بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله سياج النعم والصلاة على النبي وفاء الذمم واستمطار الرحمة على آله الأولياء وأصحابه الأصفياء عرفان الجميل وتذكار الدليل ..
أزجـى ثـنـائـي وثناء العباد ,,, لساحة الطهر الإمام الجواد
نـال مـن الـرفـعة ما لم ينل ,,, شبيهها أهل التقى والسداد
قـد أرشد الناس لدرب الهدى ,,, يهدي البرايا لسبيل الرشاد
أعـراقـه كـالـزهـر فواحة ,,,أخـلاقـه تـفوق حصر العداد
يقضي من الحاجات ما استصعبت,,, لـذلـكـم سموه (باب المراد)
وكـان كـنز العلم نور الهدى تـحـنو خضوعاً منه سبع شداد
قـد غـمـر الـنـاس بألطافه ,,,فـكـم له على الورى من أياد
كـأنـمـا جـبـهـته مشعل نـور ,,,مـحـيّـاه يضييء البلاد
بـه اسـتـقام الحق في عصره ,,, فـهـو لـدين الله أقوى عماد
سـل عـلمه مجلس يحيى وسل ,,,عـن نـبـلـه وفضله كل ناد
ذا حـجـة الله عـلـى خلقه,,, يـعـرفـه الـحاضر منهم وباد
مـن أهـل بـيـت حبه طاعة ,,, يـنـفـع في الدنيا ويوم المعاد
الولادة الميمونة
ولد الإمام محمد الجواد في العاشر من رجب سنة 195 للهجرة ، وهو غصن من أغصان الشجرة النبوية الطيبة ، وفرع من الدوحة الهاشمية المحمدية المباركة ، فهو تاسع أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وعندما بشر أبوه الإمام الرضا بولادته قال: (قد ولد لي شبيه موسى بن عمران فالق البحار ، وشبيه عيسى بن مريم قدست أم ولدته ، قد خلقت طاهرة مطهرة ) ، أمه السيدة سبيكة وهي سيدة أفريقية من بلاد المغرب أو مصر ، اشتراها الإمام الرضا في مكة .
عند ولادته غمرت الفرحة قلب أبيه الرضا في تلك الليلة واتخذ الإمام الرضا التدابير اللازمة لهذا الضيف العزيز الذي له شأن عظيم ، فخصص حجة من حجرات داره ، وأمر عمته (السيدة حكيمة) أن ترافق والدته إلى تلك الحجرة استعداداً لاستقبال المولود المقدس.
عاش الإمام الجواد بصحبة والده العظيم سنوات قليلة وكانت آيات إمامته تظهر يوماً بعد يوم ، وآيات عظمته تتجلى ساعة بعد ساعة ، إلى أن فرق الدهر بينهما عندما أخرج الإمام الرضا من المدينة إلى خراسان ، فكان يرسل الرسائل العديدة إلى ولده العزيز وفلذة كبده وقرة عينه وربما كتب له (فداك أبوك)!.وانقضت سنوات خمس واستشهد الإمام الرضا في بلاد الغربة وقضى نحبه مسموماً وأخبر الإمام الجواد
أسرته الكريمة أن يقيموا المأتم لذلك .
وحضر الإمام الجواد عند والده قبل وفاته (وهو ابن تسع سنين) وتولى تجهيز الجثمان الطاهر ، كل ذلك بقدرة الله تعالى ومعجزة الإمامة .
لقد نص الإمام الرضا على إمامة ولده الجواد ، ونصبه خليفة من بعده ومرجعاً للمسلمين.