والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم
فإن السابقين الاولين من المهاجرين هم الذين هاجروا الهجرة الاولى وهي الهجرة الى رسول الله صلى الله عليه وآله في حصاره بمكة حين حاصرت قريش بني هاشم مع رسول الله صلى الله عليه وآله في شعب عبد المطلب و اربع سنين والامة مجتمعة على ان أبا بكر وعمر لم يكونا معهم في ذلك الموطن
والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم
ليست المسألة من عندنا ومن جهتنا فقط هو القدح في صحابة رسول الله (ص) لمجرد القدح والنيل منهم رضوان الله تعالى عليهم وكرههم لمجرد الكره والعياذ بالله تعالى ...
فالمسألة اكبر من ذلك واعمق وليس كما تتصوره انت او غيرك أخي الكريم هداك الله تعالى ....
فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم لهم الفضل العظيم في نقل هذه الشريعة المقدسة إليجيلنا والاجيال اللاحقة ...، ولهم الفضل في حفظ هذا الدين والدفاع عنه وتثبيت أركانه ودعائمه في اول الأمر ...
ولا ينكر هذا الفضل احد ممن ينطق بشهادة التوحيد والرسالة
ولكن اخي الكريم وكن في لب من الأمر وتعقل وتجرد من العواطف أو التعصب الذي لا يغني ولا يسمن من جوع ..
وتدبر في الأمر معنا هنا وقف على ما وقفنا عليه في امر الصحابة كلهم ...
فنحن الشيعة أجمعين نجل ونفتخر بأن قيض الله تعالى لهذا الدين رجالات يكل العقل عن إدراك فضلهم واعمالهم في هذا الدين بالحسنى ...
ولكن هذا الأمر لا يجعلنا مغمضين العقل ومنكسي الرؤوس عن بعضهم - لا كلهم - ومغلقي العقول عن التدبر في احوال بعضهم وما فعلوا في دين الله تعالى وشريعة نبيه ورسوله (ص) ...
وخلافنا بينكم في قضية عدول الصحابة جميعهم ... فقط
وليس نكران ونسف نظرية تكريم الله تعالى لصحابة الرسول (ص) ورضاه عن بعضهم ولمن أستحقوا فعلا رضى الله تعالى في كتابه ومحكم آياته ...
ولا ينكر أحد من العقلاء او من يتدبر في سيرة لرسول الكريم (ص) واهل بيته وصحابته ... أن هناك ممن كانوا يصحبون هذا الرسول الكريم (ص) هم من المنافقين ...، وقد ذكرهم الله تعالى في كتابه تعالى في اكثر من آية وضحهم وأفشل تآمرهم في حياة رسوله (ص) ... وحذر الأمة منهم من بعد وفاتة نبيه ...، بل وتوعد من ينقلب على الأعقاب منهم نارا خالدة في صريح آياته ومحكم كلامه عز وجل .....
فقد أتى الله تعالى بشرط " الإيمان " لكي يتحصل رضاه تعالى عنهم - المبايعين تحت الشجرة - وهذا أمر مهم اخي الكريم ولا يمكننا أن نلغيه بعقولنا من هذه الآية ...، والله حكيم مطلق لا يأتي بكلمة عبثا والعياذ بالله .....
فهنا كان من شرط الرضا الأيمان من قبلهم - الصحابة المبايعين - والا من كان غير مؤمن فلا يستحق الرضا من الله تعالى مهما كان قربه او بعده عن رسول الله (ص) .... ، فلا اعتبار للأنساب هنا أبدا...
والميزان فيه كله التقوى والإيمان فقط لاغير ...
