سيدة الإيثار... بقلم / السيد احمد الاعرجي
يافجر الحنان على البيت أشرق , يانهر الوفاء في الخير اسبق ,
سعى الخطب وكأن الوقع حزين , كابر جبل الصبر وهيهات يلين ,
يا غصنا من جذر المروءة تفرع , يافرعا في بيت التقى شعشع .
على أوتار النعي تسلطن في قلبها الأنين , وفي كهفها الكبرياء تقوقع ,لبّت النداء وبأذيال الصبر تتعثر , وعلى أكتافها الفضل شامخا , ومن الهول كاد الفضل على الأرض يتبعثر ,
أين فجر الحق هل حقا انه أدبر , أين بحر العلم أبا السجاد والأكبر , وهل أوفوا أبنائي الأربع ؟ يا أم أشبال الانزع , هلم لسماع الأمر الافجع , لاعبد الله منهم بقى ولا عثمان ولاجعفر , والعباس على النهر مرمى , ذاك الطود ظلما تجزّر , وسهم البغض لعينه أدمى ومع الدم دمعه انهمر, وسهم الغدر لقلب القربة سمّاً أجرع. وكف منه راية عدل وللإيثار الكف الآخر.
ولدي الحسين وعن ولدي انشد , فداءه نفسي و من منهم استشهد , لهفي على السبط يا بشر اخبر.
يازينب ياام الأحزان , هل حرقت خيمتك النيران , وأين عنك أبنائي الفتيان , وهل منهم من هو قصّر.
يااماه لهفي على أخوتي وفيهم العباس , لهفي على خدر حرقه شر الناس , لهفي على كفين وعلى دم سال من راعي النوماس.
يا سيدة الإيثار ياام البنين , يا باب الحوائج للسائلين , من حزنك بكى حتى مروان الوزغ , كيف لا وقد فقدت الحسين .
على ارض الفراق نثرت حروف الوجد , وعلى سفوح الصبر سالت دموع الفقد , وارض طيبة على الأحزان تتوسد , رحلت أم البنين ذاك هو الخطب الأكبر.
والزهراء بحق تطالب للكفين يوم المحشر , وفاءا منها للمثكولة بالأربع وبحسين السبط الأزهر .