ليس الدين بتطويل اللحية وتقصير الثوب ولبس العمائم والتشدق على المنابر واحتكار الفتاوى وتكفير الآخرين وو...............
إنما حقيقة الدين خلق وصفا وكرم ووفاء ومساعدة الفقراء ، والإنفاق على المساكين والأُسراء ، ومداواة الجرحى والمرضى ، ومواساة أُسر الشهداء وغيرها من صفات الخير التي نادى بها الفلاسفة والحكماء وجاء بها الأنبياء العظماء ومن يستقرئ القرآن الكريم لسوف يجد بأن المرسلين والأنبياء ما جاؤوا إلاَّ بالأخلاق وحسن المعاملة مع الناس وعدم الإضرار بهم.. فهذا- على سبيل المثال – سيدنا شعيب كان يدعو قومه بقوله:[ ولا تنقصوا المكيال والميزان] وبقوله:[أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين] .. وهكذا بقية الأنبياء جاؤوا يدعون الناس إلى حسن المعاملة مع الآخرين وإلى نشر الفضيلة وإلى النهي عن إتيان الرذيلة ، فالدين المعاملة لكن الناس اليوم ظنوا بأن الدين مقتصر على الصلاة والصيام والحج.......
فهذه العبادات الصورية الناسوتية الشرعية هي بينك وبين الخالق جلَّ جلاله وهي تنمي علاقتك الروحية به تعالى فإن أديتها كان لك الأجر والثواب وإن تركتها كان عليك الوزر والعقاب وهو تعالى بيده الصفح والغفران أو العذاب في النيران لكنها غير مرتبطة بحقوق الآخرين سلباً أو إيجاباً ولذلك لا تجد في القرآن عقاباً دنيوياً حسياً لتارك العبادات الصورية بينما تجده- أي العقاب الدنيوي والحد الحسي – لمن اعتدى على الآخرين ، فالسرقة وقطع الطريق والزنا والقتل وو..........
أوجب الله فيها الحدود والعقوبات لأنها بينك وبين الخلق ولهذا الظالم لا تقبل توبته حتى يرد حقوق الآخرين فتوبته موقوفة على رد المظالم بينما تارك العبادات الصورية توبته مقبولة قطعاً من الله تعالى وليست موقوفة على الآخرين مع أنها من شعائر الدين ، إذاً حقيقة الدين ولبّه وأساسه هي المعاملة الحسنة بينك وبين الناس والسعي في إسعادهم وإدخال السرور على قلوبهم..............
والسعي في صلة الأرحام ، وإفشاء السلام ، وعدم الإضرار بالأنام والقرآن مشحون بالآيات التي تحث على الإنفاق ومساعدة الفقراء والمساكين وقضاء الدين على المدينين وتفريج كربة المكروبين وكشف غم المغمومين وتزويج الشباب العانسين وإشباع بطون الجائعين قال تعالى[فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة ، فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة ، يتيماً ذا مقربة أو مسكيناً ذا متربة ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ]
فالعقبة هي عملية إنقاذ الإنسان وليس شرطاً أن يكون هذا الإنسان من العبيد أو الأسرى، بل إن البلدان المستضعفة كلها مستعبدة ، ففي هذه الأيام يتجسد في الواقع العملي مفهوم ( فك الرقبة) كأن نسهم في إنقاذ إنسان من أوضاع مأساوية ، أو تزويج شاب كي يتحرر من رق عبودية شهوته أو قضاء الدين عن أي شخص قد أسرته كربته أو أو.........................
ولا بأس أن يفكر الإنسان المسلم في إعطاء مقدار من طعامه إلى الفقير إن كان فائضاً عن حاجته ولكن هذا النوع من الإطعام ليس هو ما يريده الله تعالى قط ، بل إن ما يريده منا هو تقديم يد العون إلى الآخرين في أيام القحط والجوع ( كمثل هذه الظروف الصعبة التي نمر بها ) وبذلك سنقتحم العقبة أي نتجاوز العقبة النفسية ونصل إلى بر الأمان وهو قوله تعالى :[ أو إطعام في يوم ذي مسغبة ] ثم يبين الله- جلّت قدرته- الأشخاص الذين يجب أن نطعمهم يتيماً ذا مقربة ، أو مسكيناً ذا متربة) مشيراً في هذه الآية
أولاً إلى الأرحام ، فالأقربون أولى بالمعروف ، وأولو الأرحام بعضهم أولى من بعض . فاليتيم القريب الذي يحتاج إلى مساعدة ورعاية عليك أن تقدم له العون أولاً ثم تتجه إلى الأضعف فالأضعف .
والمقصود بــ (المسكين ذي المتربة) الشخص الذي أسكنه الفقر في داره لايسأل الناس إلحافا ولايستجد لحافا ..
ولو ساعدنا هذا الإنسان فإننا سنكون قد اقتحمنا العقبة أي تجاوزنا ذواتنا وتحولنا من أناس يعيشون داخل إطار ذواتهم إلى أناس يتعايشون البعد الاجتماعي في أوسع آفاقه فهذا هو الإسلام وهذا السلوك هو حقيقة هذا الدين
اللهم صلِ على محمد وال محمد
بوركت اخي على الطرح
ذكر في الاية القرانية "وانك لعلى خلق عظيم "
والحديث النبوي "انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق "
فيجب الحفاظ على الاخلاق الفاضلة والاداب العالية التي امر بها الله وتممها النبي باقوالة وافعالة حتى ترك أمته على طريق بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك