عضو فضي
|
رقم العضوية : 31113
|
الإنتساب : Feb 2009
|
المشاركات : 1,792
|
بمعدل : 0.31 يوميا
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
السید الامینی
المنتدى :
المنتدى العقائدي
تتمة
بتاريخ : 25-03-2009 الساعة : 06:15 PM
ان الإمامية لا ينددون (كما جاء التعبير به) بسب ولعن يزيد بن معاوية على قتله الحسين (عليه السلام) من غير حجة أو دليل معتبر, فقتل يزيد للحسين (عليه السلام) ثابت متواتر كتواتر أسماء المدن في العالم, يعلمه كل إنسان لكثرة ما كتب وذكر في هذا الجانب, ولا يبرئ ساحة يزيد أنه لم يباشر القتل, فقد ينسب الأمر إلى القائد وإن لم يباشر كما في قوله تعالى: (يا هامان ابن لي صرحاً) (غافر:36).
وإليك أولاً نصوص بعض من صرّح من علماء أهل السنّة بأن يزيداً أمر بقتل الحسين (عليه السلام) ثم نتلو عليك نصوص بعض من صرّح منهم بكفره وجواز لعنه, ثم نتحفك بما طلبته من الرواية الصحيحة عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام) في هذا الجانب ليطمئن قلبك في هذا الموضوع.
أمر يزيد بأخذ البيعة من الحسين (عليه السلام) أخذاً شديداً لا رخصة فيه : قال الطبري في تاريخه (4/250) : ((ولم يكن ليزيد همة حين ولي الأمر إلاّ بيعة النفر الذين أبوا على معاوية , حين دعا الناس إلى بيعته وأنه ولي عهده بعده والفراغ من أمرهم, فكتب إلى الوليد في صحيفة كأنها أذن فأرة: أمّا بعد فخذ حسيناً وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً شديداً ليست فيه رخصة حتى يبايعوا والسلام)) انتهى.
وقال السيوطي في (تاريخ الخلفاء ص 207): (( وبعث أهل العراق إلى الحسين الرسل والكتب يدعونه إليهم, فخرج من مكة إلى العراق في عشرة ذي الحجة , ومعه طائفة من آل بيته رجالاً ونساءاً وصبياناً. فكتب يزيد إلى واليه بالعراق عبيد الله بن زياد بقتاله, فوجه إليه جيشاً أربعة آلاف , عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص...)) انتهى.
وقد ذكر الخوارزمي الحنفي في كتابه (مقتل الحسين 1/180) أن يزيد قد أمر عبيد الله في كتابه السابق بقتل الحسين بل وقتل كل من لم يبايع ممن ذكرهم سابقاً, وإليك لفظه بعينه: ((ثم كتب صحيفة صغيرة كأنها أذن فأرة: ((أما بعد, فخذا الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة , فمن أبى عليك منهم فاضرب عنقه وابعث إليَّ برأسه, والسلام)). انتهى .
وقد ذكر ابن الأثير في كامله رسالة ابن عباس ليزيد بعد مقتل الحسين (عليه السلام) , وطلب يزيد لمودته وقربه بعد امتناع ابن عباس عن بيعة ابن الزبير: (( أما بعد فقد جائني كتابك فأما تركي بيعة ابن الزبير فو الله ما أرجو بذلك برك ولا حمدك ولكن الله بالذي أنوي عليم وزعمت أنك لست بناس بري فأحبس أيّها الإنسان برك عني فإني حابس عنك بري وسألت أن أحبب الناس إليك وأبغضهم وأخذلهم لابن الزبير فلا ولا سرور ولا كرامة كيف وقد قتلت حسيناً وفتيان عبد المطلب مصابيح الهدى ونجوم الاعلام غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد مرحلين بالدماء مسلوبين بالعراء مقتولين بالظماء لا مكفنين ولا مسودين تسفي عليهم الرياح وينشي بهم عرج البطاح حتى أتاح الله بقوم لم يشركوا في دمائهم كفنوهم وأجنوهم وبي وبهم لو عززت وجلست مجلسك الذي جلست فما أنسى من الأشياء فلست بناس اطرادك حسيناً من حرم رسول الله إلى حرم الله وتسييرك الخيول إليه فما زلت بذلك حتى أشخصته إلى العراق فخرج خائفاً يترقب فنزلت به خيلك عداوة منك لله ولرسوله ولأهل بيته الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً فطلبت إليكم الموادعة وسألكم الرجعة فاغتنمتم قلة أنصاره واستئصال أهل بيته وتعاونتم عليه كأنكم قتلتم أهل بيت من الترك والكفر, فلا شيء أعجب عندي من طلبتك ودي وقد قتلت ولد أبي وسيفك يقطر من دمي وأنت أحد ثاري ولا يعجبك إن ظفرت بنا اليوم فلنظفرن بك يوماً والسلام )) انتهى. (الكامل في التاريخ : 3 / 466 و467).
وقد صرّح بقتل يزيد للحسين (عليه السلام) أقرب الناس إلى يزيد وهو معاوية ابنه!
قال ابن حجر المكي في (الصواعق المحرقة ص134): (لما ولي معاوية بن يزيد صعد المنبر فقال: إن هذه الخلافة حبل الله, وإن جدي معاوية نازع الأمر أهله ومن هو أحق به منه علي بن أبي طالب, وركب بكم ما تعلمون, حتى أتته منيته فصار في قبره رهيناً بذنوبه, ثم قلد أبي الأمر وكان غير أهل له, ونازع ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقصف عمره وانبتر عقبه وصار في قبره رهيناً بذنوبه, ثم بكى وقال: إن من أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه وبئس منقلبه, وقد قتل عترة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) , وأباح الخمر, وخرب الكعبة...). انتهى.
وأما من أفتى من أهل السنّة بكفر يزيد وجواز لعنه, فنقول لك:
قد أفتى كل من سبط ابن الجوزي والقاضي أبو يعلى والتفتازاني والجلال السيوطي وغيرهم من أعلام السنّة القدامى بكفر يزيد وجواز لعنه.
قال اليافعي: (وأمّا حكم من قتل الحسين, أو أمر بقتله, ممّن استحلّ ذلك فهو كافر) (شذرات من ذهب/ ابن العماد الحنبلي: 1/68).
وقال التفتازاني في (شرح العقائد النفسية): (والحق أن رضا يزيد بقتل الحسين, واستبشاره بذلك, وإهانته أهل بيت الرسول ممّا تواتر معناه, لعنة الله عليه, وعلى أنصاره وأعوانه) المصدر السابق.
وقال الذهبي: (كان ناصيباً فظاً غليظاً, يتناول المسكر ويفعل المنكر, افتتح دولته بقتل الحسين, وختمها بوقعة الحرّة) المصدر السابق.
وقال ابن كثير: (ان يزيد كان إماماً فاسقاً...) (البداية: 8/223).
وقال المسعودي: (ولمّا شمل الناس جور يزيد وعماله وعمّهم ظلمه وما ظهر من فسقه ومن قتله ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنصاره وما أظهر من شرب الخمر, سيره سيرة فرعون, بل كان فرعون أعدل منه في رعيّته, وأنصف منه لخاصّته وعامّته أخرج أهل المدينة عامله عليهم, وهو عثمان بن محمّد بن أبي سفيان)( مروج الذهب: 3/82).
وروي أنّ عبد الله بن حنظلة الغسيل قال: (والله ما خرجنا على يزيد, حتى خفنا أن نرمى بالحجارة من السماء, أنّه رجل ينكح أمّهات الأولاد والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة)( الكامل: 3/310 وتاريخ الخلفاء: 165).
هذا وقد صنّف أبو الفرج ابن الجوزي الفقيه الحنبلي الشهير كتاباً في الردّ على من منع لعن يزيد وأسماه (الردّ على المتعصّب العنيد).
وختاماً نذكر لك بعض المصادر السنّية التي ذكرت يزيد وجوره ومن كفّره وجوّز لعنه:
1- تاريخ الطبري: 3/13 و6/267 و7/11 و10/60 و11/538.
2- منهاج السنّة: 2/253.
3- الإمامة والسياسة: 1/ 155.
4- الخصائص الكبرى: 2/ 236.
5- تطهير الجنان في هامش الصواعق: 64.
6- روح المعاني للألوسي: 26/73.
7- البداية والنهاية لابن كثير: 8/265.
8- تاريخ الإسلام للذهبي: 2/356.
9- الكامل لابن الأثير: 3/47.
10- تاريخ ابن كثير: 6/ 234, 8/22.
11- تاريخ اليعقوبي: 6/251.
12- تاريخ الخلفاء للسيوطي: 209.
13- تاريخ الخميس: 2/ 302.
14- مروج الذهب للمسعودي: 3/ 71.
15- الأخبار الطوال للدينوري: 65.
16- شذرات من ذهب لابن العماد الحنبلي: 1/ 168.
17- فتح الباري: 13/70.
18- رسائل ابن حزم: 2/ 140.
19- اسد الغابة: 3/243.
|