إليكم يا ساكني علياء الشهادة من الروح هذه الكلمات ..
نعتذر منكم أمام الله ...
تعبرون أمام الأعين الوالهة...
شريطا من الصور
تغزلون الشمس جداول من ضياء
تنسابون كانسياب الامواج الهادئة ..
تلامس شطآن الذاكرة
وتعبرون ...
وتعبرون أكفان طهر عابرة
أسراب حمام مهاجرة
تزرعون فينا شوقا للرحيل للعالم العلوي ..
حيث اقتباء الانوار ,
واكتناه الاسرار الى آخر البدايات .. وابتداء النهايات
يا قرابين الارض ...
يا رسل السماء...
دعونا نقتبس ألقا من دماكم
نقتات من خبز حكاياكم
هذا زمان القحت والجفاف
أجدبت العقول وتصحر الوجدان
نأكل السأم ... يأكلنا الندم
نعيش على موائد الألم
نلهث وراء الماء... فيخدعنا السراب
نحيا على حلم اللقاء
ننتظر خبرا منكم ... يأتينا من السماء
كل أخبارنا ضجر .. كل قلوبنا حجر
كل دنيانا بلاء وابتلاء
نشتاق لكم ...
نبكي عليكم ...
على حالنا دونكم
نصل الفجر دموعا بالمساء
وننحب ... ننحب حتى الانتفاق
يا ايادي الغيب ... حنانيكم
بعض من وفاء
حدثونا عن كل شيء
عن لحظة الشهادة ...
عن لذة السعادة ...
ما طعم الموت ؟
ما سر الخلود ؟
ما منتهى الآمال ؟
حدوثنا عن الغريب ...
عن الحسين الحبيب ...
وكيف كان الوصال ؟
يا سكان الجنان ...
أرهقنا التعب, اضنانا الغياب
مددا لنا ... رفقا بنا
بالذين أخلدوا الى الارض
وهاموا بالتراب
أتراكم نسيتم صحبتنا ؟؟!!
أدمنتم غربتنا .. مللتم مناجاتنا
وسئمتم من العتاب !!
أم تراكم شغلتم بنا بلقاء علي (ع)
أذهلكم نوره البهي
أتربكم تراتيل الأنبياء وتسبيح الملائكة
فأصم سمعكم عن الخطاب ...
هذا العمر أطلال وخراب وركام ينعق عليه الغراب
هذه الأيام الباقية كتاب عزاء املاها القدر
وسطرها الحزن صحائف سوداء .. وريقات متناثرة
يتلاعب فيها الريح ويبعثرها الهواء
يعصرنا الشوق .. ونعصره دمعا .. جمرا فيض دماء
نبحر في لجة أعينكم
يغمرنا الضوء ..
ونغوص في بحر الصمت ,
هربا من بر الضوضاء ..
نعتذر منكم امام الله ..لاننا ظلمناكم وجهلناكم
عشتم بيننا غرباء
لم نفقه كنه جلالكم
لم نعرف قدر مقامكم ....
الا مذ صرتم شـــــــــــــهداء
الوداع الوداع أيها الشهداء ...
فمتى بكم يكون اللــــــقـاء ...
أدعوا لنا الله كي نصبح شهداء في الدنيا والآخرة .