بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين
موقف الإمام الصادق (عليه السلام) في الدفاع عن الإسلام في ردّ شُبه الزنادقة والدهرية، و خصومه من أهل الأديان الاُخرى، وقد دبجت فيه آلاف الصفحات في مئات الكتب، وهي ثروة فكرية لا غنى لأيّ أحد من المسلمين عنها، كما أنّه (عليه السلام) قد وجّه أصحابه على قدر كفاءتهم ومقدرتهم، ليخوضوا تلك المعارك الفكرية، ويقفوا في صدّ تلك التيارات والأعاصير، فكانوا خير معين على حلّ المشاكل الفكرية وما يتبعها من مشاكل اجتماعية كان الإمام يهتمّ بها غاية الاهتمام،يقومون بتنفيذ الخطط التي يرسمها لهم وتحت إشرافه يكون القيام بها والسير عليها، فهو المصدر الأوّل والمنتهى الأخير لتلك التعاليم، التي تقوم بها النخبة الصالحة من أصحابه.
فكانت لهم اليد الطولى في خوض تلك المعارك ومحاربة أهل الإلحاد والزندقة، ومناظرة أهل العقائد الفاسدة والفرق الشاذة.
"""حتى وصل الامر في المنحرفين انهم اصبحوا يأولون بما يشتهون الاحاديث المنسوبه الى اهل بيت العصمه
حيث روي
عن محمد بن مارد، لأبي عبد الله (عليه السلام) حديث روي لنا أنّك قلت: إذا عرفت فاعمل ماشئت. فقال (عليه السلام): قد قلت ذلك. قال محمد: وإن زنوا وإن سرقوا أو شربوا الخمر؟ فقال (عليه السلام): " إنّا لله وإنا إليه راجعون، والله ما أنصفونا أن نكون أخذنا بالعمل ووضع عنهم، إنّما قلت إذا عرفت فاعمل ماشئت من قليل الخير وكثيره".
وفي روايه اخرى
ومثله عن فضيل بن عثمان: قال: سئل أبو عبد الله الصادق (عليه السلام)، عمّا روي عن أبيه : إذا عرفت فاعمل ما شئت وإنّ بعضهم يستحلّ بعد ذلك كلّ محرم، فقال(عليه السلام) : " مالهم لعنهم الله؟! إنّما قال أبي إذا عرفت الحق فاعمل ماشئت من خير يقبل منك".(
وقد كان لإشاعة هذا الحديث من قبل أعداء أهل البيت(عليهم السلام)، أثر كبير في نفس الإمام الصادق (عليه السلام) ، فإنّ اُولئك القوم الذين يريدون الوقيعة والتشويه قد تأوّلوا هذا الحديث، وقلّبوا حقيقته، وأذاعو بين العامة أنّ معرفة الإمام كافية عن العمل، وقالوا: إنّما الدين المعرفة، فإذا عرفت الإمام فاعمل ما شئت.
وقد اهتمّ الإمام الصادق (عليه السلام) لهذه الإشاعة الكاذبة، والتأويل الباطل، فأعلن البراءة ممّن ذهب لذلك، ولعنهم على رؤوس الأشهاد، وبسط القول في معنى هذا الحديث ومدلوله،
وقال(عليه السلام) عدّة مرات: إنّا لله وإنا إليه راجعون، تأول الكفرة ما لا يعلمون، وإنما قلت: اعرف واعمل ما شئت من الطاعة، فإنّه مقبول منك، لأنّه لا يقبل الله عملاً من عامل بغير معرفة، لو أن رجلاً عمل أعمال البر كلها، وصام دهره، وقام ليله، وأنفق ماله في سبيل الله، وعمل بجميع طاعة الله، ولم يعرف نبيّه الذي جاء بتلك الفرائض، فيؤمن به ويصدّقه، وإمام عصره الذي افترض الله طاعته فيطيعه، لم ينفعه الله بشيء من عمله، قال الله عز وجل في مثل هؤلاء:
(وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا).
