- بطاقة تعريف
إسمه ونسبه : الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب (ع )
أُمُّه : فاطمة الزهراء ( ع ) بنت رسول الله ( ص )
كُنيته : أبو محمد .
ألقابه : التقي - الزكي - السبط - الطيِّب - السيِّد - الوَلي وغيرها .
ولادته : وُلد الإمام الحسن ( ع ) في 15 رمضان في سنة 3 للهجرة وهو المشهور في المدينة المنورة وقيل في سنة 2 للهجرة .
حروبه : شارك الإمام الحسن ( ع ) في فتوحات أفريقية وبلاد فارس ما بين سنة ( 25 – 30 ) للهجرة واشترك في جميع حروب أبيه علي ( ع ) وهي : الجمل - صفين - النهروان
زوجاته : أم بشير بنت أبي مسعود الخزرجيَّة - خَولة بنت منظور الفزاريَّة - أم أسحاق بنت طلحة التيمي - جُعدة بنت الأشعث
أولاده : زيد - الحسن - عمرو - القاسم - عبد الله - عبد الرحمن - الحسين - طلحة - أم الحسن - أم الحسين - فاطمة - أم عبد الله - أم سلمة - رقية وغيرهم
نقش خاتمه : العِزة للهِ وَحدَهُ وقيل غير ذلك
مُدة عُمره : 47 سنة
مُدة إمامته : 10 سنوات
شهادته : 7 صفر سنة 49 هـجري وقيل 28 صفر سنة 50 هـجري وقُتل (ع ) مسموماً بأمر من معاوية على يد زوجته جُعدة بنت الأشعث ودفن في مقبرة البقيع في المدينة المنورة
في الخامس عشر من شهر رمضان المبارك من السنة الثالثة للهجرة زُفّت البشرى للنبي(ص) بولادة سبطه الأول فأقبل إلى بيت الزهراء (ع) مهنئاً وسمّى الوليد المبارك حسنا عاصر الامام الحسن (ع) جده رسول الله (ص) وأمه الزهراء (ع) حدود سبع سنوات فأخذ عنهما الكثير من الخصال الحميدة والتربية الصالحة ثم أكمل مسيرة حياته الى جنب أبيه علي (ع) فصقلت شخصيته وبرزت مواهبه فكان نموذجاً رائعاً للشاب المؤمن واستقرت محبته في قلوب المسلمين ومما امتازت به شخصية الحسن (ع) مهابته الشديدة التي ورثها عن جده المصطفى فكان إذا جلس أمام بيته انقطع الطريق وامتنع الناس عن المرور إجلالاً له مما يضطره الى الدخول ليعود الناس الى حالهم السابق شارك الإمام الحسن (ع) في جميع حروب والده الإمام علي (ع) في البصرة وصفين والنهروان وأبدى انصياعاً وانقياداً تامين لإمامِهِ وملهمه كما قام بأداء المهام التي أوكلت إليه على أحسن وجه في استنفار الجماهير لنصرة الحق في الكوفة أثناء حرب الجمل وفي معركة صفين وبيان حقيقة التحكيم الذي اصطنعه معاوية لشق جيش علي (ع) وبعد استشهاد الإمام علي (ع) بويع الإمام الحسن بالخلافة في الكوفة مما أزعج معاوية فبادر إلى وضع الخطط لمواجهة الموقف وأرسل الجواسيس إلى الكوفة والبصرة وأدرك الإمام الحسن (ع) أبعاد المؤامرة وكشف الجواسيس، فأرسل إلى معاوية يدعوه إلى التخلّي عن انشقاقه وأرسل معاوية رسالة جوابية يرفض فيها مبايعة الحسن (ع) وتبادلت الرسائل بين الإمام ومعاوية وتصاعد الموقف المتأزّم بينهما حتى وصل إلى حالة إعلان الحرب
وسار الإمام الحسن (ع) بجيش كبير حتى نزل في موضع متقدم عرف ب"النخيلة" فنظم الجيش ورسم الخطط لقادة الفرق. ومن هناك أرسل طليعة عسكرية في مقدمة الجيش على رأسها عبيد الله بن العباس وقيس بن سعد بن عبادة كمعاون له. ولكن الأمور ومجريات الأحداث كانت تجري على خلاف المتوقع فقد فوجىء الإمام (ع) بالمواقف المتخاذلة والتي أهمها:
- خيانة قائد الجيش عبيد الله بن العباس الذي التحق بمعاوية لقاء رشوة تلقاها منه
- خيانة زعماء القبائل في الكوفة الذين أغدق عليهم معاوية الأموال الوفيرة فأعلنوا له الولاء والطاعة وعاهدوه على تسليم الإمام الحسن له
- قوّة جيش العدو في مقابل ضعف معنويات جيش الإمام الذي كانت تستبد به المصالح المتضاربة
- محاولات الاغتيال التي تعرض لها الإمام (ع) في الكوفة.
