كلما كان الإنسان متحفظا في مأكله و طعامه ، كان نباته حسنا
بتاريخ : 16-06-2011 الساعة : 10:03 AM
بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمَنِالرَّحِيِمِ
الَلَّهٌمَّ صَلَِعَلَىَ مٌحَمَّدْ وَآلِ مُحّمَّدْ
الْسَّلامٌ عَلَيٌكٌمْ وَرَحْمَةٌ الله وَبَرَكَاتٌهٌ
لما سأل الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (ما أفضل الأعمال ؟ ، قال : الورع عن محارم الله).
كلما كان الإنسان متحفظا في مأكله وطعامه ، كان نباته حسنا ، و أعظم شيء يذكر في هذا المجال قصة المحقق الاردبيلي ، فهو نتاج لقمة الحلال ، و طهارة النطفة التي تعتبر أساساً لمخلوق جيد.
فقد جاء والده إلى قناة يملأ قربته ماءً فرأى تفاحة تجري على الماء ، فأخذها و أكلها ، ولكنه وقف فجأة يفكر ، كيف أكل التفاحة ، و لم يستأذن من صاحبها ، فأخذ يعاتب نفسه على هذا التصرف الذي لا ينبغي صدوره منه ، و لذا فكر في أن يمشي باتجاه معاكس لجريان الماء ، لعله يصل إلى صاحب التفاحة ، فيسترضيه على أكله لها ، مشى مسافة حتى وصل إلى مزرعة التفاح ، فلقي صاحب المزرعة ، و كان عليه سيماء الصالحين فقال له: إن تفاحة كانت تجري على الماء في القناة ، فأخذتها ، و أكلتها أرجوك أرض عني!
أجابه الرجل: كل الن أرضى عنك.
قال: أعطيك ثمنها.
قال: لا
و بعد الإصرار و الإلحاح الشديدين وافق صاحب المزرعة ، أن يرضَ عنه ولكن بشرط واحد!
قال الشاب: فما هو الشرط؟
أجاب الرجل : عندي ابنة عمياء ، صماء،خرساء ، مشلولة الأرجل ، إذا وافقت أن تتزوجها أرضَ عنك وإلافلا!
يقول ( صلى الله عليه وآله ) : (لايقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلاّ مخافة الله إلاّ أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة)
فلما رأى الشاب أنه لا سبيل إلى جلب رضاه إلا بالموافقة على هذا الشرط الصعب ، دعاه إيمانه إلى الموافقة. و هو يندب حظه، و يسترجع ( يسترجع : أي يقول إنا لله و إنا إليه راجعون ) على هذا البلاء العظيم جراء تفاحة. مضت الأمور كما يريد أبو البنت ، و قرأ العقد ، و تزوج الشاب ، و عندد خوله على عروسه فوجىء بعروس ذات قامة ممشوقة ، و هي في غاية الجمال ، أنها مواصفات نقيضة للمواصفات التي ذكرها له أبوها . فخرج الشاب مسرعا ( خشية حدوث خطأ في الزواج فتحدث له مشكلة أخرى ) و إذا بالرجل ينتظره مبتسماً قال : خيراً إلى أين ؟
قال الشاب : إن البنت التي ذكرت لي وصفها ليست هي العروس التي دخلت عليها ؟
أجابه الرجل : إنها هي . لأني حينما وجدتك جاداً في جلب رضاي لأكلك تفاحة خرجت عن حيازتي ، و سقطت في الماء و أخذها الماء مسافة بعيدة و جئت تطلب الحل ، علمت إنك الشاب الذي كنت انتظره منذ أمد لأزوجه ابنتي الصالحة هذه. و لقد قلت لك : إنها عمياء خرساء ، فلأنها لم تنظر ،ولم تكلم رجلا أجنبيا قط.
و قلت لك : إنها مشلولة ، فلأنها لمتخرج من المنزل لتدور في الطرق ، و إنها صماء ، فلأنها لم تستمع إلى غيبة أو غناء ،أليست هذه فتاة مؤمنة يستحقها شاب مثلك؟
فقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله): (ترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعًا).
و كان ثمار هذا الزواج المبارك ولادة إنسان اشتهر في ورعه و تقواه وقربه إلى الله و حبه للنبي ( صلى الله عليه وآله) ومودته العميقة لأهل البيت (عليهم السلام) و عرف عنه كثرة ملاقاته لمولانا صاحب العصر و الزمان، و هو المقدس الجليل الشيخ أحمد الاردبيلي.
ولكي نعلم كيف صار الشيخ المقدس ، هكذا لننظر إلى أمه ماذا تقول حينما سُئلت كيف صار ولدها الشيخ بهذا المقام ؟
فأجابت: أني لم آكل في حياتي لقمة مشبوهة، و قبل إرضاع طفلي كنت مداومة على إسباغ الوضوء، ولم انظر إلى رجل أجنبي بريبة قط ، و سعيت في تربية طفلي أن أراعي النظافة و الطهارة ، و أن يصاحب الأولاد الصالحين.
ونحن حينما نتأمل هذه الحادثة العظيمة نعرف كيف يكون أثر لقمة الحلال ، و كيف يؤثر الاجتناب عن المحرمات ، و ردع النفس عن الاقتحام في الشبهات والمحظورات . فقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله): (ترك لقمة الحرام أحب إلى الله من صلاة ألفي ركعة تطوعًا). (عدة الداعي: 65).
لما سأل الإمام أمير المؤمنين (عليهالسلام) النبي (صلى الله عليه وآله) قال: (ما أفضل الأعمال؟ قال: الورع عن محارمالله) (بحار الأنوار 42: 190)، و يقول ( صلى الله عليه وآله)لا يقدر رجل على حرام ثم يدعه ليس به إلاّ مخافة الله إلاّ أبدله الله في عاجل الدنيا قبل الآخرة) (كنزالعمال 15: 787).
قصة فيها من العبرة والموعظة الشيء الكبير والكثير
التعديل الأخير تم بواسطة طيار عراقي ; 16-06-2011 الساعة 02:58 PM.