من اضل الله ) ،*
اذن المحصلة : كان العداء اوله اختلاف في اصل العقيدة ، اي هو عداء الاسلام التوحيدي مع الشرك ( محمد ص مع ابي سفيان ) وقاتل ابي سفيان رسول الله على هذا الاساس من الخلاف العقائدي !
ومن ثم لما دخل ابي سفيان الاسلام "متأسلماً " اصبح من قيادات خط النفاق الاموي الهدام والمتربص !!! .
4- بعد عهد ابي سفيان وحتى عهد معاوية بن ابي سفيان ، فان ال البيت السفياني ( على الاقل رموزهم وامتدادهم النسبي مع ما يحمل من فكر منحرف ) لما سنحت الفرصة وتمكن واستقوى بما ساعده على ذلك خلافة الثالث / عثمان وكذلك عموما الارتداد الخاص والعام عن خط الرسالة المحمدية بعد وفاته ص ،
فكان معاوية محسوب ويحسب على الاسلام " ظاهرا " وهو الذي قاتل الامام علي ع ( الخليفة الحق والشرعي المنتخب سواء على المبنى الامامي او حتى الفهم السني في ذلك الوقت )
فهنا خلاصتا ، ظهر العداء من خط النفاق السفياني في عهد معاوية الملعون الذي اسسه الاب ( ابي سفيان ) بصورته الاوضح ليعود من جديد وليشن حربا ضروسا بكل الوسائل ومختلف الحيثيات على خط ال البيت ع .*
والاخطر من ذلك ان ال ابي سفيان وخطهم النفاقي المنحرف اصبح دولة وملكا !!! وفرض تدريجيا نفسه ليكون هو المتربع على إمْرَة دولة الاسلام جميعا !!! . وتقلص نفوذ وحجم وقوة خط السماء ليصبحوا ثلة مشردة مسبية مستباحة دمائها فما دون ( وكربلاء شاهدها ) وهذا هو من ابلغ الهوان في امة الرسول ص .
5- دارت السنين وتغيرت الاحوال والاجيال ، وذهب ملك ال ابي سفيان ليحل بعده الملك العباسي ، ولكن بقى ذلك الفكر السفياني الاموي وعقيدة النفاق التي اسسها ابي سفيان ، واحكم جوانبها معاوية فمن بعده لتكون مذهب منحرف مستمر يسير في شريان الفكر الاسلامي وكلما سنح له الضرف خرج وعمل وحكم وبطش وفعل ما يملي عليه فكره المنحرف وما يُظهرْ به واضح حقيقته وعدائه لخط ال البيت ع خاصتا (1) . ولهذا سيكون وريث هذا الخط النفاقي المنحرف في الاسلام هو سليل النسَـــب والفكـــر . السفياني الاخير الذي سيقاتل الامام الحجة ع*
بلا شك - الخطر السفياني له بعدين افهمه من الروايات عموما*
الاول : انه في يوم الظهور سيكون القوة الاكبر ( حجما ) والابطش ( اثرا ) والاعدى ( استهدافا ) على خط الامام الحجة ع واتباعه ، وتحاول استأصاله ، وهذا واضح كثيرا من تفاصيل روايات السفياني وحركته وعمله بلا ادنى شك في منطقة الظهور ودائرة البلاد الاسلامية هناك
الثاني : ان الخط السفياني "وهو المهم " ، يمثل الخطر العقائدي الاهم على المشروع المهدوي ، لانه ليس فقط خطر من النوع العسكري والسياسي ، بل اساسه خط عقائدي منحرف متغلغل قديم ويستقطب اتباعه ، ويتقربون الى الله ورسوله بقتل اتباع ال البيت ع !!! ،*
ولذلك ترى انه حتى ابليس الملعون يكون له ظهيرا يوم الظهور ويطلق صيحته الثانية ( الحق في عثمان وشيعته ) . وهذا ان دل على شيء فيدل ويؤكد على عمق وخطورة العداء الاصيل المستمر الذي ذكره الامام الصادق في الرواية التي نحن بصددها ومحاولة التعمق في فهمها وخاصتا في اخر معركة ...
