ليس في دنيا الأنساب نسب أسمى، ولا أرفع من نسب أبي الفضل فهو من صميم الأسرة العلوية، التي هي من أجلّ وأشرف الأسر التي عرفتها الإنسانية في جميع أدوارها، تلك الأسرة العريقة في الشرف والمجد،
قبل الدخول الى ضريح سيدي ومولاي ابا الفضل قمر العشيره نقف وقفة قليله على سيرته العطرة
وكان أوّل مولود زكيّ للسيّدة أمّ البنين هو سيّدنا المعظّم أبو الفضل العباس
، وقد أزدهرت يثرب، وأشرقت الدنيا بولادته
سمّى الإمام
وليده المبارك (بالعباس) وقد إستشفّ من وراء الغيب أنه سيكون بطلاً من أبطال الإسلام، وسيكون عبوساً في وجه المنكر والباطل،
عبــست وجـوه القوم خوف الموت والعـــبّاس فــــيهم ضــاحك متبسّم
كان الإمام أمير المؤمنين
يرعى ولده أبا الفضل في طفولته، ويعنى به كأشدّ ما تكون العناية فأفاض عليه مكوّنات نفسه العظيمة العامرة بالإيمان والمثل العليا،
نشأ
نشأةً صالحة كريمة، قلّما يظفر بها إنسان فقد نشأ في ظلال أبيه رائد العدالة الإجتماعية في الأرض، فغذّاه بعلومه وتقواه، وأشاع في نفسه النزعات الشريفة، والعادات الطيّبة ليكون مثالاً عنه، وأنموذجاً لمثله، كما غرست أمّه السيّدة فاطمة في نفسه، جميع صفات الفضيلة والكمال،
ولازم أبو الفضل أخويه السبطين ريحانتي رسول الله
الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنّة فكان يتلقّى منهما قواعد الفضيلة، وأسس الآداب الرفيعة،
بعض الكلمات القيّمة في حقّ أبي الفضل
الإمام زين العابدين: أمّا الإمام زين العابدين فهو من المؤسسين للتقوى والفضيلة في الإسلام، وكان هذا الإمام العظيم يترحّم - دوماً - على عمّه العبّاس،
الإمام الصادق: أمّا الإمام الصادق
فهو العقل المبدع والمفكّر في الإسلام فقد كان هذا العملاق العظيم يشيد دوماً بعمّه العبّاس، ويثني ثناءً عاطراً ونديّاً على مواقفه البطولية يوم الطفّ، وكان مما قاله في حقّه: (كان عمّي العبّاس بن علي
نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أخيه الحسين، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً..).
هذا بعض ماقاله الشيخ القرشي بحق ابا الفضل
والان لندخل حضرته سيدي ومولاي وكلنا خشوع من هيبته