سمي يوم العشرين من صفر بيوم الأربعين لأنه يوافق مرور
أربعين يوما على استشهاد الإمام الحسين عليه السلام،
وقد روى العلماء فيه بعض الأعمال العظيمة كزيارة الأربعين
التي هي من صفات المؤمنين.
قصة يوم الأربعين :
في يوم العشرين من صفر ، جاء الصحابي الجليل
جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليه إلى
كربلاء و معه صاحبه عطية العوني.
و لما وصل جابر عليه الرحمة إلى هناك اغتسل
من نهر الفرات ثم لبس ملابسه النظيفة التي
تليق بزيارة الإمام الحسين عليه السلام.
ثم نثر شيئا من
نبات طيب الرائحة على بدنه احتراما لمقام الإمام عليه السلام.
ثم مشى جابر بن عبد الله إلى القبر الشريف و هو يذكر الله عزوجل.
و لما وصل إلى القبر الشريف قال لصاحبه عطية : ألمسنيه
(اجعل يدي على القبر- إذ أن جابر كان كفيف البصر).
و لما لمس بيده القبر الشريف غشي (أغمي) عليه من
شدة حزنه على الإمام الحسين عليه السلام. و لما أفاق
قال : يا حسين ، يا حسين ، يا حسين ، حبيب لا يجيب حبيبه !
و زار جابر عليه الرحمة الإمام الحسين (عليه السلام)
بعبارات حزينة مبكية، كما زار الشهداء الذين قتلوا
مع الإمام الحسين عليه السلام.
و روي أن الإمام السجاد عليه السلام و العقيلة زينب
و بقية النساء و الأطفال مروا على كربلاء عند عودتهم من الشام
، و أقاموا هناك أياما يبكون على مصاب الإمام الحسين و أصحابه الأوفياء.
من حكايات الأربعين:
قال جابر بن عبد الله في زيارته للشهداء
و الذي بعث محمدا (صلى الله عليه واله وسلم) بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه.
فتعجب عطية و قال : وكيف نكون قد شاركناهم
و نحن لم نكن معهم ، بينما هم قد قتلوا و صار أطفالهم أيتاما ؟!
جابر بن عبد الله : يا عطية : سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول :
"من أحب قوما حشر معهم، و من أحب عمل قوم أشرك في عملهم"