( لانها : خلاصة صراع التاريخ البشري والاسلامي السابق باجمعه بين خط الرحمن مع خلاصة كل خط الشيطان ( شياطين الاجن والانس ) بعمومه ) .
ولعل ما نعيشه ونشهده الان من واقع دليل واضح ، انظر الى الخارج لتعرف كيف يعمل ويبطش ويخرب هذا الفكر الهدام المنحرف الاموي في داخل الجسد الاسلامي ، والى اين اوصلنا ، وما انتجه من احكام التكفير لبقية مخالفيه ومن ثم التجزير الاعمى بالناس صغار وكبار ونساء وحرث ونسل وافساد لمجرد حملهم عقيدة تخالفهم وخاصة عقيدة ال البيت ع ، وما الوهابية مؤخرا كخط عقائدي منحرف متشدد وتنضيمات القاعدة وداعش وغيرها الا تفسير عملي لذلك الفكر الممتد والقادم من عمق التاريخ الاسلامي . وتتحالف حتى مع اكابر شياطين الانس على الارض كما عهدهم من قبل !!!*
والحديث قد يطول ولكن نختمه بهذا القدر ، والله اعلم
الباحث الطائي
---------------
(1) : من هنا لعله تستطيع فهم وربط الروايات التي تذكر النواصب ! فالخط الاموي السفياني احد اهم مصاديقها فهذا الكم الكبير والخطير من روايات الناصبين العداء لآل البيت ع واتباعهم ، له مصاديق من الداخل وهي الاخطر ولها مصاديق عامة لكل من يعادي خط الاسلام الاصيل المتمثل بخط ال البيت ع من الخارج مثلا او الداخل غيرهم .
تحقيق في بعض ما ورد في الروايات من مواصفات السفياني الشخصية / النفسية ، والجسدية
ننقل بعض الروايات المفيدة في هذا المطلب وكما يلي :
1- عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس . أشقر أحمر أزرق ، لم يعبد الله قط ، لم ير مكة ولا المدينة . يقول يا رب ثاري والنار) (البحار:52/354 ).
2- عن الصادق (ع) انك لو رايته رايت اخبث الناس اشقر احمر ازرق يقول يا رب يا رب يا رب او يا رب ثاري ثاري ثم للنار او يا رب ثاري و النار و لقد بلغ من خبثه انه يدفن ام ولد له و هي حية مخافة ان تدل عليه .
تقول الرواية حسب المعنى : انك لو رأيت السفياني . لرأيت اخبث الناس اشقر احمر ازرق .( او في رواية اخرى : احمر اصفر ازرق )
هنا وجدنا بعض الكاتبين يعتبرون هذه الالوان من الصفات الجسدية . وراحوا ثَم يستنتجون منها من اي قومية او منطقة يمكن ان يكون اشكالهم كما وصفت الرواية ،
والبعض الاخر لعله ذهب الى انها تعبير عن شيئ اخر . ( كرمز للشخصية / النفسية )
وانا اظن بحس فهمي انها تعبير ليس عن شكله بل عن صفاته النفسية . ( هذا المرجح الاقرب )
والدليل هو القرينة التي في الرواية .لان الامام بدأ الكلام عن السفياني وهو يقول انك لو رأيت السفياني لرأيت " اخبث الناس "
والخبث - وصف لحالة نفسية في السفياني وليست ظاهرية جسدية !
ولقد استخدم وصف الخبث فيه في محل اخر ايضا ( في قتله لام ولد له حيث قال الامام : انه من خبثه يقتل ام ولد له مخافة ان تكشف امره / سره ) ،
لذالك بعد ان ذكر الامام ع انه اخبث الناس ، راح يبين / يفصّل بقية صفاته النفسية
وعليه - ماذا تعني هنا الالوان المذكورة في الحالة النفسية للسفياني ؟
اقول : الاحمر والازرق مكررات . بقي الاشقر والاصفر يمكن ان يكونا نفس الوصف لانهما قريبين في اللون الحقيقي والاستعمال
ولكن ماذا يعني كل لون هنا ؟
الجواب في تاويل هذه الرموز من الوصف الالواني لنفسيته كما يلي والله اعلم ،
الاحمر : تعبير عن دموية السفياني ( جزار قاتل ) . ولعلك سمعت الرواية التي تقول قدام القائم موت احمر وموت ابيض . وفسرها الامام ع بان الموت الاحمر يعني القتل . لذالك هنا سيكون منطقيا في التوصيف النفسي لما يذكر اللون الاحمر ( لون الدم ) يعني الدموي
الازرق : لعله يعني به الاجرام ( ونحشر المجرمين يومئذٍ زرقا ) . وهذا الاجرام يختلف عن الوصف السابق الاحمر الدموي . لان الاجرام قد يتصل بالمعنويات فضلا عن المحسوسات المادية .
