بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليهوعلى ابائه في هذه الساعه وفي كلساعةوليا وحافظا وقائدا وناصراودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعاوتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحميناللهم اجعلنا من انصارهواتباعه والمستشهدين بين يديه.
السلام عليك يا أبا عبدالله, السلام عليك ياشهيد كربلاء, السلام عليك ياقتيل العبرات,السلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك.
ــــــــ كان الحسين عليه السلام في مدينة جدّه ... ثم لنتقل إلى مكة للحج... وصله خبر يزيد الملعون وإرسال زبانيّته من الشام على مواطن الوحي لاغتصاب البيعة !.. وكان الحسين عليه السلام يعلم أنه المقصود وشيعته كما أنه على يقين أن الكعبة الشريفة عند مثل هؤلاء ليست لها حرمة ولا هم يعتقدون أنه بيت الله أصلا !.. وأنهم من قال فيهم أمير المؤمنين عليه السلام ( يستحلون الحريم، ويستذلون الحكيم, يحيون على فترة، ويموتون على كفرة )..وقررسيدّنا ومولانا الحسين عليه السلام وهو يعلم أن الوقت قد حان( وكان القرار سابق في علم الله) للخروج من بيت الله الحرام, إلى كربلاء الموعد , كربلاء الفصل... وكربلاء هذه من أكبر دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
يروي الحاكم في مستدركه: عن عبد الله بن وهب بن زمعة قال: أخبرتني أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو حائر ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ وهو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبلها فقلت ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبريل( عليه السلام ) أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين فقلت لجبريل أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها. ( قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه )( مستدرك الحاكم النيسابوري ج 4 ص 397)
وعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ذات يوم في بيتي فقال: لا يدخل عليّ أحد، فانتظرت فدخل الحسين، فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي ، فاطلت فإذا حسين في حجره، والنبي صلى الله عليه وسلم يمسح جبينه وهو يبكي فقلت: والله ما علمت حين دخل, فقال: إن جبريلعليه السلام كان معنا في البيت. قال: أفتحبه؟ قلت: أما في الدنيا فنعم, قال إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها: كربلاء ! فتناول جبريل من تربتها وأراها النبي صلى الله عليه وسلم... فلما أحيط بحسين حين قتل قال ما اسم هذه الأرض قالوا كربلاء قال صدق الله ورسوله كرب وبلاء, وفي رواية صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم أرض كرب وبلاء)( قال الهيثمي) رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدهما ثقات).( مجمع الزوائد 9 / 189 للهيثمي الشافعي )( المعجم الكبير للطبراني ج 3 ص 109 حد 2819).( نشيج: صوت معه توجع وبكاء )
وروى الطبراني أيضا: عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلسي بالباب ولا يلجن عليّ أحد فقمت بالباب إذ جاء الحسين رضي الله عنه فذهبت أتناوله فسبقني الغلام فدخل على جدّه فقلت يا نبي الله جعلني الله فداك أمرتني أن لا يلج عليك أحد وإن ابنك جاء فذهبت أتناوله فسبقني , طال ذلك تطلعت من الباب فوجدتك تقلب بكفيك شيئا ودموعك تسيل والصبي على بطنك, قال نعم أتاني جبريل فأخبرني أن أمتي يقتلونه وأتاني بالتربة التي يقتل عليها فهي التي أقلب بكفي.( المعجم الكبير للطبراني ج 3 ص 109 حد 2820)
أيضا الطبراني: عن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات يوم فاستيقظ وهو خاثر النفس وفي يده تربة حمراء يقبلها, فقلت ما هذه التربة يا رسول الله؟ فقال أخبرني جبريل عليه السلام أن هذا يقتل بأرض العراق للحسين...( المعجم الكبير ج 3 ص 109 حد 2821).
