|
المراقب العام
|
رقم العضوية : 51892
|
الإنتساب : Jun 2010
|
المشاركات : 1,731
|
بمعدل : 0.33 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى العقائدي
سقوط حديث كتاب الله وسنّتي ، مختصر بحث السيد كمال الحيدري حفظه الله
بتاريخ : 26-07-2010 الساعة : 06:06 PM
طرق حديث كتاب الله وسنتي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا البحث أخواني إنّما هو خلاصة لمجموع بحوث سماحة آية الله ، السيّد العلامة ، كمال الحيدري أبقاه الله لنا شعلة مضيئة ، وشكوكة في عيون النواصب من بني وهبان ، وقد لخصّته أنا القاصر ولملمته وهذبته بقلمي الخجول ، حتّى يكون في متناول الجميع ، وأرجو –فضلاً لا أمراً- من الأخوة المشرفين ، خاصة أهل الفضل منهم ومن غيرهم ، أن يلاحظوا ذلك وتصحيح الخطأ إن وجد واستدراكه ..
قال السيد كمال الحيدري دام ظله ما معناه : طرق الحديث كلّها ساقطة سنداً ، واهية متناً ، منكرة مضموناً ، لا يحلّ الاحتجاج بها ؛ وإليكم البحث فيه وفي طرقه كالآتي ..
الطريق الأوّل : عمر بن عوف
وحدثني عن مالك ، أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما : كتاب الله وسنة نبيه ) ([1]).
وقال شارح الموطأ ، ابن عبد البر الاندلسي : حدثنا الحنيني ، عن كثير بن عبد الله بن عمر بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، قال رسول الله : تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه([2]).
وفيه كثير بن عبد الله ؛ قال ابن معين : ليس بشيء . وقال الشافعي وأبو داود : ركن من أركان الكذب ([3]).
الطريق الثاني : ابو هريرة
قال الحاكم النيسابوري : أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنبأ محمد بن عيسى بن السكن الواسطي ثنا داود بن عمرو الضبي ثنا صالح بن موسى الطلحي عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ([4]). ورواه بنفس السند واللفظ الامام الدارقطني في سننه ([5]) .
أقول : وهذا فيه صالح بن موسى الطلحي وهو من أركان النكارة والوهن والسقوط. قال البخاري : منكر الحديث([6]) . وقال النسائي : متروك([7]) . وقال ابو حاتم : منكر الحديث جداً عن الثقات .
هذا علاوة على اضطرابه (=الطلحي) في روايته فلا نعرف كيف رواه الطلحي وبأيّ صيغة ؛ فقد أخرجه الخطيب بلفظ آخر هكذا ..
قال الخطيب : أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل ، قال حدثنا أحمد بن كامل القاضي ، قال حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، قال حدثنا محمد بن عبيد يعني المحاربي ، قال حدثنا صالح بن موسى عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال سيأتيكم عني أحاديث مختلفة فما جاءكم موافقا لكتاب الله وسنتي فهو مني وما جاءكم مخالفا لكتاب الله تعالى وسنتي فليس مني([8]).
وبنفس سند الخطيب ولفظه اخرجه ابن عدي في الكامل عن رسول الله مثله ... ([9]) . والأدهى من ذلك قأنّ موسى بن صالح الطلحي رواه في مسند البزار : كتاب الله ونسبي ، وليس : وسنّتي . وسيأتي في آخر البحث .
والاضطراب –باتفاق أهل العلم- يوجب ضعف الحديث حتّى لو صحّ السند ، ولقد اتضح أنّه ساقط أيّما سقوط .
الطريق الثالث : ابن عبّاس
أخرج الحاكم النيسابوري عن أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه ، أنبأنا العباس بن الفضل الأسفاطي ، حدثنا إسماعيل بن أبي أويس ( وأخبرني ) إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني ، حدثنا جدي حدثنا ابن أبي أويس ، حدثني أبي عن ثور بن زيد الديلي عن عكرمة عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وآله خطب الناس في حجة الوداع فقال قد يئس الشيطان بان يعبد بأرضكم ولكنه رضى ان يطاع فيما سوى ذلك مما تحاقرون من أعمالكم فاحذروا يا أيها الناس انى قد تركت فيكم ما ان اعتصمتم به فلن تضلوا ابدا كتاب الله وسنة نبيه ( صلى الله عليه وآله ) ([10]).
وهذا فيه : اسماعيل بن أبي أويس ، وهو : اسماعيل بن عبد الله بن عبد الله بن أويس ، وقد ضعفه كثير من الأئمّة ، بل اتهمه بعضهم بسرقة الأحاديث ، وأنّه لا يساوي فلسين ..
ففي (تهذيب الكمال 3 : 127 ) قال الإمام المزي :
قال معاوية بن صالح ، عن يحيى (=ابن معين) : أبو أويس وابنه ضعيفان.
وقال عبد الوهاب بن أبي عصمة ، عن أحمد بن أبي يحيى ، عن يحيى بن معين : ابن أبي أويس وأبوه يسرقان الحديث .
وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد عن يحيى (ابن معين) : مخلّط بكذب ليس بشيء .
وقال أبو حاتم : محله الصدق وكان مغفلا .
وقال الإمام النسائي : ضعيف . وقال في موضع آخر : ليس بثقة.
وقال أبو القاسم اللالكائي : بالغ النسائي في الكلام عليه ، إلى أن يؤدي إلى تركه ، ولعله بان له ما لم يبن لغيره ؛ لأن كلام هؤلاء كلهم يؤول إلى أنّه ضعيف ([11]).
وفي تهذيب التهذيب لابن حجر ( 1 : 272 ) :
وقال ابن عدي : روى عن خاله أحاديث غرائب لا يتابعه عليها أحد .
أقول –أنا القاصر- : خاله هو مالك ابن أنس مؤسس المذهب المالكي .
وقال الدولابي في الضعفاء : سمعت النصر بن سلمة المروزي ، يقول : ابن أبي أويس كذاب ، كان يحدث عن مالك بمسائل بن وهب .
وقال العقيلي في الضعفاء : حدثنا أسامة الرفاف بصري ، سمعت يحيى بن معين يقول : ابن أبي أويس لا يساوى فلسين.
وقال الدارقطني : لا اختاره في الصحيح.
وحكى بن أبي خيثمة عن عبد الله بن عبيد الله العباسي صاحب اليمن : أن إسماعيل بن أبي أويس ارتشى من تاجر عشرين دينارا حتى باع له على الأمير ثوبا يساوي خمسين بمائة .
وذكره الإسماعيلي في المدخل فقال : كان ينسب في الخفة والطيش إلى ما أكره ذكره.
قال وقال بعضهم: جانبناه للسنة.
وقال ابن حزم في المحلى: قال أبو الفتح الأزدي : حدثني سيف بن محمد أن بن أبي أويس كان يضع الحديث .
وقال ابن حجر : ...قال النسائي : قال لي سلمة بن شبيب : سمعت إسماعيل بن أبي أويس يقول ربما كنت أضع الحديث لأهل المدينة إذا اختلفوا في شيء فيما بينهم. انتهى كلام ابن حجر ([12]).
الطريق الرابع : أبو سعيد الخدري
أخرج الخطيب البغدادي في الفقيه والمتفقه قال : حدثنا عبد الله بن عمر حدثني شعيب وابن إبراهيم التميمي حدثنا سيف يعني ابن عمر عن أبان بن إسحاق الأسدي عن الصباح بن محمد عن أبي حازم عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) علينا في مرضه الذي توفي فيه ونحن في صلاة الغداة فذهب أبو بكر ليتأخر، باعتباره كان متقدماً للصلاة وعندما خرج رسول الله أراد أن يتأخر، فأشار إليه مكانك، يعني رسول الله قال مكانك وصلى مع الناس، ولا أعلم هل يقصدون أنه صلى خلف أبا بكر لأن الرواية تقول وصلى مع الناس، فلما انصرف حمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس إني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وسنتي فاستنطقوا القرآن بسنتي ولا تعسفوه فإنه لن تعمى أبصاركم ولن تزل أقدامكم ولن تقصر أيديكم ما إن أخذتم بهما. هذه الرواية فيها فائدتنان أولاً: فيها كتاب الله وسنتي، ثانياً أن أبا بكر كان متقدماً للصلاة([13]).
وفيه : سيف ابن عمر ، وهو كذّاب وضّاع باتفاق أهل السنّة ، فمثلاً قال الذهبي : متروك باتفاق([14]) . وقال ابن حبّان يروي الموضوعات . وغير ذلك من أقوال أهل السنّة الثقيلة .
وفيه أيضاً الصباح بن محمدّ ، قال ابن حجر : وكان ممن يروي الموضوعات عن الثقات ([15])،
الطريق الخامس : مرسل ابن نجيج
حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، عن عبد الله ابن أبي نجيح ، قال : ثمّ مضى رسول الله ... إلى أن قال : قال النبي فاعقلوا أيها الناس واسمعوا قولي فإني قد بلغت وتركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا كتاب الله وسنة نبيه ([16]) .
