|
عضو برونزي
|
رقم العضوية : 81994
|
الإنتساب : Apr 2015
|
المشاركات : 1,288
|
بمعدل : 0.37 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الإجتماعي
العناية بالجانب الذهني والنفسي
بتاريخ : 03-09-2017 الساعة : 05:44 PM
العناية بالجانب الذهني والنفسي
إن التغييرات الذهنية والنفسة للفتيات المراهقات ، هي من المسائل التي أشرنا اليها فيما سبق من البحث ، ونضيف هناأيضا أن مرحلة المراهقة تتضمن تجديد بناء الشخصية الذي يستتبع مغادرة العلاقات السابقة ونبدل طريقة التفكير ووعي الذات . وطبيعي إن المراهقة ليست مرضا أو إختلالا لكي يصار الى علاجه ، وإنما هي مرحلة من النمو يجب تحملها والعمل على توفير الأجواء والظروف المناسبة لتجاوزها بسلام . وطالما لم تعرض الفتيات لمتاعب إختلالات أثنائها ، ليس هناك داع للعلاج.
لكنه في الوقت ذاته ، ينبغي عدم إغفال العناية بالفتاة ومتابعة أوضاعها من النواحي الذهنية والنفسية ، فهي بحاجة في هذه الظروف الى العناية والإهتمام بها من الناحية النفسية ، وذلك من أجل أن تبقى في منأى من الإختلالات والأمراض النفسية من جهة، ولكي لا تتعرض للإحباط أو الخمول النفسي من جهة أخرى . وسنتحدث حول هذا الموضوع فيما سيأتي من الكلام .
في النمو الفكري
إن النمو الفكري والمنطقي لدى الفتاة يتيح لها إمكانيةالتحرر من أسار الغرائز وتجاوز حالة الوهم والخيال . وطبقا للبحوث التي أجراها بروكس ، فإن للبيئة الإجتماعية دورا مؤثرا جدا في النمو الفكري ، وهي التي تحدد ، بالأساس مستوى ودرجة المشكلة التي يمكن أن تعاني منها حول مسالة معينة .
والمهم في العمل مع الفتاة في هذه السن هو تعويدها على الطريقةالصحيحة
في التفكير ، وفي الكلام ، وفي إتخاذ القرارات ،وتشجيعها على التفاعل الإيجابي مع الكلام المعقول . وكذلك من الضروري أن تتحرر بالتدريج من التبعية الفكرية للغير وأن تكون لنفسها آراء وتصورات تنطلق من قناعاتها الفكرية المستقلة ، وأن تبني مخاوفها وغضبها على اساس مبررات منطقية .
ففي أحايين كثيرة تجد الفتاة صعوبة في التفكير حول مسالة معينة وتحليلها وإتحاذ القرار المناسب بشأنها أو الحكم فيها . فمثلا تتصور إن واليدها لهما رأي سلبي في الأمر الكذائي أو أن المعلمة كانت تقصد بكلامها الكذائي المعنى الكذائي . الأمر الذي قد يولد لديها الحقد والضغينة نتيجة سوء فهمها لهما أو لها ، في حين لو إستفسرت منهم حول المسالة لكان قد ثبت لها عكس ما كانت تتصور . لذا فإنها بحاجة الى إرشاد وتوجيه فكريين .
في العقل والإرادة
الفتاة بحاجة لأن تتمتع بإرادة قوية كي تتمكن بواسطتها ضبط نفسها وكبح جماح عواطفها أمام عوامل الإثارة والإنفعال . فما أكثر الصدمات والأضرار ، التي تتعرض لها ضعيفات الإرادة ، نتيجة تغلب العاطفة على العقل لديهن ، وبالتالي إستسلامهن وخضوعهن لمختلف أنواع الرغبات والأهواء .
والمطلوب هو تربية عقول الفتيات من حيث أنه وبحسب تعبير تشيللر ، يمكن للعقل المستنير أن يبني الشعور الأخلاقي بشكل أفضل والعقل هو الذي يجب أن يكون دليل القلب وهاديه .وطبيعي أن تحقيق هذا الهدف ينخلله صعوبات جمة ، ويتطلب من أولياء الأمور والمربين بذل مزيد من الجد والجهد في سبيله .
في الثقة بالنفس
من المشاكل المهمة التي تعاني منها بعض الفتيات في هذه السن هي مسالة
فقدان الثقة بالنفس . فاللاتي قد تعرضن في ضغرهن لحالات الإهانة والتحقير أو واجهن مشاكل وصعوبات في حياتهن سابقا ، قد يصبحن في هذه السن شخصيات ذليلة تابعة للغير . وإذا واجهن مسالة تحتاج الى قرار وتصميم ، نجدهن حائرات مترددات لا يستطعن التصرف إزائها .
وفي مثل هذه الحالة ، يجب على أولياء الأمور ، والأمهات بشكل خاص العمل على غرس روح الثقة والإعتماد على الذات في نفس الفتاة ، وتشجيعها على إدارة شؤونها والقيام بواجباتها وأعمالها بنفسها ، وعدم مؤاخذتها وتأنيبها في الحالات التي تصدر منها أخطاء خلال الممارسة ، بل إرشادها وتوجيهها بالأسلوب الذي يغنيها ولا يشعرها بالعجز.
وكذلك يجب ، في سبيل تنميةقدرة الفتاة على الإعتماد على الذات السعي الى تعريفها بجوانب القوة والضعف في شخصيتها ، ذلك لأن وعي الذات ومعرفة القدرات يولد لديها الثقة بالنفس الى حدود كبيرة ، ويدفعها الى الإهتمام بتجاوز نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة في شخصيتها .
في الأمن والجرأة
وجود بيئة وأجواء آمنة للفتاة ، شيء ضروري لنموهن وتقدمهن . ومن هنا يجب يجنيب أجواء الأسرة عوامل التوتر واللا أمن . ومن المسائل التي تسمم أجواء الأسرة وتشيع فيها دواعي الخوف والقلق والإضطرا ، يمكن الإشارة الى حالات الشجار ، والمشاحنة ، والمهاترات الكلامية ، والخصام ، والطلاق و ...
وكذلك من الضروري تعويدهن على الإقدام والجرأة وعدم الخوف من المشاكل ، وتوجيههن الى أن السبيل غلى النجاح في الحياة يكمن إي غمتلاك الجرأة على التعبير عن الإرادة وفي السعي الجاد من أجل بلوغ الأهداف ، وفي الإعتراف بالأخطاء والتصميم على تجاوزها وعدم العودة اليها مجددا.
في الأمراض النفسية
قلنا إن المراهقات يواجهن في هذه السن ظروفايتعرض بعضهن على أثرها لإحتلالات نفسية فيما يصاب البعض الآخر منهن بأمراض نفسية ، ولما كانت الوقاية مثل هذه الحالات بشكل كامل أمر غير متيسر لجميع اولياء الأمور ، بإعتبارها تتطلب معلومات واسعة في مجال علم النفس وعلم النفس التربوي ،لذا فإننا نعتقد إن الطريقة السهل والأنجح في الوقاية هي الحفاظعل دفء أجواء الأسرة ، وإحاطة الفتيات بالحب والحنان ، وتجنيبهن عوامل الإثارة والقلق والإضطراب .
وبشأنالإصابات النفسية ، فهناك بعض الأمراض ما زال المتخصصون لم يتوصلوا الى علاج ناجح ودقيق لها كمرض (إنفصام الشخصية) الشيزوفرنيا لكن إستشارة الطبيب المختص بشأنها مسالة هامة وضرورية وبخصوص مرض الهستيريا ، يوصي الأطباء بضرورة إخضاع المريض للعلاج النفسي أو العمل على تعزيز معنوياته.
وكذلك هو الحال مع حالات الهواجس والإدبار النفسي عن الطعام ، والسوداوية والى آخرها من الأمراض والإختلالات المشابهة ، يمكن لأولياء الأمور الواعين معالجتهن وإحاطتهن بالعطف والحنان اللازمين .
في الصحة النفسية
يجب التركيز في هذه المرحلة من العمر على الصحة النفسية للفتاة بوجه خاص ، أعني العمل على مساعدتها من أجل حل مسائلها ومشكلاتها النفسية بطرق مرضية ، وحمايتها من التعرض للوساوس والقلق والإضطرابات ، إن هناك
الكثير من الإعتلالات النفسية ، التي تبدو بسيطة في الظاهر ، تصيب الفتاة فتفقدها توازنها النفسي في غفلة من الوالدين.
وينبغي عند العمل على تربية الفتاة تربيةنفسية صحيحة ، عدم إجهادها بالواجبات المدرسية الكثيرة ، والإمتناع عن إشعارها بالذنب دون التوعية ، وحمايتها من الإيحاءات الذهنية المثيرة ، وتجنيبها المشاهد السلبية ، والإستجابة لحاجاتها بدرجات معقولة ، والسعي الى الحد من حالات الإنفعال والإضطراب لديها ، وإغنائها ثقافيا ، وإبعادها عن التطلعات غير المنطقية ، وتزويدها بخبرات في مجال ضبط النفس أمام العواطف والإنفعالات .
في العلاج
في حال تعرض الفتاة لإختلالات أو أمراض نفسية مستعصية ، يجب المبادرة الى علاجها عن طريق إستشارة الطبيب المختص أو الطبيب النفساني ومن الحالات التي يكتسب الرجوع الى الطبيب النفساني بشأنها ضرورة قصوى ، يمكن الإشارة الى ما يلي :
ــ السلوك الإنحرافي المتكرر كالسرقة ، وتناول الكحول ، ومارسة العنف والتخريب .
ــ الإنحرافات الجنسية العمدية كالدعارة ، والحمل غير الشرعي ، والميل الى نفس الجنس ، والتهتك الخلقي .
ــ الإدبار عن الدراسة في الأوضاع الطبيعية .
ــ الإعتلالات النفسية المستمرة كالكآبة ، والحزن ، والأرق ، والشعور بالإحباط واليأس ، والتفكير بالإنتحار .
ــ الإنطواء على النفس ، والإبتعاد عن الأسرة نفسيا ، والهواجس والهذيان و ...
|
|
|
|
|