في رحاب الامام السجاد عليه السلام
فلقد لعمري استدبرتم الامور الماضية في الايام الخالية من الفتن المتراكمة ، والانهماك فيما تستدلون به على تجنب الغواة ، وأهل البدع ، والبغي والفساد في الارض بغير الحق .. فاستعينوا بالله وارجعوا إلى طاعة الله .. وطاعة من هو أولى بالطاعة ممن اُتبع فأُطيع .. فالحذر ، الحذر من قبل الندامة والحسرة والقدوم على الله ، والوقوف بين يديه .. وتالله ما صدر قوم قط عن معصية الله إلا إلى عذابه .. وما آثر قوم قط الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم وساء مصيرهم .. وما العلم بالله والعمل إلا إلفان مؤتلفان ( أي مترابطان ) فمن عرف الله خافه وحثه الخوف على العمل بطاعة الله .. وإن ارباب العلم وأتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له ، ورغبوا إليه .. وقد قال الله :
فلا تلتمسوا شيئاً مما في هذه الدنيا بمعصية الله ، واشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله واغتنموا أيامها ، واسعوا لما فيه نجاتكم غداً من عذاب الله .. فإن ذلك أقل للتبعة وأدنى من العذر ، وأرجا للنجاة ..