تجمع السبت العشرات من سائقي الشاحنات الاتراك في الجانب التركي من الحدود مع سوريا، قبالة معبر باب الهوى السوري، وهم يرمقون بنظرات ملؤها الغضب مسلحي ما يسمى بالجيش السوري الحر الذي سيطروا على المعبر، مؤكدين ان هؤلاء احرقوا شاحناتهم ونهبوا حمولاتها.
وهؤلاء السائقون الغاضبون تجمعوا في الجانب التركي من الحدود عند معبر جيلواجازو في محافظة هاتاي (جنوب)، وهم ينتظرون منذ الجمعة استعادة شاحناتهم التي تركوها في الجانب الاخر من الحدود وفروا بارواحهم عندما هاجم مقاتلو الجيش السوري الحر المعبر وسيطروا عليه اثر معارك مع قوات الرئيس بشار الاسد.
ويقول احدهم ويدعى حسن عباس اوغلو "منذ سبع سنوات وانا انقل السجاد عبر هذا المعبر، ولكن هذه المرة بالكاد تمكنت من النجاة بنفسي".
وهذا السائق استعاد لتوه شاحنته التي لم تصب باي اذى ولكن حمولتها نهبت بالكامل كما يقول، مؤكدا انه اضطر ايضا لدفع مبلغ 700 دولار لمن استولوا عليها لكي يعيدوها اليه. وفي هذا الاطار يتهم الجيش السوري الحر بانه لم يحرك ساكنا لمنع عمليات النهب التي حصلت على المعبر.
ويتألف الجيش السوري الحر بشكل اساسي من جنود انشقوا عن النظام، وهو يعتبر القوة المسلحة الرئيسية للمعارضة السورية. والعديد من قادة هذا "الجيش" لاجئون في تركيا في مخيم لا يبعد كثيرا عن معبر جيلواجازو.
واذا كان عباس اوغلو اتهم عناصر هذا "الجيش" بغض الطرف عن عمليات النهب التي حصلت فان آخرين يتهمونهم مباشرة بانهم هم الذين ارتكبوا هذه السرقات.
والجمعة شاهد مراسل وكالة فرانس برس مسلحين ممن سيطروا على معبر باب الهوى وهم يستولون على حمولة شاحنات تركية ويوزعونها على الاهالي الذين تضرروا كثيرا من المعارك المستمرة منذ اشهر في هذه المنطقة.
وفي هذا يقول السائق علي جنغيز الذي يعمل على خط الترانزيت بين تركيا والسعودية عبر سوريا ان "كل شاحناتنا احرقت"، مؤكدا ان "المقاتلين الثوار دمروا شاحناتنا خلال المعارك".
والسبت اكد محافظ هاتاي جلال الدين ليكيسيز خلال مؤتمر صحافي في جيلواجازو ان حوالى 30 شاحنة تركية علقت في الجانب السوري من الحدود وتعرضت للنهب، مشيرا الى ان تسعا من هذه الشاحنات احترقت والبقية استعادها اصحابها.
ولم يشأ المحافظ اتهام عناصر الجيش الحر مباشرة بنهب هذه الشاحنات، وقال "لقد وردتنا معلومات بان شاحناتنا احرقت ونهبت على ايدي مجموعات تعتاش من التهريب".
ودعا المحافظ ايضا المواطنين الاتراك الى تجنب السفر الى سوريا. وقال "انصحهم بعدم السفر الى سوريا. الوضع ليس آمنا هناك".