|
عضو جديد
|
رقم العضوية : 53475
|
الإنتساب : Jul 2010
|
المشاركات : 19
|
بمعدل : 0.00 يوميا
|
|
|
|
المنتدى :
المنتدى الفقهي
الشرك الخفي
بتاريخ : 07-08-2010 الساعة : 04:19 PM
س1/ كيف نعرف دواعي الشرك الخفي؟..
إن الشرك قسمان: القسم الأول: الشرك الجلي.. وهذا لا كلام فيه، فالمشرك بالشرك الجلي خارج عن الإسلام.. فنحن كلامنا في هذه الحلقات ليس مع المسلمين فقط، بل مع خواص المؤمنين.. ونعتقد أن هذه الحلقات تعني طبقة خاصة، وهم خواص المؤمنين، الذين يتطلعون إلى ما وراء الحركات الظاهرية في الشريعة، وهو الجهاد الأكبر.
ولهذا فإن الحر العاملي صاحب (وسائل الشيعة)، كما تناول العبادات الظاهرية: الصلاة، والصوم، وغيره، أيضا أفرد جزءا من كتابه، بعنوان (باب جهاد النفس)، إشارة إلى ضرورة الجمع بين ظاهر الشريعة وباطنها.
والقسم الثاني: الشرك الخفي.. ومن المعلوم أنه آفة الخواص.. وهو بمعنى أن يلحظ السالك بعض المكاسب المعنوية.. وإن كانت هذه المكاسب أرقى من المكاسب الدنيوية، ولكنها ليست متصلة بالله تعالى.
مثلا: إن البعض يريد أن يتعبد، ليصل إلى مقامات روحية عالية، أو ليعطى بعض الكرامات والمشاهدات، أو تكون له بعض القوى الخفية.. بل حتى لو كان التطلع بحق، أي لهدف سام، كالبعض الذي يريد أن يتقرب إلى الله تعالى، ليكون مستجاب الدعوة، فيشفي المرضى مثلا.
إن الإنسان لابد -دائما وأبدا- أن تكون عينه على المولى تعالى، وعلى رضاه، وعلى ما يريده منه.. أما ما خاصية هذا العمل، وكم فيه من الأجر، وكم يعطى من الحور والقصور، وغيره من التفاصيل، لا ينبغي أن يشغل باله بها، فالمهم أن يكون لله تعالى عبدا، وأن يكون كله لله تعالى.
وإلا فإذا كان الهدف هي هذه الأمور، فإنه لا يؤمن من التراجع والانقلاب.. فالبعض يسير في هذا الطريق، وبعد فترة يقول: لقد قمت بصلاة الليل أربعين ليلة، وذهبت إلى الحج، وصمت شهر رمضان، ولم أر شيئا، فتضعف همته، ويتراجع عن هذا الطريق.
فينبغي أن نفرق في العبادات بين أن تكون الجوارح عابدة، وبين أن يكون الكيان كله عابدا.. فنحن لا نريد جوارح عابدة: عين لا تعصي، لسان لا يعصي... وإن كان هذا جميلا، ولكن الأجمل والأهم أن يكون الوجود لا يعصي، بمعنى أن يكون الإنسان بوجوده يرى الله تعالى، وأن يعيش محضرية رب العالمين.. فهذا المعنى الذي نشير إليه، ونريد أن نصل إليه-بفضله تعالى- بعيدا عن الشرك الخفي، وبعيدا عن كل حجاب يحول بين العبد وربه، ولو كان حجابا نوريا، كما يشير مولانا الأمير علي (ع): (إلهي!.. هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك؛ حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور، فتصل إلى معدن العظمة، وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك)
|
التعديل الأخير تم بواسطة البحرانية ; 07-08-2010 الساعة 04:47 PM.
|
|
|
|
|