العودة   منتديات أنا شيعـي العالمية منتديات أنا شيعي العالمية المنتدى الفقهي

المنتدى الفقهي المنتدى مخصص للحوزة العلمية والمسائل الفقهية

إضافة رد
   
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

الصورة الرمزية Gladiator
Gladiator
عضو جديد
رقم العضوية : 50181
الإنتساب : Apr 2010
المشاركات : 70
بمعدل : 0.01 يوميا

Gladiator غير متصل

 عرض البوم صور Gladiator

  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي رسالة الوفاء للشهيد الصدر سره قدس من طلبة الحوزة العلمية الشريفة في النجف الأشرف
قديم بتاريخ : 30-11-2010 الساعة : 08:11 AM





رسالة الوفاء للشهيد الصدر سره قدس
من طلبة الحوزة العلمية الشريفة في النجف الأشراف إلى إخوتنا وقادتنا القيَمين على قيادة ورعاية أتباع نهج السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره)
بسم الله الرحمن الرحيم
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات 10


ملاحظات ضرورية :

بعد الصلاة والسلام على محمد وأهل بيته سادة الأنام وعلى مرجعنا الناطق بالحق الهمام وعلى قادتنا ومشايخنا الكرام .

لا بد أولا من ذكر بعض الملاحظات الضرورية
1-هدفنا إصلاح ذات البين بين الإخوانوتقويم الانحراف وإشاعة الأخلاق الإسلامية ، كما أمرنا الله عز وجل وسادتنا المعصومون )صلوات الله عليهم( ، وضحى لذلك السيد الشهيد الصدر )قدس سره(.
2-لا نتهم أحداً بالتقصير في ما سيُذكر لكن ندعوا أن يراجع كلٌ منا نفسه بينه وبين الله عز وجل ، فإن كان فيه قصورا أو تقصيرا فليتداركه فإن المشكلة كبيرة والمسؤولية تجاهها أكبر .
3-نقف على مسافةٍ واحدة من جميع المؤمنين ولا نفرق بين أحدٍ منهم إلا بتقوى الله والعمل الصالح
4-نلتمسُ ممن يقرأ كلامنا أن يتأمل قليلاً بمسؤوليتنا جميعاً تجاه التمهيد لظهور الإمام محمد أبن الحسن المنتظر المهدي (عجل الله فرجه) ومصيرنا في القبر والقيامة .
5-المضامين التي ستذكر قد تكون ثقيلة على نفوسنا الأمارة بالسوء ، فلنتحمل ثقلها قبل أن نتحمل وزرها ووزر من لم يعمل بها بسببنا يوم القيامة ، وهذا ما لا تقوم له السموات والأرض .
6-إنَّ مضامين الرسالة من تعاليم القرآن وأهل البيت (عليهم السلام) التي من تمسك بها اهتدى ومن تخلف عنها ضل وأضل ، وهي حجة الله علينا ولله الحجة البالغة .
7-نعتذر لطول الرسالة لكنها ضرورية جداً ، فلا يكن همك آخرها عند قرأتها .


قادتنا ومن خلالكم نود أن نبين الموقف الشرعي تجاه النزاعات والخلافات التي حصلت بين أتباع السيد الشهيد الصدر (قدس سره) ، والتي سببت نتائج لصالح أعدائنا من منافقين وكافرين ونفس وشيطان رجيم ، وقد رأينا أن أفضل عمل يُقدم إلى السيد الشهيد (قدس سره) في ذكرى استشهاده أن نضع من خلالكم حداً لهذه الفتنة التي لا يرتق فتقها إلا الرجوع إلى تعاليم القرآن وأهل البيت (عليهم السلام) ووصايا مرجعنا الشهيد الصدر (قدس سره) وبذلك سيؤلف الله عز وجل بين قلوبنا كما ألف بين قلوب الأولين قال عز وجل : ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الأنفال63 .
وسنعرض بين أيديكم ومن خلالكم أبرز المشاكل والأمراض التي تفشت بيننا بعد رحيل السيد الشهيد الصدر (قدس سره) وأشتد أثرها في أيامنا هذه ، والتي نهى عنها القرآن الكريم وبيّن أثرها ، وحذرنا السيد الشهيد (قدس سره) منها ، وسنعرضها عرضاً موجزاً قرآنياً مع شيء من التعليق لأجل العبرة والموعظة :

التنازع واختلاف الآراء

قال الله عز وجل : ( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) الأنفال46 ، ذكر السيد العلامة (قدس سره) في تفسيره الميزان : معنى الفشل : هو الضعف مع الفزع ، والتنازع هو الاختلاف ، وقوله ( ... وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ....) أي ولا تختلفوا فيما بينكم حتى يورث ذلكم ضعف إرادتكم وذهاب عزتكم ودولتكم أو غلبتكم فأن اختلاف الآراء يخل بالوحدة ويوهن القوة



عوامل النزاع بين المؤمنين

أولاً : طلب الدنيا .
بكل أشكالها من مال وسلطة وجاه ، ومخالفة أوامر النبي صلى الله عليه واله قال الله عز وجل : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) آل عمران 152 ، وذكر السيد العلامة قدس سره في تفسيره الميزان : قوله : ( ... حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ...) ينطبق على ما صنعه الرماة حيث تنازعوا فيما بينهم في ترك مراكزهم واللحوق بمن مع رسول الله (صلى الله عليه واله) لنيل الغنيمة ففشلوا وتنازعوا في الأمر وعصوا أمر النبي بأن لا يتركوا مراكزهم على أي حال وعلى هذا فلا بد من تفسير الفشل بضعف الرأي ... انتهى .
والعبرة من هذه الآية : أن لكل منا دوره وتكليفه وفق ما رسمته الشريعة الإسلامية المقدسة وهذا التكليف يُعتبر مركزاً كمركز الرماة في جيش النبي (صلى الله عليه واله) ولو تخلفنا عن هذا المركز أو التكليف لفشلنا في الاختبار والامتحان الإلهي وحصل التنازع والاختلاف في الرأي ، فرحم الله إمرأ عرف قدر نفسه فمن الناجي ؟
الناجي والناجح منا في الاختبارات والفتن مهما كان موقعه هو الذي تكون أرائه وأفكاره ومواقفه ومشاعره وأعماله موافقة لما جاء به دين الله القويم ، قال الله تعالى : (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) .
وورد أنه قيل للإمام الصادق (عليه السلام) : بم يعرف الناجي ؟ فقال : ( من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج ، ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع ) وعنه (عليه السلام) : ( ليس من شيعتنا من وافقنا بلسانه وخالفنا في أعمالنا وآثارنا ، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه واتبع آثارنا وعمل بأعمالنا أولئك شيعتنا ) .
ثانياً : تهيب العدو .
قال الله عز وجل : ( إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) الأنفال 43
إنَّ كثرة العدو تولد حالة إحباط للضعفاء فيسبب اختلاف الرأي مما يؤدي للفرقة بين صفوف المؤمنين وسيطرة العدو وانتصاره ، أما أقوياء الإيمان يقول الله عز وجل عنهم : ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) آل عمران173 .


سلبيات الفتنة الظلماء


إنَّ اختلاف الرأي أفسد في الود قضية كما ذكر السيد الشهيد (قدس سره) في جمعته العشرين : قال : .... وبعضهم ينقل قطعة من بيت شعر تقول: اختلاف الرأي لا يفسد في الحب قضية ، مع أن هذا ليس بصحيح لأن المراد من اختلاف الرأي هو اختلاف الهدف وإذا كان هدفه غير هدفي كيف أحبه ؟ وإذا كان هدفه غير هدفك فكيف تحبه ؟ وأنا اعلم أن هدفي حق وهدفه باطل هدفي أخروي وهدفه دنيوي هدفي رفيع وهدفه وضيع بإذن الله وبتوفيق الله، فكيف أحبه ؟..... كيف وهم لا يتصفون بالإيمان الذي هو الحد الحق للإخوة في الإسلام ..انتهى
وقد سبب هذا الاختلاف تفشي الكثير من المخالفات الشرعية بين صفوف المؤمنين والتي أبرزها ما جمعته آيات سورة الحجرات ، قال الله عز وجل : ( وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ * َيا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) الحجرات 9 -13 .
فبغى بعضنا على البعض والبغي هو تجاوز الحد والظلم والاستعلاء ، وقتل بعضنا البعض بالألسن الذي يكون غالباً من مقدمات القتل بالأيدي والعياذ بالله عز وجل وصاحب الزمان (عجل الله فرجه) .
وسخر بعضنا ببعض لأننا نرى أنفسنا أفضل من الآخرين والله عز وجل يقول : ( ..عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ .. ) ، ويقول عز وجل : ( ... َلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) النجم32 ، وسيتبن لنا يوم القيامة أن هناك قوماً سخرنا منهم ونعدهم من الأشرار لكننا مخطئين جداً جداً قال الله عز وجل : ( وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ ) ص 62 – 63 .
ويلمز أحدنا الآخر واللمز هو العيب ، وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) : أنه قال لرفاعة بن موسى : ( ألا أخبركم بأوفرهم نصيبا من الإثم ؟ قلت : بلى جعلت فداك ، قال : من عاب على المؤمن شيئاً من قوله وفعله ، أو رد عليه احتقاراً له وتكبراً عليه ) ، وعنه (عليه السلام) : ( من عاب أخاه بعيبٍ فهو من أهل النار ) .
وأما سوء الظن فقد أصبح سنة حياتنا وذلك لفهمنا الخاطئ للحديث الوارد عن الإمام الرضا (عليه السلام) : ( إذا كان زمان العدل فيه اغلب من الجور فحرام أن تظن بأحد سوء حتى تعلم ذلك منه ، وإذا كان زمان الجور فيه أغلب من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيراً حتى يبدو ذلك منه ) ، وقد فُهم الحديث خطأ بأن يجوز لنا إساءة الظن بالآخرين بينما الحديث يضع ميزاناً لحسن الظن أو سوء الظن بالآخرين وهو العلم بصدور الخير عند حسن الظن ، والعلم بصدور السوء عند سوء الظن ، فالمهم علمك بالخير أو السوء من أخيك علماً يوجب لنا فراغ الذمة أمام الله عز وجل لا إتباع الإشاعات والتأويلات السيئة لبعض التصرفات ، ولا يبرأ الذمة أن تسيء الظن بأحد ما لم ترى السوء منه بعينك أو يشهد شاهدان من أهل العدالة في ذلك ، كما أن شهادة أهل العدالة حرام في ذاتها وموجبة لخروجهم عن العدالة ما لم ينطبق عليها مورد من موارد وجوب أو جواز الغيبة المذكورة في محلها ، وورد عن الإمام الصادق عليه السلام : ( من لم تره بعينك يرتكب ذنباً أو لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل العدالة والستر ، وشهادته مقبولة وإن كان في نفسه مذنباً ، ومن اغتابه فهو خارجٌ عن ولاية الله عز وجل ، داخلٌ في ولاية الشيطان ) .
فلما كان سوء الظن أو حسنه قائمٌ على أساس العلم بصدور الخير أو السوء من الآخر والعلم بذلك لا يكون أما بالمشاهدة بالعين أو أن يشهد عادل بذلك والعادل يخرج عن عدالته ما لم يكن ذكره للأخر منطبق على مورد من موارد وجوب أو جواز الغيبة .
فلنسأل أنفسنا قبل أن يسألنا الله تعالى يوم تبلى السرائر فما لنا من قوة ولا ناصر ، هل ما عندنا من صور سيئة تجاه الآخرين موافقة للبيان الشرعي المتقدم أم قائم على أساس الإتباع الأعمى للإشاعات وأقاويل من لا ورع له ؟؟؟
فلذا نجد أهل البيت (عليهم السلام) يهدوننا إلى الصراط المستقيم في معالجة هذا المرض الفتاك فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه ، ولا تظن بكلمةٍ خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملا ) ، فقوله ( .. حتى يأتيك ما يغلبك منه ... ) أشارة إلى حصول العلم الغالب عادة في تغير وجهة النظر بالطريقة التي تقدم بيناها أما مشاهدة بالعين أو شهادة أهل العدالة ، ويدعونا الحديث إلى تأويل ما صدر من الآخر من قول أو فعل على الأحسن والتماس العذر له على نحو الكثرة قد تتجاوز السبعين محمل !!

