|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 68146
|
الإنتساب : Sep 2011
|
المشاركات : 506
|
بمعدل : 0.11 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
الشريف حاتم بن عارف العوني يقول ( أستوقفني خطأ النبي في تفسير الآية )
بتاريخ : 05-08-2012 الساعة : 02:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
ما اقدر اقول عن الموضوع غير لا تعليق !!! :mad:
الشيخ الشريف حاتم بن عارف العوني
في الصحيحين من حديث ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : ( لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ [ رأس المنافقين] ، جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ ، يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ ، فَأَعْطَاهُ ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، فَقَامَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَي...ْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، فَقَامَ عُمَرُ ، فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، تُصَلِّي عَلَيْهِ ، وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ ؟! فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ ، فَقَالَ : { أَسْتَغْفِرُ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهم إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } ، وَسَأَزِيدُهُ عَلَى السَّبْعِينَ ! قَالَ عمر : إِنَّهُ مُنَافِقٌ ! قَالَ : فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَنْزَلَ الله : { وَلاَ تُصَلِّ عَلَىٰ أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَىٰ قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُواْ وَهُمْ فَٰسِقُونَ } .
القصة مليئة بالفوائد والعبر ، لكن استوقفني خطأ النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الآية { أَسْتَغْفِرُ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهم إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ } ، مع ظهور معناها ، حتى إن عمر (رضي الله عنه) فهمها كما أراد الله تعالى .
لقد فهمها النبي صلى الله عليه وسلم على أن العدد فيها مقصود ، وأن الزيادة على سبعين استغفارا قد تنفع . في حين أن المعنى في الآية ظاهر ، وأن العدد جاء للتكثير والتعجيز ، وليس مقصودا ، ولذلك اعترض عمر رضي الله عنه .
نعم .. أقول : أخطأ النبي صلى الله عليه وسلم في تحميلها هذا المعنى !!! لأن النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد ، وقد يخطئ ؛ لكنه لا يُـقَـرّ على الخطأ . وهذا ما رجحه جمع من الأصوليين وغيرهم من أهل العلم .
لكن رب خطأ له شرف الفضيلة ! ورب خطأ كان أفضل من صواب ، مادام قد استدركه صاحبه بمعرفة الصواب ! بمعنى : أنه رب خطأ بعد التصويب كان خيرا من درك الصواب بلا خطأ !
ذلك أن هذا الخطأ قد بين عظمة رحمة النبي صلى الله عليه وسلم مع المنافقين ، بل مع رأسهم ، رغم كل مواقف تخذيله وإساءته التي ملأ بها سيرة نفاقه !!
فقد كان حجاب الرحمة مانعا من رؤية دلالة النص الظاهرة ، واختلطت في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم دلائل النص على عدم قبول الاستغفار ودلائل رحمة الله التي وسعت كل شيء ، فغلبت الرحمة !
ولم يكن يخفى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ظهر لعمر رضي الله عنه من دلالة الأسلوب والسياق ، ولكنه تمنى أن يكون المعنى المرجوح راجحا ، وخالط ذلك انطراحٌ على باب الرجاء الذي لا ينغلق ، وخضوع تحت شمول الرحمة التي وسعت كل شيء .
إنه موقف بشري من جهة الوقوع في الخطأ ، وموقف نبوي من جهة حب الخير لكل أحد ، حتى لألد الخصوم ، وعفو لا يعرفه البشر عن صاحب إساءات تملأ ذكراها الحياة بالتنغيص والألم .
وفي هذه القصة فوائد كثيرة : عقدية ، وأصولية ، ودعوية ، وتربوية !
لعلي أقف من بعضها في منشورات أخرى .
المصدر
https://www.facebook.com/Al3uny?ref=ts
تجدونه كلامة على الجانب الايسر
|
|
|
|
|