[size="6"]محاسبة النفس من افضل الطرق لتصحيح الاخطاء ... فلنحاسب انفسنا قبل الممات...ربما نعتقد انفسنا بأننا من الصالحين ولكن عندما نراجع قائمة اعمالنا في ذلك اليوم نجد هناك اعمال خاطئة ارتكبناها دون ان نلتفت لها...
لذلك نبدأ بالاستغفار, ورد الحقوق ,ومحاولة تصحيح الخطأ...حينها نشعر براحة وطمأنينه... لأننا أرضينا خالقنا وأرضينا من حولنا وأرضينا انفسنا...
فحينما يأتينا الموت بغته حينها لا يوجد وقت لمراجعة وتصحيح قائمة الاعمال الدنيوية فكتاب اعمالنا يكون محكم الاغلاق....
اللهم وفقنا لطاعتك وطاعة نبيك وطاعة أهل بيت نبيك وطاعة أولي الأمر منا ووفقنا للعمل الصالح يالله ...
هذه الايام تمر سريعا ... فقدنا كثيرين شيبا وشبابا واطفالا..
وسنبقى نذكر كل من رحل بفاتحة الكتاب والدعاء لنا ولهم بالمغفرة والرضوان ...فهم بحاجة الى دعائنا كما نحن بحاجة الى دعاء اخوتنا وابناءنا واهلنا عندما نفارق هذه الدنيا...
نعم سنرحل من هذه الدنيا الفانية في يوما ما ... فلنكثر الزاد بالعمل الصالح لذلك اليوم الصعب... ولا نُمني
انفسنا بطول الأمل فالموت لا يعرف كبيرا ولا صغيرا...
هذه قصة الشاب العاصي في كلمات:
ربما افنيتُ عمري
في ربيع الامنيات
ونسيت آخرتي
وتركتُ فعل الخيرات
تُرى ما صحة صومي؟!
وانا رهن الحياة
وصلاتي تشتكيني
عند ربي في الممات
هكذا مضت سنيني
اغرقتني السيئات
ظلمتُ نفسي وأهلي
ظلمتُ كل الكائنات
اسرفتُ مالي وعمري
عشتُ عمري بين متاهات
بمن انادي ولمن ألجأ
وانا لم اذكر الله
الا وقت الحاجات
لم اقصد المساجد يوما
ولم احضر للحسينيات
وعندما جاءني الموت بغته
قلت ياهذا من أنت؟!!
اجابني/ أُسمى بهادم اللذات
قلت: أمهلني ساعة
ثم قلتُ: امهلني ساعات
قال لي هي ارادة الله
وليس فيها اي اعتراضات
نظرتُ اليه برهبه وحسره
قلتُ له: سأقرأ بعض الآيات
فكنتُ لا احفظ شيئاً منها
نظرتُ الى اموالي واهلي
فقلتُ له : امهلني
وأعِدُكَ بعمل الصالحات
قال لي: هيهات هيهات
انما الله اراد في هذه اللحظة
وقد فــات ما فـــات
ما أصعبها من لحظة
وما اصعبهُ من موقف
فسمِعتُ صوت المؤذن ينادي
افيقوا ياعباد الله للصلاة
[color="darkred"]فاستيقضتُ من نومي صارخا:
لقد عدتُ الى الحياة
هل كان ذا حقاً ام كان حلماً؟!
ام كان تنبيهاً بما هو آت؟!
فهرعت الى الوضوء جرياً
ولصلاة الفجر أؤديها قبل الفوات
بعدها بحثتُ عن المصحف
الذي كان مهجورا لسنوات
بكيتُ على حالي وكيف افنيت عمري
شكرتُ ربي بأنه نبهني
فهذا الحلم كان ملئ بالعلامات
بعدها اتجهتُ نحو خزانة اموالي....
وهنا بدأ شريط الذكريات
من أين لي هذا ؟؟!!
هذا المال حق للفقير ولكني لم اعطيه حقه ...
وهذا المال حصلت عليه بالغش ...
