١- قال السمعاني : "هؤلاء قوم كانوا أسلموا بمكة ولم يهاجروا، فكان في قلوبهم بعض الريب، فخرجوا مع المشركين وقالوا: إن نرى مع محمد قوة انتقلنا إليه، فلما رأوا قلة المؤمنين وضعف شوكتهم قالوا هذا القول، فأنزل الله تعالى هذه الآية {إذ يقول المنافقون} الآية" (1)
٢- قال إبن عبد السلام :"{والذين في قلوبهم مرض} المشركون، أو قوم تكلموا بالإسلام / وهم بمكة، أو قوم مرتابون لم يظهروا عداوة النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف المنافقين، والمرض في القلب: هو الشك."(2)
٣- قال البغوي الشافعي :"هؤلاء قوم كانوا مستضعفين بمكة قد أسلموا، وحبسهم أقرباؤهم من الهجرة، فلما خرجت قريش إلى بدر، أخرجوهم كرها، فلما نظروا إلى قلة المسلمين ارتابوا وارتدوا، وقالوا: غر هؤلاء دينهم، فقتلوا جميعا."(3)
وكذلك قاله مجاهد وعامر الشعبي ومعمر وروي عن ابن عباس، وغيرهم الكثير الكثير.. فليراجع القاريء تفسير الآية.
______________
(1) تفسير السمعاني ج٢ ص٢٧١ - الناشر: دار الوطن، الرياض - السعودية الطبعة: الأولى، 1418هـ- 1997م
(2) تفسير العز بن عبد السلام ج١ ص٥٤١ - الناشر: دار ابن حزم - بيروت الطبعة: الأولى، 1416هـ/ 1996م
(3) تفسير البغوي ج٣ ص٣٦٧ - الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع الطبعة: الرابعة، 1417 هـ - 1997 م
1- قال الطبري: "وأولى هذه الأقوال بالصواب في ذلك قول من قال: نزلت هذه الآية في اختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوم كانوا ارتدوا عن الإسلام بعد إسلامهم من أهل مكة. وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب؛ لأن اختلاف أهل ذلك إنما هو على قولين: التأويل في أحدهما أنهم قوم كانوا من أهل مكة على ما قد ذكرنا الرواية عنهم , والآخر أنهم قوم كانوا من أهل المدينة , وفي قول الله تعالى ذكره: {فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا} [النساء: 89] أوضح الدليل على أنهم كانوا من غير أهل المدينة لأن الهجرة كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى داره ومدينته من سائر أرض الكفر"(1)
2- قال ابن عاشور بعد أن أتى برأي مجاهد والضحاك وابن عباس في ان الآية في قوم من مكة: "وأحسب أن هؤلاء الفرق كلهم كانوا معروفين وقت نزول الآية، فكانوا مثلا لعمومها وهي عامة فيهم وفي غيرهم من كل من عرف بالنفاق يومئذ من أهل المدينة ومن أهل مكة."(2)
3- قال الواحدي: "نزلت في قوم قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فأقاموا ما شاء الله ثم قالوا: إنا اجتوينا المدينة فأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم أن يخرجوا فلما خرجوا لم يزالوا يرحلون مرحلة مرحلة حتى لحقوا بالمشركين فاختلف المؤمنون فيهم فقال بعضهم: إنهم كفار مرتدون وقال آخرون: هم مسلمون حتى تعلم أنهم بدلوا فبين الله كفرهم في هذه الآية"(3)
• أقول: اما رواية البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم، التي تقول انها في قضية أحد، فرد الفخر الرازي قائلا: (ومنهم من طعن في هذا الوجه وقال: في نسق الآية ما يقدح فيه، وإنهم من أهل مكة، وهو قوله تعالى: فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله [النساء: 89])(4)
وكذلك قول ابن عادل: "وطعن في هذا الوجه: بأن في نسق الآية ما يقدح فيه وأنهم من أهل مكة؛ وهو قوله: {فلا تتخذوا منهم أوليآء حتى يهاجروا}"(5) - هذا اولا.