وفي رواية ابن سعد عن أم سلمة: (... فقلت لجبريل أريني تربة الأرض التي يقتل فيها فجاءني فهذه تربتها...) فكانت عند أم سلمة ( كنز العمال 12 / 126 )
وروى الإمام أحمد عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها. فقال لي: إن ابنك هذا حسين مقتول. وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال: فأخرج تربة حمراء )( رواه عبد الله بن أحمد بن حنبل في الفتح الرباني 27 / 176) وقال في فتحه: قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح.
وأورده ابن كثير في ( البداية والنهاية 8 / 199 )، وقال: روى هذا الحديث من غير وجه عن أم سلمة ورواه الطبراني عن أبي إمامة وفيه قصة أم سلمة. ورواه ابن سعد عن عائشة بنحو رواية أم سلمة وروى ذلك من حديث زينب بنت جحش ولبابة وأم الفضل امرأة العباس. وأرسله غير واحد من المتابعين... وعن معاذ بن جبل قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متغير اللون فقال: نُعي إلي حسين وأتيت بتربته وأخبرت بقاتله, والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم يمنعوه إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا( أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9، ص 304، ح 1512)( الطبراني في الكبير: ج 3 ص 38 )
وعن أبي الطفيل قال:استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة فقال:لا يدخل علينا أحد فجاء الحسين بن علي رضي الله عنهما فدخل، فقالت أم سلمة:هو الحسين فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعية فجعل يعلو رقبة النبي صلى الله عليه وسلم ويعبث به والملك ينظر فقال الملك:أتحبه يا محمد قال:إي والله إني لأحبه قال: أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك المكان, فقبض بيده فتناول كفا من تراب فأخذت أم سلمة التراب فصرته في خمارها فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء.( الحافظ الكبير أبو بكر الهيثمي في مجمع الزوائد: ج 9 ص 305، ح 15121
وعن ابن عباس قال: كان الحسين جالسا في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل: أتحبه ؟ فقال: وكيف لا أحبه وهو ثمرة فؤادي، فقال:أما إن أمتك ستقتله ألا أريك موضع قبره، فقبض قبضة فإذا تربة حمراء )( أخرجه البزار حديث 2640/ ومجمع الزوائد ص 307 ح 15129 )
وعن أبي أمامة إلى أن يقول: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه وهم جلوس فقال: إن أمتي يقتلون هذا ! وفي القوم أبو بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه فقالا، يا نبي الله وهم مؤمنون؟ قال: نعم وهذه تربته وأراهم إياها..)( أخرجه الطبراني في الكبير: رقم الحديث 2817 )( الهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ، ص 303 ، ح 15119 ) .
وعن أم سلمة أيضا قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فنزل جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا من بعدك وأومأ بيده إلى الحسين فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه إلى صدره ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة وديعة عندك هذه التربة فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: ويح وكرب وبلاء قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سلمة إذا تحولت هذه التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل: فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها وتقول:إن يوما تحولين دما ليوم عظيم. ( أخرجه الطبراني السنــــــــي في الكبير: حديث 2817 / والهيثمي السنـــــــــي في مجمع الزوائد ج 9، ص 303، ح 15118)
عن عبد الله بن نجى عن أبيه أنه سار مع علي رضي الله عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي رضي الله عنه اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله( يعني الحسين عليه السلام ) بشط الفرات, قلت وماذا؟ قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان قلت يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل فحدّثني أن الحسين يُقتل بشط الفرات, قال فقال هل لك إلى أن أشمك من تربته قال قلت نعم فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا..)( مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 85 ).
ـــــــ هذه بعض الروايات تخبر عن قتل الحسين عليه السلام.. وتألم وبكى نبي الله صلواة الله وسلامه عليه وآله الطيبين الطاهرين, لهذا الحدث الذي سيحدث. وقد حدث! وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله.
قلت , هذه بعض الروايات أخبرت عن كربلاء, وعن التربة الحمراء التي ستتحول إلى دم! حين وقوع الحدث.. وأنها روايات رواها عظماء أهل السنة فارجعوا إليها يا أهلها! وأن ليس للشيعة في هذه الروايات حرفا واحدا.. أقول هذه الملاحظة: لأن عادة لا يسمع أحد من أهل الجماعة خاصة النواصب السلفية الوهابية عن كربلاء أو التربة الحمراء أو قتل الحسين..إلا وشهروا كذبا أنها من خرافات الشيعة!.. فلا يجب اعتبارها!.
نعم, وإنه لخبر أبكى وأحزن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كثيرا أرواحنا فداه ونحن به مقتدون نبكي ونحزن لما أبكاه وأحزنه إلى أن نلقى الله, وعند حوضه صلى الله عليه وآله وسلم نلتقي, راض عنا إن شاء الله, ساخطا على قاتلي ابنه الوديعة قائلا لهم وانصارهم سحقا سحقا..
حكمة الذي أرسله( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة ) ( الأنفال 42)
وسار الحسين عليه السلام...
وفي طريقه إليها عارضه النواصب الذين هم عند أهل الجماعة نواصح!!! فهذا مولاهم مروان بن الحكم يقول لمولانا الحسين صلواة الله عليه وآله : ( إني لك ناصح فأطعني ترشد وتسدد! فقال الحسين عليه السلام وما ذلك قل حتى أسمع ؟ فقال مروان أقول إني آمرك بيعة أمير المؤمنين يزيد! فإنه خير لك في دينك ودنياك.. فاسترجع الحسين عليه السلام وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون وعلى الإسلام السلام, إذ قد بُليت الأمة براع مثل يزيد.. ويحك( يا مروان) ! أتأمرني بيعة يزيد وهو رجل فاسق! لقد قلت شططا من القول يا عظيم الزلل! لا ألومك على قولك لأنك اللعين الذي لعنك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنت في صلب أبيك الحكم بن أبي العاص فإن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يمكن له ولا منه إلا أن يدعو إلى بيعة يزيد ! إليك عني يا عدو ال له؟ فإنا أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والحق فينا وبالحق تنطق ألسنتنا, وقد سمعت – جدّي - رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الخلافة محرّمة على آل أبي سفيان , وعلى الطلقاء أبناء الطلقاء , فإذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه , فوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي فلم يفعلوا ما أمروا به , فابتلاهم الله بابنه يزيد! زاده الله في النار عذابا ). ( فتوح ابن أعثم ج 5 ص 17 )( مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي ج 1 ص 184)
يروي الحلبي: ( ولم يبق بمكة إلا من حزن على مسيره وقدّم أمامه إلى الكوفة مسلم بن عقيل رضي الله عنه فبايعه من أهل الكوفة للحسين إثنا عشر ألفا وقيل أكثر من ذلك ولما شارف الكوفة جهز إليه أميرها من جانب يزيد وهو عبيد الله بن زياد عشرين ألف مقاتل وكان أكثرهم ممن بايع له ( لزيّاد ) لأجل السحت العاجل على الخير الآجل فلما وصلوا إليه, ورأى كثرة الجيش طلب منهم إحدى ثلاث, إما أن يرجع من حيث جاء, أو يذهب إلى بعض الثغور, أو يذهب إلى يزيد يفعل فيه ما أراد.
و قد كان يعلم مسبقا( من جدّه عليه وآله الصلاة والسلام )أنه سيقتل في هذا اليوم.. وطلبه سيرفض بشدّة.. إنما كان منه هذا الفعل لإقامة الحجة..
فأبوا وطلبوا منه نزوله على حكم ابن زياد وبيعته ليزيد فأبى فقاتلوه إلى أن أثخنته الجراحة فسقط إلى الأرض فحزوا رأسه ذلك يوما عاشوراء عام إحدى وستين ووضع ذلك الرأس بين يدي عبد الله بن زياد..) السيرة الحلبية
وأخذ هذا الأخير الرأس الشريفة إلى سيده يزيد الملعون فجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده ويقول: لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل!( مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص 421 )( العقد الفريد لابن عبد ربه ج 4 ص 390)( تاريخ ابن كثير ج 8 ص 224 )
يواصل الحلبي يقول : ولما خلعوا(أهل المدينة) بيعة يزيد ولوا عليهم عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة وأخرجوا والي يزيد من المدينة وهو مروان بن الحكم وبني أميّة حتى قال بعضهم ما خرجنا عليه حتى خفنا أن نرمى بحجارة من السماء فكانت وقعة الحرة المشهورة التي كادت تبيد أهل المدينة عن آخرهم قتل فيها الجم الكثير من الصحابة والتابعين وقيل المقتول فيها من الصحابة ثلاثة منهم عبدا لله بن حنظلة ونهبت المدينة وافتض فيها ألف عذراء... ولم تقم الجماعة ولا الأذان في المسجد النبوي مدة المقاتلة وهي ثلاثة أيام في كلام بعضهم ووقع من ذلك الجيش الذي وجهه يزيد للمدينة من القتل والفساد العظيم والسبى وإباحة المدينة وقتل من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ومن التابعين خلق كثيرون وكانت عدة المقتولين من قريش والأنصار ثلاثمائة وستة رجال ومن قراء القرآن نحو سبعمائة نفس... وفي التنوير لابن دحية: وقتل من وجوه المهاجرين والأنصار ألف وسبعمائة ومن حملة القرآن سبعمائة وجالت الخيل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وراثت بين القبر الشريف والمنبر واختفت أهل المدينة حتى دخلت الكلاب المسجد وبالت على منبره صلى الله عليه وسلم ولم يرض أمير ذلك الجيش من أهل المدينة إلا بأن يبايعوه ليزيد على أنهم خول! أي عبيد له إن شاء باع وإن شاء أعتق! حتى قال له بعض أهل المدينة البيعة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فضرب عنقه!!... وروى البخاري: أن عبد الله بن عمر لما أرجف أهل المدينة يزيد دعا بنيه ومواليه وقال لهم إنا بايعنا هذا الرجل على بيعة الله وبيعة رسوله وإنه والله لا يبلغني عن أحد منكم أنه خلع يدا من طاعته إلا كان التنصل بيني وبينه ثم لزم بيته ولزم أبو سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه بيته أيضا فدخل عليه جمع من الجيش بيته فقالوا له من أنت أيها الشيخ فقال أنا أبو سعيد الخدري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا قد سمعنا خبرك ولنعم ما فعلت حين كففت يدك ولزمت بيتك ولكن هات المال فقال قد أخذه الذين دخلوا قبلكم علي وما عندي شيء فقالوا كذبت ونتفوا لحيته!! وأما جابر بن عبد الله رضي الله تعالىعنه فخرج في يوم من تلك الأيام وهو أعمى يمشى في بعض أزقة المدينة وصار يعثر في القتلى ويقول تعس من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له قائل من الجيش من أخاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أخاف المدينة فقد أخاف ما بين جنبي فحمل عليه جماعة من الجيش ليقتلوه فأجاره منهم مروان وأدخله بيته... قال السهيلي وقتل في ذلك اليوم من وجوه المهاجرين والأنصار رضي الله تعالى عنهم ألف وسبعمائة وقتل من أخلاط الناس عشرة آلاف سوى النساء والصبيان... فقد ذكر أن امرأة من الأنصار دخل عليها رجل من الجيش وهي ترضع صبيها وقد أخذ ما وجد عندها ثم قال لها هات الذهب وإلا قتلتك وقتلت ولدك فقالت له ويحك إن قتلته فأبوه ( تعني جده) أبو كبشة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ( جدّة هذا الولد) من النسوة اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الصبي من حجرها وثديها في فمه وضرب به الحائط حتى انتثر دماغه فيالأرض فما خرج من البيت حتى أسود نصف وجهه وصار مثلة في الناس... قال السهيلي وأحسب هذه المرأة جدة للصبي لا أمّا له إذ يبعد في العادة أن تبايع امرأة وتكون يوم الحرة في سن من ترضع أي ولدا صغيرا لها ووقعة الحرة هذه من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ففي الحديث أنه صلى الله عليه وسلم وقف بهذه الحرة وقال ليقتلن بهذا المكان رجال هم خيار أمتي بعد أصحابي.... وعن عبد الله بن سلام رضي الله تعالى عنه أنه قال لقد وجدت قصة هذه الوقعة في كتاب يهوذ بن يعقوب الذي لم يدخله تبديل وأنه يقتل فيها رجال صالحون يجيئون يوم القيامة وسلاحهم على عواتقهم وهذه الوقعة كانت سنة ثلاث وستين ويقال كان يزيد أعذر أهل المدينة قبل هذه الوقعة فيما ذكروه وبذل لهم من العطاء أضعاف ما يعطى الناس رغبة في استمالتهم إلى الطاعة وتحذيرهم من الخلاف ولكن يأبى الله إلا ما أراد... وفي التنوير أن الله ابتلى أمير هذا الجيش الذي هو مسلم بن قتيبة بعد ثلاثة أيام من أخذه البيعة بمرض صار ينبح منه كالكلب إلى أن مات وولى أمر الجيش بعده الحصين ابن نمير بأمر يزيد فإنه وصى مسلم بن قتيبة لما ولاه إمرة الجيش وقال له إذا أشرفت على الموت أي لأنه كان مريضا بالإستسقاء فول أمر الجيش للحصين وهذا الذي وقع من يزيد فيه تصديق لقوله صلى الله عليه وسلم لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى يثلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد. وقد جاء عن سعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنه لقد رأيتني ليالي الحرة وما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم غيري وما يأتي وقت صلاة إلا سمعت الأذان والإقامة من القبر الشريف ومما يؤثر عن سعيد بن المسيب الدنيا نذلة تميل إلى الأنذال ومن استغنى بالله افتقر إليه الناس ومن جملة من خلع يزيد وقتل من الصحابة في تلك الوقعة مغفل بن سنان الأشجعي رضي الله تعالى عنه روى علقمة عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه سئل عن رجل تزوج امرأة ولم يسم لها صداقا ولم يدخل بها حتى مات فقال ابن مسعود لها مثل مهر نسائها لا وكس ولا شطط وعليها العدة ولها الميراث فقام مغفل بن سنان وقال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق امرأة منا مثل ما قضيت ففرح ابن مسعود... ولما جاء خبر قتل الحسين رضي الله تعالى عنه قام ابن الزبير رضي الله تعالى عنهما في الناس يعظم قتل الحسين وجعل يظاهر بعيب يزيد ويذكر شربه الخمر وغير ذلك ويثبط الناس عن بيعته ويذكر مساوى بني أمية ويطنب في ذلك ولما بلغ يزيد ذلك أقسم أن لا يؤتى به إلا مغلولا فجاء إليه رجل من أهل الشام في خيل من خيل الشام وتكلم مع ابن الزبير وعظم على ابن الزبير الفتنة وقال لا يستحل الحرم بسببك فإن يزيد غير تاركك ولا تقوى عليه وأقسم أن لا يؤتى بك إلا مغلولا وقد عملت لك غلا من فضة وتلبس فوقه الثياب وتبر قسم أمير المؤمنين فالصلح خير عاقبة وأجمل بك وبه فقال له أنظر في أمري ثم دخل على أمه أسماء رضي الله تعالى عنها واستشارها فقالت يا بني عش كريما أو مت كريما ولا تمكن بني أمية من نفسك فتلعب بك فامتنع وصار يبايع الناس سرا ثم أظهر المبايعة فاجتمع عليه أهل الحجاز ولحق به من انهزم من وقعة الحرة فلما جاء الجيش إلى مكة حاصر عبد الله وضرب بالمنجنيق نصبه على أبي قبيس قيل وعلى الأقمر وهم أخشبا مكة فأصاب الكعبة من ناره ما حرق ثيابها وسقفها فإن الكعبة كانت في زمن قريش مبنية مدماك من خشب الساج ومدماك من حجارة... وذكر في الشرف أن الله تعالى بعث عليهم صاعقة بعد العصر فأحرقت المنجنيق وأحرقت تحته ثمانية عشر رجلا من أهل الشام ثم عملوا منجنيقا آخر فنصبوه على أبي قبيس... ويذكر أن النار لما أصابت الكعبة أنت( أنين) بحيث يسمع أنينها كأنين المريض آه آه وهذا من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم فقد جاء إنذاره صلى الله عليه وسلم بتحريق الكعبة فعن ميمونة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا مرج الدين فظهرت الرغبة والرهبة وحرق البيت العتيق...
هذه الأحداث في: ( السيرة الحلبية ج 1 من ص 260 / 272 ) فاقرءوا..
ــــــــــــ إن آل أميّة قتلوا الحسين عليه السلام وادّعوا أن سبب قتله هو خذلان الشيعة له!. وكان هذا البهتان منهم لإبعاد الأنظار عن الذين خذلوه! بل خذلوا جدّه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحقيقيين!.. فرسول الله صلواة الله عليه و آله أوصى صحابته وقال لهم: ( إن ابني هذا يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره) ( البداية والنهاية ج8 ص201 ) عن البغوي، وانظر( أسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 123 وص 249) والإصابة عند ترجمة أنس بن الحارث، وتهذيب تاريخ دمشق ج4 ص 328 و341 ).
فلا شك أن الذين لم يعملوا بوصيّة نبيّهم صلى الله عليه وآله وسلم هذه: فمن شهد منكم ذلك فلينصره). هم الخاذلون له صلواة الله عليه و آله و لابنه عليه السلام, ولكن أهل الجماعة, و من أجل تبريرأعمال آل أمية الشنيعة وشيعتهم وعصيانهم لنبيّهم, قالوا عنهم بأنهم نصحوه بعدم الخروج و الذهاب إلى يزيد الملعون!. كما فعل ذلك عبد الله بن عمر الذي سمع رسول الله وهو يوصي له ولغيره من الصحابة أن من أدرك الحسين عليه السلام فلينصره.. لكنّه قال لبنيه ومواليه ( إنا بايعنا هذا الرجل( يعني يزيد) على بيعة الله وبيعة رسوله وإنه والله لا يبلغني عن أحد منكم أنه خلع يدا من طاعته إلا كان التنصل بيني وبينه ثم لزم بيته ) كما حكاه الحلبي عن البخاري.
فكيف من بايع يزيدا وهدّد بنيه ومواليه بالتبرؤ منهم إن خلع أحدهم يد الطاعة ليزيد! يكون ناصحا للحسين عليه السلام؟.
إن هؤلاء قد شاركوا بتأييده يزيد في قتل ابن رسول الله! وكلامهم مع الحسين عليه السلام كان تهديدا وتحذيرا له عليه السلام من شق عصا الجماعة الأموية!..لا نصحا كما أسموه...
ثم... ماذا لو أخذ الحسين عليه السلام بنصحهم المزعوم ومات بمكة على فراشه.. فكيف وأين يضعون كلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال بأن ابنه سيقتل بأرض يقال لها كربلاء؟.
أكيد أنه لو لم يحدث هذا الحدث, فإن الناس.. سيقولون بأن محمدا قال سيكون كذا في مكان كذا في فلان, ولكن قد مات فلان ولم يحدث ما قال... وحينئذ يحقّ للناس أن يقولوا مقولة الملعون يزيد بن معاوية: فـــــلا خبر جاء ولا وحي نزلْ..!
يقول الحلبي: ( وكان على ما أفتى به الكيا الهراسي من جواز التصريح بلعنه(يزيد)أستاذنا الأعظم الشيخ محمد البكري تبعا لوالده الأستاذ الشيخ أبي الحسن وقد رأيت في كلام بعض أتباع أستاذنا المذكور في حق يزيد ما لفظه: زاده الله خزيا وضعه وفيأسفل سجين وضعه... وفي كلام ابن الجوزي: أجاز العلماء الورعون لعنه وصنف في إباحة لعنه مصنفا وقال السعد التفتازاني إني لأشك في إسلامه بل في إيمانه فلعنة الله عليه وعلى أنصاره وأعوانه وعلى هذا يكون مستثنى من عدم جواز لعن الكافر المعين بالشخص...
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين وانصر شيعتهم والعن أعداءهم أجمعين وزد خزيا ليزيد وأعوانه ومحبيه.
الشيعة ومعمميكم اسيادكم انتم فقط اذن من الذي يبكي عليه ودعاه للخروج كما قال هل يعقل ان يزيد ومن معه دعوه ووعدوه بلنصرة ؟
وقال الإمام الحسين عليه السلام في دعائه على شيعته : ( اللهم إن مَتَّعْتَهم إلى حين فَفَرِّقْهم فِرَقاً ، واجعلهم طرائق قدَداً ، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبداً ، فإنهم دَعَوْنا لِينصرونا ، ثم عَدَوا علينا فقتلونا ) الإرشاد للمفيد ص 241 .
وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم ، فكان مما قال : ( لكنكم استسرعتم إلي بيعتنا كطيرة الدباء ، وتهافَتُّم كتَهَافُت الفرش ، ثم نقضتموها ، سفَهاً وبُعداً وسُحقاً لطواغيت هذه الأمة ، وبقية الأحزاب ، وَنَبَذة الكتاب ، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا ، وتقتلوننا ، ألا لعنة الله على الظالمين ) الاحتجاج 24/2 .
وهذه النصوص تبين لنا مَن هم قَتَلَةُ الحُسين الحقيقيون ، إنهم شيعته
ولهذا قال السيد محسن الأمين : بايَعَ الحسين من أهل العراق مائه وعشرون ألفاً ، غدروا به ، وخرجوا عليه ، وبيعته في أعناقهم ، وقتلوه ) أعيان الشيعة/ القسم الأول ص 34 .
وقال الإمام زين العابدين عليه السلام لأهل الكوفة : ( هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخَدَعْتُموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ، ثم قاتلتموه وخَذَلْتموه ؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول لكم : قاتلتُم عِتْرَتي ، وانتهكتُم حُرْمَتي ، فلستم من أمتي ) الاحتجاج وقال أيضاً عنهم : ( إن هؤلاء يبكون علينا ، فَمَنْ قَتَلَنا غيرُهم ؟ ) الاحتجاج 2/29
الشيعة ومعمميكم اسيادكم انتم فقط اذن من الذي يبكي عليه ودعاه للخروج كما قال هل يعقل ان يزيد ومن معه دعوه ووعدوه بلنصرة ؟
يا شيخ هل قرات الموضوع وترد عليه لماذا تركل وتنطح؟؟؟ النبي بكى على الحسين فارجع واقرأ... وستعرف من خذل النبي والحسين عليهم الصلاة والسلام.. النبي من دعاهم للخروج مع الحسين .
وكأني أناقش دلوٌ سبحان الله
قال نبي الله للصحابة ( إن ابني هذا يقتل بأرض يقال لها كربلاء، فمن شهد منكم ذلك فلينصره)
( البداية والنهاية ج8 ص201 ) عن البغوي، وانظر( أسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 123 وص 249) والإصابة عند ترجمة أنس بن الحارث، وتهذيب تاريخ دمشق ج4 ص 328 و341 ).
فهل نصروه أم خذلوه ؟