الأخوة الأحبة .. لنضع بعض النقاط على الحروف ...
قبل مدة ليست بالقصيرة ظهرت بدايات الحرب الباردة بين المالكي و بين المرجعية ,, ماهي أسبابها ,, من هم مسببيها ,, من الذي بدأ بها ,, ليس من مجال للخوض فيها ,,
المهم أن المواجهة الزاحفة من تحت ركام الإحداث و الظروف المحيطة بالوضع السياسي العراقي قد بدأت ,, استفاد الكثير من أعداء و خصوم و معارضي المالكي من هذه الحرب الغير منطقية في الجسد الشيعي العراقي ,, فراحت الفضائيات و مواقع الانترنيت تبث سموم ذلك الإحتراب البارد بين أوساط الشعب ,, فقفزت إلى السطح ظاهرة غلق أبواب المرجعية بوجه المالكي ,,
و لا شك أن السيد السيستاني وهو المرجع الأكبر في العراق قد تعامل بشخصه الكريم تعامل الحكيم المدبر مع هذه الطارئة الغير مسبوقة من الإحتراب بين سلطة رأسها شيعي إسلامي ذو عقيدة دينية و بين المرجعية فالتزم شخصياً جانب الصمت ,,
كما تعامل المالكي بحكمة عالية في عدم إشهار تلك المواجهة المتخفية على الملأ رغم امتلاكه كرئيس وزراء إمكانات دولة غنية و خضوع قنوات إعلامية كبيرة تحت سطوته ,,
نعم قد يقول قائل أنه كان خائفاً من ردة فعل الجمهور المرجعي إذا ما علم بذلك الإحتراب ,,
غير أن عامل الخوف بحسب تحليل بسيط لشخصية المالكي نجده من المفقودات في قاموس حياة الرجل الذي لم يهتز أمام ظرف مهما كان قاسياً و صعباً ,, و لربما كان أصحاب هذا الرأي محقون ,, غير أنه يبقى في خانة التكهنات لم يتحول إلى حقيقة بعد ..
المهم أن المتصيدين في البرك الآسنة من تيارات و أحزاب و شخصيات قد أدمنت على الأمية السياسية راحت تتبنى دور الولي تارة و الموالي للمرجعية تارة أخرى فأخذت على عاتقها التشهير بالمعركة الجليدية بين الطرفين ,, و كأنها تحمل مظلومية المرجعية في كم قميص عثمان ,, و تنشره على حبال الغسيل لعل الأنظار تتوجه إلى بقاياها الثاوية في قعر النسيان بسبب سطوع نجم المالكي ,,
فراحت مجاميع المؤمنين المرجعيين ( على حد تعبير العزيز سيدنا الشرع ) تنظم زيارات مسيسة إلى أضعف حلقة في حلقات المرجعية لعلها تقتنص شقشقة تهدر لا لتقر بل لتنشر على الفضائيات ,, متناسية أنها أظهرت قطباً من أقطاب المرجعية في عالم التشيع اليوم بمظهر المفتقر إلى أبسط معارف السياسة بل أبسط معارف المجتمع عندما يتحدث عن سلب التشيع من وزير شيعي روزخوني ملائي لكونه قد رفض أن يقوم المرجع الشيعي بإرسال معممين إلى المدارس لتعليم الطلاب الوضوء و الصلاة في الفرصة ما بين الدروس ,, و قد فات القطب الشيعي أن الفرص بين الدروس هي من أهم الأسس التربوية في نظريات التعليم قديماً و حديثاً و أنها حق للطالب ليريح عقله المكتظ بصنوف الأفكار و الرغبات و الضغوط و الحاجات ,, و أنه من الصعب جمع الطلاب في مدة الخمس دقائق و معظمهم بحاجة للراحة ,, لغرض تعليمهم ما قد يحتاج حتى الكبار الكثير من الصبر لتعلمه ,, وبعد دقائق و في مقطع فيديوي واحد يعمد المرجع الديني الكبير إلى نزع التشيع عن رئيس الوزراء الذي انتخبه الملايين من الشيعة بمباركة جميع المراجع لقائمته قبل سنوات ,, و بهذا و بدلاً من أن يضرب المالكي فقد نجح المرجعيون المؤمنون بضرب رمز كبير من رموز المرجعية و تسببوا بفضحه من خلال تسريب الفيديو الذي لم يغادر صغيرة و لا كبيرة في كلام المرجع إلا و أحصاها ,, و على الفور استفادت قنوات الضلال من هذه الثغرة لتضرب احد أكبر مراجع الشيعة في العالم مظهرة قصر رؤيته السياسية و الإجتماعية ( و لا أقول الدينية الفقهية فذاك اختصاص المرجع قطعاً ) كما أظهرت الهوة الخلافية بين المالكي و مجموع المراجع الذين تكلم المرجع الكبير نيابة عنهم كما اعلن ذلك بنفسه .. و في نفس الوقت خُلقت محاولة لإسقاط المالكي في نظرة التدين العراقي و التهيؤ لإستقبال سقوطه غير المشرف على يد الحضور الديني التأريخي العملاق في الحوزة العلمية ..