إليكم إخواني.. إليكُنّ أخَواتي،
ما يحزّ بالنَّفس في شهر مُحَرَّم الحَرام...
- أن نستعدَّ ماديًّا لاستقبال محرَّم من ملابس وغيرها وننسى أن نهيئَ أنفسَنا فكريًّا وروحيًّا لدروس الثَّورة الحُسينيّة.
- أن تتنافس المآتم الحُسينيّة وخصوصًا النسائيّة بتقديم أفخر المأكولات والمشروبات وتكون منافستهم من الأغلى والأكرَم، وتُنتَسَى القيمة الحقيقيّة والرّسالة العلميّة للمآتم الحسينية.
- ما يحزّ بالنّفس هؤلاء الفتَيات اللّواتي يحضرْنَ لتعزية الزّهراء (ع) وهُنّ في قمّة أناقتهنّ وتبرُّجهنّ وكعوبهنّ، يتبادَلْن الحديث والعلك أثناء قراءة الخطيب وكأنّهُنّ يشاهدْنَ برنامجًا أو مُسلسلاً تركيًّا أو يستمعْنَ لإذاعة. ولا ترمش لهُنّ طرْفة عَين ولا يهتزّ لهُنّ قلب على مُصاب أبي عبدالله.
- أن تمرَّ المسيرات والمواكب والشّباب في لطْمٍ وعَزاء بينما هناك شبابًا واقفين بقصّة شعر وسلسلة مُتَدلِّية على صَدرٍ مفتوح يتفرّجون ولا يشاركون في العزاء.
- أن تكون مسألة عاشوراء مسألة وقتيّة، لا نستفيد من أهدافها وقيَمها طوال حياتنا، ولا نتّخذها معيارًا لأقوالنا وأفعالنا وتصرّفاتنا.
- أن نجعل الحُسين (ع) رمزًا للَّطم والبُكاء والتّطبير والتّراجيديّات الحزينة فقط، وأن ننسَى الدّروس المُستفادَة من الثَّورة والإباء ورفْض الظُّلم.
- أن نستمرَّ في العزاء على الحسين (ع) إلى وقت مُتأخِّر من اللَّيل ومن ثمّ نتكاسَل لأداء فريضة صلاة الصُّبح، وننسى أنَّ ثورة الحُسين ما قامَت إلاّ من أجْل المُحافظة على الصّلاة وإعْلاء صرخة: اللهُ أكبَر.
- أن تسيرَ مواكب المُعَزِّين مُخَلِّفةً وراءَها كَومة هائلة من القمامة، وأن يتناسى المُعزّون عند شرْبهم وأكْلهم بأنَّ هناك حاوياتٍ للقمامة.
- أن تخرجَ الفتيَات بملابس سوداء ضيِّقة و"فيزونات" يُحاولن بذلك إظهار الحداد على الإمام (ع) وعلى نساء الإمام. وهُن في الواقع ومن خلال لباسهن، يُحاربْنَ الإمام (ع) وقضيّتَه ويُحاربْنَ حجابَ الزّهراء وستْرَ الحَوراء، ويقفْنَ من حيث لا يدْرين في مُعسكَر يزيد عليه لعنةُ الله، ويلفتْنَ الشّبابَ إلى مفاتنهنّ ويُلهينهُم عن الأمنيّاتِ ويحرمْنَهُم من الحسَنات.
- أن نتطرّف في حُزننا وشعائرنا، ونُزعج غيرنا ونظلمه بدَل احترامه وإظهار الرُّقيّ لإيصال فكرتنا وعقيدتنا؛ فنلعبُ دَورَ المُنفِّرين.
*** نحن اليوم مراقَبون عالَميًّا من أجْل انتقاد أقلّ هفَواتنا.
فلننشُر قضيّة الإمام الحُسين (ع).. حُسين الكرَم، الأخلاق، التّسامُح.. حُسين الشَّهادة، الحقّ، العَدل، الحَياء والسِّتر.