قال ابن إسحاق : و حدثني حبان بن واسع بن حبان عن أشياخ من قومه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عدل صفوف أصحابه يوم بدر ، و في يده قدح يعدل به القوم ، فمر بسواد بن غزية - حليف بني عدي بن النجار - و هو مستنتل من الصف ، فطعن في بطنه بالقدح ، و قال : " استو يا سواد " ، فقال : يا رسول الله ! أوجعتني و قد بعثك الله بالحق و العدل ، فأقدني . قال : فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه ، و قال : " استقد " ، قال : فاعتنقه فقبل بطنه ، فقال: " ما حملك على هذا يا سواد ؟ " قال : يا رسول الله ! حضر ما ترى ، فأردت أن يكون آخر العهد بك : أن يمس جلدي جلدك ! فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير
المصدر سلسلة الاحاديث الصحيحة للشيخ الالباني الجزء 6 ص 808
هكذا كان رسول الله صلى الله عليه واله في تعامله مع الاخرين وكما يصفه القران الكريم (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)
ونحن بعد علينا ان نتبع اثاره ونقتدي به كما اخبرنا الله عز وجل
حدثنا حدثنا ميمون بن الأصبع ، قال : حدثنا الحكم بن نافع ، قال : حدثنا شعيب بن أبي حمزة ، عن الزهري ، قال : أخبرني عمر بن عبد العزيز ، من حديث نوفل بن مساحق بن عبد الله بن مخرمة القرشي ، " أنه تناجى عمر بن الخطاب وعثمان بن حنيف في المسجد ، والناس يحيطون بهما لا يسمع نجواهما منهم أحد ، فلم يزالا يتحدثان في الرأي حتى أغضب عثمان عمر ، رضي الله عنهما ، في بعض ما تكلموا به ، فقبض عمر ، رضي الله عنه ، من حصى المسجد قبضة فحصب بها وجه عثمان ، رضي الله عنه ، فشجه بالحصى في وجهه آثارا من شجاج ، فلما رأى عمر ، رضي الله عنه ، كثرة تسرب الدم على لحيته ، قال : أمسك عنك الدم ، فعرف عثمان ، رضي الله عنه أن عمر ، رضي الله عنه ، نادم على ما فرط منه ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لا يهولنك الذي أصبت مني ، فوالله إني لأنتهك ممن وليتني أمره من رعيتك التي استرعاك الله أكثر مما انتهكت مني ، فأعجب بها عمر ، رضي الله عنه ، في رأيه ، وحمله وزاده عنده خيرا