اقتباس :
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خادم السنه*
[ مشاهدة المشاركة ]
|
الى حيدر الحسناوي
لقد اتضح لنا من ردك على بعض ماورد في الموضوع السابق ان زيارة القبر عقيده في دينكم فهل هذا صحيح
....
|
اما سؤالكم هذا فاقول نعم زيارة القبور امر مرغوب عندنا
ولنا على ذلك ادلة كثيرة وليس من الانصاف ان نستدل على عقيدتنا من كتبنا مع المخالفين لا بل لابد من ان نستدل على زيارة القبور من كتبكم اختي ونبين لكم الامر بالكامل ان شاء الله وبالتدريج ولكون المسئلة متعلقة بالتوحيد لابد من تبينه اولآ ليتضح الامر بكامله
في توحيدالله في العبادة
إعلمي أنّ من ضروريّات الدين، والمتّفق عليه بين جميع طبقات المسلمين، بل من أعظم أركان أصول الدين: اختصاص العبادة بالله رب العالمين.
فلا يستحقّها غيره، ولا يجوز إيقاعها لغيره، ومن عبد غيره فهو كافرُ مشرك، سواءً عَبَدَ الأصنامَ، أو عبد أشرف الملائكة، أو أفضل الأنام.
وهذا لا يرتاب فيه أحدُ ممّن عرف دين الإسلام.
وكيف يرتاب؟! وهو يقرأ في كل يوم عشر مّرات: (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين)
ويقرأ: (قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين)
ويقرأ في سورة يوسف: (إن الحكم إلاّ لله أمر ألا تعبدوا إلا
إياة )
ويقرأ في سورة النحل وقال الذين أشركوا لو شاءالله ما عبدنا من دونه من شيءٍ نحن ولا آباؤنا ولا حرّمنا من دونه من شيءٍ كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرّسل إلاّ البلاغ المبين)
ويقرأ في سورة التوبة: (وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون)
ويقرأ في سورة البقرة أم كنتم شهداء إذْ حضرَ يعقوبَ الموتُ إذْ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون )
ويقرأ في سورة الأعراف: (وإلى عادٍ أخاهم هوداً ـ إلى قوله عزّ من قائل: ـ قالوا أجئتنا لنعبد الله وحده )
ويقرأ في [ سورة ] الزمر والذين اتّخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلاّ ليقرّبونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ماهم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذبٌ كفار)
ويقرأ فيها ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركتَ ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين* بلِ الله فاعبدْ وكن
من الشاكرين) .
ويقرأ فيها قل الله أعْبُدُ مُخْلصاً لهُ ديني)
ويقرأ في سورة النساء واعبدوا الله وال تشركوا به شيئاً) .
ويقرأ في سورة هود ألاّ تعبدوا إلاّ الله إنني لكم منه نذيرٌ وبشير)
ويقرأ في سورة العنكبوت يا عبادي الذين آمنوا إنّ أرضي واسعة فإيّاي فاعبدون)
إلى غير ذلك من الآيات الفرقانيّة، والأحاديث المتواترة
لكنّ العبادة ـ كما هو المفسّر في لسان المفسّرين، وأهل العربيّة، وعلما الإسلام ـ: غاية الخضوع؛ كالسجود، والركوع، ووضع الخدّ على التراب والرماد تواضعاً، وأشباه ذلك، كما يفعله عبّاد الأصنام لأصنامهم .
وأمّا زيارة القبور والتمسّح بها وتقبيلها والتبرّك بها، فليس من ذلك في شيء كما هو واضحُ، بل ليس فيها شيء من الخضوع فضلاً عن كونها غاية الخضوع.
مع أنّ مطلق الخضوع ـ كما عرفت ـ ليس بعبادة، وإلاّ لكان جميع الناس مشركين حتّى الوهّابيّين! فإنّهم يخضعون للرؤساء والأمراء والكبراء بعض الخضوع، ويخضع الأبناء للآباء، والخدم للمخدومين، والعبيد للموالي، وكلّ طبقة من طبقات الناس للّتي فوقها، فيخضعون إليهم بعض الخضوع، ويتواضعون لهم بعض التواضع.
هذا، وقد قال الله عزّ من قائل في تعليم الحكمة واخفض لهما جناح الذّلّ من الرحمة).
أترى الله حين أمر بالخضوع للوالدين أمر بعبادتمها؟!
ويقول سبحانه لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيِّ ولا تجْهَروا له بالقول ... ) إلى آخرها).
أليس هذا خصوعاً وتواضعاً؟!
أترى الله سبحانه أمر بعبادة نبيّة؟!
أوليس التواضع من الأخلاق الجميلة الزكيّة، وهو متضمّن لشيء من الخضوع لا محالة؟!
أوترى الله نهى يصنع بأنبيائه وأوليائه نظير ما أمر أن يصنع بسائر المسلمين من التواضع والخضوع؟!
وقد كان الصحابة يتواضعون للنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم،
ويخضعون له، وذلك من المسلّمات بين أهل السير والأخبار.
بل روى البخاري في صحيحه:
* «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالهاجرة إلى البطحاء، فتوضّأ، ثمّ صلّى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وبين يديه عنزة.
قال شعبة: وزاد فيه عون: عن أبيه، عن أبي جحيفة، قال: كان تمرّ من ورائها المرأة.
وقام الناس فجعلوا يأخذون يده فيمسحون بها وجوههم.
قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب رائحة من المسك».
[ زيارة القبور: ]
وأمّا الأخبار الدالّة على زيارة القبور فنذكر عدّة منها، وإن كان لا حاجة إلى ذكرها لوضوح المسألة، حتّى أنّ الوهّابيّين ـ أيضاً ـ غير مانعين عن أصل الزيارة.
فروى البخاري عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم، أنّه «خرج يوماً فصلّى على أهل أحد صلاته على الميّت، ثمّ انصرف إلى المنبر... » إلى آخره(صحيح البخاري 2/ 114، سنن أبي داود 3/ 216 ح 3223 إلى كلمة «انصرف».
).
وروى فيه عن أنس، قال: «مرّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتّقي الله واصبري ...» إلى آخره(صحيح البخاري 9/ 81 ) ولم ينهها عن زيارة القبر.
وروى الدارقطني في السنن وغيرها، والبيهقي، وغيرهما، من طريق موسى بن هلال العبدي، عن عبدالله العمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم»: من زار قبري وجبت له شفاعتي» (سنن الدار قطني 2/ 278 ح 194، ) .
وعن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، مرفوعاً، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: «من جاءني زائراً ليس له حاجة إلاّ زيارتي، كان حقّاً عليً أن أكون له شفيعاً يوم القيامة»(ورد الحديث باختلاف يسير في: المعجم. الكبير 12/ 291 ح 13149، مجمع الزاوئد 4/ 2، الصلات والبشر: 142، ) .
وعن ليث ومجاهد، عن [ ابن ] عمر، مرفوعاً، قال صلّى الله عليه وسلّم: «من حجّ وزار قبري بعد وفاتي، كان كمن زارني في حياتي»(سنن الدار قطني 2/ 278 ح 192، شعب الإيمان 3/ 489 ح 4154، السنن الكبرى 5/ 246، )
وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من زارني كنت له شهيداً أو شفيعاً» (شعب الإيمان 3/ 489 ذح 4153، كنز العمّال 5/ 135 ح 12371، كما ورد مضمونه في: السنن الكبرى 5/ 245، ).
وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من حجّ [ البيت ] ولم يزرني فقد جفاني »(الدر المنثور 1/ 569، الصلات والبشر: 143، كنز العمال 5/ 135 ح 12396، الكامل 7/ 2480، ) .
وعن أبي هريرة، مرفوعاً، عن النبيّ صلى الله عليه وسلّم، قال: «من زارني بعد موتي فكأنّما زارني حيّاً» (مجمع الزوائد 4/ 2، الصلات والبشر: 142 و 143، الدّر المنثور 1/ 569، كنز العمّال 5/ 135 ح 12372، ) .
وعن أنس، مرفوعاً، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، [ قال]: «من زارني ميّتاً كمن زارني حيّاً، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة»(الصلات والبشر: 143، كشف الخفاء 2/ 328 ـ 329ح 2489، وانظر: الغدير 5/ 104 ح 10 ومصادره.
).
وعن ابن عبّاس، عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد جفاني»( مختصر تاريخ دمشق 2/ 407، وفاء الوفا 4/ 1346 ـ 1347 ح 14 و 16، وانظر: الغدير 5/ 104 ـ 105 ح 12)
[ التبرُّك بالقبور: ]
وأما التبرّك بالقبور وتقبيلها والتمسّح بها:
فقد نقل عبدالله بن أحمد بن حنبل في كتاب «العلل والسؤالات» قال: سألت أبي عن الرجل يمسّ منبر رسول الله يتبرّك بمسّه وتقبيله، ويفعل بالقبر ذلك رجاء ثوابِ الله، فقال: لا بأس به(العلل ومعرفة الرجال 2/ 492 ح 3243، وعنه في وفاء الوفا 4/ 1404، وانظر مؤدّاه أيضاً في ص 1403.).
ونقل عن مالك التبرّك بالقبر(انظر مؤدّاه في وفاه الوفا 4/ 1407.) .
وروي عن يحيى بن سعيد ـ شيخ مالك ـ أنّه حينما أراد الخروج إلى العراق جاء إلى المنبر وتمسّح به(وفاء الوفا 4/ 1403.
) .
ونقل السبكي روايةً ليحيى بن الحسن، عن عمر بن خالد، عن أبي نباتة، عن كثير بن يزيد، عن المطّلب بن عبدالله، قال: أقبل مروان بن الحكم وإذا رجلٌ ملتزم القبر، فأخذ مروان برقبته وقال: ما تصنع؟!
فقال: إنّي لم آتِ الحجر ولا اللبن، إنّما جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم(شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422) .
وذكر رواية أحمد، قال: وكان الرجل أبا أيّوب الأنصاري(شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422.
) .
ونقل هذه الرواية أحمد، وزاد فيها أنّه قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: لا تبكوا على الدين إذا ولوه أهله، وابكوا عليه إذا وليه غير أهله(شفاء السقام عن مسند أحمد 5/ 422، وفاء الوفا 4/ 1358 ـ 1359.
).
وذكر ابن حمّاد أنّ ابن عمر كان يضع يده اليمنى على القبره(وفاء الوفا 4/ 1405.
) .
ولو رمنا ذكر جميع الأحاديث لخرجنا من حدّ الاختصار، وفيما ذكر كفاية، فضلاً عن سيرة المسلمين.
وما عرفت من أنّ تلك الأمور خارجة عن حقيقة العبادة، فإذاً لا وجه للمنع عنها وإن لم يكن دليل عليها.
هذا، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: (وَمَن يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإَنّها مِن تَقْوى القُلُوب).
تم الكلام............................................ ..............