- الدعايات والإشاعات التي أخذت مأخذاً عظيماً في بلبلة وتشويش ذهنية المجتمع
وأمام هذا الواقع الممزّق وجد الإمام (ع) أن المصلحة العليا تقتضي مصالحة معاوية حقناً للدماء وحفظاً لمصالح المسلمين أهم سؤال يطرح في حياة الإمام (ع) هو صلحه مع معاوية بن أبي سفيان فما هي فلسفة هذا الصلح بين إمام معصوم وطاغية جائر ؟ لابد للإجابة على هذا السؤال من مقدمات :
الأول : لا شك أن الإمام الحسن عليه السلام لم يكن خائفاً بل هو الذي كان يقود الجيش كما أنَّ قتاله مع معاوية في صفين رغم صغر سنِّه أدلّ دليل على شجاعته
الثاني : العارف لحقيقة الإمامة لا مجال له أن يطرح مثل هذه التساؤلات أصلاً بل كما قال الرسول (ص) :"هما إمامان إن قاما وإن قعدا " فما فعله الإمام المعصوم هو عين الحق والصواب فهو الحجَّة على العباد
وإنطلاقاً من هذا نجيب إنَّ مقرَّ الإمام الحسن عليه السلام كان في الكوفة ومعاوية في الشام فمعاوية أرسل جيشاً عظيماً لمحاربة الإمام عليه السلام والإمام أيضاً واجهه بجيش عظيم يقول أبو الفرج الإصفهاني بهذا الشأن :
"وكان أول شيء أحدثه الحسن(ع) أنه زاد المقاتلة مائة مائة وكان علي (ع) فعل ذلك يوم الجمل وفعله الحسن حال الاستخلاف " وبدأت المراسلة بين الطرفين فكتب الإمام (ع) يخاطب معاوية :
"من الحسن بن علي أمير المؤمنين إلى معاوية بن أبي سفيان، سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله جل جلاله بعث محمداً رحمة للعالمين ومنةً للمؤمنين... إلى أن قال: فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يامعاوية على أمر لست من أهله لابفضل في الدين معروف ولا أثر في الإسلام محمود وأنت ابن حزب من الأحزاب وابن أعدى قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله ولكتابه.... فدع التمادي في الباطل وادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فإنك تعلم أني أحق بهذا الأمر منك عند الله وعند كل أواب حفيظ ومن له قلب منيب واتق الله ودع البغي واحقن دماء المسلمين.. وإن أبيت إلا التمادي في غيّك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين".
