في سلسة ثلاثية عن الشيعة في الشرق الأوسط تنشرها صحيفة الفاينانشيال تايمز مقالة عن الشيعة في السعودية، تقول فيها هبة صالح كاتبة المقال إن الغزو الأمريكي للعراق قد دفع بشيعة العراق المقهورين طوالا إلى واجهة العمل السياسي، بعد قرون من التفوق السني في البلاد ، وإن ذلك دفع الشيعة في جارتها الجنوبية أي المملكة العربية السعودية إلى المطالبة بالمساواة.
إلا أن شيعة السعودية كما تقول الكاتبة يرقبون باستياء الآن والنزاع في العراق يصبح طائفيا، ويخشون امتداد آثاره إلى بلادهم، مما يهدد المزايا الهشة التي حصلوا عليها مؤخرا.
ويبلغ عدد الشيعة في السعودية مليونا ونصف مليون من أصل 23 مليون نسمة، ويقطنون في غالبهم في المنطقة الشرقية حيث تتركز ثروة البلاد من النفط.
وتنقل الكاتبة تحذيرا من الشيخ حسن الصفار أكبر رجال الدين الشيعة في السعودية من أنه إذا ما شجع السنة في البلاد على دعم السنة في العراق والشيعة على دعم شيعة العراق فإن ذلك قد يجلب النزاع إلى البلاد.
ويضيف الصفار أن الحكومة والعقلاء من كبار رجال الدين من الجانبين واعون تماما لهذا الخطر الذي يهدد استقرار البلاد. ويضرب مثلا بأن المؤسسة الرسمية السنية قد أصدرت تصريحات مطمئنة حول أهمية الحفاظ على وجود حوار مع الأقلية الشيعية في المملكة، ويقول إن هذا تطور إيجابي في بلاد طالما اعتبرهم فيه الرأي العام بتوجيه من رجال الدين في الحكومة والدعاة المفضلين بأنهم أصحاب بدعة يجب منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية.
وتقول الكاتبة إن من مصادر قلق الشيعة في السعودية هي العودة الحتمية لبعض المسلحين الذين خرجوا من السعودية ومن غيرها من الدول العربية للاشتراك في الجهاد ضد الأمريكيين في العراق وما قد تجلبه على البلاد من زعزعة للاستقرار كما تنقل عن جعفر الشايب الناشط الشيعي ورئيس المجلس المحلي في القطيف