أعلن مندوب منظّمة اللاعنف العالمية (المسلم الحرّ) عن تأكيد المدرسة الشيرازية على ضرورة تمسّك أتباع أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، من المسلمين الشيعة، بالمبادئ الإسلامية الحقّة، وعدم الانجرار وراء الأجندات الفئوية ودعاة الفتن الطائفية الرامية إلى تمزيق المجتمعات الإسلامية.
وذكر مندوب المنظّمة الذي التقى في بعثة الحجّ الدينية التابعة للمرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، في المدينة المنوّرة، انه: تم عقد اجتماع مع نجل سماحة المرجع الشيرازي، حجّة الإسلام والمسلمين السيد حسين الشيرازي، وبعض الفضلاء في البعثة، تناولنا خلاله الشؤون والقضايا الملحّة في العالم الإسلامي، خصوصاً فيما يتعلّق بأعمال العنف المتفاقمة في بعض البلدان. وتمّ مناقشة بعض المقترحات الهادفة إلى وضع آليات الدفاع عن الأمّة الإسلامية، والسبل المطلوبة لاستتاب الوضع الأمني في كل الدول الإسلامية.
وأضاف: الأحداث الأخيرة في باكستان وسوريا والعراق، ومنها قتل وتشريد الأقليّات الدينية أو العرقية، كان لها الأولية في النقاش.
وأشار مندوب منظّمة اللاعنف العالمية إلى ان فضيلة السيد حسين الشيرازي شدّد على ضرورة متابعة النهج السلمي في التعاطي مع مختلف الطوائف الإسلامية وغيرها، سواء في كيفية المعاشرة معهم في داخل المجتمع الإسلامي أو في الدفاع عنهم في أروقة الأمم المتّحدة، وعدم تمييز قضاياهم عن قضايا المسلمين الشيعة.
وأوضح: كان تأكيد فضيلة السيد حسين الشيرازي على أن الأقليات الدينية يجب أن تكون مطمئنة بأنها في كنف الدولة الإسلامية ومحمية.
كما ذكر مندوب المنظّمة: الى جانب ذلك تمّ استعراض الجهود التي تبذلها المنظّمة في سبيل جمع شمل المنظّمات
الحقوقية والإنسانية في تلك الدول، والتنسيق العملي بينها.
في اليوم العالمي لنبذ العنف:
مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية تدعو إلى التصالح مع الذات لنبذ العنف
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،، الوكالة الرافضية للأنباء- Rafidhya News Agency
دعت مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية، إلى تصالح الإنسان مع نفسه لنبذ العنف بكل أشكاله.
جاء ذلك في بيان أصدرته المؤسسة في العاصمة الأميركية واشنطن في اليوم العالمي لنبذ العنف، وأضافت: إنّ العنف يهدّد اليوم البشرية بالكثير من المخاطر، وعلى رأسها تدمير التعدّدية والتنوّع الذي يعتبر سنّة الله تعالى في الحياة.
إنّ السبب الحقيقي لاستخدام العنف، وبأيّ شكل من أشكاله، هو حالة التناقض التي يعيشها الإنسان مع نفسه، أو ما يصطلح عليه في الإسلام بالنفاق، وإلاّ فإنّ الإنسان السوي المنسجم مع نفسه ومع ما يؤمن ويعتقد به يكون لين العريكة ويتعامل مع الآخر بكل لطف، ويجنح إلى السلم كلما سنحت الفرصة له، فالسلم واللاعنف أصل عند الإنسان المنسجم مع نفسه، أما غيره فإنّ العنف والتطرّف والتزمت صفات تتحكم في سلوكياته، ليس مع الآخر فحسب وإنّما حتى مع نفسه، فتراه يمارس العنف بكل أشكاله مع نفسه ومع الآخرين، ولقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة في الآية أعلاه، فضيق الصدر مثلاً وسيء الخلق لا ينسجم مع نفسه، وتالياً لا ينسجم مع الآخرين ولذلك فهو أبعد ما يكون عن نهج الشورى، أو ما يصطلح عليه اليوم بالديمقراطية.
لقد حثّ الإسلام على انتهاج السلم واللين في كل الأمور، فقال تعالى: {ادخلوا في السلم كافّة} ولذلك رفض الفقيه المجدّد الراحل المرجع الديني السيد محمد الشيرازي قدّس سرّه مبدأ العنف بكل أشكاله فقال:
إنّ الأصل في الإسلام: السلم واللاعنف
وقال أيضاً:
يحرّم الإسلام الغدر والاغتيال والإرعاب وكل ما يسمّى اليوم بالعنف والإرهاب، فإنه لا عنف في الإسلام، ولا يجوز أيّ نوع من أعمال العنف والإرهاب الذي يوجب إيذاء الناس وإرعابهم، والغدر بهم وبحياتهم، أو يؤدّي إلى تشويه سمعة الإسلام والمسلمين.
ويضيف المرجع الشيرازي الراحل أعلى الله درجاته بقوله:
كيف لا والإسلام مشتقّ من السلم والسلام، والقرآن الكريم يأمر بالرفق والمداراة، يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
كذلك، فإنّ الإنسان الممتلئ علماً ومعرفة وأخلاقاً ومنطقاً لا يحتاج إلى أن يوظّف العنف في حياته وسلوكياته وتعامله مع نفسه ومع الآخر، على العكس من الفارغ علمياً ولا يمتلك المنطق السليم، فإنّه يعوّض عن كل ذلك بالعنف، سواء العنف اللساني أو العنف باليد والذي يتطوّر إلى القتل والتدمير والذبح، وهذا ما نلاحظه في منهجية الحركات المتطرّفة التي ثبت بالدليل القاطع انها فارغة المحتوى، ان على صعيد الفكر والثقافة أو الحجّة والبرهان والمنطق، ولذلك تراها توظّف العنف والإرهاب لتستعيض به عمّا تفقده من الأدوات العصرية.
وتتضاعف خطورة العنف عندما يتلفّع بعباءة الإسلام، والإسلام من العنف بريء براءة الذئب من دم يوسف، فالإسلام لم يدع أحداً لاعتناقه تحت حدّ السيف أبداً، وإنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت عليهم السلام لم يستخدموا العنف، لا باللسان ولا باليد ولا بأيّ شيء آخر لنصرة دين الله تعالى أو لدعوة الآخرين إلى اعتناق الإسلام.
إنّهم وظفّوا الخلق الحسن واللين وسعة الصدر والدعوة بالتي هي أحسن والحوار والمنطق والدليل العلمي والعقلي، لمواجهة التحدّيات الحضارية التي مرّ ولا يزال يمرّ بها الإسلام.
إنّ المؤسسة، وبمناسبة اليوم العالمي لنبذ العنف، تدعو الجميع إلى أن يتصالحوا مع أنفسهم لينسجموا معها، لينبذوا العنف بكل أشكاله، الأمر الذي يتطلّب أن يتسلّح الإنسان بالعلم والمعرفة ووسائل وأدوات الحضارة ليتعامل مع الآخر بإنسانية وبحضارية.
إنّ العنف يهدّد اليوم البشرية بالكثير من المخاطر، وعلى رأسها تدمير التعدّدية والتنوّع الذي يعتبر سنّة الله تعالى في الحياة، ولذلك فإنّ الواجب على الجميع، خاصّة الحريصين على مستقبل البشرية، أن تتكاتف وتتظافر جهودهم لوضع حدّ لكل أنواع العنف، خاصّة الذي سبّبه التمييز والتزمت الديني والتطرّف والفوارق الطبقية التي تنتجها السياسات الاقتصادية العالمية التي تعتمد الجشع.