وعندما أعلن الجهاد خطب (ع) في الناس وقال:
"أما بعد فإن الله كتب الجهاد على خلقه وسماه كرهاً، ثم قال لأهل الجهاد: إصبروا إن الله مع الصابرين، إنه بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا على المسير إليه فتحركَ، لذلك أخرجوا رحمكم الله إلى معسكركم في النخيلة حتى ننظر وتنظرون ونرى وترون" قال مؤرخوا الحادثة : وسكت الناس فلم يتكلم أحد منهم ولا أجابه بحرف ولم تتوقف الأمور هنا بل إن قادة لجيشه (ع) تم شرأهم بأموال معاوية أحدهم بمليون درهمً خمسائة ألف نقداً والباقي نسيئةً فالتحق بمعاوية مع أربعة ألأف جندياً وآخر اختار الإنهزام فخرج عن ساحة القتال مع عدد كبير ممن معه وكان هتافه لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ففرح معاوية واستغلَّ هذه الفرصة وقال لعدد من أصحابه تغلغلوا في جيش الإمام ثمَّ اخرجوا منه وقولوا أننا إلتقينا بالإمام وهو قد وافق على الصلح وبالفعل هؤلاء قد أشاعوا بين الناس أنَّ الفئتين من المسلمين قد تصالحا رغم أنَّه لم يتحقق شيء أصلاً وهذا ما أثّر في عدد كبير من جنود الإمام (ع) حيث انعزلوا عنه وأرسل معاوية بعض رجاله فضرب أحدهم رِجل الإمام (ع) بسيفة فأجرحها ثم عمد معاوية بمكره إلى إرسال ورقة بيضاء مكتوب فيها أنا معاوية أصالح الحسن بن علي ضمن الشروط وهي : (ولم يكتب أيَّ شرط وإنَّما طلب من الإمام أن يكتب ما أراد) وختم معاوية على تلك الورقة أمام هذا الواقع الأليم للأمة كان لابد له (ع) أن يقبل الصلح بحيث يحفظ الحد الأدنى ممن تبقى من أنصاره ولا يسجل التاريخ في صالح معاوية أنَّه هو الذي التجأ إلى الصلح وأراد حفظ الإسلام والإمام رفض وثالثاً يثبت الإمام من خلال بنود الصلح التي سنذكرها لا حقاً أن معاوية سوف لن يلتزم بهذه البنود وبهذا يفضح بغيه وضلاله وتزيفه للحقائق وخصوصاً أن المجتمع الإسلامي لم يكن يعرف حقيقة معاوية بن أبي سفيان ومدى عداءه للإسلام فكان لابد للإمام (ع) أن يظهر للأمة حقيقة أهداف بني أمية ولنلاحظ ذلك من خلال بنود الصلح:
- تسليم الأمر إلى معاوية على أن يعمل بكتاب الله وسنة نبيه (ص) وبسيرة الخلفاء الصالحين (وهنا أثبت الإمام حقه الشرعي بطريقة غير مباشرة أولاً وأراد أن يثبت للأمة أن معاوية لن يعمل بما ألزم به نفسه ثانياً )
- أن يكون الأمر من بعده للإمام الحسن عليه السلام فإن حدث به حدث فلأخيه الحسين عليه السلام وليس لمعاوية أن يعهد بعده لأحد ( وهذا أيضاً سترى الأمة معاوية كيف سينكث فيه )
- أن يترك سبّ أمير المؤمنين عليه السلام والقنوت عليه بالصلاة وأن لايذكره إلا بخير (أمر معاوية بعكسه )
- إستثناء ما في بيت مال الكوفة وهو خمسة آلاف ألف درهم فلا يشمله تسليم الأمر وعلى معاوية أن يحمل كل عام الى الإمام الحسين (ع) ألفي ألف درهم وأ ن يفضل بني هاشم في العطاء والصلات على بني عبد شمس وأن يفرّق في أولاد من قتل مع أمير المؤمنين يوم الجمل وأولاد من قتل معه بصفين ألف ألف درهم ( اراد الإمام من خلال هذا أن يقوي أنصاره مادياً لكي يستطيعوا الصمود امام الإغراءات التي كان يعلم الإمام أن معاوية سيدأب على استمالتهم من خلال المال فيكون لهم نوعاً من الإستقلالية المادية )
-على أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله في شامهم وعراقهم وحجازهم ويمنهم وأن يؤمن الأسود والأحمر وأن يحتمل معاوية مايكون من هفواتهم وأن لايتبع أحداً بما مضى وأن لا يأخذ أهل العراق بأحنة وعلى أمان أصحاب علي عليه السلام حيث كانوا وأن لا ينال أحداً من شيعة علي عليه السلام بمكروه ...الخ
وهكذا أمام هذه البنود اُحرج معاوية مع الوقت مما دفعه إلى قول قولته الشهيرة التي فضح فيها نفسه فقال :
"لا أريد منكم الصلاة فسواء عليَّ أصليتم أم لم تصلُّوا إنَّما أريد أن أتحكَّم عليكم ثمَّ مزق قرار الصلح".