• ثانيا: ذكر علماء الرافضة أعلى الله كلمتهم أيضا ان نزول الآية في أحد، لا ينسجم مع سياق الآية، قال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي: " ذكرت أسباب أُخرى لنزول هذه الآية والآيات التي تليها، وقيل أنّها نزلت في واقعة أُحد بينما الآيات التالية تتحدث عن الهجرة ولا تنسجم مع هذا القول، بل تسنجم مع سبب النزول الذي ذكرناه أعلاه."(6) اي انها نزلت في نفاق أهل مكة.
... فرواية البخاري باطلة بصريح الآية التي ذكرها الرازي وابن عادل، بغض النظر عن الكلام في سند الرواية! والحديث اصلا موقوف. والصحابي زيد بن ثابت (راوي رواية البخاري) ثبت انه لص (حرامي) ويحكم بحكم الجاهلية، كما روي عن باقر علوم الأولين والآخرين في الكافي، وكما صحح له الالباني رواية ذامة له.
______________
(1) تفسير الطبري ج٧ ص٢٨٦-٢٨٧ - الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م
(2) التحرير والتنوير ج٥ ص١٥٠ - الناشر : الدار التونسية للنشر - تونس سنة النشر: 1984 هـ
(3) الوجيز ص٢٧٨ - النشر: دار القلم , الدار الشامية - دمشق، بيروت الطبعة: الأولى، 1415 هـ
(4) مفاتيح الغيب ج١٠ ص١٦٨ - الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت الطبعة: الثالثة - 1420 هـ
(5) اللباب في علوم الكتاب ج٦ ص٥٤٥ - الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان الطبعة: الأولى، 1419 هـ -1998م
(6) تفسير الأمثل ج٣ ص٣٦٨
1- قال الطبري: "وذكر أن هاتين الآيتين والتي بعدهما نزلت في أقوام من أهل مكة كانوا قد أسلموا وآمنوا بالله وبرسوله , وتخلفوا عن الهجرة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين هاجر , وعرض بعضهم على الفتنة فافتتن , وشهد مع المشركين حرب المسلمين , فأبى الله قبول معذرتهم التي اعتذروا بها , التي بينها في قوله خبرا عنهم: {قالوا كنا مستضعفين في الأرض} [النساء: 97] ذكر الأخبار الواردة بصحة ما ذكرنا من نزول الآية في الذين ذكرنا أنها نزلت فيهم،، "(1) - ثم يسرد الروايات القائلة ان الآية في نفاق أهل مكة.
2- قال شمس الدين القرطبي: "المراد بها جماعة من أهل مكة كانوا قد أسلموا وأظهروا للنبي صلى الله عليه وسلم الإيمان به، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم أقاموا مع قومهم وفتن منهم جماعة فافتتنوا، فلما كان أمر بدر خرج منهم قوم مع الكفار، فنزلت الآية. وقيل: إنهم لما استحقروا عدد المسلمين دخلهم شك في دينهم فارتدوا فقتلوا على الردة، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين وأكرهوا على الخروج فاستغفروا لهم، فنزلت الآية. والأول أصح."(2)
3- قال إبن عاشور: "وقد اختلف في المراد به في هذه الآية، فقال ابن عباس: المراد به الكفر، وأنها نزلت في قوم من أهل مكة كانوا قد أسلموا حين كان الرسول صلى الله عليه وسلم بمكة، فلما هاجر أقاموا مع قومهم بمكة ففتنوهم فارتدوا، وخرجوا يوم بدر مع المشركين فكثروا سواد المشركين، فقتلوا ببدر كافرين، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين ولكنهم أكرهوا على الكفر والخروج، فنزلت هذه الآية فيهم. رواه البخاري عن ابن عباس.... ثم قال:وهذا أصح الأقوال في هذه الآية"(3)
• أقول: اما الرواية التي تكلم عنها هذا الضال، فهي هذه في صحيح البخاري برقم «7085» : حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة وغيره قالا: حدثنا أبو الأسود. وقال الليث عن أبي الأسود قال قطع على أهل المدينة بعث فاكتتبت فيه فلقيت عكرمة فأخبرته فنهاني أشد النهي ثم قال: أخبرني ابن عباس أن أناسا من المسلمين كانوا مع المشركين يكثرون سواد المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم، فيقتله أو يضربه فيقتله. فأنزل الله تعالى: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}.
- ولعل كل من فسر الآية قال إنها تتكلم عن نفاق أهل مكة. أما رواية البخاري فهي واضحة، لكن لابئس ننقل كلام واحد منهم حتى لا يقولون الحديث ليس فيه حجة.
قال حمزة محمد قاسم: "معنى الحديث: أن ابن عباس رضي الله عنهما يفسر لنا قوله تعالى: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم)، ويبين سبب نزولها، فيقول رضي الله عنهما إن جماعة من المسلمين كانوا قد تخلفوا في مكة، ولم يهاجروا إلى المدينة، فكانوا إذا وقعت غزوة خرجوا مع المشركين فيها، فإذا أطلق المسلمون سهامهم أصيب هؤلاء بتلك السهام، فقتلوا في صفوف المشركين، فأنزل الله تعالى في حقهم: (إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم"(4)
وهو كذلك ما ذهب إليه ابن الملقن وابن حجر والقسطلاني وغيرهم.
______________
(1) تفسير الطبري ج٨ ص٣٨١ - الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م
(2) تفسير القرطبي ج٥ ص٣٤٥ - الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964 م
(3) التحرير والتنوير ج٥ ص١٧٤ - الناشر : الدار التونسية للنشر - تونس سنة النشر: 1984 هـ
(4) منار القاري ج٥ ص٤٥ - الناشر: مكتبة دار البيان، دمشق - الجمهورية العربية السورية، مكتبة المؤيد، الطائف - المملكة العربية السعودية عام النشر: 1410 هـ - 1990 م
ظ،- قال ابن عطية: "وقوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ الآية إلى قوله الْمُنافِقِينَ نزلت في قوم من المسلمين كانوا بمكة مختفين بإسلامهم، قال ابن عباس: فلما خرج كفار قريش إلى بدر أخرجوا مع أنفسهم طائفة من هؤلاء فأصيب بعضهم فقال المسلمون كانوا أصحابنا وأكرهوا فاستغفروا لهم فنزلت إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ [النساء: 97] ، قال فكتبت لمن بقي بمكة بهذه الآية أي لا عذر لهم، فخرجوا فلحقهم المشركون فأعطوهم الفتنة وردوهم إلى مكة فنزلت فيهم هذه الآية، وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ الآية.."(1)
ظ¢- قال أبو المظفر السمعاني: "وَقَوله: {وَلَئِن جَاءَ نصر من رَبك ليَقُولن إِنَّا كُنَّا مَعكُمْ} الْآيَة فِي الْقَوْم الَّذين تخلفوا بِمَكَّة مِمَّن أَسْلمُوا، فَلَمَّا آذاهم الْمُشْركُونَ لم يصبروا، وأعطوهم مَا طلبُوا."(2)
ظ£- قال محمد سيد طنطاوي:" وجمهور العلماء على أنها مكية، ومنهم من يرى أن فيها آيات مدنية"(3)
وقال أبن عاشور:" وهي مكية كلها في قول الجمهور"(4)
• أقول: الذي يرى في السورة آيات مدنية لا يضر، لأن، لو سلمنا جدلا ان بعض الآيات مدنية فهي فضحت منافقين في مكة، فقد قال الثعالبي: (وهي مكّيّة إلا الصدر منها العشر الآيات فإنها مدنية نزلت في شأن من كان من المسلمين بمكة هذا أصحّ ما قيل هنا والله تعالى أعلم)(5) بل الذي قال بعضها مدني عبر عنه ابن عاشور (قيل)
ثم يذهب كبار علماء السقيفة إلى انها مكية، مثل إمامهم الطبري، والسيوطي، والواحدي وغيرهم.
امس راجعت أقوال علمائهم حول هل هناك نفاق في مكة ام لا، اغلبهم يقولون لا، كأن هذه الآيات نزلت في مكة أخرى، غير التي تقع في الحجاز. الله يقول منافق، هو يقول لا لا لا الحديث أولى من آية، لعيون عمر وابو بكر.
يعني يقدم الحديث على القرآن. عجيب بالله العلي العظيم.
• سورة المدثر مكية بالإجماع:
١- قال الثعالبي (وهي مكية بإجماع)(1)
٢- قال ابن عطية (سورة المدثر، وهي مكية بإجماع من أهل التأويل)(2)
٣- قال ابن عاشور (وهي مكية حكى الاتفاق على ذلك ابن عطية والقرطبي ولم يذكرها في «الإتقان» في السور التي بعضها مدني)(3)
٤- وقال برهان الدين البقاعي (مكية إجماعا)(4)
٥- قال ابن الجوزي (سورة المدثر، وهي مكية بإجماع هم)(5)
٦- قال الشوكاني (سورة المدثر، وهي مكية بلا خلاف)(6)
• شاهد الآية:
(وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ)
قال الطبري: "وقوله: {وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون} [المدثر: 31] يقول تعالى ذكره: وليقول الذين في قلوبهم مرض النفاق، والكافرون بالله من مشركي قريش"(7)
كل من فسر المرض في هذه الآية قال هو النفاق، ثم يعللون انه اخبار عن مستقبل لان ليس هناك منافق في مكة.
• اقول: مالدليل على عصمة الصحابي عن النفاق في مكة؟ وماذا افعل برواية البخاري وتلك الاربع آيات التي تقول في مكة كان هناك نفاق؟
ثم اذا كان اخبار عن مستقبل، فواجب الآية التي بعدها (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ) هذه أيضا عن إخبار المستقبل، ام فقط وحصرا في هذه الآية إخبار؟
ثم أين الدليل على أنه إخبار عن المستقبل؟ وهل يقبل القائل بهذا القول ان اعامله بهذا الدليل، اي ان الآية الفلانية إخبار، دون مستند!
______________
(1) الجواهر الحسان ج٥ ص٥٩٠ - الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت الطبعة: الأولى - 1418 هـ
(2) المحرر الوجيز ج٥ ص٢٨٢ - الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة: الأولى - 1422 هـ
(3) التحرير والتنوير ج٢٩ ص٢٨٢ - الناشر : الدار التونسية للنشر - تونس سنة النشر: 1984 هـ
(4) المقصد الأسمى ج٣ ص١٣٤ - دار النشر: مكتبة المعارف - الرياض الطبعة: الأولى 1408 هـ - 1987 م
(5) زاد المسير ج٣ ص٣٥٨ - الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة: الأولى - 1422 هـ
(6) فتح القدير ج٥ ص٣٨٨ - الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق، بيروت الطبعة: الأولى - 1414 هـ
(7) تفسير الطبري ج٢٣ ص٤٤٠ - الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001 م
1- قال الطبري: (ذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا قد آمنوا به وصدقوه قبل أن يفرض عليهم الجهاد , وقد فرض عليهم الصلاة والزكاة , وكانوا يسألون الله أن يفرض عليهم القتال , فلما فرض عليهم القتال شق عليهم ذلك وقالوا ما أخبر عنهم في كتابه. فتأويل قوله: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم} [النساء: 77] ألم تر بقلبك يا محمد فتعلم إلى الذين قيل لهم من أصحابك حين سألوك أن تسأل ربك أن يفرض عليهم القتال: كفوا أيديكم , فأمسكوها عن قتال المشركين وحربهم. {وأقيموا الصلاة} [البقرة: 43] يقول: " وأدوا الصلاة التي فرضها الله عليكم بحدودها. {وآتوا الزكاة} [البقرة: 43] يقول: " وأعطوا الزكاة أهلها , الذين جعلها الله لهم من أموالكم , تطهيرا لأبدانكم وأموالكم؛ كرهوا ما أمروا به من كف الأيدي عن قتال المشركين , وشق ذلك عليهم. {فلما كتب عليهم القتال} [البقرة: 246] يقول: " فلما فرض عليهم القتال الذي كانوا سألوا أن يفرض عليهم {إذا فريق منهم} [النساء: 77] يعني: " جماعة منهم {يخشون الناس} [النساء: 77] يقول: " يخافون الناس أن يقاتلوهم {كخشية الله أو أشد خشية} [النساء: 77] أو أشد خوفا. وقالوا: جزعا من القتال الذي فرض الله عليهم {لم كتبت علينا القتال} [النساء: 77] لم فرضت علينا القتال , ركونا منهم إلى الدنيا , وإيثارا للدعة فيها والخفض , على مكروه لقاء العدو ومشقة حربهم وقتالهم {لولا أخرتنا} [النساء: 77] يخبر عنهم قالوا: هلا أخرتنا {إلى أجل قريب} [النساء: 77] يعني إلى أن يموتوا على فرشهم وفي منازلهم وبنحو الذي قلنا إن هذه الآية نزلت فيه قال أهل التأويل)(1)
2- قال محمد رشيد رضا وهو في معترك داخلي يحاول يبعد الآية عن المنافق المكي، معترفا: (والظاهر أن الآية في جماعة المسلمين وفيهم المنافقون والضعفاء، ولا شك أن الإسلام كلفهم مخالفة عادتهم في الغزو والقتال لأجل الثأر، ولأجل الحمية والكسب، وأمرهم بكف أيديهم عن الاعتداء، وأمرهم بالصلاة والزكاة، وناهيك بما فيهما من الرحمة والعطف، حتى خمدت من نفوس أكثرهم تلك الحمية الجاهلية، وحل محلها أشرف العواطف الإنسانية، وكان منهم من يتمنى لو يفرض عليهم القتال، ولا يبعد أن يكون عبد الرحمن بن عوف وبعض السابقين رأوا تركه ذلا وطلبوا الإذن به، ولا يلزم من ذلك أن يكونوا هم الذين أنكروه بعد ذلك خشية من الناس بل ذلك فريق آخر من غير الصادقين)(2)
• أقول: واكبر دليل على أنها في المنافقين في مكة هو دفاع القرطبي وابن عاشور وغيرهم عن الذين نزلت فيهم الآية..
القرطبي مثلا يقول لا لا لا مستحيل الصحابي يرتاب قلبه او ينافق، المعلومات عند رب العالمين مو صحيحة، هذه الملائكة عندهم مشكلة مع الصحابي فينقلون معلومات خاطئة، قال:
(ومعاذ الله أن يصدر هذا القول من صحابي كريم يعلم أن الآجال محدودة والأرزاق مقسومة، بل كانوا لأوامر الله ممتثلين سامعين طائعين، يرون الوصول إلى الدار الآجلة خيرا من المقام في الدار العاجلة، على ما هو معروف من سيرتهم رضي الله عنهم)(3)
بعضهم يقدم رواية مجاهد على رواية ابن عباس!!
كلها لعيون الصحابي..
____________
(1) تفسير الطبري ج٧ ص٢٣٠ - الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة: الأولى، 1422 هـ - 2001م
(2) تفسير المنار ج٥ ص٥١٢ - الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب سنة النشر: 1990م
(3) تفسير القرطبي ج٥ ص٢٨١ - الناشر: دار الكتب المصرية - القاهرة الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964م