الاصفر ( الاشقر ) : لعله اشارة الى الخبث او اللؤم الذي في السفياني ( وهذا يظهر ايضا فيما يصرح الملعون : ثأري والنار . ولعلنا في العرف العامي او بعض البلدان نطلق على الخبيث او اللئيم بالاصفر . او لخبيث اصفر كالعقرب ) .
لذالك سيكون عندنا قول الامام ع بعد تأويل معنى الالوان هو : انك لو رأيت السفياني لرأيت اخبث الناس واكثرهم دموية واجرام . ( اي اصفر احمر ازرق )
ولهذا وللقرينة التي في الرواية وما نستطيع ان نفسره من معاني الالوان . نعتقد ان هذا المقصد وما اولناه من معاني مناسبة او قريبة لعله هو الذي اراده الامام ع مما ذكر والله اعلم .
.......
اما ما ورد في صفاته الجسدية والتي هي ظاها واضحة ولا تحتاج الرمزية هو كما في الرواية التالية :
( روي عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله وسلامه عليه انه قال: «قال أبي صلوات الله وسلامه عليه قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور، اسمه عثمان وأبوه عنبسة، وهو من ولد أبي سفيان» (راجع كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص651).
واقول : عادة التوصيف الجسدي يتعلق بالمظهر الخارجي للجسم عموما ( طويل ، قصير ، مربوع ، نحيف ، اعرج ، او غيرها )
ويتعلق بالرأس وملامح الوجه / وكما في الرواية اعلاه كمثال او غيرها في شخصية اخرى ،
لذلك لو كانت الالوان ( احمر ازرق اصفر ) ، التي ذكرت سابقا متعلقة بلون وجهه وجسده وشعره لكان الانسب ان تذكر ايضا في هذه الرواية او بعضها لاهميتا وتتميمها الوصف ،
المربوع ( ربعة ) : وسيط القامة "معتدلها" اي ليس بالطويل او القصير .
وحش الوجه : الوحش نقيض الأليف ، ويقال حَيَوَانٌ وَحْشٌ : اي حَيَوَانُ البَرِّ ، مَا لاَ يُسْتَأْنَسُ منها وليس بأليف
وعليه " وحش الوجه " ستكون ذو وجه قاسي او قبيح او غليض الملامح .
ضخم الهامة : الْهَامَة هي الرأْس ، بمعنى ضخم الراس .
بوجهه اثر جدري : الجُدَرِيّ : مرض فَيْروسيّ معدٍ ، يتميز بطفح جلديٍّ حُلَيْمِيٍّ يتقيَّح ويعقبه قِشْر ويُخلف نُدُوبًا
اذا رايته حسبته اعور : أَعْوَرَ فلانًا : أَذهبَ بَصَرَ إِحدى عينيه ، ( وقد يكون ذلك بسبب مرض الجدري او لسبب اخر )
ملاحظة : هذه الصفات على فرض صحة الرواية من جهة ، ومن جهة اخرى ليست المرتكز العلاماتي لتشخيص السفياني بل هي قرينة مساعدة .
والسلام عليكم
الباحث الطائي
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 16-07-2015 الساعة 06:08 AM.
لعل اول تسجيل لبدأ حركة السفياني الملعون يمكن اخذها من الرواية التالية*
ففي غيبة الطوسي عن بشر بن غالب "مرسلاً " قال:«يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب. وهو صاحب القوم»
على فرض صحة المتن ،
نحاول تفسير مضمونه مع ما يناسب الفهم العام للسفياني.
ما يتعلق بعبارة ( يقبل السفياني من بلاد الروم متنصراً في عنقه صليب . وهو صاحب القوم )
اقول: ما نعتقد من بعض العبارات التي يدور حولها الشك بالرمزية او الظاهرية كما اعلاه
نتعامل معها على مستويين .
الاول : نفرض ظاهرها المصرح به ، ونرى هل ممكن الاخذ به بعد الاحاطة بالتفاصيل الاخرى التي تؤيد ولا تعترض.
وهنا على سبيل هذا الفرض سيكون :*
ان السفياني سيقبل من بلاد الروم التي كان فيها ، ومتنصرا في عنقه الصليب هو ظاهر انتحاله الديانة المسيحية ، وما في عنقه متقلدا من صليب هو اشارة لذلك الاعتقاد/ التقليد الذي هو عليه. وكما الحال مثلا من لبس المسيحيين للصليب في اعناقهم .
فهل هذا التفسير الظاهري يلائم الفهم وملابسات احداث السفياني التي نعرفها في بقية الروايات.
الجــواب : حتى وان كان حقا في ظاهره ، فمن الصعوبة تصور بقائه على هذا الحال ظاهرا بها ! لان عمله ودوره يقتضي ان يتمظهر بالمظهر الاسلامي. ولعل روايات اخرى تبين في إشاراتها انه يُـظهر الزهد والتدين ، بل من عموم الفهم لحركة رايته ان عمله يسير جنبا مع جنب الخط الاسلامي المنحرف في اخر الزمان .
والمحصلة على اساس هذا الفرض الاول ، ان السفياني وان افترضناه ينطبق شكله الخارجي ومعتقده وظاهر الرواية ، فانه لاحقاً سوف يتنكر بالمظهر الاسلامي لضرورة ذلك في دوره في منطقة الظهور.
ولعل الاشارة في الرواية التالية تفيد التوضيح ( ما في مخطوطة ابن حماد ص75 أن السفياني: ( شديد الصفرة به أثر العبادة) ، مما يعني أنه يظهر بمظهر المتدين الزاهد .
( وهنا وعلى اساس الفرض الاول لعل هذا يفتح الباب ليفسر ما قيل عنه انّه لم يرى مكة والمدينة ، حيث انه كان في بلاد الروم وانه معتنق دينهم او حتى تنزلا مندمج وذائب في عالمهم وثقافتهم. ولا علاقة له بالدين الاسلامي وتكاليفه )
فاذا كان معتنق المسيحية فلا يرى مكة والمدينة ، واذا كان اسلامه الاسم فقط وحقيقته منغمس في ثقافة الغرب المسيحي فلا اهمية له في زيارة مكة والمدينة. اي اداء ركن الحج في الاسلام وزيارة قبر الرسول.
وهذا بالعموم ينبه الى حقيقة ذلك المتصنع للزهد والتدين ، وصاحب لواء الفتح والانقاذ لاحقا اي السفياني والذي يتمظهر الاسلام ، لم يحج بيت الله في عمره ولم يرى مكة والمدينة فهو تناقض فيه ودلالة على كذب مظهره وصنيعه.
الثاني: ان تفهم هذه العبارة لا على ظاهرها بل بالمعنى ، اي تؤول.
وسبب ذلك لان قرائن الروايات والاحداث الاخرى بخصوصه نفهم منها انه سيمثل الخط الاسلامي المنحرف والممتد من عصر اجداده السفيانيين سابقا واليه وهو اخرهم ، هو خط نفاق ، ولذلك ظاهره اسلامي وباطنه ظلامي .
وكما في الرواية التالية :
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( إنا وآل أبي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله قلنا صدق الله وقالوا كذب الله ، قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقاتل معاوية بن أبي سفيان علياً بن أبي طالب عليه السلام ، وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام والسفياني يقاتل القائم عليه السلام ) ( البحار:52/90).