هنا اتَّضح أمر معاوية لعامَّة المسلمين الذين كانوا يعتقدون بأنَّه بالفعل خليفة رسول الله ، هؤلاء الذين اشتبه عليهم الأمر فكانوا يظنون بمعاوية خيراً فإذا بكاتب الوحي!! وخال المسلمين !! ومحب الدين!! قد كفر بربِّ العالمين!!
وهنا لا باس لتوضيح الصورة من ذكر بعض الحورات التي دارت بين الإمام (ع) ولائموه
قال ابن قتيبة : « لما تمت البيعة لمعاوية بالعراق وانصرف راجعاً إلى الشام أتاه سليمان بن صرد وكان غائباً عن الكوفة وكان سيد أهل العراق ورأسهم فدخل على الحسن فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين! فقال الحسن: وعليك السلام اجلس لله أبوك قال: فجلس سليمان وقال: أما بعد فإن تعجبنا لا ينقضي من بيعتك معاوية ومعك مائة ألف مقاتل من أهل العراق وكلهم يأخذ العطاء مع مثلهم من أبنائهم ومواليهم سوى شيعتك من أهل البصرة وأهل الحجاز ثم لم تأخذ لنفسك بقية في العهد ولا حظاً من القضية فلو كنت إذ فعلت ما فعلت وأعطاك ما اعطاك بينك وبينه من العهد والميثاق كنت كتبت عليك بذلك كتاباً وأشهدت عليه شهوداً من أهل المشرق والمغرب أن هذا الأمر لك من بعده كان الأمر علينا أيسر ولكنه أعطاك هذا فرضيت به من قوله ثم قال: وزعم على رؤوس الناس ما قد سمعت إني كنت شرطت لقوم شروطاً ووعدتهم عدات ومنيتهم أماني إرادة اطفاء نار الحرب ومداراة لهذه الفتنة إذ جمع الله لنا كلمتنا وألفتنا فان كل ما هنالك تحت قدمي هاتين والله ما عني بذلك إلاّ نقض ما بينك وبينه فأعدّ للحرب خدعة واذن لي أشخص إلى الكوفة فأخرج عامله منها وأظهر فيها خلعه وأنبذ إليه على سواء ان الله لا يهدي كيد الخائنين ثم سكت فتكلم كل من حضر مجلسه بمثل مقالته وكلّهم يقول: إبعث سليمان بن صرد وابعثنا معه ثم الحقنا إذا علمت أنا قد أشخصنا عامله وأظهرنا خلعه فتكلم الحسن (ع) فحمد الله ثم قال:
أما بعد فانكم شيعتنا وأهل مودتنا ومن نعرفه بالنصيحة والاستقامة لنا وقد فهمت ما ذكرتم ولو كنت بالحزم في أمر الدنيا وللدنيا اعمل وأنصب ما كان معاوية بأبأس مني وأشد شكيمة ولكان رأيي غير ما رأيتم ولكنّي اشهد الله وإياكم أني لم أرد بما رأيتم إلاّ حقن دمائكم وإصلاح ذات بينكم فاتقوا الله وارضوا بقضاء الله وسلّموا الأمر لله والزموا بيوتكم وكفوا أيديكم حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر مع أن أبي كان يحدثني أن معاوية سيلي الأمر فوالله لو سرنا إليه بالجبال والشجر ما شككت أنه سيظهر انّ الله لا معقب لحكمه ولا راد لقضائه وأما قولك: يا مذل المؤمنين فوالله لأن تذلوا وتعافوا أحب إلي من أن تعزوا وتقتلوا فان رد الله علينا حقنا في عافية قبلنا وسألنا الله العون على أمره وان صرفه عنا رضينا وسألنا الله أن يبارك في صرفه عنا فليكن كل رجل منكم جلساً من أحلاس بيته ما دام معاوية حياً فان يهلك ونحن وأنتم أحياء سألنا الله العزيمة على رشدنا والمعونة على أمرنا وأن لا يكلنا إلى أنفسنا، فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون»
وروى الحاكم قال: «قام رجل إلى الحسن ابن علي (ع) فقال: يا مسوّد وجوه المؤمنين!! فقال الحسن: لا تؤنبني رحمك الله فان رسول الله (ص) قد رأى بني أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا فساءه ذلك فنزلت (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) ونزلت ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْر) تملكها بنو أمية
