كوكاكولا بالید، نوكیا فی الجیب ، مارلبورو بین الشفتین و نهتف
بتاريخ : 12-01-2009 الساعة : 09:19 PM
كوكاكولا بالید، نوكیا فی الجیب ، مارلبورو بین الشفتین و نهتف "الموت لإسرائیل"
خرجنا إلى الشوارع أفواجا، تدافعنا فی الساحات و الطرق أمواجا و قطعنا مسافات نصرخ "الموت لإسرائیل."
رفعنا أیدینا إلى السماء، سجدنا على الأرض بعد الصلاة و دعونا لغزة و قلنا" اللعنة على إسرائیل". أحرقنا العلم الإسرائیلی و رشقنا صورة بوش و من معه بالأحذیة؛ لكن العدوان الإسرائیلی یستمر و المعاناة الفلسطینیة تزداد و غزة تحتضر. لكنها مازالت تدفن أطفالها و هی تبكى دما.
ظننا أن هتافاتنا ستهز العرش الإسرائیلی، لكنه ترسخ أكثر فاشتدت عزیمتها و تعززت جیوشها و أصبحت كأنها لا تسمعنا و ربما تسمعنا و لاتخشانا و لاترتجف بصراخاتنا التی ملئت آذان العالمین. اتسائل لماذا یاترى؟! لماذا لایستجاب دعائنا؟ و تمحى بذلك إسرائیل من وجه الأرض؟! لماذا لا ترتجف أركانها و لاتنقطع طلقاتها فی قلب أمة رسول الله؟ لماذا الصواریخ لازالت تتساقط على رؤوس أبناء غزة؟ لماذا عین الطفل الفلسطینی مازالت تدمع و النار تلتهمه مع دمیته و أحلامه؟
ولكن عندما افكر أكثر لا أجد محلا لهذه التسائلات فمالغریب فی كل هذا مادمنا نبرد و نستمتع بكوكاكولا و ببسی؟ و مادمنا نتنفس عبر سجائر مارلبورو...و نشبع بطوننا بمكدونالد...
كیف لنا أن ننتظر استجابة دعائنا و مازلنا نمثل على أنفسنا و ربما على الله؟ کیف لنا أن نتوقع توقف العدوان و انتهاء القصف و التدمیر مادمنا نساعد إسرائیل على ذلك؟ فكل قنینة كوكاكولا التی نشتریها تتحول إلى رصاصة تستهدف فلسطینیا؛ و ها هی سجائر مارلبورو التی ندخنها تتساقط قنابل عنقودیة على غزة و هكذا دوالیك...
اكتفینا بالشعار و الهتاف و أبداننا امتزجت بالحرام و ساعدت العدو على عربدته و هیمنته ؛ اكتفینا بالدعا و لم ننتبه لغفلة عقولنا، لم ننتبه إلى أن الألسنة التی تدعو امتزجت بالإثم و استمتعت بالرجس. اكتفینا بدعاء الله و لم ننصر دینه بأعمالنا. فکیف نتوقع استجابة دعائنا بل یجب أن نشكر الله لأنه لم ینزل علینا عذابا أعظم.
بقلم: محمدباقر الأسدی