وعادتا - المنافق او الضعيف دينه او الذي يعبد الله على حرف ، لا يعني عنده الدين الا شكلا او قد يكون فقط اسماً ، فتراه اذا سنحت له الفرصة انتهك حرمات الدين وعمل عمل الشياطين واتى بكل المخالفات.
وعليه سيكون السفياني هنا مثال لذلك التاويل*
اي هو من اصل هذا الخط السفياني التاريخي نسبا وفكرا عقائديا ، كان في الغرب وانغمس فيه فاصبح كاحدهم لا فرق ظاهرا ولا مانع رادعا .
وهذا لعله يساعد الروم/ الغرب في سهولة استعماله لاقصى الدرجات ( في تحالفه معهم ) فاذا تطلب ان يخرج ويبدا دوره في منطقة الظهور ، جاء ذلك حفيد السفيانيين المنحرفين عقائديا من بلاد الروم متنصرا ( اي متشبعا بالثقافة النصرانية / العلمانية وكانها دينه لان الدين في احد مضامين فهمه هو ما تعتقد ويظهر في سلوكك ) وفي عنقه الصليب ( مواثيق ارتباطه وتحالفه مع الروم او / و حتى حقيقتا لبسه الصليب اول امره بالجمع بين التاويل والظاهر )
هذه الرواية ان صدق مضمونها ، فلا يوجد دليل يبين كم بينها وبين خروجه الحتمي المعلوم في شهر رجب . ويظهر انها يراد منها كشف حقيقة مضمونه العقائدي والثقافي .*
موضوع أجاد فيه مولانا الفاضل الباحث الطائي أيما إجادة في التدرج المنطقي جزاه الله خيرا على مسعاه.
اقتباس :
اضافة الى ذلك ’فان جل الروايات المباركة لم تهتم بالسفياني كشخص وانما تناولته كشخص يتولى قيادة حركة معادية لامامنا المهدي عليه السلام وهنا تكمن الخطورة.اي ان الاهتمام من جانب الروايات انصب على حركته المنحرفة وليس عليه كشخص. لانه شخص ككل الاشخاص المنحرفين فكريا وعقائديا وهؤلاء امثالهم كثر في عصرنا الراهن.
و لكن التسليط على شخصية السفياني بالنسبة الى مخصوص حركته الخطيرة المفصلية أيضا مهم لأنها تساعد قليلي الخبرة في كشف هذه الحركة قبل الوقوع في الهلاك المؤكد.
و الاحاديث انما لها ما لها من مغزى في ارشاد البعض ممن لم يوفق نسبة الى غيرهم ممن تيسر لهم الهدى.
أما ترى أن بعض المخالفين يضلون بسهولة بحركات بالغة الضلالة مثل داعش و غيرها.
فلو اجتمعت الأحاديث من هنا وهناك لتوضيح الصورة و كشف الملتبس ربما يسلم البعض من الضلال.
موضوع أجاد فيه مولانا الفاضل الباحث الطائي أيما إجادة في التدرج المنطقي جزاه الله خيرا على مسعاه.
و لكن التسليط على شخصية السفياني بالنسبة الى مخصوص حركته الخطيرة المفصلية أيضا مهم لأنها تساعد قليلي الخبرة في كشف هذه الحركة قبل الوقوع في الهلاك المؤكد.
و الاحاديث انما لها ما لها من مغزى في ارشاد البعض ممن لم يوفق نسبة الى غيرهم ممن تيسر لهم الهدى.
أما ترى أن بعض المخالفين يضلون بسهولة بحركات بالغة الضلالة مثل داعش و غيرها.
فلو اجتمعت الأحاديث من هنا وهناك لتوضيح الصورة و كشف الملتبس ربما يسلم البعض من الضلال.
السلام عليكم
لا توجد في شخصية السفياني خصوصيات معينة تجعله يختلف عن باقي المعادين لاهل البيت عليهم السلام, انما الخصوصيات تركزت على ما تنتجه حركته من نتائج على مستوى المنطقة ولذلك ركزت الروايات على تحركاته لا على شخصه .