وروى ابن عساكر :قيل للحسن بن علي(ع) تركت أمارتك وسلمتها إلى رجل من الطلقاء وقدمت المدينة؟ فقال: اني اخترت العار على النار ( لا حظوا قول الحسين (ع) كيف يؤكد قول أخيه الحسن (ع) الموت اولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار )
وروى أيضاً :أتى مالك بن ضمرة الحسن ابن علي فقال : السلام عليك يا مسخّم وجوه المؤمنين قال: يا مالك لا تقل ذلك اني لما رأيت الناس تركوا ذلك إلاّ أهله خشيت أن تجتثوا عن وجه الأرض فأردت أن يكون للدين في الأرض ناعي فقال: بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض
وروى الحمويني قال: لما صالح الحسن بن علي (ع) معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته فقال : ويحكم ما تدرون ما عملت؟ والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس أوغربت ألا تعلمون أني إمامكم ومفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب أهل الجنة بنص من رسول الله (ص) علي؟ قالوا: بلى ثم
قال: أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وأقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران إذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمة وصواباً أما علمتم أنه ما منا أحد إلاّ ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلاّ القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم خلفه فان الله عزّ وجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج وذلك التاسع من ولد أخي الحسين وابن سيدة الاماء يطيل الله عمره في غيبته ثم يظهره بقدرته في صورة شباب دون أربعين سنة وذلك ليعلم أنّ الله على كل شيء قديرٌ
وانتقل الإمام الحسن (ع) إلى مدينة جدّه المصطفى (ص) بصحبة أخيه الحسين (ع) تاركاً الكوفة التي دخلتها جيوش معاوية وأثارت في نفوس أهلها الهلع والخوف وخطب معاوية فيهم قائلاً: "يا أهل الكوفة أترون أني قاتلتكم على الصلاة والزكاة والحج؟ وقد علمت أنكم تصلّون وتزكّون وتحجّون... ولكنني قاتلتكم لأتأمّر عليكم: وقد اتاني الله ذلك وأنتم له كارهون... وإن كل شرط شرطته للحسن فتَحْتَ قدميّ هاتين". ورغم هذا الوضع المتخلّف الذي وصل إليه المسلمون والذي أجبر الإمام الحسن (ع) على الصلح مع معاوية قام الإمام (ع) بنشاطات فكرية واجتماعية في المدينة المنورة تعالج هذه المشكلة وتعمل على تداركها وتفضح المخطط الأموي الذي قام بتصفية العناصر المعارضة وعلى رأسها أصحاب الإمام علي (ع). وتزويد الولاة بالأوامر الظالمة من نحو: "فاقتل كل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك...". وتبذير أموال الأمة في شراء الضمائر ووضع الأحاديث الكاذبة لصالح الحكم وغيرها من المفاسد.... ولذلك كانت تحركات الإمام الحسن(ع) تقلق معاوية وتحول دون تنفيذ مخططه الإجرامي القاضي بتتويج يزيد خليفة على المسلمين ولهذا قرّر معاوية التخلص من الإمام الحسن ووضع خطّته الخبيثة بالاتفاق مع جعدة ابنة الأشعت بن قيس التي دسّت السم لزوجها الإمام (ع) بعد أن وعُدت بتزويجها من يزيد واستشهد من جراء ذلك الإمام الحسن (ع) ودفن في البقيع بعد أن مُنِعَ من الدفن بقرب جده المصطفى (ص) من قبل من استبدلت البغل هذه المرة بدل الجمل فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يُبعث حياً
- عجبت لمن يفكر في مأكوله كيف لا يفكر في معقوله فيجنّب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يرديه!!!
