الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين سيد الكائنات أبي القاسم محمد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين
تشير نصوص دين الحق أن الولاية عهد من الله عز وجل ففي أمالي الشيخ الطوسي قدس سره الشريف ج1 مطبعة النعمان النجف الأشرف 1964 ص102 بإسناده عن محمد بن سنان عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن أبيه عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله ص : ما قبض الله نبيا حتى أمره الله أن يوصي الى أفضل عشيرته من عصبته وأمرني أن أوصي , فقلت : الى من يا رب ؟ فقال : أوص يا محمد الى ابن عمك علي بن ابي طالب , فاني قد اثبته في الكتب السالفة وكتبت فيها انه وصيك , وعلى ذلك اخذت ميثاق الخلائق ومواثيق انبيائي ورسلي , اخذت مواثيقهم لي بالربوبية ولك يا محمد بالنبوة ولعلي بالولاية
فينتج من ذلك أن المنكر للولاية منكر لعهد وميثاق الله عز وجل بل منكر لأصل من أصول الدين ودعائمه , ففي أمالي الطوسي ج1 ص124 عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : بني الإسلام على خمس دعائم : اقام الصلاة , وايتاء الزكاة وصوم شهر رمضان , وحج البيت , والولاية لنا أهل البيت
وفي ص153 عن أبي ذر الغفاري رحمه الله قال : قال رسول الله ص : لا تضادوا بعلي أحدا وتكفروا ولا تفضلوا عليه أحدا فترتدوا , وقد قال رسول الله ص لابن عباس : يابن عباس لا تشك في علي فان الشك فيه يخرج عن الإيمان ويوجب الخلود في النار , لذلك فان الأعمال لا تقبل و التوبة لا تقبل الا بولاية أهل البيت عليهم السلام , وفي أمالي الطوسي ج1 ص265 عن أبي سعيد الهمداني عن أبي جعفر عليه السلام (الا من تاب وآمن وعمل صالحا) قال : والله لو انه تاب وآمن وعمل صالحا ولم يهتد الى ولايتنا ومودتنا ومعرفة فضلنا ما أغنى عنه ذلك شيئا . وليس معنى مودة أهل البيت عليهم السلام ادعاء محبتهم دون الاعتقاد بولايتهم والعمل بأحكامهم الفقهية والبراءة من اعدائهم , ففي أمالي الشيخ الطوسي ج1 ص 156 عن الحسين بن مصعب قال : سمعت جعفر بن محمد عليه السلام يقل : من أحبنا لله وأحب محبنا لا لغرض دنيا يصيبها منه وعادى عدونا لا لإحنة كانت بينه وبينه ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر غفرها الله تعالى له . فمن اعتقد بولاية أعداء اهل البيت وقتلتهم وادعى موالاة أهل البيت عليهم السلام فهو ملبس بالظلم كما تصفه روايات أهل البيت عليهم السلام , ففي الكافي الشريف ج2 كتاب الحجة باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ص371 عن عبدالرحمن بن كثير عن ابي عبدالله ع في قول الله عز وجل (الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم) قال : بما جاء به محمد ص من الولاية ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان , فهو ملبس بالظلم . وتصفه الروايات أن في قلبه زيغ ويبتغي الفتنة , ففي ص374 عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبدالله ع في قوله تعالى ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب) قال : أمير المؤمنين ع والأئمة (وأخر متشابهات) قال : فن وفلان (فأما الذين في قلوبهم زيغ) أصحابهم وأهل ولايتهم (فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) أمير المؤمنين والأئمة ع , والروايات تشير الى أن المنكر لولاية أهل البيت عليهم السلام يتبع خطوات الشيطان , ففي الكافي ج2 ص382 عن عبدالله بن عجلان عن أبي جعفر ع في قول الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) قال : في ولايتنا . فلا ايمان لا توبة ولا عمل يقبل لمن أنكر واحدا من الأئمة عليهم السلام ولا يدخل الجنة ابدا , ففي الكافي الشريف ج2 ص390 عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع في قوله تعالى (إنكم لفي قول مختلف (في امر الولاية) يؤفك عنه من أفك) قال : من أفك عن الولاية أفك عن الجنة . وهذا أمر مسلم به لأن الولاية مرتبطة بالتوحيد الخالص لذلك قال مولانا الرضا عليه السلام بشرطها وشروطها وأنا من شروطها , جعلنا الله واياكم من الذين يوالون أهل البيت عليهم السلام ويتقربون الى الله بالبراءة من أعدائهم , هذا وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعداءهم