|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 156
|
الإنتساب : Aug 2006
|
المشاركات : 59
|
بمعدل : 0.01 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
آية الله العظمى الاعلى الامام السيد محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي {قدس سره الشريف}
بتاريخ : 07-08-2006 الساعة : 01:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم ...
و افضل الصلاة و التسليم على خاتم المرسلين امام المتقين ابا القاسم محمد {صلى الله عليه و آله} ...
و اما بعد ...
الامام الشيرازي { المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى سلطان المؤلفين المجدد الثاني الامام السيد محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي } كان من اعظم العلماء في الفترة السابقة لذلك وضعت هذا الموضوع رغبة مني في نشر سيرته العطرة {قدس سره} لافادة الناس ...
الإمام الشيرازي، نظرة عامة
* الإمام محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي ولد في مدينة النجف الأشرف في الخامس عشر من ربيع الأول عام (1347هـ).
هاجر مع والده إلى كربلاء المقدسة عام 1356. وتسلّم فيها قيادة الحوزة العلمية بعد رحيل والده عام 1380 وعمره في الثالثة والثلاثين.
هاجر من مدينة كربلاء عام 1390هـ إلى الكويت وعاش بها تسع سنين ثم هاجر إلى إيران عام 1399 حيث استقر في مدينة قم المقدسة وذلك بإصرار من العلماء والمراجع الكبار، حتى قبض فيها يوم الاثنين 2 شوال عام 1422هـ (17 ديسمبر عام 2001م)، وعمره في الخامسة والسبعين وخمسة أشهر ونصف شهر (رضوان الله عليه).
* ترك أكثر من ألف ومائتين وخمسين كتاباً، وآلافاً من المؤسسات الخيرية والهيئات الدينية، وربّى أجيالاً من العلماء العاملين، وخلف نهجاً فكرياً متميزاً، وسيرة طيبة، وذكريات لا تنسى من الأخلاق الرفيعة.
* يتحدّر من أسرة الشيرازي العريقة التي سكنت العراق قبل قرن ونصف، والمعروفة بالعلم والجهاد والمرجعية فجده المرجع الأعلى للطائفة قبل قرن الميرزا محمد حسن الشيرازي صاحب نهضة التبغ الشهيرة ضدّ الاستعمار البريطاني في إيران، وخاله المرجع الأعلى للطائفة أبان الحرب العالمية الأولى الشيخ محمد تقي الشيرازي قائد (ثورة العشرين) العراقية.
وابن عمّ والده المرجع الأعلى للطائفة بعد الحرب العالمية الثانية الميرزا عبد الهادي الشيرازي.
والده آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي زعيم الحوزة العلمية بكربلاء المقدسة.
أخوه الشهيد السعيد: آية الله السيد حسن الشيرازي ـ مؤسس الحوزة العلمية الزينبية.
إطلالة عامة على شخصية الإمام الشيرازي
آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي نادرة من نوادر التاريخ الشيعي، في شخصيته، وسيرته، وفكره، وآثاره.. ومع مرور الأيام سوف تتجلى جوانب العظمة في هذه الشخصية الفريدة.. وينمو الأثر الذي تركه على الناس عاماً بعد عام، فهو في الدرجة الأولى مؤمن شديد الإيمان بالله واليوم الآخر.. متدين شديد المحبة لأهل البيت (عليهم السلام)، وكان زاهداً في زخارف الدنيا ومباهجها.. ثم هو مرجع للفتوى، وزعيم ديني، من الطراز الأول.
ولكنه لم يكن ذلك فقط، بل كان زعيماً جماهيرياً يحرك الناس باتجاه ما يؤمن به من أهداف. وله كل صفات الزعماء من الشجاعة والإقدام والعبقرية.. الخ.
والى جانب ذلك كان كاتباً ومؤلفاً ـ ترك من الآثار ما تعجز عن تصديقه الأذهان: أكثر من ألف كتاب!
وكان ـ الإمام الشيرازي ـ مفكراً صاحب رأي وتحليل ونظرية في شتى جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وقد صدرت عدة كتب عن منهجه الفكري في الآونة الأخيرة.(1)
وكان الإمام الشيرازي ـ مثالاً للأخلاق، وصانعاً لأمة حتى كان يقول أعداؤه وخصومه: لا تزوروه فإنه يسحر الناس بأخلاقه!.
وأخيراً كان الإمام الشيرازي أباً نموذجياً لأولاده وجداً لا يُنسى لأحفاده. يحتفظ كل واحد منهم معه بعشرات المواقف والقصص الجميلة. محبوباً لديهم إلى درجة أنهم لا يتركون مزاره ليلاً إلا لكي يأتوه نهاراً ولا نهاراً إلا لكي يأتوه ليلاً.. يكادون لا يصدقون موته حتى بعد مرور أربعين يوماً على وفاته.
كل من عاشر الإمام الشيرازي فترة من الزمن، كانت تتجمع لديه قصص لا تنسى من كريم أخلاقه، وحسن سيرته، وجميل صفاته.. حتى أنه ما زاره أحد إلا وأحبه، ولا عاشره أحد إلا وصادقه ولا عرفه أحد من قريب إلا وأكبر فيه الروح العالية، والأخلاق العظيمة.
شخصية نادرة، ذات أبعاد متعددة، من يطّلع على موسوعته الفقهية التي جاوزت المائة والخمسين مجلداً قد يتصور أن صاحبها مجرد (فقيه) ولا غير.
ومن ينظر إلى كتبه ومؤلفاته يراه صاحب نظرية فكرية للنهوض بالأمة، وبناء مجتمع سعيد. ليس إلا.
ومن ينظر إلى مشاريعه ومؤسساته الدينية والاجتماعية التي تنتشر من كربلاء.. إلى واشنطن يتصور انه كان باني (المؤسسات الخيرية)، فقط.
وأما من يدرس سيرته مع الحكام فيراه، مجاهداً صلباً في سبيل الله، يقارع الظالمين ويؤلب الأمة عليهم صابراً محتسباً على ما يلاقيه في هذا الطريق.
ولقد كان هذا كله والمزيد، فقد ربّى جيلاً من العلماء العاملين المجاهدين وكان قدوة في أسرته، وقدوة في مجتمعه. وقدوة لأمته. وسيبقى مثلاً يحتذى لفترة طويلة.
فجّر نهضتين الأولى في كربلاء، والثانية في الكويت..
ولو أتيحت له الفرصة ـ لفجّر نهضة أخرى ثالثة، وقد أرسى قواعدها بفكره، وإن كان قد منع من قيادتها بشخصه.
وهاجر مرتين: الأولى من العراق إلى الكويت، والثانية من الكويت إلى إيران.
وجاهد ديكتاتوريتين: الحكم العراقي حيث مسقط رأسه، والحكم الإيراني حيث مثواه الأخير.
وله في كل هذه المجالات سيرة طيبة، وتاريخ طويل، وما كتب حتى الآن عن ذلك التاريخ ليس إلا كقطرة من بحر خضمّ.
وأخيراً ـ قضى الإمام الشيرازي نحبه كأجداده الطاهرين. لم يعرف قدره حق المعرفة، ولا أدّي حقه حق الأداء، ولا استفيد من ذلك النبع المتفجر الفيّاض حق الاستفادة، ولما قضى نحبه هزّ نبأ وفاته المفاجئ العالم الإسلامي، وشيع جثمانه بحرارة وحرقة لا نظير لها في تاريخ مدينة قم منذ تأسيسها قبل أكثر من ألف عام.
وهكذا كان الإمام محمد الشيرازي، محمدي الأخلاق والسيرة، علويّ الجهاد والمسيرة.
عاش مجاهداً
ومات مقهوراً
ودفن مظلوماً.
وسيكتب التاريخ عنه كثيراً كثيراً.
فسلام الله عليه يوم ولد، ويوم هاجر، ويوم مات صابراً مظلوماً.
الإمام الشيرازي ـ شخصية متكاملة في فكره نهضته وسيرته وجهاده وإمامته، ولكي نعرف الإمام الشيرازي في نهضته ومسيرته وجهاده، ينبغي أن نعرفه في نفسه.
وفي البدء ينبغي أن نعرف تربيته. فلقد تربّى في حجر والده العالم الزاهد المجتهد المجاهد الحافظ للقرآن الكريم آية الله العظمى الميرزا مهدي الشيرازي الذي كان مثالاً للتقوى والزهد والصلاح، وزعيم الحوزة العلمية بكربلاء.
وأمّه حفيدة بنت الإمام المجدد الميرزا الكبير محمد حسن الشيرازي. صاحب نهضة التبغ الشهيرة.
لقد تربّى على يد والده المهذب والمقدس الميرزا مهدي الشيرازي الذي كان مثالاً مجسداً للأخلاق الفاضلة، وقد عني بتربيته وتوجيهه منذ نعومة أظفاره عناية شخصية فائقة، إلى درجة أنه كان يأخذه وهو طفل صغير إلى (المدرسة) بنفسه.. ويرجعه عند الانصراف بنفسه، وكان ملازماً لوالده حتى توفي عام 1980م وكان في أخلاقه وسيرته يقتدي بأبيه. وكان والده قدوة له. وفيما يلي نبذة عن أخلاق أبيه ـ والجوّ العائلي الذي نشأ فيه الفقيد السعيد.
وكان يُجيب دعوة كل داعٍ له ويذهب إلى مجلسه ولو كان صاحب المجلس من أفقر الناس ويُشيّع جنائز المؤمنين ويذهب لزيارة القادمين إلى بلدته ويقف في الطريق لإجابة سؤال سائل وإن كان في الشمس وفي أشد أيام الصيف حرارة، وربما أوقفه بعض سائليه في طريقه بما يقارب الساعة أو أكثر وربما أوقفه طفل أو أرملة.
ولم يكن يهتم بمأكله ومشربه أصلاً فيأكل ما كان يحضر له وقت الغداء كان يأكله دون أن يعيب طعاماً أو ينتقد كيفية طبخه.
وأما ما يرتبط بسلوكه داخل بيته ووسط أسرته فيقول بعض الذين عاشروه عن كثب أنه كان يخيط ثوبه بنفسه ويرقع جوربه ويغسل ملابسه ويكنس غرفته ويطبخ الطعام في بعض المرّات، وإذا مرض أولاده أو أهله كان يُمرضهم بنفسه ويقدم لهم الدواء ويُغري الأطفال بالنقود والوعود إذا امتنعوا عن شرب الدواء.
وكان ملتزماً بعهوده إلى أبعد حدّ ويجيب على الرسائل والكتب الواردة له، ولو كان المرسل أو صاحب الكتاب ممّن لا يستحق الرد على سؤاله، وكان يقوم بحاجاته بنفسه ما أمكنه ذلك، ويقرض من استقرضه بقدر إمكانياته ويُلبي حاجة المحتاج.
وكان يقابل الإساءة بالإحسان ويغضي عن السيئة ويعفو عن المسيء فكانت تأتيه رسائل من أناس محتاجين أو طامعين مليئة بالشتائم والسباب فلا يقابلها إلا بالحسنى والتصرف الزرين بما يجعل المسيء إليه في خجل وندم لفعلته.
* لقد أخذ الإمام الشيرازي الكثير الكثير من صفات الخير من صاحب اسمه الميمون، فلقد محمدي الأخلاق، فقد وهبه البارئ عز وجل أخلاقاً عالية وعظيمة.. إلى جانب ما وهب له من جمال محمدي، بل انه كان كثير الشبه بجده المصطفى حتى في كثرة أمراضه، فكما كان رسول الله ممراضاً (كما ذكرت عنه كتب السيرة) كان الشيرازي يمرض بكثرة، فلا تمر عليه فترة إلا ويلازم الفراش في وعكة حادّة، وخصوصاً في السنين العشر الأخيرة من حياته، وكان الشيرازي معجباً جداً بشخصية الرسول الأعظم وبسيرته وأخلاقه.
فكم من كتاب ألفه عن سيرة الرسول وأخلاقه، وكم من محاضرة ألقاها عن حياته ومسيرته، وكم من مؤسسة بناها باسمه، فكل المؤسسات التي أسسها في الكويت كانت تحمل اسم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) من مدرسة الرسول الأعظم، إلى مكتبة الرسول الأعظم، إلى حسينية الرسول الأعظم.... الخ.
وأول مدرسة أسسها عند هجرته إلى قم كانت (مدرسة الرسول الأعظم) (صلى الله عليه وآله) لطلبة العلوم الدينية. وأول حسينية شيدها في كردستان كانت باسم الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وكذلك أول مؤسسة بناها في الهند كانت تحمل هذا الاسم المبارك.
وقبل عامين عندما أخبره ولده السيد مهدي هاتفياً:
أريد أن أنوب عنكم في حج هذا العام. قال له: بل إنو النيابة عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله).
ذلك الاسم الميمون، وهذا الإعجاب الكبير بشخصية الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وحبّه له حمله إلى أن يتتبّع أثره، ويقتدي بهديه، ويسير بسيرته. خصوصاً في إنهاض المجتمع، وبناء الأمة. (اقرأ في هذا المجال فصل أخلاق الإمام الشيرازي).
* ومن عظيم أخلاقه مع نفسه أنه لم يكن يعطيها ما تحب من نوم طويل، أو راحة مستمرة..
كان كثيراً ما يذكر لمستمعيه حديثاً سمعه عن والده، إذا جاء أحد إلى باب منزلي لمسألة وكنت نائماً فأيقظوني، لكي أقضي حاجته. ذلك أني نظرت فرأيت أني سوف أنام في قبري طويلاً.. طويلاً.
وهكذا كانت سيرته في حياته.. فلم يكن يعرف النوم الطويل في الليل. بل ينام فترة ثم يقوم. لكي يواصل الكتابة، ثم ينام لكي يقوم مرّة أخرى لكي يصلي ويدعو.. وكان أحياناً ينام من الليل ثلاث ساعات فقط. بل إنه قال مرّة: إنه مرّت عليه فترة كان ـ ووالده ينامان ـ في خلال الأربع والعشرين ساعة ـ ساعتين فقط.
ففي مدينة كربلاء المقدسة في أيام الصيف (حيث الليالي قصيرة) كان يمتد به العمل أحياناً إلى منتصف الليل.
ثم يقوم الأذان لكي يذهب إلى صلاة الغداة في الصحن الحسيني الشريف، وكان يصليها إماماً للجماعة كل يوم. ثم يذهب إلى منزله لإتمام الإعداد لدرس الخارج (أعلى مرحلة دراسية في الحوزة) ثم يذهب أول الصباح لإلقاء درسه اليومي، ثم يذهب إلى ديوان منزله لاستقبال المراجعين حتى أذان الظهر.
ولقد كان صادقاً مع نفسه، لم يدع إلى شيء، إلا وكان السبّاق له بنفسه، ولم يكن ليدعوا أحداً إلى شيء لم يكن يعمل به شخصياً.
وصدق الإنسان مع نفسه، دليل إخلاصه ومفتاح نجاح دعوته.
فعندما بنى (مدارس حفّاظ القرآن الكريم) ودعى إلى حفظ القرآن، بدأ ذلك بنفسه، وحفظ القرآن الكريم كله في شهر واحد هو شهر رمضان المبارك.. (حتى تأثرت حنجرته بذلك، وكان أثر ذلك باقياً عليه إلى نهاية حياته).(2)
رحم الله المجدد الثاني و قدس سره الشريف ...
اختكم :-
خادمة الزهراء{ع}...
|
|
|
|
|