- إن كانت المصيبة أحدثت لك موعظةً وكسّبتك أجراً فهو وإلا فمصيبتك في نفسك أعظم من مصيبتك في ميتك
- اجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك.
- إن لم تطعك نفسك فيما تحملها عليه ممّا تكره فلا تطعها فيما تحملك عليه ممّا تهوى.
- أوسع ما يكون الكريم بالمغفرة إذا ضاقت بالمذنب المعذرة.
- أوصيكم بتقوى الله وإدامة التفكّر فإنّ التفكّر أبو كلّ خيرٍ وأمّه
- بينكم وبين الموعظة حجاب العزّة.
- ترك الزّنا وكنس الفناء وغسل الإناء مجلبة للغناء.
- لقضاء حاجة أخٍ لي في الله أحبّ إليّ من اعتكاف شهر
- ما أعرف أحداً إلا وهو أحمق فيما بينه وبين ربّه.
- من عرف الله أحبّه ومن عرف الدنيا زهد فيها والمؤمن لا يلهو حتّى يغفل وإذا تفكّر حزن.
- من نافسك في دينك فنافسه ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره.
- قيل له: كيف أصبحت يابن رسول الله؟ فقال: أصبحت ولي ربّ فوقي والنار أمامي والموت يطلبني والحساب محدق بي وأنا مرتهن بعملي لا اجد ما أحبّ ولا أدفع ما اكره والأمور بيد غيري فإن شاء عذّبني وإن شاء عفى عنّي فأيّ فقيرٍ أفقر منّي.
- يدخل النّار قوم فيقول لهم أهلها: ما بالكم ابتليتم حتّى صرنا نرحمكم مع ما نحن فيه؟
فقالوا: ياقوم جعل الله في أجوافنا علماً فلم ننتفع به نحن ولا نفعنا به غيرنا.
- رحم الله أقواماً كانت الدّنيا عندهم وديعةً فأدّوها إلى من ائتمنهم عليها ثمّ راحوا خفافاً.
- لا تخرج نفس ابن آدم من الدّنيا إلا بحسراتٍ ثلاثٍ: أنّه لم يشبع بما جمع ولم يدرك ما أمّل ولم يحسن الزّاد لما قدم عليه
- إنّ الشّاة أعقل من أكثر النّاس تنزجر بصياح الرّاعي عن هواها والانسان لا ينزجر بأوامر الله وكتبه ورسله
- معاشر الشّباب: عليكم بطلب الآخرة فوالله رأينا أقواماً طلبوا الآخرة فأصابوا الدّنيا والآخرة ووالله ما رأينا من طلب الدّنيا فأصاب الآخرة.
- النّاس طالبان: طالب يطلب الدّنيا حتّى اذا أدركها هلك وطالب يطلب الآخرة حتّى إذا أدركها فهو ناجٍ فائز.
- كلّ معاجلٍ يسأل النّظرة وكلّ مؤجّلٍ يتعلّل بالتسويف.
- يا ابن آدم من مثلك؟ وقد خلا ربّك بينه وبينك متى شئت أن تدخل إليه توضّأت وقمت بين يديه ولم يجعل بينك وبينه حجاباً ولا بوّاباً تشكو إليه همومك وفاقتك، وتطلب منه حوائجك وتستعينه على أمورك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعن الله أعداء الله ظالميهم من الأولين والآخريننسألكم الدعاء