كتب الشيخ الزيتوني الأزهري فرحات بن ودّاي على صفحته في الفيس بوك :
يوم عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي وأستعين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وأصحابه الميامين وسلّم تسليمًا كثيرًا ظ*
أيها السادة الأفاضل إن يوم عاشوراء أختلفت فيه الأمّة فبينما المسلمون الشيعة يحزنون و يعبّرون عن اللوعة والأسى في قلوبهم للفاجعة التي وقعت فيه قتل حفيد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أبشع قتلة! ذبح من القفا! عطشانـاً! بعدما قتل أبناؤه وأهل بيته كلّهم إلا عليّ بن الحسين الملّقب بزين العابدين ـــ كان مريضًا فلم يشارك في القتال ضدّ جيش الشام ــــ وإبن عمّه الحسن المثنى بن الحسن السبط الذي سمّه معاوية بن أبي سفيان ـــــ كان صغيرًا فسلم من القتل ــــ و مناصريه من الصحابة وأبناؤهم ثمّ سبيت نساؤه وعياله وسيقوا إلى الشام وبعضهم يبالغون وأعني بهم الشيرازية الذين يضربون رؤوسهم بالسيوف وظ*ظ*ظ* نجد أهل السنّة والجماعة إمّا يصومونه تبرّكًا أو يحتفلون به بسبب روايات بحث المنصفون فيها فوجدوها روايات كاذبة متعارضة وضعها علماء السوء على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خدمة للسلاطين والحكام ضد معارضيهم السياسيّين أعني الشيعة ومحادة وبغضًا لهم وللأسف فإنّ أحاديث فضل يوم عاشوراء وصومه كلّها موضوعة متناقضة جعلت أعداء الإسلام يسخرون منّا ويتهمون نبيّنا بإتباع اليهود ظ*
أيها السادة الأفاضل لولا أنّي أخاف الله ورسوله و رأيت من يسعى الآن في تونس لإعادة العادات السيئة للإحتفال بيوم عاشوراء التي عرفت في مناطق من تونس كالحاضرة والوطن القبلي من إظهار الفرح والسروروالزغاريد وإخراج الزكوات والصدقات للفقراء ولبس الثياب الجديدة والتوسعة في الإنفاق على الأهل والأولاد وإتخاذ المؤونة وذبح الديكة وسلق البيض الملوّن والإكتحال وبالنسبة للنساء التزيّن والتعطّر والتبذّل لأزواجهم رجاء الحمل ؟؟ظ*ظ*ظ* لما كتبتُ هذه المقال وأنصحكم أن لا تفعلوها لأنّها عادات نشرها أولا بني أميّة وثانيا اليهود شماتة شماتة شماتة في رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهي مذمومة ومحرّمة وتعود بالوبال على فاعلها ظ*
كما أنّ في مناطق أخرى في الساحل والجنوب التونسي عادات معارضة لما سبق ذكره فالعديد من الأهالي لا يقيمون منذ دخول شهر محرم أفراحا، ولا يعقدون زواجا ولا يجرون زفافا ويعتقدون أن من أقام أفراحا في الأيام العشرة الأولى من شهرمحرم وخاصّة في يوم عاشوراء يصيبه نحس مشؤوم وتجد النساء يلبسن يوم تاسوعاء و عاشوراء اللباس الأسود الذي يعبر عن الحزن ولا يطبخن طعامًا بل يتغدون على الخبز اليابس واللبن والأولاد ليلة العاشر يشعلون النار ويتصايحون حولها ظ*ظ*ظ*
أيها السادة الأفاضل نحن التوانسة غالبيتنا مسلمون و الإسلام دين الرحمة والعدل ونبيّنا محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم فيجب علينا أن نفرح لفرحه ونحزن لحزنه و لهذا فإنّي أدعوكم جميعًا سنّة وشيعة وأباضية أن تحترموا بعضهم البعض فالملاحدة وأعدائنا بالمرصاد فلتفهموا قال الله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ غڑ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ـــ الحجرات ظ،ظ* ظ*