اما بالنسبة لشخصية الخراساني وشخصية اليماني فالامر مختلف كثيرا اذ جاءت الروايات مؤكدة على شخصياتهم المباركة لما لهم من تأثير نفسي في عملية الظهور على المجتمع.اما بالنسبة للسفياني فليس له تأثير منفرد على المجتمع وانما الظروف المكونة لحركته والدعم المقدم له والعوامل الاخرى مجتمعة هي من تؤثر في المجتمع سلبا.
ولكن هذا لاينفي اعطاء خصوصية للسفياني بشكل واخر نظرا لارتباط وجوده مع قيادة الحركة او التيار الذي يناط له. بمعنى اخر ان التركيز على شخصية السفياني هو نتيجة طبيعية للدور الذي سيقوم به لا أكثر
السلام عليكم ، واهلا بالاخ الكريم متيم كربلاء والاخ الكريم عابر سبيل وفقهما الله
وتقبل الله اعمالهما واسعد ايامهما وجميع المؤمنين والمؤمنات .
نمر على بعض التعليقات السابقة للكرام
اقتبس ( من متيم كربلاء )
***********************
احببت ان الفتكم الى ان جميع او اغلب الدراسات والبحوث تناولت السفياني كشخص وليس كرمز
اقول : نعم الاغلب والمهم اجتمع على ذلك ، وظهر هنا وهناك من يرى رمزيته بدرجات ، ولهذا خصصنا له مبحث ، لرفع الشبهة وتثبيت الحقيقة بالدليل .
واقتبس ايضا :
اضافة الى ذلك ’فان جل الروايات المباركة لم تهتم بالسفياني كشخص وانما تناولته كشخص يتولى قيادة حركة معادية لامامنا المهدي عليه السلام .
اقول : لم اقع بالدقة على مقصودكم من ان الروايات ( او لنقل بعضها ) لم تهتم بالسفياني كشخص !
حيث كما نعلم ونفهم ان عموما منطقا لما نقول نتحدث ونهتم بسيرة شخص فهذا يعني منها شخصيته ويدخل فيها الكثير من الحيثيات الاخلاقية والنفسية والطبائعية والسلوكية وتصل الى حتى مظهره / شكله الخارجي ( بالاضافة الى سيرته العملية كعلم او اختصاص او دور )
ولقد وصل الينا في بعض الروايات التي تناولناها سابقا( على فرض صحتها ) ما ركز على هذه الحيثية بشكل لم نرى لها مثيل في اي شخصية اخرى ( باستثناء الامام الحجة ع )
ونعيد بعض الامثلة ( إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس . أشقر أحمر أزرق ... يقول يارب ثاري والنار ) ،
وكذلك ( يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس وهو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة، بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور، ) ،،، ولعل غيرها لم يحضرنا تذكرها .
بالعموم - هذا التركيز هو يصب في زيادة تنبيه الامة لخطورته والاهتمام بفتنته لما لها من اثر خطير في ادق واخطر مرحلة في حياة البشرية وهي مرحلة بداية الظهور والثورة للامام الحجة ع . ونحن وحيث دخلنا في بحث موسع ، تناولنا وسنتناول كل ما يسلط الضوء على عنوان السفياني .
-------------------
اقتباس ( من عابر سبيل )
و لكن التسليط على شخصية السفياني بالنسبة الى مخصوص حركته الخطيرة المفصلية أيضا مهم لأنها تساعد قليلي الخبرة في كشف هذه الحركة قبل الوقوع في الهلاك المؤكد.
و الاحاديث انما لها ما لها من مغزى في ارشاد البعض ممن لم يوفق نسبة الى غيرهم ممن تيسر لهم الهدى.
اقول : احسنت ، ونحن او غيرنا نتحرك على اساس ما وصل الينا ويفيد في بحث هذه الحيثية ( شخصيته ) بما نستظهر ونستنتج من قول المعصوم ع . قدر الامكان لتغطية كل ما يمكن بخصوص عنوان خطير اسمه السفياني في علامات الظهور .
نكمل لاحقاً قريبا ان شاء الله البحث الموسع
والسلام عليكم
التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي ; 19-07-2015 الساعة 01:21 AM.