التبعات السلبية لسوء الظن

سوء الظن يزيل الإيمان :
عن الإمام الصادق عليه السلام : ( إذا اتهم المؤمن أخاه انماث الإيمان عن قلبه كما ينماث الملح في الطعام ) أي زال الإيمان من قلبه وإذا زال إيماننا ماذا بقي لنا ؟




من مواضيع : Gladiator 0 آمرلي تنتقم لحارم وحطلة والطبقة وسنجار
0 المطلوب الأقدم والأخطر الذي دوخ الشاباك ل20 عاما ـ كربلائي فلسطين "محمد شحادة"
0 في البوسنة لبى ذو الفقار نداء آهاتها “ألا من ناصر ينصرنا” بضربات صنعت الإنتصار [SIZE
0 النشرة:مقابلات للشيخ الخزعلي+بيانات +تصريحات+مقالات واعترافات
0 استمرار احتفالات التحرير+اصدار حصاد الحق+نشاطات الامين العام+بيانات كتائبي+مقال

الصورة الرمزية Gladiator
Gladiator
عضو جديد
رقم العضوية : 50181
الإنتساب : Apr 2010
المشاركات : 70
بمعدل : 0.01 يوميا

Gladiator غير متصل

 عرض البوم صور Gladiator

  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : Gladiator المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-11-2010 الساعة : 08:11 AM


سوء الظن يؤدي إلى معاصي أخرى ، وصاحبه من شرار الناس

عن رسول الله (صلى الله عليه واله) : ( إن في المؤمن ثلاث خصال ليس منها إلا وله منه مخرج : الظن والطير والحسد ، فمن سلم من الظن سلم من الغيبة ومن سلم من الغيبة سلم من الزور ومن سلم من الزور سلم من البهتان ) ، وعنه صلى الله عليه واله : ( شر الناس الظانون وشر الظانين المتجسسون وشر المتجسسين القوالون وشر القوالين الهاتكون ) .
وأما التجسس أي تتبع العثرات أو كشف الأسرار ونحوه ، فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله) : ( لا تتبعوا عثرات المسلمين فانه من تتبع عثرات المسلمين تتبع الله عثراته ومن تتبع الله عثراته يفضحه )، وعنه صلى الله عليه واله : ( أدنى الكفر أن يسمع الرجل من أخيه كلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه بها أولئك لا خلاق لهم ) ، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( تتبع العورات من أقبح العيوب وشر السيئات ) عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يوأخي الرجلَ الرجل على الدين فيحصي عليه زلاته ليعيره بها يوماً ما ) ، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( من بحث عن أسرار غيره أظهر الله أسراره ) ومن الواضح كم يخدم العدو كشف الأسرار والتي منها إعلان ولاء الفرد كما تقول هذا تبعاً لفلان أو فلان ، فكل ذلك حرام شرعاً لأن فيه إضرار بالمؤمن وخدمة لعدو الإسلام .
وورد ذلك في أحاديث العترة الطاهرة ، فعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( ما قتلنا من أذاع حديثا قتل خطأ ولكن قتل قتل عمد ) ، وعن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول : ( يُحشر العبد يوم القيامة وما ندا – أصاب - دماً فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك ، فيُقال له : هذا سهمك من دم فلان ، فيقول : يا رب أنك تعلم أنك قبضتني وما سفكت دما ، فيقول : بلى ولكنك سمعت من فلان رواية كذا وكذا فرديتها عليه حتى صارت إلى فلان الجبار فقتله عليها وهذا سهمك من دمه ) وما رواه إسحاق بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام) وتلا هذه الآية ( ... ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ) البقرة61 قال عليه السلام والله ما قتلوهم بأيديهم ولا ضربوهم بأسيافهم ولكنهم سمعوا أحاديثهم فأذاعوها فأخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا واعتداء ومعصية ) ، وعنه عليه السلام : ( من أعان على مؤمن بشطر كلمةٍ جاء يوم القيامة وبين عينيه مكتوب آيس من رحمة الله ) وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( من أعان على مؤمن فقد برئ من الإسلام ) ، ولعل من الواضح أن هذه العقوبة تُكتب إذا صدر ذلك من الفرد عمداً أو سهواً أو جهلاً أو ذماً أو مدحاً .


وأما الغيبة ومآ أدرك ما الغيبة

يكفي أن نذكر بعض الأحاديث التي تحدد مفهوم الغيبة وعقوبتها وأما موارد وجوبها أو جوازها فيراجع فيها المصادر .
معنى الغيبة : في الحديث : ( من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه ، ومن ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه الناس فقد اغتابه ، ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته ) وعن الإمام الصادق عليه السلام : ( من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) النور19، أما حرمتها وعقوبتها عن الإمام الصادق عليه السلام : ( الغيبة حرام على كل مسلم ) وعن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( إياكم والغيبة فإن الغيبة أشد من الزنا فان الرجل يزني فيتوب الله عليه وان صاحب الغيبة لا يُغفر له حتى يغفر له صاحبُه ) ، وعنه صلى الله عليه وآله : ( معاشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ) ، وفي روايةٍ عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( كذب من زعم أنه ولد حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة ) .
من أثار الغيبة يكون صاحبها مفلساً يوم القيامة ، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( أتدرون من المفلس ؟ قالوا : يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال صلى الله عليه واله : ليس ذلك المفلس ، ولكن المفلس من يأتي يوم القيامة حسناته أمثال الجبال ويأتي وقد ظلم هذا واخذ من عرض هذا فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته فإن بقي عليه شيء أخذ من سيئاتهم فيرد عليه ثم صُلي في النار ) ، وعنه صلى الله عليه واله : ( يؤتى بأحد يوم القيامة فيوقف بين يدي الرب عز وجل ويدفع إليه كتابه فلا يرى حسناته فيه ، فيقول : الهي ليس هذا كتابي لا أرى فيه حسناتي ، فيُقال له : إن ربك لا يضل ولا ينسى ، ذهب عملك باغتياب الناس ، ثم يؤتى بآخر ويُدفع إليه كتابه فيرى فيه طاعات كثيرة ، فيقول الهي ما هذا كتابي فاني ما عملت هذه الطاعات ، فيُقال له : إن فلان اغتابك فدفع حسناته إليك ) .
وقد غابتْ الموازين الحقيقية التي على أساسها يُحكم على الآخرين بسبب التطرف المفرط والتعصب الأعمى ، والله عز وجل يقول : ( ... إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) ، فأصبحنا نفضل العاصي على المطيع لأنه منا وأصبحنا نخالف أحكام الشريعة تعصباً لشخص أو فئةٍ أو مذهب.
قال الله عز وجل : ( وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ) الشعراء182
عن الإمام الباقر (عليه السلام) : ( القسطاس المستقيم : الميزان الذي له لسان ) ، وقالوا : القسطاس : أقوم الموازين ، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( أنا صراط ربي وقسطاسه ) ، وعن الصادق (عليه السلام) في قوله عز وجل " وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ " قال (عليه السلام): أما القسطاس فهو الإمام وهو العدل من الخلق أجمعين وهو حكم الأمة ) .
وعنه (عليه السلام) في تفسير قوله عز وجل ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ) ، قال (عليه السلام) : (الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ) وذلك لأن الميزان ما يوزن به الشيء ويُعرف به قدره ، فالشرع ميزان والنبي والإمام ميزان .
قال الله عز وجل : ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) الأنبياء47
قالوا إن الموازين عبارة عن عدله في توفية كل ذي حق حقه ، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : ( .... وأما قوله عز وجل " ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا " ، فهو : ميزان العدل يؤخذ به الخلائق يوم القيامة بدين الله تبارك وتعالى الخلائق بعضهم من بعض ويجزيهم بأعمالهم ويقتص للمظلوم من الظالم ، ومعنى قوله " فمن ثقلت موازينه ومن خفت موازينه " فهو : قلة الحساب وكثرته والناس يومئذ طبقات ومنازل فمنهم من يحاسب حساباً يسراً وينقلبُ إلى أهله مسرورا ، ومنهم الذين يدخلون الجنة بغير حساب لأنهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا وإنما الحساب هناك على من تلبس بها ها هنا ، ومنهم من يحاسب على النقير والقطمير ويصير إلى عذاب السعير ، ومنهم أئمة الكفر وقادة الضلال فأولئك لا يقيم لهم يوم القيامة وزنا ولايعبؤ بهم أمره ونهيه يوم القيامة وهم في جهنم خالدون وتلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون )
فالميزان الحق الذي نزن فيه الآخرين ولا نبخسهم أشيائهم : هو التزامهم بدين الله وإتباعهم لأوامره وحبهم وقربهم بالطاعة لأهل البيت عليهم السلام .
وأما التعصب فقد ورد النهي عنه فعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( من تعصب أو تُعصب له فقد خَلع ربقة الإيمان من عنقه ) وعنه (عليه السلام) : ( من تعصب عصبه الله بعصابة من نار ) ، ومعنى العصبية سئل الإمام السجاد (عليه السلام) عن العصبية فقال : ( العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم ) .


بغض المؤمنين والبراءة منهم


لما تجاهلنا أن قيمة الإنسان حقيقة في تقواه ، وتعصبنا إلى درجةٍ نرى المنكر معروفاً لأنه منا ، والمعروف منكرا لأنه منهم ، أنعكس ذلك على مشاعرنا تجاه الآخرين فأصبحنا نبغض المؤمن ونبرأ منه لأنه لم يشاركنا الولاء أو الموقف ، وتُعتبر هذه المسألة من أخطر الانحرافات وأقبحها ، وقد ورد عن أهل البيت عليهم السلام ما يوضح لنا أهميتها وبيان من نحب ومن نبغض ومن نوالي ومن نبرأ منه .
عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( إن من أوثق عرى الإسلام أن يحب في الله ويبغض في الله ويعطي في الله ويمنع في الله عز وجل ) ، وعنه (عليه السلام): ( كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له ) .



كيف نميز بين من نحب ومن نعادي ؟

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لبعض أصحابه ذات يوم : ( يا عبد الله أحبب في الله وابغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ، ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثر صلاته وصيامه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا عليها يتوادون وعليها يتباغضون وذلك لا يغني عنهم من الله شيئا ، فقال له : وكيف لي أن اعلم أني قد واليت في الله وعاديت في الله عز وجل ؟ فمن ولي الله حتى أواليه ومن عدو الله حتى أعاديه ؟ فأشار له رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام فقال : أترى هذا ؟ قال : بلى ، قال : ولي هذا ولي الله فواله وعدو هذا عدو الله فعاده ، ووال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك ، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك ) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( ... أن ولينا الموالي لأوليائنا والمعادي لأعدائنا .... ) .


ما هو موقف من قطع أو عادى ولي آل محمد عليهم السلام ؟


عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( من جالس لنا عائباً أو مدح لنا قالياً أو وصل لنا قاطعاً أو قاطع لنا واصلا أو والى لنا عدواً أو عادى لنا ولياً فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن الكريم ) .


من أثار التباغض اللعنة وعمى الأبصار

عن الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله) : ( إذا الناس أظهروا العلم ، ولاتحابوا بالألسن وتباغضوا بالقلوب وتقاطعوا في الأرحام لعنهم الله عند ذلك وأصمهم وأعمى أبصارهم )
فالذي يجب نواليه حقيقة هو ولي آل محمد والذي يجب أن نبرأ منه هو عدوهم ، ألم تقل في الزيارة : ( أني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم وولي لمن والاكم وعدو لمن عاداكم ) .

حرمة المؤمن

قال الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً ) الأحزاب58 .
وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( من آذى مؤمناً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله فهو ملعون في التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ) ، ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (أن حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة ) ، وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله ( أنه نظر إلى الكعبة فقال : مرحباً بالبيت مآ أعظمك وأعظم حرمتك على الله والله للمؤمن أعظم حرمة منك لأن الله حرم منك واحدة ومن المؤمن ثلاثة ماله ودمه وأن يُظن به ظن السوء ) ، وعنه صلى الله عليه وآله : في حديث طويل ( ... أن حرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمة الملائكة ، قال أحدهم : من جبرائيل ؟ فالتفت رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي (عليه السلام) فقال : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال عليه السلام : من جبرائيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش والملائكة المقربين ، فقال صلى الله عليه وآله : صدق أخي وابن عمي ... ) وعنه صلى الله عليه وآله : ( المؤمن حرام كله عرضه وماله ودمه ) .
وأما من آذى المجاهد فقد تشتد حرمة المؤمن إذا كان مجاهداً في سبيل الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( لا تؤذوا المجاهدين فأن الله تعالى يغضب لهم كما يغضب للمرسلين ، ويستجيب لهم كما يستجيب للمرسلين ، ومن آذى مجاهدا في أهله فمأواه النار ، و لا يخرجه منها إلا شفاعة المجاهد له إن فعل ذلك ) !


من هو المؤمن ؟

لقد ورد في القرآن الكريم وأحاديث النبي وآله الطاهرين (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) عدة مستويات للإيمان ، ولكل من هذه المستويات شروطه ، والأمر الجامع بينها هو وجوب حفظ الحرمة وأداء الحقوق والواجبات اتجاهها ، ومن هذه المستويات :

المؤمن والعقل

عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( لم يعبد الله عز وجل بشيء أفضل من العقل ، ولا يكون المؤمن عاقلا حتى يجتمع فيه عشر خصال : الخير منه مأمول ، والشر منه مأمون ، يستكثر قليل الخير من غيره ، ويستقل كثير الخير من نفسه ، ولا يسأم من طلب العلم طول عمره ، ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله ، الذل أحب إليه من العز ، والفقر أحب إليه من الغنى ، نصيبه من الدنيا القوت ، والعاشرة وما العاشرة لا يرى أحدا إلا قال هو خير مني وأتقى ، إنما الناس رجلان فرجل هو خير منه وأتقى ، وآخر هو شر منه وأدنى ، فإذا رأى من هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به ، وإذا لقى الذي هو شر منه وأدنى قال : عسى خير هذا باطن وشره ظاهر ، وعسى أن يختم له بخير ، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده ، وساد أهل زمانه ) .

المؤمن بين الخوف والرجاء

عن الحسن بن أبي سارة قال : سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول : ( لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون خائفاً راجيا ، ولا يكون خائفاً راجياً حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو ) .
عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال : ( المؤمن بين مخافتين : ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك ، فهو لا يصبح إلا خائفاً ولا يصلحه إلا الخوف ) .

الفرق بين المؤمن والمسلم

عن سليمان بن خالد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : قال أبو جعفر (عليه السلام): يا سليمان أتدري من المسلم ؟ قلت : جعلت فداك أنت أعلم قال : المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ، ثم قال : وتدري من المؤمن ؟ قال : قلت : أنت أعلم ، قال : المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم والمسلم حرام على المسلم أن يخذله أو يظلمه أو يدفعه دفعة تعنته ) .

الفرق بين الإيمان والإسلام :

قال الله عز وجل : ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) الحجرات14 .
عن جميل بن دراج قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل : ( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلما ولما يدخل الإيمان في قلوبكم ) فقال لي : (ألا ترى أن الإيمان غير الإسلام ) .
وعن أمير المؤمنين عليه السلام : ( الإيمان إقرار وعمل ، والإسلام إقرار بلا عمل ) .
وعنه عليه السلام : ( دين الله اسمه الإسلام ، وهو دين الله قبل أن تكونوا حيث كنتم ، وبعد أن تكونوا ، فمن أقر بدين الله فهو مسلم ، ومن عمل بما أمر الله عز وجل به فهو مؤمن ) .
قال الفضيل بن يسار : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : ( إن الإيمان يشارك الإسلام ، ولا يشاركه الإسلام ، إن الإيمان ما وقر في القلوب ، والإسلام ما عليه المناكح والمواريث وحقن الدماء ، والإيمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان ) .
عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ( الإسلام علانية والإيمان في القلب وأشار إلى صدره ).
وعنه صلى الله عليه واله : ( الإيمان عقد بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان ) .


حقيقة الإيمان

عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( إن من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحق وإن ضرك على الباطل وإن نفعك )
وعنه عليه السلام : ( لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يحب أبعد الخلق منه في الله ، ويبغض أقرب الخلق منه في الله ) .


أدنى مراتب الإيمان

عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( أدنى ما يكون به العبد مؤمناً أن يعرفه الله نفسه فيقر له بالطاعة ، ويعرفه نبيه ويقر له بالطاعة ، ويعرفه أمامه وحجته في أرضه وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة ، قيل يا أمير المؤمنين : وإن جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت ؟ قال : نعم إذا أمر أطاع وإذا نهى انتهى ) .

الإيمان في القرآن

القرآن الكريم يميز بين المسلمين والمؤمنين ، والتميز على أساس شروط .
قال الله عز وجل : ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) الحجرات14 .


من مواضيع : Gladiator 0 آمرلي تنتقم لحارم وحطلة والطبقة وسنجار
0 المطلوب الأقدم والأخطر الذي دوخ الشاباك ل20 عاما ـ كربلائي فلسطين "محمد شحادة"
0 في البوسنة لبى ذو الفقار نداء آهاتها “ألا من ناصر ينصرنا” بضربات صنعت الإنتصار [SIZE
0 النشرة:مقابلات للشيخ الخزعلي+بيانات +تصريحات+مقالات واعترافات
0 استمرار احتفالات التحرير+اصدار حصاد الحق+نشاطات الامين العام+بيانات كتائبي+مقال
التعديل الأخير تم بواسطة Gladiator ; 30-11-2010 الساعة 08:14 AM.


الصورة الرمزية Gladiator
Gladiator
عضو جديد
رقم العضوية : 50181
الإنتساب : Apr 2010
المشاركات : 70
بمعدل : 0.01 يوميا

Gladiator غير متصل

 عرض البوم صور Gladiator

  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : Gladiator المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-11-2010 الساعة : 08:15 AM




شرائط ولوازم الإيمان في القران

إن للإيمان شروط ولوازم بتوفرها يكون الفرد مؤمناً وإلا لا يصح أن يسمى مؤمنا ، وقد تقدم بيان بعض مستويات الإيمان وأدناها بحسب ما ورد عن رسول الله واله الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم ، و أبرز تلك الشروط التي ذكرها كتاب الله المجيد ، والتي هي محل ابتلائنا منها :
1-الولاية لجميع المؤمنين : قال الله عز وجل : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة71 .
2-حب الله والتواضع للمؤمنين والعزة على الكفار و خشية في الله من لومة اللائمين .
قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) المائدة54 .
علاقة الحب بينهم وبين الله عز وجل متبادلة ، إذ قد يدعي أحدُنا أنه محباً لله لكن هل الله يبادله الحب ؟
وقد بين القرآن الكريم حقيقة الحب المتبادل ، قال الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وآله : ( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) آل عمران31 ، فالحب من الله عز وجل يتحقق للعبد بأتباعه للنبي صلى الله عليه وآله ، ألا ترى أن النبي حبيب الله ؟
وهذه الخصلة تكون جامعة لجميع صفات الكمال ، لكن كلٌ بحسبه ، فتجدهم قمة في التواضع للمؤمن ، والعزة على الكافر ، ويجاهدون في سبيل الله بكل أصناف الجهاد ومستوياته ، ولما كانوا في ساحة الحب الإلهي فهم لا خوف من لومة اللائمين لأنهم أتبعوا أوامر رسول الله صلى الله عليه وآله .
3-الإصلاح في الأرض .
قال الله عز وجل : ( وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) الأعراف85 ، وقال الله عز وجل : ( وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) الأعراف56 .
يعتبر الإصلاح من لوازم الإيمان وهو إصلاح النفس بإتباع أحكام وآداب الشريعة وهو بذاته متضمن لإصلاح الغير أو الأرض لأن من أحكام الشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولو كل مؤمن أتبع أوآمر الشريعة حق الإتباع لملئت الأرض قسطاً وعدلاً وهذا ما سيتحقق فعلا بظهور الإمام محمد ابن الحسن المهدي عجل الله فرجه .
ومن الغرائب أن أغلب من يسبب الفساد في الأرض يرى أنه من المصلحين؟! ، وذلك لأسباب تختلف باختلاف الشخص ومسؤوليته ، حتى فرعون يرى من نفسه ذلك كما ذكر الله عز وجل : ( وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ ) غافر26 ، وقال الله عز وجل : ( يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ) غافر29 ، وقال الله عز وجل وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ ) البقرة11 -12 .
فلا أحد يرى نفسه خاطئ أو ضال أو متوهم إلا ما رحم ربي ، وقد وصف الله عز وجل هذه الظاهرة وصفاً نستجير بالله منه ، قال عز وجل : ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) الكهف103 -104 .
ومن شعب الإصلاح ، الإصلاح بين المؤمنين قال الله عز وجل.. فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) الأنفال1 ، وقوله " إن كنتم مؤمنين " أشارة واضحة للزوم الألفة والتحاب والتماسك في الإيمان قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الحجرات10 .
4- الوجل من الآخرة وزيادة الإيمان عند سماع آيات الله .
قال الله عز وجل : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ * أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) الأنفال 2- 4 .
5- تقديم رضا الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله على رضا الآخرين .
قال الله عز وجل : ( يَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَن يُرْضُوهُ إِن كَانُواْ مُؤْمِنِينَ ) التوبة62 ، الآية الكريمة تشير إلى ظاهرة قد لا تفارقنا في حياتنا الدنيا لأننا نرتبط بأصناف من الناس ، والغالب صنف متبعي الهوى الذين مزاجهم وأفكارهم وسلوكهم مخالفاً للشريعة ، قال الله عز وجل : ( ... وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ) الأنعام119 ، وهم ممن نرجو رضاهم ؟! فمن نرضي الله ورسوله أم أتباع الهوى ؟
يقول الله عز وجل : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف28 ، وقال الله عز وجل : ( وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ ) المؤمنون71 .
وهذه الظاهرة تنطبق على كل أمورنا صغيرها وكبيرها ، من عقيدة وسلوك ومواقف والى أبسط الأمور ، فالمؤمن يقدم رضا الله على رضا الجميع ، فماذا ينفعنا لو رضا عنا من في الأرض جميعاً وسخط علينا الله عز وجل ؟ فالمهم أن نتيقن أن عقائدنا وأفعالنا وأقوالنا وحبنا وبغضنا مطابقاً لشريعة الله لننال رضاه وشفاعة سادتنا المعصومين عليهم السلام .
وقد ورد في شفاعتهم عليهم السلام ، عن الحسين بن خالد ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي ، ثم قال صلى الله عليه وآله : إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فأما المحسنون فما عليهم من سبيل ، قال الحسين بن خالد : فقلت للرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله ، فما معنى قول الله عز وجل : ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) ؟ قال : لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه ) .
و عن ابن أبي عمير ، عن أبي الحسن الكاظم عليه السلام : قال : ( لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود والضلال والشرك ، ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر ، قال الله تعالى : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) قلت : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فالشفاعة لمن تجب من المؤمنين ؟ قال : حدثني أبي ، عن آبائه ، عن علي (عليه السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنما شفاعتي لأهل الكبائر ، وأما المحسنون فما عليهم من سبيل . قال ابن أبي عمير : قلت يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله فيكف يكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول : ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) . ومن ارتكب الكبائر فليس بمرتضى ؟ ! قال : يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتكب ذنباً إلا ساءه ذلك وندم عليه ، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله : ( كفى بالندم توبة ) وقال عليه السلام : ( من سرته حسنة وساءته سيئة فهو مؤمن ) فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ، فلم يجب له الشفاعة وكان ظالماً ، والله تعالى يقول : ( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) .
فلنعتبر من إمامنا زين العابدين (عليه السلام): عن طاووس اليماني قال : رأيت في جوف الليل شخصا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول : ألا أيها المأمول في كل حاجة * شكوت إليك الضر فاسمع شكايتي ألا يا رجائي أنت كاشف كربتي * فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي فزادي قليل ما أراه مبلغي * أللزاد أبكي أم لبعد مسافتي أتيت بأعمال قباح ردية * فما في الورى خلق جنى كجنايتي أتحرقني في النار يا غاية المنى * فأين رجائي منك أين مخافتي ؟ قال : فتأملته فإذا هو علي بن الحسين (عليهما السلام) فقلت : يا ابن رسول الله ، ما هذا الجزع وأنت ابن رسول الله ! ولك أربع خصال : رحمة الله ، وشفاعة جدك رسول الله ، وأنت ابنه ، وأنت طفل صغير . فقال له : " يا طاووس ، إنني نظرت في كتاب الله فلم أرَ لي من ذلك شيئا ، فإن الله تعالى يقول : " ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون "، وأما كوني ابن رسول الله ، فإن الله تعالى يقول : " فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ ولا يتساءلون ، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون " ، وأما كوني طفلا ، فإني رأيت الحطب الكبار لا يشتعل إلا بالصغار ثم بكى عليه السلام حتى غشي عليه ) .


حق المؤمن على المؤمن

عن المعلى بن خنيس قال : سألت أبو عبد الله عليه السلام فقلت : ما حق المؤمن على المؤمن ؟ فقال : إني عليك شفيق أخاف أن تعلم ولا تعمل وتضيع ولا تتحفظ ، قال : قلت : ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) . قال عليه السلام : للمؤمن على المؤمن سبع حقوق واجبات ليس منها حق إلا واجب على أخيه إن ضيع منها حقاً أخرج من ولاية الله ويترك طاعته ولم يكن له فيها نصيب : أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك وأن تكره له ما تكره لنفسك . والثاني : أن تعينه بنفسك ، ومالك ، ولسانك ، ويدك ، ورجلك . والثالث : أن تتبع رضاه ، وتجتنب سخطه ، وتطيع أمره . والرابع : أن تكون عينه ودليله ومرآته . والخامس : أن لا تشبع ويجوع وتروي ويظمأ ، وتلبس ويعرى . والسادس : إن كان لك خادم وليس له خادم ولك امرأة تقوم عليك ، وليس له امرأة تقوم عليه ، أن تبعث خادمك يغسل ثيابه ويصنع طعامه ، ويمهد فراشه . والسابع : أن تبر قسمه ، وتعود مريضه ، وتشهد جنازته ، وإن كانت له حاجة فبادر إليها مبادرة ، ولا تكلفه أن يسألك ، فإذا فعلت ذلك وصلت بولايتك ولايته وولايته بولايتك ) .


حق المسلم على المسلم


عن رسول الله صلى اله عليه وآله : ( المسلم أخو المسلم ، لا يخونه ولا يخذله ولا يعيبه ولا يحرمه ولا يغتابه ) ، وفي رواية معلى بن خنيس عن الإمام الصادق (عليه السلام): قال : قلت له ما حق المسلم على المسلم ؟ قال (عليه السلام) : ( له سبع حقوق واجبات ما منهن حق إلا وهو عليه واجب إن ضيع منها شيئا خرج من ولاية الله وطاعته ولم يكن لله فيه نصيب ثم قال عليه السلام : أيسر حق منها أن تحب له ما تحب لنفسك وتكره له ما تكره لنفسك ) .
وعن جابر بن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال : ( من حق المسلم على المسلم أن يبر قسمه ويجيب دعوته ويعود مريضه ويشهد جنازته ) ، وعن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) : ( حق المسلم على أخيه أن يسلم عليه إذا لقيه ويعوده إذا مرض وينصح له إذا غاب ويتبعه إذا مات ) .


لا فرق بين المؤمن والمسلم في الحدود


تقدم أن المسلم والمؤمن يشتركان في الكثير من الحقوق ، وورد في حديث طويل ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال : سمعته يقول : (... قلت له عليه السلام : فهل للمؤمن فضل على المسلم في شيء من الفضائل والأحكام والحدود وغير ذلك ؟ فقال : لا ، هما يجريان في ذلك مجرى واحد ولكن للمؤمن فضل على المسلم في أعمالهما وما يتقربان به إلى الله عز وجل ، قلت : أليس الله عز وجل يقول : " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " وزعمت أنهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم والحج مع المؤمن ؟ قال : أليس قد قال الله عز وجل : " يضاعفه له أضعافا كثيرة " فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله عز وجل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعون ضعفا ، فهذا فضل المؤمن ويزيده الله في حسناته على قدر صحة إيمانه أضعافا كثيرة ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير.... )
بيننا مابين الله عز وجل والإمام المهدي عجل الله فرجه هل حافظنا على حقوق المسلمين والمؤمنين ، وهل تيقنا أن من بغضناهم وأعلنا البراءة منه هم محاربون وأعداء لآل محمد ؟ فالمصيبة أعظم لأننا لم نميز بين الموالي والمخالف والمحب والمبغض ؟!!

الأخلاق التي تولد الحب والألفة والتي يحثنا عليها القرآن وأهل البيت عليهم السلام

لقد حرص الإسلام على التماسك والألفة بين الناس عموماً والمسلمين أو المؤمنين خصوصاً ، ووضع للجميع واجبات وآداب تجاه بعضهم البعض وشدد على ضروري الإلتزام بها ، ولهذه الآداب من الآثار يعجز عن تحقيقها الدنيا وما فيها ، قال الله عز وجل : ( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) الأنفال63 ، وقد بين الله عز وجل لنا أن تحقيق هذه الألفة ودوامها بالإعتصام بحبل الله ، قال الله عز وجل : ( وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) آل عمران103
وقد ذكر القرآن صنفين للحبل قال الله عز وجل : ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ ) آل عمران112 .
وورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى : ( إلا بحبل من الله وحبل من الناس ) قال : الحبل من الله كتاب الله والحبل من الناس هو علي بن أبي طالب (عليه السلام).
فالاعتصام بأخلاق علي (عليه السلام) التي هي أخلاق القرآن هو الذي يحقق الألفة ويحافظ عليها ، فإذا وجدنا في نفوسنا أو مجتمعنا غلظة أو فرقة على مؤمن أو مسلم فلسنا من المعتصمين بحبل الله المتين وصراطه المستقيم .
ويكفينا أن نذكر تأكيد الشريعة المقدسة على ضرورة التواد وحفظ الألفة بين الناس جميعاً فضلا عن كونهم مسلمين أو مؤمنين .
قال الله عز وجل : ( وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ) الإسراء53 ، فالله عز وجل يأمرنا أن لا نقول قولا ولا نفعل فعلا يمكن أن يكون يخدم الشيطان اللعين في الإيقاع بين العباد ، والقول والفعل الأحسن هو حكم الله عز وجل ، قال الله تعالى : ( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) المائدة50 ، والذي به يواجه العبدَ الشيطان ، قال الله عز وجل : ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأعراف200 ، فالاستعاذة الحقيقة هي الالتزام بأوامر الله عز وجل التي يريد الشيطان أن يحرفنا عنها ، قال الله عز وجل : ( الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة268 ، ويذكر الله عز وجل على لسان الشيطان : ( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ) الأعراف16 .
وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( خياركم أحسنكم أخلاقا الذين يألفون ويؤلفون ) ، وعنه صلى الله عليه وآله : ( رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى الناس ) ، وعنه صلى الله عليه وآله ( أقربكم مني غدا في الموقف أصدقكم للحديث وآداكم للأمانة وأوفاكم بالعهد وأحسنكم خلقا وأقربكم من الناس ) ، وفي عهد أمير المؤمنين عليه السلام لمالك الأشتر (رضوان الله عليه) : ( ... وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنهم صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق ... ) ، فإذا كنا من خيار الناس ومن أهل العقل والإيمان والقرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة ، فلماذا النفور وعدم التواد للآخرين فهل يا ترى لم يكونوا أخوننا في الإسلام أم لم يكونوا من نظرائنا في الخلق ! إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ .


أفشوا السلام وتواصوا

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أفشوا السلام بينكم وتواصلوا وتباذلوا ) .
تصافحوا وتهادوا :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( تصافحوا وتهادوا فإن المصافحة تزيد في المودة والهدية تذهب الغل ) .


تزاوروا وتلاقوا
عن الإمام الصادق (عليه السلام): ( اتقوا الله وكونا إخوة بررة ، متحابين في الله ، متواصلين متراحمين ، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه ) .


السبيل لحل الخلافات والتخلص من سلبيتها

لقد بيّن الله عز وجل أن السبيل الأوحد للخروج من متاهة الفتنة والاختلاف بين المؤمنين هو الرجوع لأوامر الله عز وجل ورسوله والالتزام والتسليم المطلق الذي لا يشوبه شك ولا شبهة ولا رياء ولا سمعة ، قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) النساء59 ، وقد بيّن الله عز وجل ردة فعل المؤمنين من حكمه قال عز وجل : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ) الأحزاب36 ، قال : ( فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً ) النساء65 .
وأما قوله عز وجل في سورة النور : ( وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ * وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) النور 48 -52 .
وكذلك بالرجوع إلى تعاليم مرجعنا الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) والتي سيأتي ذكر بعضها .
فلنتعاون على إصلاح أمورنا والرجوع بهذا الجمع المؤمن إلى المحبة والألفة والإخوة في الله والوطن كما أمرنا الله عز وجل : ( وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة 2 ، ولنكن صفاً واحداً فإنَّ الله عز وجل يقول : ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) الصف4 ، و (... أِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) البقرة222 .


النزاع والتباعد يخالف توجيهات السيد الشهيد (قدس سره) وانحراف عن نهجه وتضييع لجهوده المباركة :

إنَّ المذهب والدين وجهود السيد الشهيد الصدر (قدس سره) والتي أبرزها تلك التربية التي أفاضها على المجتمع عموماً وأتباعه خصوصاً أمانة في أعناقنا جميعاً ، وتشتد مسؤولية تحمل هذه الأمانة على أخوتنا القًيمين على قيادة وهداية أتباع السيد الشهيد قدس سره ، كما أوصى قدس سره بتلك الوصية التي تكشف بحق عن تفاني ذلك العالم الجليل في الله تعالى والمصالح الإسلامية العليا ،
حيث قال في جمعته 24 :
( ..... وأما أذا لم تبق الحياة وهذا أمر متوقع في أي نفس وفي أي يوم فأسألكم الفاتحة والدعاء وشيء آخر رئيسي وهو أن تحافظوا على دينكم ومذهبكم ولا تدعوا هذا الزرع الذي حصدتموه بفضل الله سبحانه وتعالى أن يضيع وان يجف لا حافظوا عليه طبعاً إنشاء الله أن الشجاعة موجودة والوعي موجود والدين بذمتكم والمذهب بذمتكم لا ينبغي التفريط به لا بقليل ولا بكثير أنا لست مهماً بوجهي ولا بيدي ولا بعيني وإنما الشيء المهم هو دين الله ومذهب أمير المؤمنين سلام الله عليه ) .
وأما ما ورد في كلامه بخصوص تشخيص ومعالجة الأمراض والمشاكل التي حلت بنا بعد رحيله إلى جوار ربه وسادته المعصومين (عليهم) السلام فقد بيَن ذلك وأكد عليه كثيراً فنذكر البعض ضمن عدة فقرات :

كلامه (قدس سره) في الإخوة في الإيمان ، وموقف من يكره أو يعادي مؤمنا ، في خطبة الجمعة 20 :

... والإخوة في الإيمان من ضروريات الدين ونص القران الكريم قال تعالى: ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ... ) ودلالتها على الحصر بـ (إنما)، أي لا يجوز غير ذلك، ولا يمكن غير ذلك. وإن الرحم لا دخل لها بالموضوع والنسب لا دخل له بالإخوة كما قال في الحكمة: (رب أخ لك لم تلده أمك). وهذه الإخوة شرطها الإيمان كما قال تعالى: ( إنما المؤمنون إخوة ... ) وليس بعنوان آخر إطلاقاً ، فإنك إذا ذقت طعم الإيمان في قلبك وبرد الإيمان في نفسك أحببت كلَّ مؤمن سواء عاشرته أم لم تعاشره وسواء عرفته أم لم تعرفه ما دمت تعلم أنه على حق وعلى الصراط المستقيم ، بل أن هذا من ضروريات الإيمان لأنك إنْ كرهت أخاك المؤمن فأنت المقصر وليس هو، وإنما كرهت مؤمناً والعياذ بالله وكراهة المؤمن بهذه الصفة كأنها كراهة للإيمان نفسه والعياذ بالله.
وواضح أنك إذا كرهت الإيمان فلست بمؤمن فالعتب عليك وليس عليه ، فإذا كنت متحداً معه في الإيمان وفي العمل وفي الطريق وفي الهدف كفى أكيداً في حصول التحاب بينكما وفي إمكان التعاون بينكما.
.... وهذه الأخوة لها عملياً جانب سلبي وجانب ايجابي أما الجانب السلبي فبسلب الحـقد والبغضاء والاعتراض والإضرار والاحتـقار للمؤمنين من بعضهم البعض فأن ذلك كله حرام في الأخ في الإيمان مهما كان عمله الدنيوي من المباحات أو مهما كانت طبقته في المجتمع أو ثراءه أو فقره أو بعده أو قربه ، والجانب الايجابي وهو التحاب والتراحم والتعاون على أمور الدنيا وعلى أمور الآخرة والتشاور وتبادل الثقة والاحترام......................