و لما كان الرضا المنسوب إليه تعالى صفة فعل له بمعنى الإثابة و الجزاء، و الجزاء إنما يكون بإزاء العمل دون الذات ففيما نسب من رضاه تعالى إلى الذات و عدي بعن كما في الآية «لقد رضي الله عن المؤمنين» نوع عناية استدعى عد الرضا و هو متعلق بالعمل متعلقا بالذات و هو أخذ بيعتهم التي هي متعلقة الرضا ظرفا للرضى فلم يسع إلا أن يكون الرضا متعلقا بهم أنفسهم.
فقوله: «لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة» إخبار عن إثابته تعالى لهم بإزاء بيعتهم له (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت الشجرة.
و قد كانت البيعة يوم الحديبية تحت شجرة سمرة بها بايعه (صلى الله عليه وآله وسلم) من معه من المؤمنين و قد ظهر به أن الظرف في قوله: «إذ يبايعونك» متعلق بقوله: «لقد رضي» و اللام للقسم.
قوله تعالى: «فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم و أثابهم فتحا قريبا و مغانم كثيرة يأخذونها و كان الله عزيزا حكيما» تفريع على قوله: «لقد رضي الله» إلخ،
و المراد بما في قلوبهم حسن النية و صدقها في مبايعتهم فإن العمل إنما يكون مرضيا عند الله لا بصورته و هيئته بل بصدق النية و إخلاصها.
فالمعنى: فعلم ما في قلوبهم من صدق النية و إخلاصها في مبايعتهم لك.
فقوله: «فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة» إلخ، تفريع على قوله:
«لقد رضي الله عن المؤمنين» للدلالة على حقيقة هذا الرضا و الكشف عن مجموع الأمور التي بتحققها يتحقق معنى الرضا.
ثم قوله: «فأنزل السكينة عليهم» متفرع على قوله: «فعلم ما في قلوبهم» و كذا ما عطف عليه من قوله: «و أثابهم فتحا قريبا» إلخ.........
ولا يمكنك أخي الكريم أن تنكر عدم وجود أناس من المبايعين كانوا على غير الإيمان ....!
أو لا يمكنك أن تثبت لنا هنا أن كل وجميع المبايعين هم من المؤمنين حقا جميعهم دون أستثناء ....
وان تفعل تكون قد نسفت آيات كثيرة تخبر عن المنافقين حول رسول الله (ص) .....
أو تكون قد علمت ما لم يعمله الله تعالى - والعياذ بالله - حيث يقول في نفس سياق الآية قوله (فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ ) ....
حيث يشير تعالى إلي أنه سبحانه أطلع ومطلع على قلوب المؤمنين منهم والغير مؤمنين فيهم .... !!!
ثم اخي الكريم أيا تكن أو تكون ...
أستشهدت بهذه الاية اعلاه ... وتغافلت عن آية اخرى محكمة وفيها يهدد الله تعالى كل من يبايع وناقضا للبيعة وناكثا لها في عمره وخلاله أو آخره ....:
وهنا الإخبار من الله تعالى لصنفين من المبايعين أحدهما ناكثا لبيعته والآخر وافيا لها ......!
وقولنا أعلاه وردنا فيه على سؤالك ...
يدخل فيه كل من المبايعين مهما كانوا او يكونون سواء من ذكرت مثل أبي بكر وعمر وعثمان ...أو غيرهم
فالكل واقعون في تحقيق شرط الإيمان أن هم عملوا بما عاهدوا بنيتهم الخالصة ومضيهم فيها وعدم النكث منهم أو النقلاب على عاهدوا الله عليه إلي آخر العمر منهم جميعا صحابة رسول الله (ص) ...
فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم لهم الفضل العظيم في نقل هذه الشريعة المقدسة إليجيلنا والاجيال اللاحقة ...، ولهم الفضل في حفظ هذا الدين والدفاع عنه وتثبيت أركانه ودعائمه في اول الأمر ...
اخي حيدرة مشكور على الرد الجميل
لدية استفسار طال عمرك
هل ابو بكر الصديق وعمر ابن الخطاب رضي الله عنهم داخلين في مقولتك اعلاة ام لا