وكتب(عليه السلام) الى الآفاق بذلك كتاباً، قال فيه:
وا نّما يقبل الله العمل من العباد بالفرائض التي افترضها عليهم، بعد معرفة من جاء بها من عنده، ودعاهم إليه: فأوّل ذلك معرفة من دعا إليه وهو الله الذي لا إله إلاّ هو، وتوحيده، والاقرار بربوبيته، ومعرفة الرسول الذي بلّغ عنه وقبول ما جاء به، ثم معرفة الأئمة بعد الرسول الذين افترض طاعتهم في كلّ عصر وزمان على أهله، والإيمان والتصديق بجميع الرسل والأئمة، ثم العمل بما افترض الله بأنّ على العباد من الطاعات، ظاهراً وباطناً، واجتناب ما حرم الله بأنّ عليهم ظاهراً وباطناً (الخبر)
وكترت تلك الشاعات المكذوبه في هذا المجال
حتى انه روي ان اصحاب الامام الصادق الذين وجههم الامام للتصدي لهذه الاراء الفاسده كانوا يوجهون باسئلتهم للامام الصادق لكي يتسنى لهم الرد بالادله القطعيه ومثال ذالك
قال هشام بن الحكم : كنت عند الإمام الصادق (عليه السلام) إذ دخل عليه معاوية بن وهب، وعبد الملك بن أعين، فقال له معاوية: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ما تقول في الخبر الذي روي أنّ رسول الله رأى ربّه؟ على أيّ صورة رآه؟
وعن الحديث الذي رووه أنّ المؤمنين يَرون ربّهم في الجنة، على أيّ صورة يرونه؟ فتبسّم(عليه السلام)، ثم قال: يامعاوية، ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة، يعيش في ملك الله ويأكل من نعمه، ثم لا يعرف الله حقّ معرفته! ثم قال: يا معاوية، إنّ محمداً لم ير الربّ تبارك وتعالى بمشاهدة العيان، وأن الرؤية على وجهين: رؤية القلب ورؤية البصر، فمن عنى برؤية القلب فهو مصيب، ومن عنى برؤية البصر فقد كفر بالله وآياته، لقول رسول الله
(صلى الله عليه وآله) من شبّه الله بخلقه فقد كفر.
ولقد حدثني أبي عن أبيه عن الحسين بن علي
(عليهم السلام)
: سئل أمير المؤمنين(عليه السلام) فقيل له: يا أخا رسول الله، هل رأيت ربّك؟ فقال: وكيف أعبد من لم أره؟ لم تره العيون بمشاهدة العيان، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، فإذا كان المؤمن يرى ربّه بمشاهدة البصر فإن كلّ من جاز عليه البصر فهو مخلوق، ولا بد للمخلوق من الخالق. فقد جعلته إذن محدثاً مخلوقاً، ومن شبّهه بخلقه فقد اتّخذ مع الله شريكاً. ويلهم أو لم يسمعوا بقوله تعالى:
(لاَّتُدْرِكُهُ الاَْبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاَْبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) وقوله:
(لَنْ تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا)
وإنما طلع من نوره على الجبل كضوء يخرج من سم الخياط، فدُكّت الأرض، وصعقت الجبال، فخرّ موسى صعقاً، فلما أفاق قال: سبحانك تبتُ إليك من قول من زعم أنّك ترى، ورجعت الى معرفتي بك، أنّ الأبصار لا تدركك، وأنا أوّل المؤمنين وأوّل المقرين بأنّك ترى و لا تُرى وأنت بالمنظر الأعلى.
ثم قال (عليه السلام) : إنّ أفضل الفرائض وأوجبها معرفة الربّ، والإقرار له بالعبودية وحدّ المعرفة أن يعرف أنّه لا إله غيره، ولا شبيه له ولا نظير، وأن يعرف أنه قديم مثبت موجود غير مقيد، موصوف من غير شبيه، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وبعده معرفة الرسول والشهادة بالنبوة".
انتهى الخبر
وهنا جمله من احاديث الامام الصادق عليه السلام
عن الامام الصادق(عليه السلام)قال لمحمد بن مسلم: "يامحمد، إنّ الناس لا يزال بهم المنطق حتى يتكلّموا في الله، فإذا سمعتم ذلك فقولوا لا إله إلاّ الله"
ويقول (عليه السلام): "تكلموا في كل شيء ولا تتكلموا في ذات الله".
ويقول (عليه السلام): "إياكم والتفكر في الله، ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه"
وهناك الكثير الا اننا ذكرنا بعض منه للفائده
وصلى الله على محمد وال محمد الطاهرين