انت اصغر من التطاول على القامات العالية ياعريفي...
07/01/2010م - 5:05 م
د. ناهدة التميمي
هل هي كلمة قالها العريفي جزافا بحق السيد علي السيستاني ولم يقصد من ورائها شيء .. هل هو اجتهد فاخطأ ام انه اجتهد ليؤسس لاجتهاد اسوأ .. هل هو انفعال من شخص في لحظة غفلة وانفعال ام ان الموضوع اكبر من ذلك بكثير ...!!!
لقد خرج مستشار البلاط الملكي وقال انه لاعلاقة لنا بما صرح به العريفي وانتهى الامر .. ولكن عندما اساءت وبشكل اخف احدى الصحف السعودية الى احد المطارنة اللبنانيين اعتذر السفير السعودي للمطران واتصل به وزير الخارجية معتذرا ولم يكتفوا بذلك بل اعتذرت الصحيفة عن الامر بان كتبت موضوعا عن التسامح .. فهل لاتستحق قامة عالية بمثل مقام الامام السيد السيستاني الذي يمثل ملايين المسلمين في العالم اعتذارا مماثلا ..
من المعلوم ان العراق عامل استقرار في المنطقة فاي تغيير فيه يؤثر بالمنطقة ككل وقد راينا مثلا سعوديين كانوا اعضاء وقياديين في حزب البعث مثل عبد الرحمن المنيف وبعثيين في الاردن وسورية ومصر وشمال افريقيا واليمن وفلسطين .. اي ان الوضع في العراق له تاثير مباشر على الساحة العربية والاقليمية لان العراق هو قلب المنطقة العربية والشرق الاوسط ولايمكن تجاهله..
واليوم شكل بروز الطائفة الشيعية على السطح وفي مسرح الاحداث التاثير الاعمق على الساحة العربية والاقليمية وما الحرب على الحوثيين ولا الحراك في البحرين وفي المنطقة الشرقية من السعودية وقلق الاردن وخوف مصر وارتباك الخليج والسعودية الا نتاج هذا التغيير في العراق وبرزو الشيعة فيه بقوة ..
التغيير في العراق كان كبيرا والتدخلات الاقليمية كانت اكبر من كل دول الجوار دون استثناء سلبا وايجابا .. ولو عدنا بالذاكرة قليلا الى الوراء وايام التغيير الاولى سنتذكر حتما قوافل الزائرين للائمة والتي كانت تختطفهم فرق الموت البعثية والوهابية وتقطع اوصالهم وتفقأ عيونهم وتقطع اثداء الزائرات حتى من ضيوف العراق وتقتل اطفالهم بوحشية وتسرق مصاغهم ونقودهم لجر البلاد لحرب اهلية .. فمن حمى العراق من الانزلاق الى حرب طائفية وعمليات الانتقام والثار غير السيد علي السيستاني الذي منع عمليات الثار والانتقام .. وقد كتب عنه حتى بعض الشيعة مستغربين موقفه اذ قالوا كيف لا يدعو الشيعة الى الرد الحاسم على هذه الاعتداءات بينما كان يكتب عنه المغرضون كيف لاينادي بالجهاد ضد القوات الاجنبية .. وكان السيد هادئا ازاء كل ذلك لانه كان يرى ابعد مما نرى فهو يدرك ان الثأر لايولد الا الثأر والجريمة تولد الجريمة والقتل يولد القتل .. ويرى ان العراق المرهق من ثلاث حروب عبثية في زمن البعث والغارق بمستنقع دم وفقر ورهق وحصارغير مؤهل للحرب من جديد ضد قوى اجنبية مدججة بكل متطور من السلاح لذلك كان يرى ان تكون المطالبة الدبلوماسية والسياسية والعقلانية باخراجهم اجدى من حربهم .. لقد قاد السيد السيستاني سفينة العراق الى بر الامان في احلك الظروف .. اذن كيف يصفه محمد العريفي بما لايليق ان نصف به اي سياسي مهمل .. وهو الذي دعا الى التسامح والتروي فيما كان القرضاوي مثلا يظهر على الشاشة ويقول الشيعة هم الذين يذبحون ويقتلون في محاولة واضحة لاثارة الطائفية والتاسيس لحرب اهلية في العراق ..
لو كان ماقاله العريفي عن بابا الفاتيكان او عن حبر من احبار يهود والمعذرة لمقام الامام السيد السيستاني .. هل كانوا سيكتفون بخروج مستشار البلاط ونفي العلاقة بالامر وهل كان سيجرا هذا الدعي الذي يسمي نفسه بالداعية على مثل هذا التصريح..
هذه عملية اكبر من كلمة قالها دعي في خطبة جمعة .. انها عملية تقودها السعودية ومصر والاردن .. تابعوا المشهد الاعلامي واجمعوا شتات الصورة , سيطل عليكم كائن بشع من هذا الاعلام يدعوا الى الفتنة والحرب الطائفية ويحاول جاهدا اسقاط الرموز والاسماء الوطنية .. وعلى الناس ان تعي حجم الخطر والمسؤولية ... فمن يدعي انه داعية يجب ان يدعوا الى التسامح والاية الكريمة تقول "وادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" .. واذا كنت تشعر ياعريفي ان لدى السيد افكار لاتناسبك كان يجب ان تطرحها بقوة ومنطق حسن لا ان تنعته بكلمة " زنديق " وهو من هو.. ذو المقام الرفيع والمتسامح السامي .. ونعته بهذه الكلمة سوف لن تجعل الناس تصدقك وتسيء الى مقامه العالي .. وهذه الكلمة لم تات اعتباطا بل اتت ضمن مشروع ممنهج وخطة للاساءة للطائفة التي برزت واخافتها وضمن سياق عام بدأ بالمستقلة ومر ببترو دولارات الخليج وكتاب ومؤسسات مرتزقة وفتاوى وتجنيد ارهابيين وينتهي بمفخخة تحصد ارواح الناس عبثا
فتاواكم وارهابكم الذي تدعمونه ياعريفي هو الذي جعل جسد المراة المسلمة يمتهن في مطارات اوربا وامريكا .. فهل تعلم او لاتعلم انه بسبب فتاوى القتل والتفخيخ والتفجير الان ينظر الى جسد المراة المسلمة عاريا تماما باجهزة رصد وكشف في كل مطارات اوربا وامريكا خوفا من الارهاب والمفخخات هذا ما اوصلتمونا اليه ..وهذا هو الفرق بينكم وبين السيد السيستاني .. هو يدعوا للتسامح وحقن الدماء واعطاكم دروس في لانسانية بينما فتاواكم جعلت العالم ينظر للمسلمين بريبة وازدراء ولكن المشوهون والحاقدون امثالك ابعد من ان يفهموا ذلك..
فهل تعلم او لاتعلم انه بسبب فتاوى القتل والتفخيخ والتفجير الان ينظر الى جسد المراة المسلمة عاريا تماما باجهزة رصد وكشف في كل مطارات اوربا وامريكا خوفا من الارهاب والمفخخات هذا ما اوصلتمونا اليه
وسيبقى عبثهم متواصل ومكائدهم مستمرة......
وسيبقى المد الشيعي يلاحقهم ويقض مضاجعهم.....
وسيبقى السيد الامام المفدى علي الحسيني السيستاني رمز الاسلام وعنوانه الشامخ (يقض مضاجعهم)
وسيبقى العار وستبقى النار تلاحقهم أينما حلوا وكيفما فكروا.
ناهدة التميمي لافض الله فاكِ.
أخي الغالي البغدادي ..دائاً تطرح المتألق من الحق والحقيقة .