في الحديث اعلاه نلاحظ ان مجرد انتقاد ملبس الامير هو اهانة لسلطان الله عز وجلّ وانتقاص له وهذا يتوجب ان يهينه الله عز وجل ومن اهانه الله فلا مكرم له
من هذا الحديث سيتبن لنا امران:
1- ان نطيع الحاكم سواء كان عادلا منصفا تقيا ًاو جائر ظالما فاسقا وهذا تناقض واضح
وهذا مالايقره الاسلام في احاديث جهاد ائمة الجور والضلالة التي تامرنا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد واللسان ووالقلب وذلك اضعف الايمان
فكيف يامرنا الله بجهاد ائمة الجور وبعد ذلك يامرنا بالسكوت عنهم لان اهانتهم اهانة للسلطان الله عز وجلّ
أخرج الترمذي وقال حسن غريب عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم } .
وأخرج ابن ماجه بسند رواته ثقات عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لا يحقرن أحدكم نفسه . قالوا يا رسول الله وكيف يحقر أحدنا نفسه ؟ قال يرى أمر الله عليه فيه مقال ثم لا يقول فيه ، فيقول الله عز وجل يوم القيامة ما منعك أن تقول في كذا وكذا ؟ فيقول خشيت الناس ، فيقول فإياي كنت أحق أن تخشى } .
وأخرج أبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه [ ص: 221 ] من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم } إلى قوله { فاسقون } ثم قال كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا } . ورواه الترمذي وحسنه ولفظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهاهم علماؤهم فلم ينتهوا ، فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم ، فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون . فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم على الحق أطرا } ورواه ابن ماجه عن أبي عبيدة مرسلا . قال الحافظ المنذري : ومعنى تأطروهم أي تعطفوهم وتقهروهم وتلزموهم باتباع الحق . انتهى وفي القاموس : الأطر عطف الشيء . وفي مطالع الأنوار لابن قرقول : والأطر العطف ، ويقال منه أطرت الشيء آطره أطرا إذا عطفته . وفي الحديث { فيأطره على الحق أطرا } انتهى .
وأخرج أبو داود والترمذي وقال حسن صحيح عن سيدنا أبي بكر الصديق رضوان الله عليه قال { يا أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية { يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم } وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يده أوشك أن يعمهم الله بعقاب } . ورواه ابن ماجه والنسائي وابن حبان في صحيحه ولفظ النسائي إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { إن القوم إذا رأوا المنكر فلم يغيروه عمهم الله بعقاب } . وفي رواية لأبي داود سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [ ص: 222 ] { ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ثم يقدرون على أن يغيروا ثم لا يغيروا إلا يوشك أن يعمهم الله منه بعقاب } .
وأخرج الإمام أحمد والترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا ، ويأمر بالمعروف ، وينه عن المنكر } .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه { كنا نسمع أن الرجل يتعلق بالرجل يوم القيامة وهو لا يعرفه فيقول له مالك إلي وما بيني وبينك معرفة ، فيقول كنت تراني على الخطأ أو على المنكر ولا تنهاني } ذكره الحافظ المنذري . قال ذكره رزين ولم أره ، والله تعالى الموفق . .
وبذلك يكون على شرط هذا الحديث اغلب علماء السنة قد اهانهم الله عز وجلّ لانهم اهانوا يزيد ومعاوية
بل ان بعض الصحابة قد اهانهم الله عز وجل لخروجهم واهانتهم اميرهم ؟؟
إبن سعد - الطبقات الكبرى - الجزء : ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 66 )
[ النص طويل لذا إستقطع منه موضع الشاهد ]
5472 - .... ، حدثني : قالوا : لما وثب أهل المدينة ليالي الحرة فأخرجوا بني أمية ، عن المدينة وأظهروا عيب يزيد بن معاوية وخلافه أجمعوا على عبد الله بن حنظلة ، فأسندوا أمرهم إليه فبايعهم على الموت وقال : يا قوم إتقوا الله وحده لا شريك له ، فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء ، إن رجلاًًً ينكح الأمهات والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدع الصلاة ....
- ولهذا قيل للإمام أحمد : أتكتب الحديث عن يزيد ؟ ، فقال : لا ، ولا كرامة أو ليس هو الذي فعل بأهل الحرة ما فعل ؟ ، وقيل له : إن قوماًً يقولون : إنا نحب يزيد : فقال : وهل يحب يزيد أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ؟ ، فقيل : فلماذا لا تلعنه ؟ ، فقال : ومتى رأيت أباك يلعن أحداًً ، إنتهى
وبهذا نحصل على تناقض بين الجهاد والسكوت عن امام الجور؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
2- ان يكون ذلك السلطان عادل منصف بر تقيا متسوجب لمرضاة الله فاطعته اطاعة لله وعصيانه عصيان لله واهانته وسبه سبا لله وهذا ان دل على شيء دلّ ان الامير هو امير على المسلمين بامر الالهي وهذا مايراه مذهب اهل البيت عليهم السلام في ان الامامة امر الهي من الله عز وجلّّ
وهذا مابؤكده القران الكريم في اطاعة اولي الامر ورد الخصومات اليهم ليحكم بينهم
إبن كثير- البداية والنهاية - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 394 )
- قال الطبراني : ، ثنا : عبد الرحمن بن مسلم الرازي ، ثنا : محمد بن يحيى ، عن ضريس العبدي ، ثنا : عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب ، حدثني : أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي قال : نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) : إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( المائدة : 55 ) فخرج رسول الله (ص) فدخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم ، وإذا سائل ، فقال : يا سائل هل أعطاك أحد شيئاًً فقال : لا ، إلاّّ هاذاك الراكع لعلي أعطاني خاتمه.
مستدرك الحاكم- كتاب معرفة الصحابة (ر) - ذكر إسلام أمير المؤمنين علي (ع) - حديث رقم : ( 4615 )
4592 - أخبرنا : أحمد بن كامل القاضي ، ثنا : محمد بن سعد العوفي ، ثنا : يحيى بن أبي بكير ، ثنا : إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الله الجدلي قال : دخلت على أم سلمة (ر) فقالت لي : أيسب رسول الله (ص) فيكم فقلت : معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها ، فقالت : سمعت رسول الله (ص) : يقول : من سب علياًً فقد سبني ، هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، وقد رواه بكير بن عثمان البجلي ، عن أبي إسحاق بزيادة ألفاظ
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
أحسنت أختي العزيزة على البحث
هذا ديدن السلاطين ومن حولهم من المستفيدين .. يلوون عنق الدين لمصلحتهم
آلا لعنة الله على الظالمين والساكتين عن الحق
بارك الله فيك