بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
ينقل هذه القصة السيد محمد رضا الشيرازي في كتابه ( الامام الحسين ع عظمة وعطاء بلا حدود ) :
ينقل ان هناك زقاقا في النجف الاشرف يسمى زقاق ( السيد علي الدرويش ) وكان هناك رجل في هذا الزقاق له بعض الذنوب والاشياء السيئة .
يقول احد الخطباء المعروفين في النجف الاشرف إنه قال ذات مرة :
في ليلة من ليالي عاشوراء كنت اتنقل من مجلس الى آخر فممرت بذلك الزقاق وإذا بالرجل المعروف ببعض القضايا يأخذني نحو بيته ويقول : اين انت ذاهب ؟
فقلت له : عندي مجلس يجب ان أذهب , فقال : ألا تقرأ لي مجلس فهذه الليلة ليلة عاشوراء سيد الشهداء ع قلت له : في الواقع عندي مجلس آخر , وأنا مستعجل , فقال الرجل متوسلا : لحظات فقط تقرأ لي (قراية) ثم تذهب الى المجلس الآخر .فقلت له : أين الجمهور وأين المستمعون ؟؟ لمن أقرأ المجلس ؟
فقال لي : ألستُ أنا أنسان ؟! ألست بمسلم ؟! ألست بموالي ؟!
فقلت له : ولكن أين المنبر ؟ فنحن الخطباء لا بد ان نجلس على منبر ونقرأ .
ثم فجأة رأيته وقد أنحنى وأتخذ وضع السجود واعتمد على يديه ورجليه , وقال : أنا المنبر أصعد على ظهري وأقرأ . وقد قال ذلك بصفاء وإخلاص حقيقي .
فرأيت لا بد ان أقرأ له حيث لم يترك لي عذرا , وجلست على ظهره وهو في حالة السجود وقرأت بعض الكلمات وقلت : ( السلام عليك يا أباعبد الله , السلام عليك يا مظلوم ..) وقرأت عدة كلمات مختصرة . وإذا بالر جل يجهش بالبكاء في ليلة عاشوراء وأكملت القراءة بسرعة وواصلت طريقي .
وبعد ثلاث أيام فقط رآني أحد فضلاء النجف وقال لي : إن فلانا مات ( ويقصد الرجل الساكن في زقاق السيد علي درويش ) وقد رأيت البارحة رؤيا لا اعلم ماذا تعني ؟
فقلت له : ماذا تعني بالرؤيا ؟
فقال لي : رأيت البارحة في المنام أمير المؤمنين ع واقفا في أيوان الحرم وإذا بجنازة تأتي إلى الداخل يطوفونها حول قبر الامام المبارك ثم يدفونها في صحن أمير المؤمنين ع , فتوجه أمير المؤمنين ع إلى اولئك الذين يحملون الجنازة وقال لهم : أخرجو ا هذا الرجل الذي تحملونه خارج الحرم لأنه ليس له قابيلة أن يُدفن هنا , فهو ملوث ببعض الذنوب والآثام أخرجوا من هذا المكان .
ويواصل رؤياه قائلا : وحين أرادوا أن يخرجوه وإذا بي أرى سيد الشهداء ع يدخل مسرعا ويأتي إلى أمير المؤمنين ع ويسلم عليه ويقول له : يا أبتاه ائذن بدفن هذل الرجل ألى جوارك . فتوجه أمير المؤمنين ع ألى سيد الشهداء ع وقال له : انت تعلم بأن هذا الرجل كان له في حياته بعض الذنوب والآثام ولا يليق به ان يدفن في هذا المكان .
فتقدم سيد الشهداء ع خطوة الى أمير المؤمنين ع وقال له : هل يمكن يا أبتاه أن يُحرق منبرك بالنار و لأن هؤلاء الملائكة النقالة اذا أخذوه من هنا ولم يسمحوا ان يدفن بجوارك , فهذا يعني أنه سينقل إلى مكان آخر بعيد عنهم , فهل يليق ان يحرق منبرك بالنار ؟؟
فقال أمير المؤمنين ع : كلا , فوافق أن يدفن هنا . فدفنوه في ذلك المكان المطّهر ولا أعلم ماذا تعني قوله ( هل يليق أ يحرق منبرك بالنار )
فبكى هذا الخطيب بكاءاً مراً وقال : إن هذه الرؤيا رؤيا صادقة , لقد كان هذا الرجل منبر لسيد الشهداء ع في لحظات وقد نجته تلك اللحظات بشفاعة سيد الشهداء ع من عذاب النار وعذاب الآخرة
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافضاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن (صلواتك عليه وعلى آبائه)في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافضاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعيناً حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلاً وهب لنا رأفته ورحمته ودعائه وخير برحمتك يا أرحم الراحمين