|
شيعي فاطمي
|
رقم العضوية : 23528
|
الإنتساب : Oct 2008
|
المشاركات : 4,921
|
بمعدل : 0.83 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
منتـدى سيرة أهـل البيت عليهم السلام
عندما يستمر الغياب تلتهب جمرة الشوق
بتاريخ : 22-09-2010 الساعة : 04:49 AM
اللهم صل على محمد وآل محمد
عندما يستمر الغياب تلتهب جمرة الشوق
جيهان عبد الوهاب
صدى المهدي -عندما يستمر الغياب وتذبل العيون التي اعناها ليل الفراق وتلتهب جمرة الشوق فتذيب القلوب وتهيج الآلام وترتفع الاهات ويطول الانتظار لابد من شد الرحال والسفر الى الحبيب وحث الخطى صوبه والوقوف ببابه والاحتماء بسده واللوذ به واللجوء اليه والجلوس تحت ظله, وحط الركاب عنده و الاقتراب منه حتى نسمع نبضات قلبه تخترق الوجود فتتلاشى وتتحطم مع سماع كل نبضة حجب الغيبة وجدرانها القاسية ونقترب منه حتى نشم عبير انفاسه التي لولاها لما كانت لنا حياة, به وبانفاسه نحيا وتحيا كل الكائنات ولولاه لما كان لنا وجود ولساخت بنا الارض.
فينفجر ينبوع الحب المهدوي ونشرب من قدح العشق ونتذوق حلاوة الوصال.
ويكون الحبيب حاضراً في كل حركاتنا وسكناتنا لانأنس الا بذكراه, نتتبع اثره ونسهر على خطاه ونشعل سنين عمرنا شموعا لننير الدرب بانتظار محياه.
غير ان هذه الخطى وذلك المسير يجب ان يكون مصحوبا بمعرفة الحبيب.
فكيف نعشق من لانعرف؟ !
-فهنا يكون العشق حصيلة لتلك المعرفة ويتناسب طرديا معها فكلما كان المحب اكثر معرفة بمقامات الحبيب وصفاته وجماله ومحاسنه ازدادت لوعته واشتد حبه وكان ليله اطول وحزنه اعمق وبكاؤه ونحيبه اعظم وادوم فلا يهنا له بال ولايسكن له الم ولا تبرد نار دموعه الا بالاكتحال من خطى المحبوب.
-لكن كيف وانى لنا ذلك وهل نتمكن مهما حاولنا من معرفة من انحسرت العقول عن كنه معرفته؟
وهل تتمكن عقولنا ان تدرك حقيقة الامام او تستوعب ذلك؟ يأتي الجواب بلاشك بالنفي.
-لكنها رشحات من وميض ذلك النور الساطع نحاول ان نتشبث بها لتنير لنا الدرب في طريقنا الى ينبوع الحب المتدفق ومصدر كل فيض ورحمة ومنتهى كل حسن وجمال وكمال.
-لذا نرى اكثر من يشتاق اليه هم ائمتنا عليهم السلام لانهم وحدهم من يعرف حقيقة الامام عليه السلام فهذا علي عليه السلام يتأوه شوقا للامام عليه السلام (آه - وأومى بيده إلى صدره - شوقا إلى رؤيته)
وتهتز من الاعماق عندما ترى الصادق عليه السلام كيف يخاطبه ويناجيه ويقول سيدي غيبتك نفت رقادي.
قال سدير الصيرفي: دخلت انا والمفضل بن عمر، وأبو بصير، وابان بن تغلب، على مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلام، فرأيناه جالسا على التراب وعليه مسح خيبري مطوق بلا جيب، مقصر الكمين، وهو يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرى قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغيير في عارضيه، وأبلى الدموع محجريه وهو يقول: سيدي غيبتك نفت رقادي وضيقت علي مهادي، وابتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد، يفني الجمع والعدد، فما أحس بدمعة ترقى في عيني، وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا، وسوالف البلايا.
-هكذا كان يشتاق الصادق عليه السلام للامام الحجة عليه السلام وهو لم يولد بعد.
وقبل ان تنطلق القوافل ونبدا المسير باتجاه قطب رحى الوجود نقف لحظات ولحظات لنستشعر فيها حضور الامام عليه السلام وهذا مانحن بامس الحاجة اليه وهو احساسنا بوجود الامام عليه السلام بحياة الامام بحضور الامام عليه السلام.
-نحن نقرا في دعاء عرفة كيف يخاطب الحسين عليه السلام الله عز وجل حيث يقول: (ايكون لغيرك من الظهور ماليس لك حتى يكون هو المظهر لك متى غبت حتى تحتاج الى دليل يدل عليك ومتى بعدت حتى تكون الاثار هي التي توصل اليك عميت عين لاتراك عليها رقيبا) فالله عز وجل لايغيب عن احد هو معكم اينما كنتم
-وهو اقرب اليكم من حبل الوريد والامام الحجة عليه السلام مظهر لتلك الذات الالهية المقدسة فهو لايغيب عن احد نحن من لايلتفت اليه نحن من لانشعر بوجوده نحن الغافلون عنه
فالامام حاضر بيننا مطلع على كل صغيرة وكبيرة لايخفى عليه شيء مما يجري علينا يحضر مجالسنا ويمشي في اسواقنا يطا فرشنا يغيث الملهوفين منا يشارك في تشييع جنائزنا يتالم لالام شيعته ومحبيه يدعو لهم فهو مظهر لتلك الرحمة الالهية التي وسعت كل شيء.
-نهمس في اذن كل من لم يلتحق بركبنا او لم يتمكن من الحصول على جواز السفر بعد ونقول ان القضية المهدوية ليست قضية جامدة جافة قضية علمية بحتة وصلتنا عنها الادلة والبراهين وآمنا بها وصدقناها وانتهى الامر وسياتي ذاك الموعود في آخر الزمان ويخلصنا من كل مانعانيه من ظلم وجور و...و...و.... .
-وكانما الموعود قد غادرنا وسافر الى كوكب آخر وناى بنفسه بعيدا عنا له عالمه الخاص لايعلم شيئا عما يجري علينا جالس في مكانه حتى ياذن له بالخروج ليس الامر كذلك .
-ومما يؤسف له ان يكون تعاطينا مع غيبة الامام بمنتهى القسوة والجفاء فلا يكون لاعتقادنا بوجوده وحياته اثر فعلي في حياتنا وتكون غيبته عليه السلام وعدم ولادته على حد سواء وهذا التعاطي السلبي مع الغيبة ينبغي علينا ان نلتفت اليه ونعالجه .
-الا انه بعيدا عن تلك الاجواء الملبدة بالغيوم هناك قلوب اشرقت بنور الامام شاخصة ابصارها للقياه متطلعة الى بزوغ ذلك الفجر هيات جوارحها لاستقباله.
|
|
|
|
|