من مواضيع : Gladiator 0 آمرلي تنتقم لحارم وحطلة والطبقة وسنجار
0 المطلوب الأقدم والأخطر الذي دوخ الشاباك ل20 عاما ـ كربلائي فلسطين "محمد شحادة"
0 في البوسنة لبى ذو الفقار نداء آهاتها “ألا من ناصر ينصرنا” بضربات صنعت الإنتصار [SIZE
0 النشرة:مقابلات للشيخ الخزعلي+بيانات +تصريحات+مقالات واعترافات
0 استمرار احتفالات التحرير+اصدار حصاد الحق+نشاطات الامين العام+بيانات كتائبي+مقال

الصورة الرمزية Gladiator
Gladiator
عضو جديد
رقم العضوية : 50181
الإنتساب : Apr 2010
المشاركات : 70
بمعدل : 0.01 يوميا

Gladiator غير متصل

 عرض البوم صور Gladiator

  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : Gladiator المنتدى : المنتدى الفقهي
افتراضي
قديم بتاريخ : 30-11-2010 الساعة : 08:16 AM



ومن كلام له (قدس سره) في بيان أثر العداء بين الإخوة وذلك في خطبة الجمعة 18 :

فألان أيضاً أقول : أسأل نفسك هل أنت تعادي بعض المؤمنين الذين ثبت أخلاصهم لله عز وجل وتنتقده وتستغيبه وتقاطعه أم لا ؟ فان كنت كذلك فاعلم إن هذا ليس لصالح الطرفين ولا لصالح المجتمع ولا لصالح الدين ككل. أما بالنسبة إلى الطرفين الذين هما أنت وصاحبك فاعلم أنه وإن نال هو منك البلاء الدنيوي بشتمه والإعراض عنه ومقاطعته إلا أنه هو سيحصل على الثواب الأخروي وأنت ستحصل على العقاب الأخروي وتكون في ذلك شأن يزيد بن معاوية عليه اللعنة والعذاب حين صار سبباً لمزيد الثواب للحسين (عليه السلام) وأصحابه وأهل بيته (عليهم السلام) فانه يكون مسؤلا أمام الله تعالى ومُعاقباً بأشد العقاب، فلعلك تنال من العقاب ما يشبه ذلك وكلما كان صاحبك أكثر إخلاصاً وإيماناً كان عقابك أكثر وأشد آلماَ. وأما بالنسبة إلى مصلحة المجتمع والدين، فاعلم انه لا يستفيد من ذلك إلا الأعداء المتربصون في خارج الحدود وفي داخل الحدود وبشكل كامل ومركز وبمختلف الأساليب والشعارات.
يكفي أن يحصل من ذلك احد أمرين أو كلا الأمرين:
الأمر الأول : قلة الفائدة الدينية والمصلحة العامة لوضوح أنكما أو أي فردين في الواقع لو كنتما متكاتفين ومتعاضدين لاستطعتما أن تنفعا المجتمع أكثر بقليل أو بكثير، فالتنافر والتناحر يورث قلة الأعمال الصالحة وقلة المصلحة العامة وقلة رضاء الله عز وجل .
الأمر الثاني : ما يمكن أن يحصل من التنافر والتناحر من أمور مزعجة ومضاعفات مخزية ويكفي أن نتصور أو نتخيل ما يعمله البعض لاحظوا هذه قصة موجودة وموجودة أيضا ومطبقة عند عدد من الناس : أنهم يضعون ديكين يتصارعان والحاضرون يضحكون ويستأنسون فسوف يكون هذا الضحك في محل كلامنا ترون أن المؤمنين كالديكين يتصارعان حتى يسقطان ويكون هذا الضحك من قبل الآخرين في مصلحة الشيطان وضد مصلحة الرحمن كما قالوا في الحكمة : اتفقوا على باطلهم وتفرقتم عن حقكم .
..... فعليك عندئذ أن تتصرف بحكمة وبما تعرف من المصلحة الدينية فليس كل حق يقال وليس كل باطل يُنتقد - ظاهرا يعني - بل كل ذلك حسب المصلحة وإن كان كذلك في القلب بيننا وبين الله سبحانه وتعالى إلا أن بيانه يحتاج إلى تشخيص المصلحة وهذا صعب على عامة الناس إلا أنني أوصيهم بالاحتياط من هذه الجهة ليحصلوا على رضا الله تعالى ويحصلوا على مصلحتهم الخاصة في الآخرة ومصلحتهم الدينية في الدنيا ولا يكونوا من المفسدين والعياذ بالله.
.... ومعنى الاحتياط هنا : .... هو أن تتأكد من قولك قبل أن تلفظه ومن فعلك قبل القيام به وانجازه بحيث يكون لديك قناعة كاملة بانتسابه إلى الدين والى رضا رب العالمين ورضا السادة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين لا أننا نناقش بالاحتمالات والإشاعات فتكون قد قلت زوراً بدل أن تقول حقاً وتكون قد طعنت بالحق بدلا عن الطعن بالباطل ولو احتمالا فعليك التأكد مائة بالمائة من هذه النواحي فإن استغلال الأعداء موجود والصيد بالماء العكر موجود وضعاف النفوس كثيرون ، وأنا أريد والله تعالى يريد والمعصومون يريدون أن يكون كل المؤمنين أهل نفوس قوية وأراء جلية وقلوب نقية وأفعال دقيقة ورضية لا أنهم يلقون أنفسهم بالظن والتهمة فيكونون قد بدءوا بظلم أنفسهم قبل ظلم نفوس الآخرين.


ومن كلامه قدس سره في بيان أهمية الأخوة والوحدة تأثيرهما على الاستعمار وذلك في الحوار الثامن :


....في الحقيقة الوحدة الإسلامية ضرورية ..... ما دام الاستعمار موجوداً وما دام القصف الأمريكي موجوداً وما دامتْ المؤامرات الأمريكية موجودة والكمبيوترات الأمريكية موجودة ، ونحن عزل لا نملك إلا شيئاً معنوياً واحداً وهو الإخوة والترابط وثقة بعضنا ببعض لا أكثر ولا أقل وهذا ينفع في كل العصور ينفع حالياً واستقبالياً وطبعاً كما نحن وأنا كثير أكرر طبعاً أنني أوصي بالوحدة في داخل الحوزة وفي داخل الشيعة كذلك أوصي في الوحدة في داخل المجتمع الإسلامي لان هذا هو الشيء الرئيسي الذي يستطاع صيحة به – لو صح التعبير – أمام الاستعمار الأمريكي والإسرائيلي وأمام المؤامرات وأنا حسب فهمي أن هذه المستويات المتدنية من المؤامرات تخاف من الرأي العام ومن غضبة الرأي العام فنحن مثلا خمسة أو ستة نغضب أو لا ملايين نغضب بطبيعة الحال غضبة الملايين أشد على رأي السياسة الأمريكية وضد رأي السياسة الأمريكية الاستعمارية ... فالتعاضد من هذه الناحية مائة بالمائة جيدا ....
.... فلنكن أنا وانتم على عدونا المشترك وهذا واجبنا ليس مستحباً ولا مباحاً وإنما بالأصل لا بد أن نتصافى .... لأجل أن ندفع عدونا المشترك ونحفظ مصالحنا الاجتماعية والدينية والاقتصادية والسياسية وهذا خير مطلب ....


وقال قدس سره في خطبة الجمعة 27


.... حتى أنني قلت، انه بغض النظر عن السلاح فإننا نستطيع عندئذ من الناحية المعنوية أن نواجه إسرائيل نفسها ونقول لها كلا ثم كلا ارجعي من حيث أتيتي.


تطبيقه قدس سره لما يدعو إليه قولا وفعلا وذلك عندما خاطب بعض خصمائه في جمعته السابعة والعشرين :
...... وإن من أحسن الكلمات التي قالها الإسلام والقرآن وكل كلماته حسنة ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) ولا حاجة إلى استمرار التباعد والتباغض وتبادل التهم والإشكالات بل تعالوا نتفق ونتصاحب ونتصافى ونتحابب في الله وفي ولاية أمير المؤمنين وفي المذهب وفي الدين وبابي مفتوح وقلبي مفتوح لكم جميعاً مهما كنتم الآن وأينما كنتم ولا أريد منكم شيئاً إلا الإخوة في الله وفي رسوله وفي ولآية أمير المؤمنين وتبقى التفاصيل الأخرى ثانوية يمكن المناقشة فيها بالتدريج.
يكفي أن يكون اختلافاتنا وانشقاقاتنا فيها خدمة للعدو المشرك لإسرائيل والاستعمار ولكل من هو بعيد عن الله وعن رسوله ، فما دمنا تجمعنا الروابط الحقيقية المقدسة فلماذا لا نتحد ولا نتآخى ولا نتقارب ؟ ولماذا ننصر عدو الله وعدو رسوله من حيث نعلم أو لا نعلم ؟!
فما دامت هذه الحياة موجودة عندي والنفس يصعد وينزل فأني أرحب بكم بكل قلبي وأعذركم عن كل ما حصل منكم وتعذروني إنْ كان حصل بعض الشيء مني أو ممن يرتبط بي أو ينتسب إلي ونفتح تاريخاً جديداً كما قال الشاعر، وهذه الأبيات أحفظها من زمان وهي لطيفة :
من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى منا
فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا
وما أحسن أن نرجع إلى الود كما كنا
..... وبالتأكيد فان دوام الخلاف واستمراره لا يخدم إلا الاستعمار ولا يضر إلا الحوزة والمذهب وليكن زمام المبادرة بيدي واني قد أبرأت ذمتي وأرضيت ضميري بهذا العرض الدال على حسن النية.
وأنا لست طامعاً بخيرهم من أي جهةٍ ولا خائفاً منهم من أي جهةٍ أيضاً وإنما ذلك محضاً لذات الله ونصرة دينه الحنيف وهذه يد الصلح والمصافحة أمدها إليهم فهل منهم من يمد يد المصافحة نحوي ؟
والله كأنه يدعونا نحن لمصافحته ومصالحته لأن الدنيا وزينتها ومشاكلها أفسدت ما بيننا وبينه ، فيا أحباء الصدر وأبنائه فلنرجع إلى ذلك الحضن الدافئ والقلب الرحيم والخلق الرفيع بالتنافس على تطبيق نهجه الشريف قولا وفعلا فإنَّ في ذلك صلاح آخرتنا ودنيانا ، فقد لا يكفي لأحدنا أن يقول أني أحب الشهيد الصدر (قدس سره) فأن الولاء للصدر لا ينال إلا بالامتثال إلى أوآمره والتي تتمثل بالوعي الديني والورع والتخلق بأخلاق القرآن والعترة الطاهرة .

الموقف الغير مرجو

ولعل قائل يقول : إنَّ ما تقدم من بيان للموقف الشرعي تجاه المشاكل والخلافات حقاً وصحيحاً ونحن نؤيده جملة وتفصيلا لأنه مطابق فعلا لتعاليم القرآن والعترة (عليهم السلام) وتوجيهات السيد الشهيد الصدر (قدس سره) لكن الفتق كبير والجرح عميق و لا يمكن أن يتحقق قول الله عز وجل ( ... فاصلحوا بين أخويكم ... ) أو قول الشاعر : وما أجمل أن نرجع إلى الود كما كنا ؟ !
نقول : نعوذ بالله عز وجل وصاحب الزمان عجل الله فرجه من ذلك ، وأن كان لابد فان ذلك يعني بقاء السلبيات التي تشكل أكبر خطراً على المشروع الديني التربوي والوطني لمنهج الشهيد الصدر قدس سره ، ومن هذه السلبيات :
1 - خدمة العدو المشترك كما أوضح ذلك السيد الشهيد الصدر قدس سره : ( ... يكفي أن تكون اختلافاتنا وانشقاقاتنا فيها خدمة للعدو المشترك إسرائيل والاستعمار ولكل من هو بعيد عن الله وعن رسوله(صلى الله عليه وآله) ، فهل يرضى مؤمنٌ أن يكون خادماً لأعداء الإسلام والمسلمين ؟
2- تضييع المصالح العامة التي يتوقف نجاحها أو رفع مستوى نجاحها على توحيد الصفوف وتضافر الجهود كما ذكر السيد الشهيد الصدر (قدس سره) : ( يكفي أن يحصل من ذلك – التنازع والتناحر - احد أمرين أو كلا الأمرين:
الأمر الأول : قلة الفائدة الدينية والمصلحة العامة لوضوح أنكما أو أي فردين في الواقع لو كنتما متكاتفين ومتعاضدين لاستطعتما أن تنفعا المجتمع أكثر بقليل أو بكثير، فالتنافر والتناحر يورث قلة الأعمال الصالحة وقلة المصلحة العامة وقلة رضاء الله عز وجل .
3- ويعني ذلك تفشي الأخلاق الذميمة والتنازع وتفكك المجتمع الصدري لانعدام الثقة وسوء الظن بل تفكك الأسرة الواحدة لأن يوجد فيها من هو تبعاً لفلان والآخر تبعاً لفلان ، وقد تتفاقم الأمور إلى ما لا يحمد عقباه والعياذ بالله عز وجل وصاحب الزمان عجل الله فرجه من ذلك !
فهل هذا يتناسب مع مسؤولية الهداية والإصلاح في أمة الشهيد الصدر (قدس سره) التي جعلها في ذمتنا ؟
4- موقف الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر عجل الله فرجه :
من عقائدنا : إنَّ أقوالنا وأفعالنا يعلمها الإمام المنتظر المهدي (عجل الله فرجه) , ويرضيه ما يوافق أحكام الإسلام ويسخطه ما يخالفها ، ولأعمالنا دوراً في تعجيل الظهور المبارك أو تأخيره ، فواقع الخلاف والنزاع وتبعاته الذي نعيشه واقعاً فيه سخط للإمام وموجب لتأخير شرط الظهور وهو وجود العدد الناجح في التمحيص .
كما ورد عن ولينا وإمامنا محمد بن الحسن المهدي (عجل الله فرجه) بذلك في رسالتيه للعالم السديد الشيخ المفيد (قدس الله روحه الطاهرة) حيث قال عجل الله فرجه في رسالته الأولى : ( فليعمل كل امرئ منكم بما يقربه من محبتنا ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا فإنَّ أمرنا فجأة حين لا تنفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا حوبة ، والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته ) ، وأما في رسالته الثانية قال عجل الله فرجه : ( ولو أن شيعتنا – وفقهم الله لطاعته – على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم ، لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم لنا ، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه ..) ، فالقلوب التي ترتكب ما يسخط الإمام (عجل الله فرجه) ومملئوة بالحقد والضغائن والحسد ، لا يمكن أن نتصورأهلها من جند الإمام أو ممن يتشرف برؤيته ومعرفته في غيبته أو في ظهوره ، قال الله عز وجل : ( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) الحج46 ، وقال عز وجل : ( وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) الإسراء72 ، وقال عز وجل : ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى ) طه 124 - 126 .

ولا نكن ممن يدعو بلا عمل

ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله : ( يا علي الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر ) ، الجميع يدعو الله عز وجل بأن يجمع شملنا ويرتق فتقنا بظهور الحجة المنتظر (عجل الله فرجه) حيث نقول في الدعاء : (.. أللهم المم به شعثنا وأشعب به صدعنا وارتق به فتقنا وكثر به قلتنا ... ) وندعو أيضا : ( به الأهواء المختلفة على الحق ) ، فهل إشاعة التفرقة والحقد والكراهية وفتق الفتق يتناسب مع ما تلهج به ألسنتنا من الدعاء ؟
فكيف بنا إذا بزغ فجر الظهور ونحن على حالنا هذا من اختلاف القلوب والآراء والحقد والبراءة والشتيمة والقطيعة ؟ أم كيف بنا إذا جاءتْ سكرة الموت ونقلنا إلى قبورنا على حالنا هذا ؟ فلنصلح ما بيننا وبين الله تعالى فإنَّ الله يصلح ما بيننا وبين العباد كما في الحديث : ( من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين العباد ) فإن في ذلك فرج إمامنا ونجاتنا في الآخرة وسعادتنا في الدنيا .
5- بقاء الخلافات والمشاكل ينافي السير نحو التكامل الذي ندعيه :
إنّ الأدب الإلهي الذي تأدب به رسول الله واله الطاهرين (صلوت الله عليه وعليهم أجمعين) هو الذي يريده الله عز وجل لنا ببعثته للأنبياء والأوصياء والمصلحين ، قال الله عز وجل : ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) آل عمران164 ، فالتزكية والطهارة والكمال في إتباع آيات الله عز وجل ، فإذا كنا ندعي السير نحو التكامل فلنلتزم بآداب الله عز وجل ، ومن الآيات التي تكافح إشاعة الفرقة والخلاف بين المؤمنين :
قال الله عز وجل : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ ) المؤمنون 96 ، وقال عز وجل : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فصلت34 .
وقال عز وجل : ( .... وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الحجر88 ، وقال عز وجل : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) الشعراء215 .
وقال الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ) الحشر10 ، وقال عز وجل : ( وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) الحجر47 ، والغل بمعنى الحقد ، وورد في دعاء الإمام السجاد عليه السلام يوم عرفة : ( ... وانزع الغل من صدري للمؤمنين ... ) .
وقال الله عز وجل : ( .... وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) النور22 ، وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ( عليكم بالعفو فإنّ العفو لا يزيد العبد إلا عزا ، فتعافوا يعزكم الله ) وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة : أن تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتحلم إذا جهل عليك ) .
وقال الله عز وجل على لسان نبيه يوسف عليه السلام : ( قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) يوسف92 ، وقد جعل الله عز وجل النبي يوسف (عليه السلام) وإخوته آية من آياته للعباد ، قال عز وجل : ( لَّقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ ) يوسف7 ، حيث حاولوا قتل أخيهم من أجل القرب من أبيهم يعقوب (عليه السلام) متجاهلين أن القرب إلى النبي هو بأتباع نهجه والقرب من الله بحيث لو لم يكنْ يوسف (عليه السلام) من الطهارة والقرب من الله لكان شأنه شأنهم عند النبي يعقوب (عليه السلام) !، فليكنْ كلٌ منا يوسف لأخواته لتعود الألفة بين المؤمنين !
وقال الله عز وجل على لسان هابيل رضوان الله عليه : ( لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) المائدة28 ، فليكن موقفنا جميعا كموقف هابيل حتى لا يكون قابيل بيننا ، فإنّ في قصصهم عبرة وهدى ورحمة للمؤمنين قال الله عز وجل : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) يوسف111 .
6-بقاء الخلافات ينافي مبدأ عدو عدوي صديقي .
وإنْ كنا لا نريد التكلم بهذا المستوى ، فإنّ كان ولا بد نقول : إنّ من أبرز مقومات النجاح في العمل الجماهيري التغيري ، أن تسعى لتحالف مع أعداء أعدائك من أجل إضعاف العدو المشترك أو الانتصار عليه ، كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( أصدقاؤك ثلاثة ، وأعداؤك ثلاثة ، فأصدقاؤك : صديقك ، وصديق صديقك ، وعدو عدوك . وأعداؤك : عدوك ، وعدو صديقك ، وصديق عدوك ) .
وقال لقمان الحكيم سلام الله عليه لابنه : ( يا بني اتخذ ألف صديق ، وألف قليل ، ولا تتخذ عدواً واحداً ، والواحد كثير ) فمن الحكمة أن يكون كل الناس أصدقائنا وأن لا نجعل منهم أعداء إلا من أمرنا الله بمعاداته .

اللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ

قال الله عز وجل : ( وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً ) النساء45 .
وقال عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ ... ) الممتحنة1 .
ورد في كتاب الله المجيد بيان واضح لأعداء الله وأعداء المؤمنين ، ويشترك الله عز وجل والمؤمنون في أولئك الأعداء قال عز وجل " لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء " وقال عز وجل : ( مَن كَانَ عَدُوّاً لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ ) البقرة98 ، وسيأتي ذكر الكفار من أعداء المؤمنين ، وسنذكر الأعداء كما ورد ذكرهم في القرآن الكريم .
الشيطان الرجيم .
قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة168 ، هذا خطاب للناس كافة ونفسه ورد للمؤمنين بالخصوص قال عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) البقرة208 .
أكد القرآن الكريم على عداوة الشيطان للإنسان وللمؤمن خصوصاً ، ولا تنتهي هذه العداوة حتى يخرج الإنسان من الدنيا أما منتصراً أو مغلوبا ، وآخر معارك الشيطان مع المسلم عند سكرات الموت ليعدل به عن الأيمان نعوذ بالله من العديلة عند الموت التي ورد في رواية يتعوذ منها الإمام الصادق (عليه السلام) قائلا في سجوده : ( يا كائن قبل كل شيء ويا مكون كل شيء لا تفضحني فإنك بي عالم ، ولا تعذبني فإنك علي قادر ، اللهم إني أعوذ بك من العديلة عند الموت ، ومن شر المرجوع في القبر ، ومن الندامة يوم القيامة ، اللهم إني أسألك عيشة نقية ، وميتة سوية ، ومنقلبا كريما غير مخز ولا فاضح ) .
قال الله عز وجل : ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) الأعراف27 ، فلنحذر أن يخرجنا الشيطان من جنة الإيمان بإتباع خطواته ومخالفة أوآمر وآداب ربنا عز وجل .
الكفار :
قال الله عز وجل : ( وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوّاً مُّبِيناً ) النساء101 ، وقال عز وجل : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ ... ) المائدة82 .
المنافقين :
قال الله عز وجل : ( وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ) المنافقون4 ، والمنافق في العقيدة هو من أظهر الإسلام وأبطن الكفر ، وورد في تفسير الميزان للسيد العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه في قوله : " هم العدو فاحذرهم " قال : أي هم كاملون في العداوة بالغون فيها فإن أعدى أعدائك من يعاديك وأنت تحسبه صديقك .