نعرّج هنا قبل الدخول في تفاصيل حرك السفياني وحروبه ، ما يرتبط بالتاريخ البعيد للخط السفياني مع احداث عصر الظهور حتى تستقيم لنا بوضوح الصورة الواقعية التاريخية والحاضرة والمستقبلية لحجم هذا الخطر والعداء من خط الانحراف والذي يتزعمه السفيانيين خاصتا مع من يتحالفون من خط اليهود والذين اشركوا .
هنا الاية الكريمة صريحة واضحة لا تحتاج تاويل في حق اليهود واتصافهم بانهم اشد اعداء الذين امنوا ، هم والذين اشركوا ، ووصل بهم اشراكهم على رفض الرسالة المحمدية الخاتمة واياتها وحجيتها وهم يعلمون ويجحدون
واما الذين امنوا ، فحق المقصد وقت النزول هم رسول الله ص والذين امنوا به واتبعوه وسلّموا تسليما ، ولا يدخل فيهم المنافقون وان كان ظاهرهم الاسلام ، لان القران
ينطق بالحق ، والحق انّ المنافقين ليس مؤمنين.
وعنه يتفرع ان عنوان المؤمنين بعد النبي الاكرم ، هو من اصطفاه الله من ال البيت ع ( الامتداد الشرعي الحق ) واتبعه المسلمين مؤمنين بهم ومُسَـلـّمين لله ولهم ، فهؤلاء هم حقا من يصدق فيهم وصف القران الكريم بالمؤمنين ، واخر المصطفين الاخيار من ال البيت هو بقية الله الامام الحجة بن الحسن ع ومن اتبعه وامن به وسلّم تسليما.
بعد ان ثبتنا طرفي الايمان والكفر واهليهما بما اثبته القران من حقيقة ، واكدته متواتر الاحاديث النبوية الشريفة من مقام واحقية ال البيت ع.*
فلنستشهد بطرف من وقائع تاريخ الرسالة المحمدية وحال اليهود ومن تحالف معهم لنظهر واقعهم المشهود ذلك الوقت مما وصل الينا ، نستظهره من حرب الاحزاب.
حرب الأحزاب خطة يهودية ،وتحالف يهودي مع مشركي عهد الرسالة ( حرب التحالف اليهودي العربي ضد الإسلام ! ) حيث تطورت علاقة قريش باليهود بعد بعثة النبي ص ، وكانوا يتراسلون ويلتقون ويتشاورون معهم فيما يفعلونه لقتل النبي ص !
وعندما عجزت قريش عن تحقيق انتصار في بدر وأحد ، نشط اليهود على مدى سنتين يستنفرون قبائل العرب ويعقدون معهم التحالفات لحرب محمد واستئصاله !*
وجاء رئيس حاخامتهم كعب بن الأشرف الى مكة في سبعين راكباً (أسباب النزول للواحدي/103) ( فطافوا على وجوه قريش ودعوهم إلى حرب النبي*
قال أبو سفيان: مرحباً وأهلاً ، أحب الناس إلينا من أعاننا على عداوة محمد ! زاد في نص آخر قوله: ولكن لا نأمنكم إلا إن سجدتم لآلهتنا حتى نطمئن إليكم ! ففعلوا ! قال النفر: فأخْرِج خمسين رجلاً من بطون قريش كلها أنت فيهم ، وندخل نحن وأنت بين أستار الكعبة حتى نلصق أكبادنا بها ثم نحلف بالله جميعاً لايخذل بعضنا بعضاً ، ولتكونن كلمتنا واحدة على هذا الرجل ( اي محمد ص ) ما بقي منا رجل ، ففعلوا فتحالفوا على ذلك وتعاقدو) !
ثم واصل اليهود جولتهم على العرب، (فخرجت اليهود حتى أتت غطفان ، وقيس عيلان )
وحشد اليهود وقريش جيشاً كبيراً بلغ بضعة عشر ألفاً بقيادة أبي سفيان وغزوا المدينة وحاصروها في معركة الخندق ، وتحرك معهم اليهود وكانت حصونهم قرب المدينة ، فقام كبير حاخامتهم كعب بن الأشرف بنقض عهده مع النبي ومزق صحيفته أمام اليهود وجمع رؤساءهم: الزبير بن باطا ، وشاس بن قيس ، وعزال بن ميمون ، وعقبة بن زيد ، وأعلمهم بما صنع من نقض العهد!( الصحيح من السيرة:8/41 ). لكنهم مع ذلك جبنوا عن الخروج إلى المعركة فتصور أبو سفيان أنهم غدروا !
