دعا الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى تغيير 'حقيقي' وحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات في دمشق، في حين نفت موسكو وجود خطة روسية أميركية لحل النزاع في سوريا التي بدأ وزير خارجيتها محادثات في العاصمة الروسية بعد أن كان وصلها بشكل مفاجئ ليلة الأربعاء.
وطالب الإبراهيمي -بمؤتمر صحفي عقده في دمشق الخميس- بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا تتمتع بصلاحيات كاملة إلى حين إجراء انتخابات جديدة، مؤكدا أن التغيير يجب أن يكون 'حقيقيا'.
وقال 'يجب تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات، وكاملة الصلاحية هي عبارة مفهومة تعني أن كل صلاحيات الدولة يجب أن تكون موجودة في هذه الحكومة'، مشيرا إلى أن حكومة كهذه 'تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية' التي يجب أن تنتهي بانتخابات 'إما أن تكون رئاسية إن اتفق أن النظام سيبقى رئاسيا كما هو الحال، أو انتخابا برلمانيا إن تم الاتفاق أن النظام في سوريا يتغير إلى نظام برلماني'.
وقال الإبراهيمي إن 'التغيير المطلوب ليس ترميميا ولا تجميليا، الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع'.
ولم يشر الإبراهيمي فيما إن كانت هذه التصريحات التي يعلنها لأول مرة منذ تكليفه بمهمته، هي جزء من اتفاق مع الحكومة السورية التي يزورها منذ بضعة أيام للبحث في حل للنزاع هناك؟
ومن المقرر ان يتوجه المبعوث الدولي السبت إلى موسكو التي كان وصلها مساء الأربعاء فيصل مقداد -نائب وزير الخارجية السوري- وبدأ اليوم اجتماعات مع المسؤولين الروس.
نفي روسي
وقالت وكالة الأنباء الروسية إيتار تاس إن الوفد السوري بدأ صباح اليوم محادثاته في وزارة الخارجية الروسية دون أن تشير إلى مزيد من التفاصيل بشأن طبيعة المحادثات، لكنها قالت إنه من المنتظر أن تجري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وترافقت هذه المباحثات مع نفي موسكو وجود خطة روسية أميركية لحل النزاع في سوريا، وقال الناطق باسم الوزارة ألكسندر لوكاشفيتش 'لم يكن هناك وليس هناك مثل هذه الخطة، وليست موضع بحث'، وذلك ردا على سؤال عن وجود اتفاق روسي أميركي بشأن تشكيل حكومة انتقالية مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد، إلى حين انتهاء ولايته في عام 2014.
وكانت معلومات صحفية أشارت قبيل زيارة الإبراهيمي دمشق إلى أنه يحمل خطة توافقت عليها موسكو وواشنطن لحل الأزمة في سوريا تتضمن حكومة انتقالية برئاسة رمزية من الأسد حتى نهاية ولايته عام 2014، لا يحق له بعدها الترشح من جديد، وقد رفضت المعارضة السورية أي حل يتضمن بقاء الأسد في السلطة.
وكان وزير الخارجية الروسي قد أشار إلى أن موسكو تواصل حث الإبراهيمي على إقناع الأطراف المعنية بالأزمة بقبول خطة جنيف دون التطرق إلى موضوع تنحي الأسد. وينص بيان جنيف الذي أقرته 'مجموعة العمل' بشأن سوريا في يونيو/حزيران الماضي على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا تضم ممثلي الحكومة والمعارضة لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة.
وقد استبق المقداد زيارة الإبراهيمي المقررة لموسكو السبت، لإجراء مباحثات مع لافروف.
وقالت وكالة إيتار تاس أمس الأربعاء نقلا عن ميخائيل بوغدانوف -نائب وزير الخارجية- إن الإبراهيمي سيزور موسكو بناء على طلبه.
كما سيصل إلى موسكو في وقت لاحق اليوم وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو في زيارة ستتضمن أيضا محادثات ومؤتمرا صحفيا مع لافروف يوم الجمعة.
حلول أجنبية
وكان وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي أبدى أمس معارضة بلاده لأي حلول خارجية تفرض على سوريا، وقال -على هامش جلسة مجلس الوزراء- إن المبادرة الإيرانية ذات البنود الستة الحل الوحيد للأزمة رغم صعوبة الظروف، حسب ما نقلت عنه وكالة مهر للأنباء.
وكانت إيران أعلنت عن مبادرة من ستة بنود تشمل الوقف الفوري لجميع أعمال 'العنف' والعمليات المسلحة تحت إشراف الأمم المتحدة، وتقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري في كافة المناطق والإفراج عن جميع المعتقلين.
كما تدعو المبادرة إلى وقف عملية نقل المعلومات 'المغلوطة' عن التطورات على الساحة السورية، والسماح بدخول وسائل الإعلام في أجواء آمنة وتشكيل لجنة لتقييم الأضرار وإعادة إعمار البنى التحتية في سوريا.