وهذا المال حصلت عليه في ساعات عمل لم اعملها...
كان كنزا عظيما ولكن حقي منه قليل
فأغلبه لم يكن لي...
بدأت احاسب نفسي فذكرت كيف كذبت على فلان وفلان من اجل ان اصل الى مصلحة ما...
وتذكرت امي وهي لم تنم ليلها خوفا علي, وانا لاهياً خارج بيتي وكيف اني قابلتها بغضب وصوت عالي...
وذكرت ابي وهو يصرف عني ثمن طيشي ...
وذكرت اخوتي الذين لم اوجههم للصواب فقد كنت قدوتهم ومثلهم الأعلى...
تذكرت مجتمعي الذي طلب مني مهمات بمقدرتي عملها ولكني اهملته وتجاهلته...
تذكرت اصدقاء السوء وكيف زينوا لي المعاصي فعشت معهم في شتات...
وأصعب ما صعقني خوفا وحياءاً هو عدم شكري وعدم ايماني بخالقي الذي انقذني في اصعب المواقف والرزيات...
تذكرت ايضا قسوة قلبي عند حضوري للمجالس الحسينية لابكاء ولاتباكي ففي اذني كان يهمس لحن الحياة...
كان الشيطان من افضل الاصدقاء... كان شريكي وبئس الشريك..ولكني اتبعته فهو لضعاف الايمان خير رفيق..
**تذكرت فقيرا لا مأوى له ولاأهل ... حن قلبي له, نويت اعطاءه بعضاً مما عندي..
فهمس لي ابليس اللعين: لا تفعل فهذا لن ينفعك ابدا ومالك فقط سينفعك ... فلم اعط ذلك المحتاج حتى درهما واحداً...
وعندما تبت توجهت سريعا لمساعدته علني انال الثواب, فأنا بحاجة لذلك عند موتي...بحثت عنه في مكانه المعتاد ولكني لم اجده .. سألت عنه قيل لي: لقد فارق الدنيا منذ ايام...
حينها بكيت بكاءاً شديداً...
وجعلت اذكر كيف كان يحيي بالعبادة ليله ونهاره ... كان كثير الشكر لله رغم فقره... لم يفكر يوما بالحصول على المال بغش او سرقة ... كان حقيرا في نظري حينها ولكني الآن اراه عظيما بأفعاله واقواله...
بكيت على حالي فأنا امتلك المال الكثير ولم احسن التصرف به...واملك الوقت ولم احسن استغلاله..
واملك الصحة ولم اشكر الله عليها ولم استغلها في العبادة وطاعة الله...
وامتلك الاهل ولم ازرهم...
وامتلك الاصدقاء ولم احسن اختيارهم...
وحولي مجتمعي ولم اوفق لمشاركته في افراحه واحزانه...
هل لي ان اعود الى ربي بعد كل ما قد فات؟!
وكيف سأقف بين يدي جبار الارض والسموات؟
استحيت من ذنوبي فذرفت العبرات..
ونويت ترك لهوي وانشغلت بالصالحات..
فاذا رحمة ربي ترد لروحي نور الحياة...
ربي شكري لك دوما...
ولمحمد والآل مني افضل الصلوات...
ربي ثبتني على دينك وطاعتك حتى آخر اللحظات...
***[color="orange"]عذراً على الاخطاء الاملائية واللغوية....[/color]
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين والعن
اعدائهم الى يوم الدين
اللهم صلي على فاطمة وابيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
يعطيك العافيه ع القصه والطرح المميز
سلمت يداك
هل لي ان اعود الى ربي بعد كل ما قد فات؟!
وكيف سأقف بين يدي جبار الارض والسموات؟
استحيت من ذنوبي فذرفت العبرات..
ونويت ترك لهوي وانشغلت بالصالحات..
فاذا رحمة ربي ترد لروحي نور الحياة...
سأقرأ هذا الإبداع دائما .. فلتضئ الصفحات بقصص الحياة .. دام عطاؤك