وبرز بطل قريش والعرب عمرو بن ود مع رفقاء له فعبروا الخندق وطلب المبارزة فخافه المسلمون ، وبرز اليه علي ع فقتله ثم برز له ابنه فقتله ! ففتَّ ذلك في عضد أبي سفيان والأحزاب وأرسل الله عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا(الأحزاب:9) فوقع الإرتباك في معسكرهم وسارعوا بالإنسحاب والهزيمة !*(راجع جواهر التاريخ:2/19) .
***** انتهى*****
اقول: انظر عداء اليهود الكبير ، وكيف كان اليهود يدبرون ويترأسون الحرب على الرسول محمد ص ، وانظر كيف كان ابي سفيان قائد الحشد العسكري العربي الذي يقاتل الرسول ص والمؤمنون ذلك الوقت وهذا شاهد من شواهد عديدة على هذا التحالف العدائي !
مع ربط هذه الوقائع التاريخية المهمة مع رواية الامام الصادق ع التي قال فيها ( ... قاتل أبو سفيان رسول الله صلى الله عليه وآله وقاتل معاوية علي بن أبي طالب عليه السلام. وقاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليهما السلام، والسفياني يقاتل القائم عليه السلام )
يتبين لنا هذا العداء المتاصل والمستمر للخط السفياني ، المحسوب ظاهرا على المسلمين ويعمل في الخط المنحرف الداخلي النفاقي .
وهذا نضيفه للحقيقة القرانية التي اثبتها القران صراحتا ، بان اشد اعداء الذين امنوا هم اليهود والذين اشركوا.
فهنا نحن امام محصلة لجبهة خط الشيطان والمتمثلة بقيادة اليهود والذين اشركوا ويحمل لوائها ال بني سفيان في كل زمان ومرحلة مفصلية تاريخية ،،، مقابلها خط الرحمن الذي هو متمثل بالرسول الاكرم ص وعترته الطاهرة من ال البيت ع واخرهم الامام المهدي ع ومن اتبعه من شيعته.
لذلك هذا السفياني الملعون الذي تحدثنا روايات الظهور عنه هو امتداد نسبي وعقائدي للخط المنحرف والمنتسب ظاهرا للاسلام.*
وخروجه وحربه للامام ع سيكون نفس امتداد خروج اليهود زمن الرسول ص وتجميع قوى الكفر والانحراف تدعمها وتجعلها راس الحربة الموجهة للظهور المقدس للامام الحجة ع. وسيكون السفياني قائد جيش الكفر من الداخل والمدعوم من اليهود والذين اشركوا .
ملاحظة : سوف نبحث لاحقا بعد الانتهاء من اساسيات بحث موسوعة السفياني بتوفيق الله ، طرح عنوان سؤال وجوابه بخصوص هل يعلم ويعمل خط اليهود والذين اشركوا مع حلفائهم السفيانيين "وتحت فرضية عصر الظهور " بقضية الامام الحجة ع ويتحركون سياسيا وعسكريا على اساسها ولو بدرجة ام لا . )
والله اعلم
الباحث الطائي
---------------------
(1) ظاهراً وباطناً ، اولاً وآخراً : فظاهرا كان ابي سفيان في خط المشركين وعدائهم الصريح للرسول والرسالة ، وباطناً لما اظهر اسلامه ( تأسلم ) وكان يمثل خط النفاق وامتداده الطبيعي نسبا وعقيدتا ابنه معاوية ومن ثم ابنه يزيد وكبير عدائهم وبغضهم للعترة الطاهرة ،،، واولاً وآخرا - فكان ابو سفيان اولهم وسيكون حفيده السفياني الملعون آخرهم في قتاله الامام الحجة ع واتباعه .
المبحث التالي سيكون ( السفياني وشهر الخروج / رجب )