أيها السادة الأفاضل لقد وجدتُ روايات صحيحة عندنا أهل السنّة أن رسول الله أقام مأتمًا على الحسين في بيت أمّ المؤمنين أمّ سلمة فعنها قالت : فجاء حسين... فدخل فقعد على بطن رسول الله، قالت: فسمعت نحيب رسول الله... فقال: إنّما جاءني جبرائيل... قال: إنّ أمّتك ستقتله... قالت: وإذا في يده تربة حمراء وهو يبكي ويقول: يا ليت شعري مَن يقتلك بعدي. (أخرجه الحافظ عبد بن حميد في مسنده، وابن عساكر في تاريخ الشام).وفي مسند أبي يعلى الموصلي و تاريخ دمشق لابن عساكر، ومجمع الزوائد للهيثمي ، وكنز العمال للمتقي الهندي، المعجم الكبيرللطبراني، نظم الدرر، والمستدرك على الصحيحين للنيسابوري ، صفات رب العالمين، المصنّف لابن أبي شيبة، الصواعق، الطبقات الكبرى و أخبار المدينة روايات عديدة ذكرت بكاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حفيده الحسين وأنّه أقام المأتم في داره صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي بيوت أمّات المؤمنين أمّ سلمة، وعائشة، وزينب بنت جحش، وفي دار إبنته فاطمة عليها السلام ، وفي مجمع من الصحابة.
وفي حديث شريف عن ابن مسعود قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله) وسلم إذ أقبل فئة من بني هاشم، فلمّا رآهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم اغرورقت عيناه وتغيّر لونه، قال: فقلت له: ما نزال نرى في وجهك شيئاً تكرهه، قال: إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريداً وتطريداً حتى... (أخرجه الحافظ ابن أبي شيبة في المجلد الثاني عشر من المصنف، والحافظ ابن ماجه في السنن ( 2 / 518 )، والعقيلي في ترجمة يزيد بن أبي زياد، والحاكم في المستدرك 4 / 464، وأبو نعيم في أخبار اصفهان 2 / 12، والطبراني في الجزء الثالث من المعجم الكبير).
ولهذا أقول لسيّدنا وحبيبنا وشفيعنا: يا رسول الله صلّى الله عليكَ وآلكَ الطاهرين أحسن الله لكَ العزاء في ولدكَ الحسين وذريّتكَ الطاهرة وأنا أبرأ إلى الله وإليك من قتلتهمظ*
للجميع إنّ العادات السيئة للإحتفال بعاشوراء كادت تندثر منذ أن حكمنا بورقيبة الداهية و نشر علمانيته ـــ أنا أذكر خطابا له ذكر هذه العادات وقارنها بعادات الشيعة وسخر من المسلمين برمّتهم ـــــ فلما هؤلاء القوم يريدون إعادتها ونشر الحقد الطائفي المقيتظ*ظ*
أخيرًا أقول لكم بعض من ستسألونه سيغلّطكُم ويردّد الروايات الموضوعة ويشتشهد بها لأنّه من المقلّدين أو من المكابرين فافهموا واعرفوا الحق من الباطل و ميّزوا بين المخلص والمرتابظ*
، كما أرجو أن لا تسيئوا الظنّ بي ويتهمني بعضكم بالتشيّع هههههه فأنا مسلم سنّي ولا أرى نفسي من شيعة رابع الخلفاء الراشدين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم وأرضاهم وأقول للمرتزقة البهّاتون حسبي الله ونعم الوكيل على من ظلمني، حسبي الله ونعم الوكيل على من بغى عليَّ . حسبي الله ونعم الوكيل على من كاد ويكيد لي بإذن الله وعونه سأواصل ما نذرت نفسي له شعاري الله ربّي والولاء لوطني تونس ظ*
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ظ*
الشيخ الزيتوني
الأزهري فرحات بن ودّاي
التعديل الأخير تم بواسطة وهج الإيمان ; 23-09-2018 الساعة 01:44 PM.