أقول بين ابي نجيح (المتوفى سنة 131 هـ) والرسول 120 سنة ، فمن اين سمعه؟!. والحاصل : فالحديث مرسل ومنقطع ومقطوع أو معضل فلا حجية فيه بالإجماع . وثانياً : فابن أبي نجيح مدلّس ( أي كذّاب) ؛ قال ابن حجر في التقريب : ثقة رمي بالقدر ، وربما دلّس . وثالثاً : كان قدرياً ، من دعاة القدر . والداعية لا يحتج به أهل السنّة باتفاقهم .
أضف الى ذلك فيه أبو اسحاق ، وروايته -هنا- ساقطة بإجماع أهل السنّة ؛ لأنّه عندهم مدلس وقد عنعن هنا ، ولم يصرح بالسماع .
معارضة الحديث : في مسند البزار : كتاب الله ونسبي ..
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبدا كتاب الله ونسبي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض . رواه البزار وفيه صالح بن موسى الطلحي وهو ضعيف([17])
وفي مسند البزار : عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح، قال: حدثنا داود بن عمر قال حدثنا صالح بن موسى بن عبد الله بن طلحة ، قال حدثنا عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : إني قد خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً كتاب الله، (وسنتي) ([18])
وقد علّق محقق الكتاب فقال : هكذا في نسخة وفي الأصل : ونسبي . كما قد علق شعيب الارنؤوط على مسند أحمد بأنّ الذي في أصل المسند : ونسبي([19]).
إلى هنا انتهى كلام السيّد دام ظله بتصرّف منّي واختصار من قبلي ، ومن أراد التوسّع فليرجع إلى تفصيل السيد في موقعه المبارك ، وهذا رابط الموقع ..
http://www.alhaydari.com/s/Home?sec=...show&Sectyp=27
ملاحظة : أجمع أهل السنّة وكذلك الشيعة على أنّ الحديث المكذوب المنكر إذا رواه الكذّابون ، فإنّه كلّما كثرت طرقه ، تيقّن بكذبه أكثر فأكثر ، وهذا بخلاف الحديث الضعيف الذي إذا كثرت طرقه اعتبر صدوره في الشواهد والمتابعات ، وما نحن فيه ؛ فحديث النبي : كتاب الله وسنّتي . رواه -عند أهل السنّة- أعمدة الكذب والوضع والتخليط والنكارة . والنتيجة فكثرة طرقه شاهد على كذبه . وقد أشار لهذه المسألة المهمّة كل علماء أهل السنّة في بحث الشواهد والمتابعات من كتب الدراية وكذلك علماء الشيعة رضوان الله عليهم ؛ من هؤلاء الإمام السيوطي في كتابه (تدريب الرواي130) حيث قال : قال الإمام النووي : ويدخل في المتابعة والاستشهاد (=كثرة الطرق) رواية من يحتجّ به ، ولا يصلك ذلك لكل ضعيف . انتهى .
أرجو من جنابكم أن تدعوا الله بتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف ، وأن تدعوا الحيّ الذي لا يموت بإبقاء شعلة التشيّع مضيئة باقية نامية مستمرة تكافح عن دين الله ، كتاب الله وعترة نبيّه الكريم ؛ فلولا التشيّع لمات الإسلام بموت النبي صلى الله عليه وآله ، ولا أطيل ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
([1]) موطأ مالك 2 : 899 .
([2]) التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (ابن عبد البر) 14 : 384 .
([3]) ميزان الاعتدال (الذهبي) 3 : 402 .
([4]) مستدرك الحاكم 1 : 93 . سنن الدارقطني 4 : 159 .
([5]) سنن الدارقطني 4 : 159 .
([6]) ميزان الاعتدال (الذهبي ) 2 : 301 .
([7]) ضعفاء النسائي : رقم 298 .
([8]) الكفاية في علم الرواية (الخطيب ) : 470 .
([9]) الكامل في الضعفاء 4 : 69 .
([10]) مستدرك الحاكم 1 : 93 .
([11]) تهذيب الكمال 3 : 127 .
([12]) تهذيب التهذيب 1 : 272 .
([13]) الففقيه والمتفقه (الخطيب البغدادي) : 213 رقم الحديث : 276 . دار ابن الحوزي ، السعوديّة ، الطبعة الثانية ، تحقيق : عادل بن يوسف العزازي .
([14]) المغني في الضعفاء (الذهبي) 1 : ترجمة 2716 .
([15]) تهذيب التهذيب 2 : 203 .
([16]) تاريخ الطبري 2 : 403 .
([17]) مجمع الزوائد 9 : 163 .
([18]) البحر الزخار (مسند البزار) 5 1: 385 . رقم الحديث 8892 . تحقيق عادل بن سعد ، مكتبة العلوم والحكم المدينة المنورة .
([19]) مسند أحمد (تحقيق الأرنؤوط) 17 : 174 .
|
التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ الهاد ; 26-07-2010 الساعة 06:14 PM.
|
|
|
|
|