دافوس (سويسرا) - قال الأمير السعودي تركي الفيصل الأربعاء إن مستقبل الرئيس المصري حسني مبارك يتوقف على قدرة زعماء البلاد على فهم الأسباب وراء احتجاجات غير مسبوقة شهدتها البلاد أمس الثلاثاء.
وقال الأمير وهو مدير سابق للمخابرات السعودية وسفير سابق في بريطانيا والولايات المتحدة لخدمة تلفزيون رويترز انسايدر `في مصر.. لا يمكن حقا تحديد ما الذي سيؤول إليه الأمر`.
ومضى يقول `سنرى ما إذا كانوا كقادة سيحققون مطامح الشعب`.
واضاف `أعتقد أن التطورات في تونس فاجأت الجميع`.
وأردف قائلا `كل بلد لديه المعيار الخاص به ولديه ظروفه. أعتقد أنه سيتعين علينا الانتظار ليوم أو اثنين حتى تتضح الأمور لنرى إلى أين ستتجه هذه المظاهرات (في مصر)`.
واعلنت وزارة الداخلية المصرية الاربعاء انها لن تسمح باي تظاهرة جديدة وذلك غداة التجمعات المناهضة للنظام التي شارك فيها الاف الاشخاص الثلاثاء واسفرت عن سقوط اربعة قتلى.
وكانت `حركة 6 ابريل` المصرية المعارضة التي تطالب باصلاحات ديموقراطية في البلاد دعت الى تظاهرات جديدة الاربعاء في وسط القاهرة.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيانها `لن يسمح بأي تحرك إثاري أو تجمع احتجاجي او تنظيم مسيرات او تظاهرات`.
واضاف البيان انه في حال مخالفة هذه التعليمات `سوف يتخذ الاجراء القانوني فورا وتقديم المشاركين الى جهات التحقيق`.
وكان عشرات الالاف من المصريين نزلوا الثلاثاء الى الشوارع في القاهرة والعديد من المحافظات مطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك الذي يتولى السلطة منذ قرابة ثلاثين عاما وفرقت الشرطة بعد منتصف الليل اكثر من 10 الاف شخص كانوا لايزالون معتصمين في ميدان التحرير بقلب القاهرة.
وتعد هذه التظاهرات الاكبر التي تشهدها مصر منذ انتفاضة الخبز في كانون الثاني/يناير 1977.
وتوفي اربعة اشخاص، ثلاثة متظاهرين في السويس (شمال شرق القاهرة) وشرطي في القاهرة، متأثرين بجروح اصيبوا بها خلال اشتباكات تخللت التظاهرات التي الهمتها الثورة التونسية.
واعلنت اجهزة الامن انه تم اعتقال حوالى 200 شخص الثلاثاء خلال التظاهرات بينهم 70 في القاهرة و50 في السويس على بعد مئة كلم شرق العاصمة.
وفتحت بورصة القاهرة على تراجع كبير الاربعاء حيث تراجع المؤشر الرئيسي فيها بنسبة حوالى 5% في الدقائق ال45 الاولى لبدء التعاملات، كما افاد مصدر في البورصة.
حقائق عن الرئيس المصري حسني مبارك
واجه الرئيس المصري حسني مبارك الذي يحكم مصر منذ ثلاثة عقود احتجاجات غير مسبوقة الثلاثاء شارك فيها محتجون شجعهم نجاح التونسيين في الإطاحة برئيسهم.
وليس للرئيس المصري نائب محدد وهو ما أثار التكهنات بشأن احتمال انتقال الحكم لنجله جمال وهو ما كان بدوره مثار انتقاد كثير من المحتجين في مظاهرات أمس.
وفيما يلي بعض الحقائق عن مبارك:
- تولى مبارك (82 عاما) الحكم بعد أن اغتال إسلاميون سلفه أنور السادات خلال عرض عسكري عام 1981. وأثبت قائد القوات الجوية السابق قدرة على البقاء في الحكم فاقت اي تصور حينذاك.
- طالما دعا مبارك في الخارج إلى السلام وأيد في الداخل اصلاحات اقتصادية تتولاها حكومته التي يرأسها أحمد نظيف. واحتفظ دائما بسيطرة قوية على المعارضة السياسية.
- قاوم مبارك أي تغيير سياسي كبير حتى تحت ضغط الولايات المتحدة التي ضخت مساعدات عسكرية ومساعدات أخرى بمليارات الدولارات إلى مصر منذ أصبحت أول دولة عربية توقع اتفاق سلام مع اسرائيل عام 1979.
- فاز مبارك بأول انتخابات رئاسية تعددية عام 2005 لكن أحدا ما كان ليشك في النتيجة التي أسفرت عن تقدمه بفارق كبير عن اقرب منافسيه. وقالت منظمات حقوقية ومراقبون ان الانتخابات شابتها مخالفات.
- لم يعلن مبارك بعد ما اذا كان سيخوض الانتخابات هذا العام من أجل فترة رئاسة سادسة مدتها ست سنوات. وأشار مسؤولون إلى انه سيرشح نفسه على الأرجح رغم أن التساؤلات حول حالته الصحية بعد جراحة اجريت له في ألمانيا في مارس آذار تجعل ترشحه محل جدل دائم. ويعتقد كثيرون أنه إذا لم يرشح نفسه فسيحاول نقل السلطة إلى نجله جمال (47 عاما). وينفي مبارك وولده وجود خطة لتوريث الحكم.
- لم يعمل جمال -على النقيض من والده ورؤساء مصر السابقين - بالمجال العسكري وهو ما يقول محللون انه قد يزيد عليه صعوبة تولي السلطة إذا سعى إليها.