النفس

لم يذكر القرآن صريحاً أن النفس من الأعداء لكن ذكرها بصفة كونها أمارة بالسوء قال الله عز وجل : ( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يوسف53 ، وهي تشارك الشيطان بهذه الصفة قال عز وجل : ( إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة169 ، وذكرها القرآن بعنوان هوى النفس ونهى عن اتباعه قال الله عز وجل : ( وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ) النازعات40 ، قال الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) النساء135 ، وقال عز وجل : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) ص26 .
وهوى النفس هو من العوامل الرئيسية للمخالفة الأنبياء والأوصياء والمصلحين قال الله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) البقرة87 ، وذلك لأن الشرائع السماوية مخالفة لهوى النفس ومخالفة النفس ليس بالأمر الهين .


النفس وأحاديث المعصومين عليهم السلام

النفس أعدى الأعداء


عن رسول الله صلى الله عليه وآله : ( أعدى أعدائك نفسك التي بين جنبيك ) .
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( من أطاع هواه أعطى عدوه مناه ) .
وعنه عليه السلام : ( احذروا أهواءكم كما تحذرون أعداءكم ، فليس شيء أعدى للرجال من أتباع أهوائهم وحصا ئد ألسنتهم ) .

عدوك من يستر عليك الرشد
عن الإمام الصادق (عليه السلام) : ( قد عاداك من ستر عنك الرشد أتباعا لما تهواه )

أول المعاصي تصديق النفس

عن أمير المؤمنين )عليه السلام( في وصيته لولده وشيعته عند وفاته : ( ... والله الله في الجهاد للأنفس ، فهي أعدى العدو لكم ، إنه تبارك وتعالى قال : ( إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ) وإن أول المعاصي تصديق النفس والركون إلى الهوى ... ) .

من أعان النفس على فسادها فقد قتلها

عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( النفس مجبولة على سوء الأدب ، والعبد مأمور بملازمة حسن الأدب ، والنفس تجري بطبعها في ميدان المخالفة ، والعبد يجهد بردها عن سوء المطالبة ، فمتى أطلق عنانها فهو شريك في فسادها ، ومن أعان نفسه في هوى نفسه فقد أشرك نفسه في قتل نفسه ) ، وعن الإمام الصادق )عليه السلام( : ( لا تدع النفس وهواها فإنّهواها في رداها ، وترك النفس وما تهوى أذاها ، وكف النفس عما تهوى دواها ) .


إتباع الهوى يصد عن الحق

وعن أمير المؤمنين عليه السلام : ( إنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنتان : اتباع الهوى وطول الأمل ، أما اتباع الهوى فإنه يصد عن الحق ، وأما طول الأمل فينسي الآخرة )
الحق والنفس ، روي في بعض الأخبار ، أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله رجل اسمه مجاشع : فقال : يا رسول الله ، كيف الطريق إلى معرفة الحق ؟ فقال صلى الله عليه وآله : معرفة النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى موافقة الحق ؟ قال : مخالفة النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى رضاء الحق ؟ قال صلى الله عليه وآله : سخط النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى وصل الحق ؟ فقال صلى الله عليه وآله : هجرة النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى طاعة الحق ؟ قال : عصيان النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى ذكر الحق ؟ قال صلى الله عليه وآله : نسيان النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى قرب الحق ، قال صلى الله عليه وآله : التباعد من النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى أنس الحق ؟ قال صلى الله عليه وآله : الوحشة من النفس فقال : يا رسول الله ، فكيف الطريق إلى ذلك ؟ قال صلى الله عليه وآله : الاستعانة بالحق على النفس ) .


أول وقوع الفتن أهواء تتبع

عن محمد بن مسلم قال : صعد علي بن أبي طالب (عليه السلام) المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ( أيها الناس إن أول وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع يعظم عليها رجال رجالا ، ولو أن الحق أخلص فيعمل به لم يكن اختلاف ، ولو أن الباطل أخلص وعمل به لم يخف على ذي حجى ، ولكن يؤخذ من ذا ضغث ومن ذا ضغث فيخلط فيعمل به ، فعند ذلك يستولي الشيطان على أوليائه وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى ) .
فما بالنا نترك أعدائنا من شيطان رجيم ونفس أمارة بالسوء ومنافقين وكفار ، ونخلق من المؤمنين أو المسلمين أو الناس أعداءاً نحاربهم ؟ وما ذلك إلا لأننا خسرنا معركة الحرب مع الشيطان وهوى النفس بمخالفتنا أوامر الله ورسوله والأئمة المعصومين عليهم السلام .

وأخيراً موعظة من أمير المؤمنين عليه السلام

من خطبة له عليه السلام : ( أما بعد فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع وإن الآخرة قد أشرفت باطلاع ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق . والسبقة الجنة والغاية النار ، أفلا تائب من خطيئته قبل منيته ؟ ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه ؟ ألا وإنكم في أيام أمل من ورائه أجل ، فمن عمل في أيام أمله قبل حضور أجله نفعه عمله ولم يضرره أجله ، ومن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله وضره أجله ، ألا فاعملوا في الرغبة كما تعملون في الرهبة ، ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها . ولا كالنار نام هاربها ، ألا وإنه من لا ينفعه الحق يضرره الباطل ومن لم يستقم به الهدى يجر به الضلال إلى الردى ، ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد وإن أخوف ما أخاف عليكم أتباع الهوى وطول الأمل ، تزودوا من الدنيا ما تحرزون أنفسكم به غدا ) .

استفتاءات الإصلاح والتوبة

وأخيراً حتى تأتي رسالتنا أكلها نضعُ بين أيدي الأخ المجاهد السيد مقتدى الصدر (دامت توفيقاته) والأخ المجاهد الشيخ قيس الخزعلي (دامت توفيقاته) بعض الأسئلة التي نرجوا أن يكون جوابها واضحاً شافياً لتكون بادرة خير وإصلاح لهذه الثلة المؤمنة التي ضحى من أجل هدايتها أبوكم السيد الشهيد الصدر (قدس سره)
س 1 – هل تدعون إلى إشاعة هذه المضامين الإصلاحية والتربوية التي ذكرتها الرسالة بين المؤمنين فكراً وتطبيقاً ، ونشرها بكثرة ، وعدم طاعة من يحول دون ذلك ؟
جواب السيد :
جواب الشيخ :

س 2 – ماذا تقولون لمن لا يلتزم بمضامين الرسالة التي توافق تعاليم القرآن وأهل البيت عليهم السلام ؟
جواب السيد :
جواب الشيخ :

س 3 – ما هي أبرز المواقف العملية التي تدعون إخوانكم ومحبيكم لتطبيق مضامين الرسالة ؟
جواب السيد :
جواب الشيخ :

س 4 – هل تعدونا بتوجيهاتٍ مماثلةٍ لهذه الرسالة خدمة لدين الله ومذهب أمير المؤمنين عليه السلام ودحراً للأعداء المتربصين ؟
جواب السيد :
جواب الشيخ :

س 5 – نحن نعلم يقيناً أن هناك من سيحاول تسفيه وتسويف هذه الرسالة قائلا : إنّ من كتبها جاهلا بحدود المصالح العامة وإنّ فيها من المثالية ما لا يمكن تطبيقه ، وكأنه يقول في تعاليم الشريعة مثالية لا يمكن تطبيقها ، وإنّ ما تقدم من كلام الله عز وجل وكلام النبي وآله (صلوات الله عليهم) وكلام السيد الشهيد الصدر (قدس سره) لا يوافق المصالح العامة للمؤمنين ، فماذا تقولون له ؟
جواب السيد :
جواب الشيخ :
يرجى منكم توثيق الجواب بختم أو توقيع ، حفظكم الله عز وجل وسدد خطاكم وأصلح ما بينكم وأيدكم على عدوه وعدوكم ، وجعلكم أمناء النهج الذي خطه السيد الشهيد الصدر (قدس سره) بجهده وجهاده وعلمه وورعه وتقواه .
إخوانكم من العراق الجريح الملهوف لأخباركم التي ستشفي صدور المؤمنين
وتجعل صدور أعدائهم ضيقة حرجة إنشاء الله وهو ولي التوفيق .
تمت كتابتها ليلة رحيل المرجع الطاهرسماحة السيد الشهيد الصدر (قدس سره)
4 ذو القعدة 1431


من مواضيع : Gladiator 0 آمرلي تنتقم لحارم وحطلة والطبقة وسنجار
0 المطلوب الأقدم والأخطر الذي دوخ الشاباك ل20 عاما ـ كربلائي فلسطين "محمد شحادة"
0 في البوسنة لبى ذو الفقار نداء آهاتها “ألا من ناصر ينصرنا” بضربات صنعت الإنتصار [SIZE
0 النشرة:مقابلات للشيخ الخزعلي+بيانات +تصريحات+مقالات واعترافات
0 استمرار احتفالات التحرير+اصدار حصاد الحق+نشاطات الامين العام+بيانات كتائبي+مقال
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الشبكة: أحد مواقع المجموعة الشيعية للإعلام

الساعة الآن: 09:22 AM.

بحسب توقيت النجف الأشرف

Powered by vBulletin 3.8.14 by DRC © 2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لـ منتديات أنا شيعـي العالمية


تصميم شبكة التصاميم الشيعية