رد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي على منتقديه ممن اعتبروا أنه دخل مرحلة التراجع بعد مسيرته الاستثنائية، عندما عوض الأداء المخيب الذي قدمه في المباريات الأخيرة، وقاد فريقه برشلونة الإسباني إلى انتزاع تأهل تاريخي على حساب ميلان الإيطالي في ربع النهائي بدوري أبطال أوروبا.
وكان ميسي على الموعد في لقاء الثلاثاء على ملعب 'كامب نو' بتسجيله الهدفين الأولين للبلاوغرنا، بعد أن نجح في نهوض النادي الكاتالوني من كبوة خسارتيه المتتاليتين أمام غريمه الأزلي ريال مدريد في ربع نهائي الكأس المحلية والدوري المحلي، وتعويض هزيمة الذهاب أمام ميلان في أبطال أوروبا بثنائية نظيفة.
وجاء الهدف الأول لميسي في الدقيقة (5) من تسديدة رائعة بيسراه، بعد لعبة مشتركة مع تشافي هرنانديز، واضعا الكرة على يمين الحارس كريستيان أبياتي من تسديدة قوية بيسراه من داخل المنطقة على يمين الحارس أبياتي (4).
أما الهدف الثاني فجاء بعد فرصة ذهبية أضاعها 'روسونيري' لإدراك التعادل إثر انفراد للفرنسي مباي نيانغ الذي ارتدت تسديدته من القائم، وسجله الأرجنتيني في الدقيقة (40) من تسديدة قوية بيسراه من خارج المنطقة، إثر تلقيه كرة من أندريس إنييستا فأسكنها على يسار أبياتي.
وتخطى ميسي -الذي يتصدر ترتيب هدافي الدوري المحلي برصيد 40 هدفا- رقم الهولندي رود فان نيستلروي في عدد الأهداف المسجلة في دوري أبطال أوروبا، حيث رفع رصيده إلى 58 هدفا بفارق هدفين أمام مهاجم إيندهوفن الهولندي ومانشستر يونايتد الإنجليزي وريال مدريد الإسباني سابقا، وفض معه شراكة المركز الثاني على لائحة الهدافين منذ موسم 1992-1993.
وبات ميسي يتخلف بفارق 13 هدفا عن متصدر لائحة الهدافين نجم ريال مدريد سابقا والسد القطري حاليا راوول غونزاليز صاحب 71 هدفا، وبفارق 18 هدفا عن اللاعب نفسه في لائحة هدافي المسابقات القارية.
خارج عن المألوف
وتعليقا على أداء اللاعب، قال المدرب المؤقت لبرشلونة جوردي رورا 'إنه لاعب خارج عن المألوف'، مضيفا 'للذين كان يساورهم الشك قبل هذه المباراة، لقد أعطانا ميسي طيلة هذه الليلة درسا في كرة القدم، إنه لاعب يفعل ما يريده في المناسبات الكبرى'.
أما الظهير البرازيلي دانيال ألفيش، فقال بدوره عن زميله الأرجنتيني 'كنت أعلم أن ميسي أسد على أرضية الملعب'، علما بأن اللاعب ذاته اعترف قبل المباراة بأنه شعر بأن ميسي تضايق بسبب قرار رورا إشراكه مباشرة خلف رأس الحربة دافيد فيا.
وفي تفسيره لاختياره، قال رورا 'من خلال وضعنا فيا في مركز رأس الحربة، أردنا أن نشغل قلبيْ الدفاع (عند ميلان) من أجل منح المزيد من الحرية لميسي'. يبدو أن رورا أصاب في خياره وحرر أفضل لاعب في العالم، خلافا لمباراة الذهاب التي شهدت معاناة النجم الأرجنتيني أمام دفاع الفريق الإيطالي.
وأثمرت إستراتيجية رورا هدفين آخرين لبرشلونة من فيا بالذات وجوري ألبا، ليصبح ثاني فريق في تاريخ دوري أبطال أوروبا بصيغتها الحديثة (اعتبارا من 1992) يخوض الدور ربع النهائي للمرة الثانية عشرة إلى جانب مانشستر يونايتد الإنجليزي، وقد يحذو بايرن ميونيخ الألماني حذوهما في حال فوزه على ضيفه أرسنال الإنجليزي مساء اليوم (فاز ذهابا 3-1).
'سنتذكر ما حصل لأعوام طويلة'، هذا ما قاله مدير الكرة في برشلونة أندنوني زوبيزاريتا الذي كان يدافع عن شباك النادي الكاتالوني عندما خسر الأخير برباعية نظيفة أمام ميلان في نهائي 1994، مضيفا 'نحن في ربع النهائي، ما زالت الطريق طويلة أمامنا'.